قراءة في كتاب: الدرر العلوية والغوائل الاموية

شتان ما بين المسار العلوي والمسار الاموي

 

 

 

 

الكتاب: الدرر العلوية والغوائل الاموية

الكاتب: الشيخ احمد البغدادي

الناشر: مؤسسة السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام الثقافية

عدد الصفحات: 153

عـــــرض: شبكة النبأ

 

 

 

 

شبكة النبأ: يستطيع المراقب المحايد المتفحص أن يكتشف الفروقات الفكرية والعقائدية والسلوكية بين مسارين أحدهما لا يشبه الآخر، بسبب اختلاف العقيدة والمنهج الحياتي المستمد من هذه العقائد، في هذه الكتاب الذي نعرض له، هنا والذي يحمل عنوان (الدرر العلوية والغوائل الاموية) يطرح المؤلف الشيخ احمد البغدادي رؤية حيادية بين مسارين هما (المسار العلوي والمسار الاموي)، ويعتمد المؤلف الاسانيد التاريخية المستمدة من سيرة أهل البيت عليهم افضل الصلاة والسلام.

يبدأ الكتاب بتقديم للشيخ فاضل الصفار إذ يؤكد بأن التاريخ علم ووعي ومعرفة بالاحداث وما يقف وراءها من اسباب ودواعي سياسية واجتماعية، لأن التاريخ حركة الافكار والافعال البشرية وتطورها، وبهذا يتميز المؤرخ خن المحدّث أو الاخباري، وتبعت هذا التقديم مقدمة اخرى قصيرة ومكثفة عن مضمون الكتاب للمؤسسة الناشرة.

ثم يبدأ المؤلف بالفصل الاول باحثا في خصائص المجتمعين العلوي والاموي، مؤكدا على ان المسلمين كمجتمع بشري تضمن عدة تيارات ومدارس واتجاهات تبعا لاختلاف الرؤى والظروف الاجتماعية والسياسية والاقتصادية الحاكمة والسائدة التي ما لبثت عبر الزمن ان تحولت الى عقيدة راسخة ومسلك لفهم الاسلام، وبعبارة موجزة ان الاسلام افضى الى ظهور ثلاثة تيارات فكرية وعقائدية رئيسية.

ويتطرق الباحث البغدادي الى جانب مهم جدا يتعلق بالاصول التاريخية للمجتمعين العراقي والشامي ويؤكد في هذا الصدد على أن علم الانثربولوجيا أو علم دراسة الانسان في اصوله التاريخية التي تمس جوانبه العضوية والاجتماعية والحضارية وتطور تلك الجوانب عبر الزمان والمكان، وما تعززه نشاطات الانسان من انماط وتراكيب ووظائف وعلاقات اجتماعية متباينة.

ثم يعرّج المؤلف على احداث تاريخية هامة منها فتح العراق وتأسيس مدينتي الكوفة والبصرة، وأن مدينة الكوفة هي مدينة التباين الطبقي والانتماء القومي، ثم يدخل المؤلف في احداث فتح الشام والاسلام الاموي ويورد احداث ومواقف ووقائع موثقة عن طبيعة المسار الاموي، مؤكدا في الخلاصة أن المجتمع الكوفي مجتمع الثقافات المتنوعة، في حين عمل معاوية على ايصال الاسلام الاموي الى الشاميين وركز في نفوسهم العداء للاسلام المحمدي.

وقد خصص المؤلف الفصل الثاني للحديث عن الثقافتين العلوية والاموية، مؤكدا على ان شخصية الفرد تنمو وتتطور من جوانبها المختلفة داخل اطار البيئة الثقافية والاجتماعية التي ينشأ فيها، ثم يعر ض علينا وقائع ولادة الامام علي ابن ابي طالب عليه السلام ونشأته ونسبه الشريف، ويعرض المؤلف لادلة الايمان والتربية في بيت الرسالة والقدوة واثرها في بناء الشخصية، ثم يعرض المؤلف حياة معاوية الولادة والمنشأ وطبيعة شخصية امه هند بنت عتبة ونسب معاوية ووالده صخر بن امية، ثم يورد المؤلف وقائع اسلام معوية وصخر بن امية، ويقدم عرضا وافيا عن الشجرة الطيبة والشجرة الملعونة، مع رحلة دقيقة في تفاسير المخالفين، ويبين تعصب الدولة الاموية وتسترها بلباس الدين.

أما الفصل الثالث فقد خصصه الشيخ البغدادي للاخلاق العلوية والرذائل الاموية، متطرقا لقوى النفس الاربع، وهي القوة العقلية الملكية، والقوة الغضبية السبعية، والقوة الشهوية البهيمية، والقوة الوهمية الشيطانية.متطرقا الى شيطنة معاوية وتمسكه بالبهيمية من خلال الاسانيد والروايات التي تؤكد ذلك في شخصيته، في المقابل هناك عرض لشخصية الامام علي عليه السلام المجاهدة، في وقت يلهو معاوية ويعاقر الخمور.

ويخصص الشيخ البغدادي الفصل الرابع لسياسة معاوية، مؤكدا على ان السياسة في الاسلام هي من صميم مهام النبي الاعظم صلى الله عليه وآله وسلم، ومن بعده من له منصبه من المعصومين عليهم السلام، لذلك يشترط في السياسة الاسلامية الالتزام الكامل بقوانين الشريعة المحمدية الشريفة والتزام العدل والاحسان، ويورد المؤلف حقائق دامغة عن معاوية والبيعة، ويخص في هذا الفصل اطلالة مهمة عن السياسة الاقتصادية الاموية والخروقات الفاضحة التي تخللتها، واقترافه للمعاملات المالية المحرمة، في المقابل يبحث المؤلف السياسة المالية العلوية كنموذج للعدل والمساواة وحق المسلم المكفول من بيت مال المسلمين، ثم يختم المؤلف كتابه بوقائع شهادة أمير المؤمنين الامام علي عليه السلام.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 26/شباط/2013 - 16/ربيع الثاني/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م