شبكة النبأ: يؤكد المختصون بمجال
الدين والتربية والاجتماع، أن حث الأبناء وخاصة الأطفال منهم على تعلم
أحكام الدين وأداء الصلاة والصيام والقيام بالأعمال الصالحة حتى دون سن
التكليف، في الصغر كالنقش على الحجر، وله الأثر الايجابي على الفرد
والمجتمع.
وذكر الباحث الاجتماعي محمد الكاظمي ان على الوالدين ان يعيا جيدا،
ان تربية الطفل تربية دينية منذ سنواته الأولى، بحثه على أداء الصلاة
والصيام والصدقة مثلا وغيرها من تعاليم الدين، لها الأثر الواضح
والايجابي على الفرد بشكل خاص وعلى المجتمع بشكل عام بعد بلوغه.
وأضاف ان الثابت من آراء أساتذة الاجتماع، والنفس وعلم البيولوجي أن
الأم صاحبة التأثير الأكبر في مرحلة الطفولة، خاصة في الأمور الدينية،
إن أحسنت غرسها في طفلها يصعب أن تفسد أو تتبدل عند الكبر، وعلى الأم
مساعدة أسرتها في أداء فرائض تعاليم الدين.
مؤكدا ان الوالدين مسؤولان عن أبنائهما منذ الصغر حتى يشب الواحد
منهم ليصبح مطيعا لله عز وجل ومحسنا في سلوكه وتصرفاته تجاه الآخرين،
ويجب على الأبوين أن يعودا الأبناء على التعايش في ديني وكأنهم بالغون
ليعتادوا على ذلك عن حب وقناعة حتى الكبر.
واعتادت ربة البيت (أم محمد تقي/30 عاما) على حث أبنائها على أداء
فروض الصلاة كلما حان وقتها، كما أنها ترغب بتعويدهم على الصيام لكن
تشفق عليهم لصغر سنهم. وقالت إنا اكتفي حاليا بتعويد وحث أبنائي
للمواظبة على أداء الصلاة والصيام حتى ساعة أو ساعتين من اليوم، لأن
أعمارهم لا تتجاوز السبع سنوات وبنيتهم الجسمية ضعيفة.
وأضافت أم محمد تقي اني أراهم أكثر تعلقا بالدين يوما بعد آخر،
وأكثر سؤالا عن بعض أحكام الدين وبعض تعاليمه وعقائده، بل أن ولدي
الصغير منهم يفاجئني أحيانا عندما يستنكر علينا فعل كذا او كذا، بقوله
(هذا حرام).
ويرى الناشط الديني سعد جابر ان بداية التربية الدينية بالنسبة
للأطفال، يجب أن منذ نعومة أظافر الطفل وعندما يكون ذهنه صافياً وغير
ملوّث بالعوامل السلبية حوله. ويتقبل الحقائق مثل الجمال، الخير،
المحبة، ويعتبر دور الطفولة من أفضل الأدوار التي يمكن فيها ذلك ويحقق
أهدافه. يمكن للأم في هذه السنين أن تبذر في روح الطفل بذور التقوى
والشرف وحب الله وعبادته، وتوجهه إليه بلغة سهلة. سيمكن تحقيق ذلك عن
طريق البرامج الأم وسرد القصص وشرح كيفية خلق عالم الوجود.
ويلفت الموظف الحكومي بشير عباس الى انه حريص كل الحرص على اصطحاب
ولديه وخاصة الأكبر، معه في زيارات مراقد أهل البيت (ع) وخاصة زيارة
الأربعين، لأنه على يقين أن اصطحابه معهم، في أكثر من فائدة أولها
الترفيه عن النفس وثانيها التعرف على معالم مدن جديدة وثالثها معرفة
أماكن مراقد أهل البيت (ع) وقبل هذا وذاك، هو العمل على ارتباطه روحيا
مع أهل البيت بالتشرف بزيارتهم والانتهال من منابعهم والتزود من
أخلاقهم.
فيما تلفت الاستشارية النفسية ضحى عبيد الى انه على الأم إدراك أن
صيام الطفل على سبيل الفرض، مرتبط بقدرته على التحمّل وحالته الصحية.
ويفضّل البدء في تدريب الطفل على الصيام من السنة السابعة، علماً أن
عـــمر العشـر سنوات هو نموذجي لصيام الطفل، مع مراعاة الفروق الفردية
بين طفل وآخر. فلا يجوز إجبار الطفل على الصيام قبل ذلك، وإن حدث
وتعرّض الطفل للإلزام على الصوم أو عوقب بالضرب على تكاسله في أداء هذه
الفريضة فقد يلجأ إلى الإفطار سراً. وأضافت عبيد: قد تكبر هذه العادة
السيئة معه، فالحثّ على أداء الفرائض الدينية يجب أن يتم بالترغيب لا
بالترهيب، وخصوصاً الصيام.
فيما تناول السيد محمد الفؤادي مدير مركز الإرشاد الأسري في
الديوانية، الحديث عن نظرة الإسلام ورؤى اهل البيت (ع) بخصوص دور
الأسرة وحث أبنائهم وتدريبهم على الطاعة والعبادة وخصوصا مسألة الصلاة
والصيام.
وقال ان الروايات الواردة عن أهل البيت (ع) كثيرة التي وردت لتؤكد
على حث الآباء على اصطحاب أولادهم الى المساجد وتدريبهم على الصلاة،
وكذلك صلاة أمامهم بصوت مرتفع وتعليمهم آليات وطرق العبادة قبل البلوغ
او التكليف.
موضحا أن الطفل الصبي عندما يبلغ يكون مستعدا كامل الاستعداد لتأدية
الوظائف المناط هبه من قبل لله عز وجل، لذا لابد من حثه على أداء
تعاليم الدين وخاصة الصلاة والصيام وتلاوة القرآن وقراءة الادعية
والزيارات ليتعود عليهما ولا يتفاجئ بمشقة بعض العبادات وخاصة الصوم
عند بلوغه.
وأضاف الفؤادي: أما الفتاة فقد حث الإسلام الأم على متابعة أبنتها
في مسائل الأمور الفقهية وتدريبها على الطاعة ولبس الحجاب وأداء
الصلاة، لافتا إلى أن تكليف الصبيان في مسألة الصيام ورد الاستحباب
بهذا الصدد بأن يكون من الصباح حتى الظهيرة حتى يتعود على الطاعة وأنه
ممتثل لأمر الله عز وجل حتى لا يتفاجئ حين البلوغ أن عليه الامتثال
لأمر لله عز وجل وحتى لا يكون هناك نوع من التسويف.
وزاد الفؤادي أن تهيئة الصبي والصبية منذ الصغر وتدريبهم على الطاعة
هو أمر منوط بالآباء والأمهات، وخاصة بحثهم زيارات مراقد مقامات أهل
البيت (ع) عن قرب او بعد، فيكون لذلك اثر نفسي كبير على الطفل والصبي،
وهو يسهم مساهمة كبيرة في بناء شخصيته وروحيته ونفسيته في طاعة الله عز
وجل وارتباطه بأهل البيت (ع).
وعدّ ذلك، عاملا مهما لبناء شخصية هذا الإنسان ودينه السليم، لافتا
إلى ان مركز الإرشاد الأسري في الديوانية تولى ها الموضوع بشكل فعلي،
من خلال إقامة محاضرات دينية ودورات فقهية وأخلاقية للآباء والأمهات
والأطفال. |