فضيحة السجين "x" ... تحرج اسرائيل وتعيد قضية اغتيال المبحوح الى الواجهة

متابعة: محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: شكلت فضيحة ما بات يعرف بقضية العميل اكس موقفا صارما لإدانة اسرائيل امام المجتمع الدولي، سيما بعد ان تكشفت بعض خيوط عملياتها المخابراتية القذرة في التي تجريها في بعض البلدان، على الرغم من سعي حكام تل أبيب الحثيث الى التعتيم على تداعياتها دون جدوى.

وحاولت اسرائيل التغطية على قصة السجين "اكس" وفرضت حظرا تاما للنشر على القضية بعد ان نشرت وسائل الاعلام الاسترالية قصة بين زيغير وهو استرالي يهودي في الرابعة والثلاثين من العمر عثر عليه مشنوقا في زنزانة في سجن ايالون قرب الرملة جنوب تل ابيب في كانون الاول/ديسمبر 2010.

وكما اوضحت العديد من التسريبات ان العميل المنتحر كان احد افراد الطواقم الاستخباراتية الاسرائيلية، وسبق ان اشترك في مهام اغتيال بعض الشخصيات الفلسطينية. ونقل تلفزيون ايه بي سي الاسترالي عن مصادر ان السلطات الاسرائيلية اعتقلت "السجين اكس" بعدما سرب معلومات مفصلة عن عمله مع وكالة الاستخبارات الاسرائيلية (الموساد) لاجهزة الاستخبارات الاسترالية.

وذكرت المصادر للتلفزيون ان الاسترالي الاسرائيلي بن زيغير (34 عاما) قدم لمسؤولي الاستخبارات الاسترالية تفاصيل شاملة عن عدد من عمليات الموساد.

وقال البرلمان الاسرائيلي انه سيبدأ تحقيقا "معمقا" في اعتقال زيغير ومقتله، بعدما كشف تلفزيون ايه بي سي عن هويته. وذكرت المصادر للتلفزيون ان زيغير قدم لمسؤولي وكالة الاستخبارات الامنية الاسترالية معلومات تشتمل على خطط لمهمة سرية للغاية في ايطاليا يجري العمل عليها منذ سنوات.

ومن غير المعروف ما اذا كان زيغير هو الذي اتصل بالاستخبارات الاسترالية ام العكس. وجرى الاتصال خلال احدى زيارات زيغير المتكررة لاستراليا حيث تعيش زوجته وابناؤه. وفي واحدة من اربع زيارات لاستراليا في السنوات التي سبقت وفاته، قيل انه تقدم بطلب للحصول على تاشيرة عمل في ايطاليا.

وكانت نتائج تحقيق اسرائيلي مؤخرا قد خلصت الى ان السجين انتحر دون اعطاء مزيد من التفاصيل. وعقب تقديم امر التماس لتخفيف امر حظر النشر الذي دعمه مكتب المدعي العام للحكومة، قامت المحكمة باصدار اجزاء من التحقيق ونقلت عن الطبيب الشرعي قوله بان الوفاة وقعت في 15 من كانون الاول/ديسمبر 2010.

وذكر الطبيب الشرعي ايضا انه "تم العثور على كمية صغيرة من المسكنات في دمه ولم يتم العثور على كحول او مخدرات" دون تغيير رايه بان الرجل مات شنقا.

ووجد زيغير مشنوقا في زنزانة كانت تخضع للمراقبة 24 ساعة في اليوم مما ادى الى اثارة تساؤلات حول كيفية تمكنه من شنق نفسه الا ان وسائل الاعلام الاسرائيلية قالت انه لم يكن هنالك كاميرا مراقبة في الحمام للحفاظ على خصوصية السجين.

وقال تلفزيون ايه بي سي انه يعتقد ان زيغير هو واحد من ثلاثة استراليين يهود يعملون لحساب الموساد غيروا اسماءهم مرارا واستصدروا جوازات سفر جديدة قبل زيارتهم الشرق الاوسط واوروبا.

وتردد ان زيغير انشأ شركة اتصالات في اوروبا لحساب الموساد كانت تقوم بتصدير قطع الكترونية الى دول عربية اضافة الى ايران وان الاستراليين اليهوديين الاخرين عملا في تلك الشركة.

ولا تخفي إسرائيل أنها تعتبر تدفقات اليهود من الخارج لاسيما من دول إسلامية بمثابة أصول يمكن للمخابرات استخدامها نظرا لمهاراتهم اللغوية ومعرفتهم بثقافات تلك الدول. ويذكر كثير من المهاجرين اتصال ضباط الموساد بهم أو مطالبتهم بتسليم جوازات سفرهم الأصلية من أجل احتمال استخدامها كغطاء لجواسيس.

لكن مسؤولين إسرائيليين يصرون على أن الموساد لم يستخدم اليهود في الخارج قط ضد مصالح بلادهم وهو درس تم استيعابه من تجنيد المحلل بالبحرية الأمريكية جوناثان بولارد في الثمانينات والذي اثار كشفه غضبا لا يزال اثره باقيا في واشنطن.

ويقول بعض ضباط المخابرات السابقين إن تجنيد يهود مولودين في الخارج يتفق مع الأخلاقيات العالمية المرنة للتجسس إلا أن ذلك له مخاطر حيث أن تجنيد متطوعين أجانب صعب ويجعل إسرائيل معرضة لتسريبات أمنية تكون احتمالاتها أقل مع الجواسيس المحليين.

ويقول بعض الخبراء إنه ينبغي لإسرائيل أيضا أن تتجنب إدخال حلفائها في حروب سرية وإثارة الشبهات بشأن ولاء اليهود في الخارج.

وقال وارين ريد الضابط المتقاعد في جهاز المخابرات الخارجية الأسترالي (إيه.إس.آي.إس) إن قضية زيجير يمكن أن تعرض بني وطنه للخطر إذ ربما ينظر إليهم خطأ باعتبارهم جواسيس للموساد اثناء سفرهم في مناطق معادية لإسرائيل.

وقال ريد "يشكل هذا تهديدا لكثير من الناس لاسيما الصحفيين الذين يتنقلون بشكل متكرر." بحسب رويترز.

وفي حين أن جميع أجهزة المخابرات تعمل تحت هويات مزيفة أو مسروقة قال ريد إن الموساد يتسبب في زيادة احتمالات العمليات الانتقامية "بكونه أشد قسوة في أفعاله نظرا لصعوبة الوضع الأمني الإسرائيلي".

ومن المعروف أن تلك الأفعال تشمل عمليات اغتيال مثل عملية قتل مسؤول شراء أسلحة فلسطيني في دبي عام 2010 والتي استخدم فيها الفريق الإسرائيلي المشتبه به جوازات سفر أسترالية وأوروبية مزيفة.

الى ذلك قال تقرير لخبراء في الطب الشرعي إن مشتبها به في اغتيال قيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في دبي ليس هو المهاجر الاسترالي المنتحر الذي تردد أنه كان جاسوسا إسرائيليا.

فيما نقلت صحيفة الجريدة الكويتية عن مصادر غربية لم تكشف عنها قولها إن زيجير شارك في فرقة تابعة للموساد قتلت محمود المبحوح المسؤول عن شراء الأسلحة لحماس في دبي في يناير كانون الثاني 2010 . ويعتقد أن زيجير اعتقل في فبراير شباط من العام ذاته.

ونشرت دبي في عام 2010 صور 26 مشتبها بهم حصلت عليها من كاميرات دوائر تلفزيونية مغلقة في الفندق وجوازات سفر مزورة يعتقد أنهم استخدموها في سفرهم. وعرضت الصور بعض المشتبه بهم الذين تنكروا على ما يبدو في عدة صور وبعضهم كان يضع شعرا مستعارا.

وطلبت رويترز مقارنة صور زيجير مع صورة أحد المشتبه بهم في فرقة الاغتيال في دبي كان من المرجح بشدة أن تكون لزيجير لمعرفة ما إذا كان واحدا من بين 26 شخصا اشتبهت شرطة دبي في تورطهم وسفرهم إليها متنكرين بجوازات سفر مزورة.

وكان من المحتمل أن تكون صورة ذلك المشتبه به لرجل ذكرت شرطة دبي انه دخل البلاد بجواز سفر استرالي مزيف ويحمل اسم جوشوا دانييل بروس ومولود في ملبورن وهي مسقط رأس زيجير.

لكن المقارنة بين الوجهين التي أجرتها شركة أنلي وهي شركة استشارية متخصصة في تحليل الصور لأغراض تتعلق بالأدلة الجنائية مقرها دورست في انجلترا استنتدت أنهما لشخصين مختلفين.

وقال خبير ثان اتصلت به رويترز إنه بناء على استعراض أولي للصور توجد بعض أوجه الشبه بين الوجهين لا يمكن أن تستبعد تماما احتمال أن يكونا لنفس الشخص لكن هناك وجهي تناقض رئيسيين جعلا ذلك مستبعدا.

وشكت استراليا لاسرائيل في عام 2010 بعدما قالت دبي إن مجموعة تابعة للموساد استخدمت جوازات سفر استرالية مزورة في عملية اغتيال المبحوح. وقالت دبي ان القتلة كانوا ايضا يحملون جوازات سفر بريطانية وايرلندية وفرنسية والمانية. ولم تؤكد إسرائيل أو تنف الضلوع في اغتيال المبحوح.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 25/شباط/2013 - 15/ربيع الثاني/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م