السينما... صناعة تجمع بين أزمات الشعوب وغسيل الادمغة!

 

شبكة النبأ: الاهتمام بقطاع السينما أصبح اليوم من أهم الضروريات لدى العديد من دول العالم لما له من فوائد ثقافية واقتصادية مهمة لتلك البلدان كما يقول بعض الخبراء، فالإضافة الى مردوداتها الاقتصادية فهي تسهم أيضا بنقل وتبادل الرؤى والأفكار بين الإفراد، كما أنها سلاح مهم لدى بعض الدول المتقدمة التي تسعى الى فرض هيمنتها من خلال تغير الوقائع وتزيف الحقائق وغسل الأدمغة من خلال عرض وترويج افلام العنف والحروب وغيرها من الأفلام الأخرى، وهي أيضا مصدر مميز لطرح معاناة الفقراء ومشاكلهم وتجسيدها في عرض خاص وجريء في بعض المحافل والمهرجانات الخارجية التي تقام في كل عام، وفي هذا الشأن وبعيدا عن أفلام بوليوود الرومنسية، تجرأ مخرج هندي شاب على إخراج فيلم يظهر طريقة معاملة بعض العائلات التي استفادت من الطفرة الاقتصادية خدامها المنزليين الذين يعملون بالسخرة ويعيشون في خوف دائم. ويحمل الفيلم الذي أخرجه براشانت ناير اسم "دلهي إين أيه داي" (دلهي في يوم) ويحكي قصة سائح بريطاني يختلط بعائلة ثرية في العاصمة الهندية ويكتشف حياة الخدام اليومية التي تتناقض مع حلمه باختبار رحلة روحية في بلد غاندي.

وفي سيناريو الفيلم الذي يذكر بحياة ملايين العائلات من الطبقة المتوسطة الجديدة في المدن الهندية، يسخر أصحاب المنازل من خدامهم ويسيئون معاملتهم ويجبرونهم على إتمام آلاف الأعمال المنزلية من طبخ وغسيل مقابل أجر زهيد. وقال المخرج إنه أراد أن يدخل بعض عناصر الكوميديا في الفيلم كي يعبر عن واقع الحياة العصرية في بلد شهد تقلبات كثيرة في ظل عشرين سنة من النمو الاقتصادي.

وأضاف براشانت ناير البالغ من العمر 34 عاما "يوظف الأثرياء أشخاصا يطلبون منهم فعل كل شيء، ويمنحون أنفسهم الحق في إهانتهم واستغلالهم كما يطيب لهم واتهامهم بالسرقة حتى، لأن الخدام هم دائما المشتبه بهم الأوائل". وشرح قائلا "أردت أن أري المشاهد أن هدف الخدام الأوحد هو إراحة أسيادهم لأنهم يعيشون في جو دائم من انعدام الأمان ويخشون أن يطردوا بسبب خطأ بسيط". واعتبر المخرج أن الهوة بين الأسياد والخدام اتسعت في ظل تدهور الروابط التقليدية بسبب هجرة سكان الأرياف الفقراء بأعداد هائلة بحثا عن عمل في المدن الكبيرة.

وغالبا ما يكون الخدام المنزليين صغارا في السن ومتحدرين من الولايات الهندية الأكثر فقرا. أما أجرهم الشهري فلا يتعدى أحيانا 1200 روبيه (15 يورو) عندما يسكنون في منزل أسيادهم، في غرفة صغيرة وشبه فارغة في معظم الأحيان. ويأمل رامندرا كومار الذي يرأس نقابة العمال المنزليين في نيو دلهي، أن يمهد هذا الفيلم الذي يعرض في 65 دارا للسينما الطريق لحملة تدعو إلى تأمين حماية قانونية أفضل للعمال المنزليين.

وقال مستنكرا أن "عمال المصانع يمكنهم اللجوء إلى القضاء لطلب نفقة أو غيرها من رئيسهم، لكن الخدام لا يستطيعون المطالبة بشيء". وأضاف "ما من قانون يحدد حقوقهم أو يؤمن لهم الحماية. يعيشون تحت رحمة أسيادهم الذين غالبا ما يستغلونهم". ومنذ العام 2010، تلقت النقابة أكثر من 400 شكوى من عمال منزليين قالوا إنهم تعرضوا للضرب أو سوء المعاملة بعد أن طبخوا الكثير من الخضار أو نسوا غسل الثياب أو استرسلوا في النوم. بحسب فرنس برس.

وأشار مخرج الفيلم إلى أن قصصا كثيرة من هذا النوع موجودة في الهمد وأن الكثير من العائلات الثرية تستغل الخدام. وختم بالقول "في المحافل الاجتماعية والسهرات في نيو دلهي، يحاول الأثرياء أن يكونوا مهذبين ولائقين، لكن ما إن يصلوا إلى منازلهم حتى يتغير سلوكهم".

افضل فيلم على الإطلاق

 في السياق ذاته اختارت مجلة "الصوت والصورة" فيلم ألفريد هيتشكوك "الدوار" لتمنحه لقب "أفضل فيلم أنتج حتى الآن"، وبذلك انتزع اللقب من فيلم "المواطن كين" الذي احتفظ به لمدة 50 سنة. وتعين المجلة لجنة من نقاد الأفلام والأكاديميين والكتاب مرة كل عشرة أعوام لاختيار افضل فيلم، وقد اختارت اللجنة المكونة من 846 عضوا هذه السنة فيلم الرعب المذكور أعلاه والذي أخرجه هيتشكوك عام 1958.

وكان فيلم هيتشكوك قد تخلف بعشرة أصوات عن فيلم "المواطن كين" الذي أخرجه أورسون ويلز عام 1941. ويتناول فيلم "الدوار" قصة حب وتعلق شديد بين رجل وامرأة ويفتتح الفيلم بمشهد تقاعد ضابط شرطة بعد أن أدت إصابته بالدوار الى مقتل زميل له، ثم يعمل مخبرا خاصا بتكليف من صديق له لاحظ أن زوجته تتصرف تصرفات غريبة. ومع تطور الأحداث في الفيلم تزداد القصة غموضا. ومن أهم ما يلفت الانتباه في الفيلم على مستوى الإخراج هو تقنية استخدمها هيتشكوك لتصوير حالة الدوار التي يعاني منها ضابط الشرطة، وذلك بأن يقوم بتكبير الصورة وسحب الكاميرا الى الوراء في نفس الوقت، مما ينتج صورة تعكس حالة ضياع. وكان فيلم "الدوار" قد اثار ردود فعل متباينة حين عرض للمرة الأولى، لكنه أصبح محبوبا أكثر مع مرور السنين.

وتضمنت اللائحة التي اقترحتها مجلة "الصوت والصورة" بعض المفاجآت، ويعود إنتاج كل الأفلام المرشحة الى أربعين سنة خلت. وقد جاء في المرتبة الثالثة فيلم ياسوجيرو أوزو بعنوان "قصة من طوكيو" الذي أنتج عام 1953، بينما جاء في المرتبة الرابعة فيلم "قوانين اللعبة" من إخراج جان رينوار. وكان من بين الأفلام المشاركة في التقييم أفلام للمخرجين مارتن سكورسيزي وكوينتين تارانتينو وفرانسيس فورد كوبولا ووودي ألان.

الى جانب ذلك الغي مهرجان الفيلم المجري الذي كان يفترض ان ينظم من 7 الى 10 شباط/فبراير بسبب العدد غير الكافي للافلام المنتجة في المجر خلال العام الماضي على ما اعلنت جمعية فناني السينما المجرية في بودابست. وقال مدير الجمعية المخرج اتيلا يانيش لاذاعة "كلوبراديو" المستقلة "انها المرة الاولى التي لا يمكننا فيها تنظيم مهرجاننا لانه لا يتوافر بكل بساطة العدد الكافي من الأفلام في المسابقة".

وستستعيض الجمعية عن المهرجان بعرض سلسلة من الافلام المجرية انجزت في السنوات المئة الاخيرة في اطار "ايام الفيلم المجري". وتعقد الجمعية خلال هذا النشاط مؤتمرا استثنائيا لتقييم وضع الفيلم المجري. وقبل سنة تقريبا احتج سينمائيون مجريون وزملاء اجانب لهم على اعادة هيكلة الدعم الرسمي الممنوح للسينما. بحسب فرنس برس.

وانتقدوا خصوصا تعيين الحكومة للمنتج الاميركي من اصل مجري اندرو فاينا (رامبو وتوتال ريكول) الذي كلف اعادة هيكلة نظام التمويل العام للسينما المجرية مع مهمة تعزيز التنافسية في الصناعة السينمائية المجرية. واعرب هؤلاء عن خشيتهم "لاندثار غنى السينما المجرية" وادانوا النظام الجديد الذي يسمح لشخص واحد باتخاذ القرارات. واسس مهرجان الفيلم المجري العام 1965 وهو معترف به دوليا.

فيلم عن المغرب

من جهة أخرى وعندما زار المخرج جون سلاتري المغرب لأول مرة شعر تجاهه بألفة شديدة كما لو أنه انتزع من صور الشرق الغريب التي استحضرتها هوليوود. ذلك الاختلاف بين صورة المغرب وواقعه هو الدافع لعمل سلاتري الرائع عن بلد يحبه بوضوح والذي يجعل فيلم (الدار البيضاء حبي Casablanca, Mon Amour) ردا مدروسا على الثقافة الشعبية في أمريكا. وأمضى شابان مغربيان ثلاثة أسابيع في السفر عبر بلدهم يصوران ما يرونه بكاميرا رقمية بينما يمران على الاستوديوهات والمواقع التي شكلت الخلفية لكثير من أفلام هوليوود الشهيرة وهي صناعة صقلها المغرب.

وتتخلل الفيلم لقطات لأناس عاديين مرتبكين بشكل ودود أو متوترين وهم يعرضون آراءهم أمام الكاميرا عن هوليوود ونجومها العالميين كما تتخلله مقتطفات من أفلام كلاسيكية مثل فيلم (كازابلانكا Casablanca) الذي يقدم أفكارا مغلوطة شائعة معادية للعرب مثل "لا يمكنك أن تثق فيهم" و"كلهم متشابهون". وقال سلاتري بعد عرض الفيلم في مهرجان دبي السينمائي الدولي "فكرنا في أن نذهب في هذه الرحلة وأن نكون فريق التصوير الأمريكي الغبي الذي يذهب ليصور هذا الفيلم التقليدي مستخدما المغرب لكننا أردنا تغيير ذلك." ومضى يقول "في الواقع لم يكن هناك نص مكتوب لكن الرحلة كانت رحلتهما ومن ثم تتبعناهما أينما ذهبا. وبتلك الطريقة كانا في الحقيقة يخرجان الفيلم."

وقام بالتصوير حسن الذي يقدم سردا عن الرحلة بالفرنسية وتتنقل الصور من مشاهد للحياة اليومية التقطتها الكاميرا إلى علاقته المتوترة الهزلية مع رفيقه في الرحلة إلى فرقة موسيقية صادفوها في مكناس تقدم موسيقى "الملحون" المغربية التقليدية. ويستخدم حسن الذي كان في ذلك الوقت طالبا في مدرسة لسينما الواقع الرحلة في عمل مشروع دراسي بينما يريد رفيقه زيارة عمه الذي يحتضر في الناحية الأخرى من البلد. ويدمج سلاتري لقطات من التلفزيون المغربي لمهرجان مراكش السينمائي يظهر فيها الممثل الكوميدي المغربي بشار سكيريج وهو يعلن أن بلدا لا ينتج فنا خاصا به لن يكون له تاريخ أبدا.

وكان ذلك تلميحا إلى أنه ينبغي للحكومة أن تبذل المزيد لتشجيع صناعة السينما المحلية بدلا من تأجير مواقع تصوير كي تقدم من خلالها هوليوود تصويرا مشوها للواقع. وقال سلاتري وهو أمريكي من أصل أيرلندي ويقيم في كاليفورنيا "يجري تدمير صناعة السينما الوطنية في كثير من البلدان أو جرى تدميرها بسبب القوة التسويقية الهائلة التي تمتلكها هوليوود." وأضاف "يدمرون الأفلام الصغيرة .. يدمرون فرص القصص الصغيرة." بحسب رويترز.

والفيلم الذي استغرق إنجازه سبعة أعوام يستعير من كتاب "العرب الأشرار في السنما" الذي ألفه جاك شاهين ودرس فيه الصور النمطية السائدة المعادية للعرب في هوليوود. ويشير عنوان الفيلم إلى فيلم "هيروشيما حبيبتي" الذي أخرجه الفرنسي ألان رينيه في عام 1959

السينما في الصين

على صعيد متصل ففي كل يوم تفتح عشر صالات السينما أبوابها في الصين حيث يشهد قطاع السينما ازدهارا شديدا على الرغم من أن العملاق الآسيوي لا يزال يتعثر في تصدير أفلامه إلى الخارج في ظل هيمنة الافلام الهوليوودية. تعمل ناكسين بينغ في متجر للفنون التيبتية يقع جنوب بكين، وهي خير مثال على الطبقة الصينية المتوسطة التي ترتاد أكثر فأكثر صالات السينما في المراكز السينمائية الحديثة. وتخبر هذه الشابة "شاهدت العام الماضي فيلم ذي امايزينغ سبايدرمان والفيلم الكوميدي الصيني رانزايجيونغتو وميشن إيمباسيب ول 4 والفيلم الهونغ كونغي تشاينيز زودياك مع جاكي شان، فضلا عن فيلم الفنون القتالية من إخراج ونغ كار واي ذي غراندماستر".

وعلى الرغم من أسعار التذاكر المرتفعة التي تناهز العشرة يوروهات، لا تتوانى بينغ عن ارتياد إحدى صالات مجموعة "واندا" المتعددة البث والمتخصصة في عرض الافلام الثلاثية والتي تقع في احد أحياء الاعمال في العاصمة. وقد أصبحت مجموعة "واندا" الصينية أول مالك عالمي لدور السينما، بعد شراء شركة "أميريكان مالتي سينما" الأميركية. وباتت الصين تحتل المرتبة الثانية عالميا بعد الولايات المتحدة من حيث عائدات شبابيك التذاكر التي وصلت في العام 2012 إلى 17 مليار يوان (ملياري يورو)، مسجلة ارتفاعا بنسبة 30%.

وبحجة حماية القطاع السينمائي، كانت السلطات الصينية لا تجيز عرض آكثر من 20 فيلما أجنبيا على اراضيها. لكنها أذعنت لضغوطات منظمة التجارة العالمية والسلطات الاميركية، وسمحت العام الماضي بعرض 14 فيلما إضافيا. ويشرح بين كانغ الباحث في اكاديمية السينما في هونغ كونغ ان "أغلبية الافلام التي تلقى نجاحا في الصين هي أفلام هوليوودية ضاربة لا مجال لمقارنتها بالافلام الصينية التي لم تبلغ بعد هذا المستوى من التطور على صعيد التصوير والتكنولوجيا". ويضيف أن الصينيين طالبوا مثلا بأفلام "أفاتار" و"كونغفو باندا 2" والنسخة ثلاثية الابعاد من "تايتانيك".

وبالتالي لم يكن من المستغرب، إثر زيادة حصة الافلام المستوردة، ان تشكل هذه الافلام للمرة الاولى منذ 10 سنوات الجزء الاكبر (51,5%) من الافلام المعروضة في الصالات الصينية. غير أن بكين قد أرجأت إلى العام 2013 عرض فيلمي "سكاي فال" و"ذي هوبيت" اللذين لا يزال الجمهور الصيني بانتظارهما في الصالات السينمائية، علما أنهما متوافران على أقراص مدمجة.

وقد قامت "الهيئة الحكومية المعنية بشؤون السينما باعتماد نظام يكافئ مشغلي الصالات الذين يخصصون الحصة الاكبر للأفلام الصينية، وذلك إثر تخطي عائدات الأفلام الاجنبية نصف إيرادات شبابيك التذاكر"، على ما يوضح المنتج روبرت كين الذي يعمل في الصين منذ 25 عاما. ويتوقع المنتج ارتفاعا إضافيا في عدد الافلام الصينية المعروضة ستوازي نسبته 20% في العام 2013، لكنه يذكر بأنه من الصعب تقدير حصة الاعمال الاجنبية التي ستعرض في الصين، إذ ان هذه النسبة تبقى رهن محاولات السلطات الصينية التي تسعى إلى مكافحة تغلغل العناصر الاجنبية في ثقافتها.

وفي المقابل، لم تنجح الصين بعد في فرض فنانيها او أفلامها على الساحة العالمية، ويعزى ذلك جزئيا إلى الرقابة المشددة التي تفرضها على مجال الثقافة. ولم تسجل الافلام الصينية أي نجاح ملحوظ في الولايات المتحدة منذ فيلم "كراوتشينغ تايغر، هيدن دراغون" الذي شارك في انتاجه التايواني آنغ لي والذي حاز في العام 2001 جائزة "أوسكار" أفضل فيلم أجنبي. وكان الرئيس الصيني هو جينتاو قد قال العام الماضي إن "نفوذ الثقافة الصينية على الصعيد العالمي لا يليق بمكانة الصين على الساحة العالمية".

في السياق ذاته يعمل السينمائي الصيني تسواي زي ان على تحدي الرقابة ورصد التحولات الكبرى التي يشهدها مجتمع الصين في عيون الفئات الاكثر تهميشا وفقرا، في بلد يعيش تغيرات اقتصادية متسارعة. ففي احد الافلام الوثائقية للمخرج تسواي زي ان الذي يحمل عنوان "مشهد ليلي"، يقول شاب "نحن جيل بطولي، وجيل هزلي.. نحن جيل ضائع". ويتحدث هذا الوثائقي عن الشباب الذكور الذين يعتاشون من الدعارة في بكين، وهو احد الافلام المشاركة في مهرجان مؤسسة "فوروم ديزيماج" (منتدى الصور) في باريس.

وتسواي زي ان استاذ في السينما وناشط حقوقي ومؤلف تسع روايات من بينها الرواية الصينية الاولى التي تعالج موضوع المثلية الجنسية. وقد درج منذ 12 عاما على التعبير عن آرائه وافكاره في مقاطع فيديو يتولى اخراجها بنفسه. فقد عالج مواضيع كثيرة تهم المجتمع الصيني، من الشؤون السياسية الى قانون الطفل الوحيد الذي يحظر منذ سبعينات القرن الماضي انجاب اكثر من طفل واحد، وصولا الى المصاعب التي يعاني منها ملايين المهاجرين من المناطق الريفية الى المدن الكبرى.

يعتبر تسواي زي ان البالغ من العمر 54 عاما ان الفيديو ليس وسيلة غير مكلفة فحسب، بل هو ايضا وسيلة يمكنها ان تفلت من مقص الرقابة. ويقول "الرقابة تفرض نفسها على من يخضع لها". وهو على غرار عدد من زملائه في السينما المستقلة يلتف على الرقابة فيعرض أعماله في مهرجانات غير رسمية او في مقاه او جامعات، او ينشرها على شبكة الانترنت او على اسطوانات.

ويعمل تسواي زي مدرسا في معهد الابحاث السينمائية في اكاديمية الافلام في بكين. وفي العام 2007 تحول تماما الى اخراج الافلام الوثائقية. ويفسر المخرج توجهه هذا بالقول "ما اريد ان اقوم به فعلا هو كتابة تاريخ مختلف للصين يرويه الاشخاص المهمشون، الاشخاص الذين لا يعرفهم احد، الاشخاص الذين يعانون من نظرة دونية، من خلال تصوير نمط حياتهم واسلوبهم في مواجهة مصاعب الحياة".

ويتعقب تسواي في فيلميه "مشهد ليلي" و"الصين المثلية، الصين الرفيقة" تاريخ المثلية في المجتمع الصيني الذي ما زال يتعامل مع المثلية على انها قضية شديدة الحساسية، في بلد ظل ينظر اليها على انها اضطراب نفسي حتى العام 2001. وتشير بعض التقديرات الى وجود ما بين 30 و50 مليون مثلي في الصين. بحسب فرنس برس.

وقد تعرض المخرج للاستجواب لدى السلطات بعد مشاركته في مهرجان سينمائي في الولايات المتحدة، ثم منع من مغادرة بلاده الى نيويورك لتسلم جائزة أدبية تمنحها مؤسسة تعنى بالدفاع عن حقوق الانسان. لكن تسواي زي ان يبدو مصمما على رواية قصص اولئك القابعين في ادنى السلم الاجتماعي في البلاد، ويقول "المهمشون يثيرون اهتمامي، والناس الذين يكافحون ضد مصاعب الحياة".

ارتفاع حدة العنف

من جانب اخر اعتبرت دراسة اعدتها جامعة نيوزيلندية ان جيمس بوند يلجأ اكثر فاكثر بحرية الى "رخصة القتل" التي يملكها فيلما بعد فيلم، في السلسلة التي يقوم ببطولتها منذ خمسين عاما معربة عن قلقها من انعكاسات ارتفاع حدة العنف هذه على المشاهدين الشباب. وشاهد الباحثون في جامعة اوتاغو 22 فيلما حول مغامرات العميل 007 وقاموا بإحصاء كل مشاهد العنف التي صنفوها بعد ذلك في فئتين: العنف الخفيف والعنف الجدي. واظهرت الدراسة التي نشرت نتائجها في مجلة "اركايفز اوف بدياتريك ان ادوليسنت ميديسين" ان مشاهد العنف اكثر بمرتين في فيلم "كوانتوم اوف سولاس" (2008) مقارنة بما كانت عليه في اول فيلم من السلسلة وكان بعنوان "دكتور نو" (1962).

اما عدد العنف "الخفيف" (دفع) فبقي على حاله في حين العنف "الجدي" (الضرب والهجمات المسلحة التي قد تؤدي الى اصابات بالغة او الموت) فقد زادت ثلاث مرات. وشدد الأستاذ الجامعي بوب هانكوكس احد معدي هذه الدراسة ان "دراسة معمقة تظهر ان مشاهدة الاطفال للعنف في وسائل الاعلام يمكن ان تساهم في عدم التفريق بين اعمال العنف والتصرفات العدوانية". بحسب فرنس برس.

وقال فريق الجامعة النيوزيلندية ان اقل الافلام عنفا في سلسلة جيمس بوند هو "ليف اند ليت داي" (1973) وهو اول فيلم من بطولة روجير مور في دور اشهر عميل سري في العالم. ولم تشمل الدراسة "سكاي فال" اخر افلام السلسلة والذي يعرض راهنا في صالات السينما ويلقى نجاحا كبيرا، اذ انها اجريت قبل صدوره

بروتوكول حيل ونصائح

في السياق ذاته تجسد الحلم وتبرز التألق والاناقة ويلتقط 250 مصورا اتوا من العالم باسره صورا لها كل مساء...انها درجات سلم مهرجان كان، الاربع والعشرون المكسوة بالسجاد الاحمر التي تؤدي الى الحلم والى مسرح لوميير الكبير. فكيف الصعود اليها؟ حيل ونصائح.ومغامرة صعود هذا الدرج، تبدأ بالنسبة للنجوم بوصولهم إلى أسفل السجادة الحمراء بسيارة ليموزين. وفي حال تعذر عليهم الوصول بالسيارة، ينبغي عليهم أن يشقوا طريقهم وسط جمع غفير لا يرحم أحد. وقد تستحيل المسيرة مغامرة خطيرة وسط الفضوليين وعناصر الشرطة المتحمسين إذ ان اللياقة لا تكون دائما على الموعد في كان.

ثم، يحين وقت التفتيش الذي يشكل فرصة للتدقيق في الأزياء المختارة للمهرجان. ففي حين يتنافس المشاهير ليعكسوا حسهم الإبداعي في ملابسهم، من القميص الزهري الذي ارتداه فيس أندرسون، وربطة العنق الفراشية الملونة التي وضعها بيل موراي إلى الحذاء البراق الذي انتعله كالب لندري والقميص الأزرق الذي لبسه ألبير دوبونتل، يطلب من المغمورين احترام معايير اللباس المفروضة اي "بزات السموكينغ وفساتين السهرة".

وفي حال نسي احدهم ربطة العنق الفراشية، يمكنه أن يقصد أحد عاملي الاستقبال في قصر المهرجانات الذي يبيع هذه الأكسسوارات الإلزامية للوصول إلى السجادة الأحمر. وعلى امتداد هذه السجادة التي بسطت أسفل الدرجات، يصطف في طابور منظم 250 مصورا من وسائل إعلام دولية أتوا من أنحاء العالم أجمع. وتكمن الحيلة في الوصول خلف شخصية يسعى المصورون إلى إبقائها لمدة أطول على السجاد الأحمر أمام عدسات الكاميرات. غير أن هذه الحيلة لا تدوم إلا لمدة قصيرة، إذ يحرص طاقم المهرجان على أن تصعد الشخصيات درجات السلم بسرعة البرق.

وتدعو جاين فوندا الى الحذر، وهي قد كتبت على حسابها عبر خدمة "تويتر"، "الأهم هو عدم السقوط! فالنساء جميعهن يخشين أن يسقطن. ينبغي إذن صعود الدرجات ببطء وهدوء وتأن". وعند الوصول إلى منتصف الدرجات، يسمح للنجوم بالتوقف لبرهة من الوقت ريثما تلتقط لهم الصور، قبل أن يعاودوا صعودهم وهم يتمتعون بالمنظر الخلاب الذي يمتد أمام اعينهم. وبموجب البروتوكول، ينبغي أن يختتم الفريق الذي عمل على الفيلم الذي سيبث خلال الامسية، مسيرة الصعود على الدرجات، ويحق له أن يختار الموسيقى التي يريدها ليصعد على أنغامها. ويحث طاقم المهرجان المغمورين الذين وصلوا متأخرين على إخلاء المكان. ويستقبل رئيس مهرجان كان جيل جاكوب ومندوبه العام تييري فريمو نجوم السهرة عند أعلى الدرجات. بحسب فرنس برس.

عندها، لا يبقى إلا بضع دقائق قبل عرض الفيلم في مهرجان كان حيث يتم الالتزام بالمواعيد بصرامة. وإذا تسنى لكم استراق نظرة أخيرةإلى شرفة القصر، سترون شون بين ودافني روليه يدخنان سيجارة. فبعد صعود الدرجات البريق الذي يرافقه...اتى وقت السينما الفعلية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 19/شباط/2013 - 9/ربيع الثاني/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م