عصر المعلومات لا الطائرات والغواصات

توفيق أبو شومر

إليكم آخر وأحدث المؤتمرات العالمية المختصة بعالم الألفية الثالثة، ويُعقد هذا المؤتمر في مدينة سان فرانسيسكو الأمريكية، وقد نظمته جمعية أمن المعلومات:

وقد نشر هذا المؤتمر المختص بأمن المعلومات إحصائية 2012 عن عالم تكنلوجيا الاتصالات في ألفيتنا الثالثة، وتنبع أهمية هذا المؤتمر من أمرين:

الأول:

لأنني اكتشفت بأن المشاركين في المؤتمر يبلغ عددهم عشرين ألفا من المختصين والعلماء في مجالات تكنلوجيا المعلومات، كما أن مدة المؤتمر أسبوع واحد من 25 فبراير إلى الأول من مارس 2013.

 أما الأمر الثاني:

 فهو أن جدول المؤتمر يناقش الفايروسات التي تُتهم أمريكا وإسرائيل بإنتاجها لغرض تدمير منظومة التخصيب الذري في إيران !

ومما جاء في آخر تقرير للمؤتمر عن عام 2012:

يجري في كل يوم إرسال 75 مليون إيميل من محتالين، وتُوقع هذه الإيميلات أكثر من مائتي ضحية!

ازداد مجموع ما يُنفقه مستخدمو الهواتف المحمولة من 172 مليار$ عام 2011 إلى 213 مليار $عام 2012.

يبلغ عدد مستعملي محرك بحث غوغول تسعين مليونا.

عدد المربوطين بالإنترنت ملياران من مجموع سكان العالم البالغين سبعة مليارات،

أما عدد مستخدمي الهواتف المحمولة فيبلغون خمسة مليارات.

هناك سبعون مليون مدونة في وورد برس، وفي تومبير 39 مليون مدونة.

هناك 845 مليون نشيط يستعملون الفيس بوك ينشرون فيها مليار موضوع كل يوم

هناك 456 مليون حساب على تويتر.

جاءت المعطيات السابقة مقدمة للمؤتمر حتى تربط المؤتمرين بالعالم الراهن، ولم يعرض مقدمو المؤتمر موضوعاتٍ مثل موضوعات ندواتنا الفلسطينية والعربية، والتي تناقش:

 عجز الميزانيات والمشكلات السياسية، والمصالحات أو إنجازات الأحزاب، وأهداف الانتفاضات، ومواقف القادة والحكام من شعوبهم ودول الجوار ، ولا فن الخطابة أمام المدعوين والمدعوات!!

سأظل أُقارن بين حالتنا الفلسطينية والعربية، وبين حالة العالم المحيط بنا، لعلي أساهم في تحريك نهر الركود العربي والفلسطيني!

فما نزال مُصرين على أن نعيشَ في ماضينا، ولم نستيقظ بعدُ من حالة الحلم الدائمة لنرى الحقيقة القاسية في صحونا، فما أكثر مؤتمراتنا التي نعقدها في العام الواحد، وأنا أعترف بأنني لا أملك إحصاءً بعدد هذه المؤتمرات والندوات المخملية التي تُعقد في فلسطين التي تشكو من الحصار والفقر أو في العالم العربي، غير أن معظم هذه المؤتمرات تتسم في الغالب الأعم بما يلي:

إنها في الغالب مؤتمراتٌ خطابيةٌ هدفها النهائي هو التنفيس عن الخطباء والمشاركين فيها!

كما أن أكثرها ليس هدفها النهائي تزاوجُ الأفكار وإبداعُ تقنيات عملية جديدة خلاّقة، بل هي مناسبات اجتماعية وكرنفالات للقاء الأصدقاء والأحبة!!

إنها أيضا مؤتمرات غايتها إبراز بعض المشاركين والمنظمين والداعمين، فهي ذات طابع شخصي في الغالب، أو أنها ترويجٌ لحزبٍ من الأحزاب!

كذلك فإن معظم المؤتمرات والندوات الوطنية هي فرصة تجارية مُربحة لبعض المنظمين ممن يُجيدون توظيف فواتير شراء المواد المطلوبة للمؤتمر ويعرفون آليات جني الأرباح الشخصية ودعم حساباتهم البنكية، ويتم ذلك في كثير من المؤتمرات المدعومة من جهات أجنبية!

كما أن بعض المؤتمرات تهدف لاستجواب بعض المؤثرين في القرارات من القادة وزعماء الأحزاب باستضافتهم كنجوم، وذلك لهدف الحصول على خططهم وآليات عملهم واستجوابهم في الندوات، بدلا من إخضاعهم للتحقيق في غرف الاعتقال والسجن!

بعض المؤتمرات غايتها فرز القيادات المستقبلية القادرة على تطويع أكبر قدر من المؤيدين والموالين، واستبدالهم بالمنافسين كنوع من فرض سيطرة جهاتٍ مجهولة يتبعون لها وينفذون مخططاتها!!

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 5/آذار/2013 - 23/ربيع الثاني/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م