عيد الحب... الاكثر شعبية حول العالم

الرجال اكثر سخاء... والحروب لم تمنع احياءه

 

شبكة النبأ: احيت مختلف شعوب العالم هذا العام عيد الحب كل على طريقتها، وحسب الظروف الاجتماعية التي تكتنفها، دون ان تسمح لبعض الاجواء المكدرة الحيلولة دون احياء هذه المناسبة العالمية، على الرغم من معارضة البعض الشديد لاحياءها بدعوات تباينت بين دينية وسياسية واقتصادية ايضا.

فقد احتفل بعض الباكستانيين بعيد الحب بالبالونات والزهور بينما استنكره آخرون واعتبروه إهانة للإسلام. وفي مدينة كراتشي الساحلية التي يقطنها 18 مليون نسمة دعت لافتات علقت عليها قلوب سوداء المواطنين الى ان "يقولوا لا لعيد الحب".

وكتب على احدى اللافتات "هذه العادة تعكس عدم مراعاة للإسلام وإهانته والجهل به." ووضعت هذه اللافتات جماعة تابعة لحزب الجماعة الإسلامية وهو حزب ديني سياسي يشغل ستة مقاعد من أصل 342 مقعدا في البرلمان.

وقال سيد عسكري وهو متحدث باسم الجماعة الإسلامية "عيد الحب يتنافى مع الثقافة الإسلامية. فالعلاقات من وجهة نظرنا لها قداستها. نظمنا زيجات في إطار هذه الثقافة والناس لا يتزوجون من أجل الحب." وأضاف "هذه قيم وثقافات غربية مفروضة على مجتمع إسلامي.

"انظروا إلى الغرب.. الناس يحبون كلابهم ولكنهم يطردون آباءهم عندما يبلغون من العمر أرذله. لا نريد أن نكون كذلك."

وفي مدينة بيشاور شمال غرب باكستان حرقت مجموعة من الأشخاص بطاقات معايدة خاصة بعيد الحب أمام كاميرات التلفزيون. ورفعت نساء ترتدين ملابس سوداء لافتات تندد بهذا التقليد.

وحثت هيئة تنظيم وسائل الإعلام الإلكترونية القنوات التلفزيونية على "احترام مشاعر المشاهدين." وقالت الهيئة في بيان إنها "تتلقى شكاوى من قطاع عريض من المجتمع بأن احتفالات عيد الحب لا تتماشى مع قيمنا الدينية والثقافية ومن ثم تدين الترويج الواضح لها في وسائل الإعلام."

ولكن في العاصمة إسلام أباد وقف الباعة الجائلون في أرجاء الشوارع لبيع بالونات على شكل قلوب كما نشطت تجارة بيع الزهور في هذه المناسبة.

وقال محمد أجمر وقد علت وجهه ابتسامة عريضه وهو يبيع قلبا كبيرا من الورود الحمراء لأحد الزبائن "عيد الحب يوم جيد للتجارة."

وقال الطالب فاتح خان (21 عاما) الذي كان يشتري ورودا لوالدته "أنا سعيد بعيد الحب. المدينة زاخرة بالزهور وتبدو رائعة."

اما في سوريا التي تشهد اعمال عنف دموية وحرب مستمرة منذ حوالى عامين يؤكد نوار انه احتفل بعيد الحب، ويقول "الحب من شانه ان يلهينا للحظات عن الماساة" التي تعيشها بلاده منذ حوالى سنتين. ويقول نوار، وهو موظف في الخامسة والثلاثين، "الحب يؤدي الى الحوار"، مضيفا "لا حل للازمة من دون حب".

وتشغل الورود الحمراء وازهار الخزامى والدمى رفوف متجر "زهرة الروضة" في احد احياء العاصمة الراقية، لكن لا مزاج لاحد بها. ويقول صاحب المتجر "لا حركة بيع. فر زبائني القدامى الذين كانوا يشترون الورود بالاف الليرات من البلاد هربا من الاحداث".

ويضيف "انني ابيع باقة الورد بثلاثة الاف ليرة (30 دولارا)، مشيرا الى حزم الورد الاحمر القاني قائلا ان "الوردة الجورية التي كان سعرها في السنوات الماضية 100 ليرة اضحى سعرها اليوم 250 ليرة (2,5 دولارا)"، وهو مبلغ مرتفع في بلد يشهد تضخما بلغ 50 في المئة.

ويحتفل السوريون منذ سنوات طويلة بعيد الحب الذي يخلد ذكرى قديس مسيحي تعتبره الكنيسة شفيعا للشباب. وتعلق في المتاجر والمطاعم وحتى في بعض الشوارع عادة شرائط ومجسمات قلوب حمراء.

وفي متجر اخر في حي الشعلان التجاري في وسط دمشق، تحتل هديتان زاوية يقول صاحب المتجر ابو احمد عنهما متحسرا "قام شخص بطلبها منذ شهر، ولكن بالعادة مثل هذا الوقت من العام نرى جبلا من الهدايا".

ويؤكد سمير (23 عاما) الذي يعمل بائعا وكان يجلس مع حبيبته بانا (18 عاما) على مقعد تحت شجرة في حديقة السبكي في دمشق "بالتاكيد، الوقت ليس مناسبا للحب. اننا نعاني جميعا من العنف"، بينما كانت تسمع من بعيد اصوات القصف.

لكن سمير ينوي رغم ذلك الاحتفال مع حبيبته بعيد العشاق "لينسينا الاحزان" في نادي بردى في حي المزرعة الدمشقي، مشيرا الى انه سيغادر البلاد الى المملكة السعودية خلال ستة اشهر.

وترى ليلى (18 عاما) التي كانت برفقة حبيبها وسيم انه "يجب اعطاء وقت للاحتفال بالحب" "الذي يبتعد عنا يوما بعد يوم". لكن بعض الذين عانوا التهجير والموت لا يرغبون بالاحتفال باي عيد.

ويقول سائق سيارة الاجرة ابو راشد الذي نزح منذ شهرين من مدينة المعضمية التي تبعد نحو 10 كلم عن العاصمة بسبب اعمال العنف الى حي ركن الدين في دمشق ان الوقت "ليس للحب ولا للزهور".

ويروي ابو راشد ان جميع اقربائه نزحوا عن المعضمية ليستقروا في عفرين في ريف حلب على بعد 400 كلم شمال دمشق. ويقول "ليس لي مزاج للاحتفال بالاعياد في بلدي الذي تحول كل شيء فيه الى دمار وموت".

اما في امريكا فرغم أن سهم إله الحب (كيوبيد) لم يصب الجميع الا أن كثيرين ممن أصابهم السهم هذا العام قرروا التقدم بطلب الزواج من المحبوب. وكشفت بيانات شركة أمريكان اكسبريس أن ستة ملايين أمريكي يعتزمون التقدم للزواج في عيد الحب الذي احتفل به العشاق في شتى انحاء العالم. وزاد هذا الرقم بمقدار مليوني شخص عن العام الماضي. وأظهرت البيانات أيضا ان متوسط ثمن خاتم الزواج بلغ 2410 دولارات.

وقالت ميلاني باكس مديرة الشؤون العامة في أمريكان اكسبريس "عندما ينتعش الاقتصاد يبدأ الناس في الشعور بمزيد من التفاؤل وتصير أمور مثل التقدم للزواج والخطبة واتخاذ الخطوة التالية في الحياة أكثر أهمية." وأضافت باكس أن العدد المتوقع لحالات التقدم للزواج يزيد بشكل كبير عن العام الماضي.

ورغم أن عدد من يشترون الهدايا في عيد الحب هذا العام ينخفض إلى 69 بالمئة مقابل 76 بالمئة عام 2012 إلا أنه من المتوقع أن ينفق كل واحد منهم نحو 239 دولارا مقابل 196 دولارا العام الماضي. وكان الرجال أكثر سخاء من النساء ليصل متوسط إنفاقهم 272 دولارا بينما ستكون النساء أكثر شحا.

وترى أكثر من 30 بالمئة من النساء أن هناك مبالغة في الاحتفاء بعيد الحب بينما تعتبره 34 بالمئة منهن يوما للمرح ولكن ليس مناسبة كبرى. وهناك 35 بالمئة فقط يعتقدن أنه يوم هام في حياتهن العاطفية.

وتماشيا مع العصر الرقمي قال 62 بالمئة إنهم يستخدمون التكنولوجيا أو شبكات التواصل الاجتماعي للتعبير عن حبهم في عيد الحب.

ويتوقع أن تكون الرسائل النصية على الهواتف المحمولة وتعليقات رومانسية على مواقع التواصل الاجتماعي هي أكثر الطرق الإلكترونية استخداما للتعبير عن الحب يليها البريد الإلكتروني وبطاقات المعايدة الإلكترونية.

وفي الوقت الذي لجأ الرجال إلى متاجر الورود لإرضاء الحبيبات في العالم أجمع تقريبا، ما عدا في اليابان حيث تقدم النساء الشوكولا الى الرجال.

وكل الرجال معنيون بهذه المناسبة، من الازواج والاصدقاء والمدراء والزملاء، كان عليهم ان يردوا هذه المبادرة الكريمة بأفضل منها بعد شهر خلال عيد العشاق في اليابان الذي يصادف في الرابع عشر من آذار/مارس والذي يعرف ب "اليوم الابيض".

وتختلف أسعار الشوكولا باختلاف العلاقة التي تربط الرجل بالمرأة، وتبلغ الاسعار ذروتها للشوكولا المخصص للحبيب، في حين تتدنى إلى أدنى مستوياتها للشوكولا المخصص للزملاء.

لكن في الاحوال كلها، يبقى عيد العشاق المناسبة الاكثر درا للأرباح على متاجر الشوكولا في اليابان. ويؤكد تاكايوكي ميياي المدير التجاري لمتجر "تاكاشيمايا" أن "مبيعات شهر شباط/فبراير تشكل تقريبا نصف رقم اعمالنا السنوي". بحسب فرانس برس.

ويعتبر قطاع الشوكولا قطاعا مربحا في اليابان أولى الأسواق الآسيوية، مع عائدات بلغت في العام 2012 8,5 مليارات يورو، وفق مجموعة "كي بي إم جي".

يذكر ان الذهب البني قد دخل إلى الارخبيل في العام 1797 على أيدي التجار الهولنديين الذين كانوا الاجانب الوحيدين الذين يسمح لهم الوفود إلى اليابان. وكان الشوكولا يقدم إلى المومسات.

اما عيد العشاق، فيحتفى به في اليابان منذ نهاية الخمسينيات عندما كانت البلاد تنهض من خسارتها المدوية في الحرب العالمية الثانية.

وفي حالة فريدة من نوعها قامت أرجنتينية في ال22 من العمر بالزواج من الرجل المسجون بتهمة قتل شقيقتها التوأم، بعد أن حكم القضاء بأن الشابة لا تعاني أي اضطراب نفسي.

وأعلن العريس فيكتور كينغولاني المحكوم عليه ب13 سنة من السجن بتهمة قتل جوهانا كاساس سنة 2010 وهي عارضة أزياء سابقة وشقيقة زوجته العتيدة اديث كاساس "لن نفشي عن مكان زواجنا بهدف الحفاظ على حميمية الحفل".

وقال فالنتين كاساس والد الشابتين الذي يعتبر أن كينغولاني هو قاتل ابنته ومريض نفسي "بالنسبة إلي، الاثنتان ميتتان. جوهانا في الجنة واديث في الجحيم".

وجاهر العريس على اذاعة "راديو 10" ببراءته مجددا مؤكدا أنه، وإن أدين، سوف يخرج لأن الأدلة كلها غير صالحة. وتعتبر زوجته العتيدة بدورها أنه بريء من التهمة الموجهة اليه.

وقد وافقت القاضية غابرييلا زاباتا على الزواج بعد أن أظهرت فحوص طبية طالبت بها والدة الشابة أن هذه الأخيرة لا تعاني أي مرض نفسي. وكان من المفترض أن يتم الزواج في كانون الأول/ديسمبر لكنه أرجئ بسبب طلب الوالدة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 17/شباط/2013 - 7/ربيع الثاني/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م