حروب أمريكا... هل تضع اوزراها؟

 

شبكة النبأ: تحديات كبيره ومتعددة تواجهها المؤسسة العسكرية الامريكة التي تعتبر من أهم وأقوى المؤسسات العالمية، وبحسب بعض المراقبين فان هذه المؤسسة المهمة تواجه اليوم جملة من التحديات والمشاكل المتفاقمة منها ما هو أخلاقي أسهم ببروز الكثير من الخروقات و الفضائح بين إفراد القوات المسلحة كارتفاع معدلات الانتحار وانتشار الجرائم الغير أخلاقية الخ من الجرائم الأخرى، يضاف الى ذلك المشكل الاقتصادية والأزمة المالية التي تمر بها الولايات المتحدة، والتي تنذر بتقليص نفقات ووزارة الدفاع الأمريكية التي تضم حوالي 2.3 مليون عسكري و 700 ألف مدني.

ويتوقع خبراء عسكريون أن تؤدي القرارات الأخيرة إلى اقتطاع نسب كبيرة من الميزانية الهائلة لوزارة الدفاع وهو ما سيسهم بتغير الكثير من الأمور والخطط السابقة، الأمر الذي قد يتسبب بأضعاف القدرات القتالية لجيش الأمريكي الذي ستتقلص أعداده الحالية وإلغاء الكثير من البرامج تما شيا مع هذه القرارات التي تنص على اقتطاع حوالي 450 مليار دولار على مدى عشر سنوات من الميزانية العسكرية.

وفي ذا الشأن قال نائب وزير الدفاع الأمريكي اشتون كارتر إن البنتاجون سيضطر لمنح مئات الآلاف من العاملين المدنيين عطلات بدون أجر وخفض صيانة السفن والطائرات وتقليص التدريب اذا نفذ خفض جديد في النفقات تبلغ قيمته 46 مليار دولار. وحث كارتر وهو يتحدث أمام لجنة القوات لمسلحة بمجلس الشيوخ الكونجرس على تأخير التخفيضات الشاملة التلقائية قائلا "هذه الأحداث المدمرة لم تعد مشاكل بعيدة. التهديد على الأبواب."

وقال ان الجيش سيواجه أزمة في الاستعداد بحلول نهاية العام بسبب التخفيضات التي تبلغ قيمتها 46 مليار دولار في ميزانية البنتاجون وفشل الكونجرس في توفير التمويل المناسب للدفاع للسنة المالية 2013 . وكان كارتر يدلي بشهادته مع قادة عسكريين ومراقب البنتاجون. ويعمل البنتاجون الذي دخل الشهر الخامس في سنته المالية 2013 بموجب قرار أبقى ميزانيته الأساسية عند مستويات عام 2012 .

ولم يختلف التمويل تقريبا لكن الأموال غير موزعة بشكل مناسب على مختلف البنود. وأبلغ كارتر المشرعين بأنه نتيجة للمشاكل المالية المجتمعة يواجه البنتاجون عجزا قيمته 35 مليار دولار في حسابات العمليات والصيانة سيتعين عليه تعويضه في الأشهر السبعة المتبقية من السنة المالية. وقال "في المدى القريب ستخلق هذه التخفيضات أزمة فورية في استعداد الجيش."

والتنفيذ الفعلي للخفض نتيجة لعدم توصل اوباما والجمهوريين في الكونجرس إلى حل وسط في 2011 بشأن رفع سقف دين الدولة. والجمهوريون غير راضين عن مستوى العجز ويريدون أن تقابل أي زيادة في سقف الاقتراض تخفيضات في الإنفاق الحكومي.

وقال كارتر انه اذا نفذ الخفض البالغ 46 مليار دولار في الميزانية كما هو مطلوب حاليا في اول مارس آذار فسيتعين على الوزارة منح معظم الموظفين المدنيين البالغ عددهم 800 الف موظف عطلة بدون أجر لمدة يوم واحد أسبوعيا لمدة 22 أسبوعا وهو إجراء سيوفر بين اربعة وخمسة مليارات دولار. وأضاف ان الخفض سيؤدي أيضا الى تقليص التدريب لوحدات الجيش التي لم يتقرر نشرها في أفغانستان وهو إجراء سيجعل نحو ثلثي الوحدات النشطة تعمل بدرجة استعدد أقل.

وتابع ان الخفض سيؤدي كذلك الى تقليص شديد لساعات الطيران للقوات الجوية وخفض تمويل صيانة نظم الأسلحة بنحو 30 في المئة مما سيترك معظم وحدات الطيران دون مستويات الاستعداد بحلول نهاية السنة المالية. وقال إن التخفيضات ستؤدي أيضا إلى إلغاء إعمال صيانة لسفن وطائرات البحرية في الربعين الثالث والأخير من العام وهو ما سيؤثر على نحو 25 سفينة و470 طائرة. وتابع قوله "بشكل عام ستعطل هذه الإجراءات برامج بشكل خطير وتخفض مستوى الاستعداد بشكل حاد." وقال إن ذلك سيضر بمتعاقدين من الباطن كثيرون منهم شركات صغيرة لا تملك هيكل رأس المال الذي يمكنها من مقاومة الاضطرابات.

في السياق ذاته قال رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي إنه سيتعين على وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) خفض حجم القوات العسكرية الأمريكية للمرة الثانية في عدة سنوات إذا بدأ سريان خفض الإنفاق في جميع القطاعات وأضاف ديمبسي أن حوالي ثلث التخفيضات سيأتي من خفض حجم القوات بينما سيأتي الثلثان المتبقيان من الإنفاق على التحديث وإحلال المعدات والجاهزية.

وأشار إلى أن الجيش بدأ تقليص حجم قواته العام الماضي إلى 490 ألفا من 570 ألفا نتيجة لمحاولات خفض 487 مليار دولار على مدى عشر سنوات كما يقضي قانون السيطرة على الميزانية لعام 2011 . وقال ديمبسي إن القانون اقترح أيضا تخفيضات إضافية في جميع القطاعات وإذا أصبحت هذه التخفيضات سارية "سيتعين خفض حجم الجيش مرة أخرى."

وقالت وزارة الدفاع الأمريكية إنها ستطلب زيادة في المرتبات أقل من المتوقع قدرها واحد في المئة على مرتبات العاملين في ميزانية السنة المالية 2014. ويجري ربط الزيادات في الأجور عادة بمؤشر تكلفة التشغيل وكان من المتوقع أن ترتفع بمقدار 1.7 في المئة. وقال مسؤول بوزارة الدفاع إن خفض زيادة المرتبات ستوفر حوالي 470 مليون دولار أثناء السنة المالية 2014. وستصل الأموال التي سيتم توفيرها جراء الخفض إلى ثلاثة مليارات دولار على مدى خمس سنوات لأن الزيادات في المستقبل ستعتمد على الزيادة الأقل في عام 2014.

وقال ديمبسي إن القرار الذي اتخذ بتأجيل إرسال مجموعة حاملة الطائرات الأمريكية هاري ترومان إلى الشرق الأوسط اتخذ للتكيف مع خطط الإنفاق في السنة المالية 2013 . ولم يخصص الكونجرس أموالا للبنتاجون للسنة المالية 2013. ووافق بدلا من ذلك على استمرار العمل بقرار يمدد بشكل مؤقت تمويل الوزارة حتى نهاية مارس آذار استنادا إلى مستويات 2012. وقال ديمبسي "تمديد القرار الذي نعمل بموجبه يخصص قدرا أكبر من الأموال لحساب الاستثمار وأموالا أقل للعمليات والصيانة ولا نملك سلطة تحويل الأموال من حساب لآخر. "وعليه فإن العمليات والصيانة يتدهوران بسبب سوء تخصيص الأموال في استمرار العمل بالقرار.

في السياق ذاته علق الجيش الاميركي الطلعات الجوية التجريبية لطائراته المقاتلة الجديدة من طراز "اف 35" بسبب مشاكل محتملة في محركاتها، بحسب متحدثة عسكرية، في انتكاسة جديدة لهذا البرنامج الذي يواجه انتقادات بسبب تكلفته الباهظة والحوادث التقنية الكثيرة التي واجهها. وقالت المتحدثة باسم البنتاغون كيرا هاون ان هذا التعليق "تدبير احترازي" بعد اكتشاف ثغرة في توربينة محرك احدى طائرات "اف 35" في قاعدة ادواردز في كاليفورنيا غرب الولايات المتحدة.

واضافت في بيان "من المبكر جدا التكهن بما سيكون اثر هذا الاكتشاف على الاسطول برمته، الا انه في تدبير احترازي تم تعليق كل العمليات التي تشارك فيها طائرات اف 35 الى حين معرفة السبب المحدد لهذه الثغرة". وتملك الولايات المتحدة حاليا 51 طائرة من طراز "اف 35".

وقالت المتحدثة "علينا رؤية ما اذا كان هذا حادثا معزولا او انه سيترتب عنه تبعات اكثر اهمية". واوضحت ان التوربينة التي بها الثغرة اعيدت الى موقع التصنيع التابع لشركة برات اند ويتني بولاية كونيتكت (شمال شرق) ليتم فحصها. ويعلق البنتاغون امالا كبيرة على طائرات "اف 35" التي يفترض ان تحل مكان الطائرات المقاتلة الحالية لسلاح الجو والبحرية والمارينز الاميركية بحلول نهاية العقد الجاري.

ويعتزم الجيش الاميركي انتاج 2443 طائرة من هذا الطراز ليستخدمها اضافة الى مئات الطائرات الاخرى لثمانية من شركائه الدوليين المشاركين في هذا المشروع ودولتين اخريين هما اليابان واسرائيل. لكن البلدان المشاركة في هذا المشروع تبدي قلقا متزايدا بسبب الكلفة الباهظة والتأخير المستمر في الانتاج.

الى جانب ذلك وفيما يخص بعض المشاكل الأخر فقد بينت أشمل دراسة أجرتها الحكومة الامريكية حتى الان على معدل الانتحار بين قدامى المحاربين ان المزيد منهم ينتحر أكثر مما كان يعتقد في السابق حيث يموت 22 شخصا كل يوم أي بمعدل واحد كل 65 دقيقة في المتوسط. وشملت الدراسة التي نشرتها وزارة شؤون قدامى المحاربين الفترة من عام 1999 الى عام 2010 وبالمقارنة مع دراسات سابقة اقل دقة فان تقديراتها أشارت الى 18 حالة وفاة يوميا في الولايات المتحدة.

وقالت الوزارة ان أكثر من 69 في المئة من حالات الانتحار بين المحاربين القدماء كانت بين الافراد الذين تبلغ أعمارهم 50 عاما فأكثر. وقالت السناتور الديمقراطي باتي موراي عن ولاية واشنطن التي تبنت تشريعا يدعم الرعاية الصحية للمحاربين القدماء "تقدم هذه البيانات صورة أكثر دقة وهي صورة محزنة بل مثيرة للانزعاج عن معدلات انتحار المحاربين القدامى."

وردت هذه الانباء بعد اقرار الجيش الامريكي بأن حالات الانتحار بلغت رقما قياسيا في عام 2012 متفوقة على عدد القتلى الذين يسقطون أثناء القتال وبلغ عددهم 349 شخصا أي بمعدل واحد يوميا تقريبا. جاء هذا رغم التركيز الاكبر على مستوى القيادة في وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) ووزارة شؤون قدامى المحاربين على مشكلة الانتحار واثناء زيادة اجمالية في حالات الانتحار بالولايات المتحدة. وقالت وزارة شؤون قدامى المحاربين ان عدد حالات الانتحار في الولايات المتحدة زاد بنسبة 11 في المئة في الفترة من 2007 الى 2010.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 2/آذار/2013 - 20/ربيع الثاني/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م