لاجئو سوريا.. معاناة إنسانية مع استمرار الفشل الدولي

 

شبكة النبأ: استمرار الصراع واتساع رقعة المعارك المستمرة في سوريا والتي أسهمت بتدمير البلاد كان لها التأثير المباشر على المواطن السوري المتضرر الأول والأخير من هذا الصراع والذي يعيش اليوم الأزمة الإنسانية خطيرة بسبب المخططات الإجرامية والتآمرية التي تقوم بها بعض الدول الإقليمية الساعية الى تأجيج الصراع بأهداف طائفية. بحسب بعض المراقبين، الذين أكدوا على خطورة المرحلة التي يعيشها المواطن السوري وخصوصا مع تزايد أعداد المهجرين الفارين الى دول الجوار والتي وصلت الى أرقام يصعب السيطرة عليها من قبل المنظمات الإنسانية في ظل غياب الدعم والرعاية الدولية.

وضعف المساعدات المقدمة لهذه المجاميع من قبل الدول المستضيفة التي تخشى من انتقال الصراع المسلح الى حدودها، وفي هذا الشأن قالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة إن حوالي 5000 سوري يفرون من بلادهم يوميا بحثا عن ملاذ آمن من الحرب التي فرضت عليهم ظروفا معيشية صعبة. وقالت المفوضية ان تصاعد موجة نزوح اللاجئين بعد ان كان العدد اليومي للاجئين الفارين بين الفين وثلاثة الاف العام الماضي يعني ان مجموع اللاجئين قد يتجاوز المليون لاجئ قبل نهاية يونيو حزيران كما توقعت في وقت سابق.

وقال أدريان إدواردز المتحدث باسم المفوضية في إفادة صحفية في جنيف "هذه أزمة كبرى". وأضاف "كانت هناك زيادة ضخمة في يناير وحده. نحن نتحدث عن زيادة بنسبة 25 في المئة في أعداد اللاجئين المسجلين خلال شهر واحد." وتدفق نحو 150 الف سوري عبر الحدود السورية في يناير كانون الثاني وفر معظمهم إلى الاردن ولبنان اللتين شهدتا زيادة هائلة في تدفق اللاجئين.

وذكر أن أكثر من 787 ألف سوري إما سجلوا أسماءهم كلاجئين أو ينتظرون الإجراءات في المنطقة خاصة في لبنان والعراق والأردن وتركيا وذلك منذ بدء الصراع في سوريا قبل عامين. ويتضمن هذا المجموع 15 الف لاجئ في مصر حيث بدأ برنامج الاغذية العالمي التابع للأمم المتحدة بتوزيع قسائم الطعام.

وقالت سيبيلا ويلكس وهي ايضا متحدثة باسم المفوضية "نحن نعمل على مدار الساعة للوفاء باحتياجات ومتطلبات اللاجئين." وكانت المفوضية التي طلبت نحو مليار دولار لتمويل اعمالها الخاصة بسوريا في منتصف ديسمبر كانون الاول تتوقع ان يصل عدد اللاجئين السوريين إلى مليون لاجئ بنهاية يونيو حزيران. وقالت ويلكس "بالمعدل الذي يصل به اللاجئون يمكننا ان نتوقع ان يعبر العدد حاجز المليون قبل اشهر من ذلك."

وحذر صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) من تفاقم نقص المياه في سوريا وتلوث الإمدادات في بعض الأحيان مما يعرض الأطفال إلى خطر الإصابة بالأمراض بشكل متزايد. وكشف أول تقييم للصندوق في أنحاء سوريا أن إمدادات المياه في المناطق المتضررة من الصراع تمثل ثلث مستويات ما قبل الأزمة.

وقالت ماريكسي ميركادو المتحدثة باسم يونيسيف "يشير هذا إلى تعطيل جسيم للخدمات وضرر لحق بشبكات المياه والصرف الصحي وتوفر محدود للخدمات الصحية الأساسية مما يجعل الأطفال أكثر عرضة لخطر الإصابة بالأمراض." وحددت ست مناطق هي الاكثر تعرضا للخطر وهي ريف دمشق وادلب ودير الزور وحمص وحلب والرقة. بحسب رويترز.

وقالت منظمة الصحة العالمية ان امراضا تسببها المياه الملوثة من بينها مرض الالتهاب الكبدي الوبائي تنتشر في سوريا وهو ما يفاقم الاوضاع في المستشفيات التي تعاني نقصا حادا في الادوية والاطباء. وقالت ميركادو "المقابلات التي اجريت مع لاجئين وصلوا حديثا في مخيم الزعتري في الاردن قالت ان اغلبية كبيرة من الاسر تبلغ عن حالات اصابة بالاسهال بين الاطفال والبالغين وكذلك حالات جرب."

لبنان وموجة النزوح

في السياق ذاته قالت مسؤولة بالمفوضية العليا للامم المتحدة لشؤون اللاجئين انه يجب على لبنان ان يبحث انشاء مراكز لاستيعاب موجات اللاجئين الفارين من سوريا وقد يتعين عليه اقامة مخيمات رسمية للاجئين اذا استمر تدفق اللاجئين. ويستضيف لبنان بالفعل 260 الف لاجئ أي ما يعادل 6.5 بالمئة من تعداد سكانه وسعى لاستيعابهم في منازل وفي مجتمعات خوفا من ان يؤدي تجمع السوريين السنة في مخيمات كبيرة الى اثارة توترات طائفية مازالت مستعرة منذ الحرب الاهلية اللبنانية في الفترة بين عامي 1975 و1990 .

لكن الايقاع المتسارع للنزوح نتيجة للقتال الدامي في سوريا يعني ان عدد السوريين الذين سيطلبون المساعدة في لبنان ينمو بمعدل 3000 يوميا مما يترك السلطات والمفوضية العليا للامم المتحدة لشؤون اللاجئين تكافح من اجل تلبية احتياجاتهم. وقالت نينيت كيلي ممثلة المفوضية "هذا البلد الصغير الذي يعادل حجمه ربع حجم سويسرا وعدد سكانه أربعة ملايين نسمة يستقبل 260 ألف لاجئ." وأضافت "أعتقد ان ما نحتاج الى البدء في عمله هو الاستعداد في نهاية الامر حيث قد لا نتمكن من ايجاد اماكن مأوى واقامة كافية في ضوء المستويات الحالية للطلب."

واستطردت "نصحنا الحكومة بأن الوقت ربما حان للبدء في اقامة موقعي عبور على الاقل" حيث يمكن تقديم مأوى مؤقت وطعام للاجئين قبل العثور على مكان اقامة آخر. وأضافت "كبداية سيكون هذا شيئا جيدا." وقالت ان المفوضية العليا للامم المتحدة لشؤون اللاجئين أعدت خطط طوارئ لإقامة مخيمات لاجئين رسمية اذا استمر النزوح الحاشد لكن يتعين ان يتم هذا باذن من الحكومة اللبنانية. وقالت في مقابلة من مقر المفوضية في جنوب بيروت "نحن نعد خطة لاقامة مخيمات. نعيد توزيع أماكن المخزونات ونتأكد من اننا أجرينا التقييم واننا مستعدون للبدء في نهاية الامر."

ويرجع التردد في اقامة مخيمات لاجئين لاسباب منها الحساسيات التاريخية بشأن موجات اللاجئين الفلسطينيين الذين فروا من اسرائيل وبعضهم اصبح لاعبا اساسيا في الحرب الاهلية المدمرة في لبنان. وتسلط هذه القضية الضوء أيضا على الانقسام السياسي الحالي في البلاد. وفضلت حكومة رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي التي يهيمن عليها حلفاء الاسد ومن بينهم حزب الله دعم جهود المساعدات لايواء اللاجئين السنة في منازل ومدارس بمجتماعات سنية.

ويقول عمال المساعدات ان اسباب القلق السياسي حدت من قدرتهم على المساعدة اثناء العام الاول من الصراع وخاصة في سهل البقاع حيث تعيش على مقربة جيوب من المسيحيين والشيعة الموالين لحزب الله والسنة الذين يؤيدون المقاتلين السوريين المسلحين. ومازال كفاحهم مستمرا. فقد جاء في تقرير لمنظمة أطباء بلا حدود الفرنسية ان نصف اللاجئين في لبنان لا يحصلون على رعاية طبية كافية ويعيش كثيرون غيرهم في ملاجئ لا تناسب فصل الشتاء. بحسب رويترز.

ورفعت المفوضية تسجيل عدد اللاجئين الجدد الى 40 الف شهريا لكن حتى هذا لا يلبي ايقاع وصول اللاجئين ولا يمكن للمفوضية زيادة جهودها أكثر من هذا. وقالت كيلي رغم انه في الشهر الماضي في مؤتمر الامم المتحدة في الكويت بلغت قيمة التعهدات 1.5 مليار دولار للمساعدات الانسانية للسوريين فان عمليات الامم المتحدة داخل لبنان حصلت حتى الان على 15 في المئة فقط من احتياجات التمويل. وقالت "مشكلتنا في الوقت الراهن هي ببساطة انه ليس لدينا الاموال الكافية لتغطية اللاجئين المسجلين وجميع الوافدين الجدد بنسبة مئة في المئة."

شبح الماضي

الى جانب ذلك يتداول في لبنان حاليا تسجيل فيديو يبدأ بموسيقى حزينة ثم يظهر عنوان "قبل فوات الأوان".. ويختتم الفيديو أيضا بعبارة "تحرك قبل فوات الأوان". يظهر التسجيل بقعا حمراء على خريطة لبنان لتحديد أماكن استقر فيها لاجئون فلسطينيون بعد فرارهم أو طردهم من منازلهم مع قيام إسرائيل عام 1948.

ويقول الفيديو إنه بمجرد استيطان اللاجئين في لبنان هددوا سيادته وهاجموا جيشه الوطني وساعدوا على إشعال الحرب اللبنانية التي استمرت 15 عاما وأسفرت عن سقوط أكثر من مئة ألف قتيل. والآن.. يتوافد اللاجئون السوريون بأعداد مماثل. ويطرح الفيديو هذا السؤال "هل يعيد التاريخ نفسه؟". وقد لقي إقبالا كبيرا على موقع يوتيوب وتم تداوله عبر مدونات ومواقع لبنانية.

بعض اللبنانيين قالوا إنه يحمل طابعا عنصريا لكن الكثيرين اتفقوا مع ما ورد فيه. وهو يظهر القلق من تداعيات الحرب الدائرة في سوريا والتي ربما تهدد السلام الهش القائم بين الطوائف المختلفة منذ عام 1990. هؤلاء اللبنانيون يرون أن توافد عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين أغلبهم من السنة يكاد يكون تكرارا لتدفق اللاجئين الفلسطينيين الذي غير التوازن الطائفي بلبنان قبل عقود ومثل تحديا لهيكل السلطة الذي كان يهيمن عليه المسيحيون.

وثار جدل حول كيفية التصرف حيال اللاجئين السوريين في وسائل التواصل الاجتماعي وفي أروقة السلطة مما أدى إلى عدم اتخاذ الدولة أي إجراء في مواجهة تدفق اللاجئين. وعلى عكس تركيا والأردن لم يقم لبنان مخيمات رسمية لاستيعاب السوريين. وقال وائل أبو فاعور وزير الشؤون الاجتماعية "في لبنان ليس هناك إجماع سياسي أو إجماع وطني حول طريقة التعاطي مع النازحين وإن كانت الحكومة قد اخذت خيارا في هذه المجال بإغاثة وحماية وتأمين كل حاجات النازحين." وأضاف أن قضية المخيمات تمثل حساسية بسبب "هواجس تاريخية" مرتبطة بالمخيمات الفلسطينية وأشار في الوقت ذاته إلى اختلافات جوهرية بين الاثنين ففي حين أن الفلسطينيين منعوا من العودة فمن المفترض أن يتمكن السوريون من العودة إلى الوطن بعد انتهاء الحرب.

واقترح وزير الطاقة جبران باسل وهو مسيحي إغلاق الحدود. وقدم ساسة مسيحيون اقتراحات مماثلة. ويزعم الفيديو المتداول على يوتيوب وهو مجهول المصدر أنه بحلول 2020 سيفوق عدد اللاجئين السوريين والفلسطينيين معا عدد السكان اللبنانيين. وجاء في الفيديو "لنتحرك قبل أن نصبح نحن ضيوفا في بلدنا.. لنتحرك قبل أن نصبح مشتتين في دول الاغتراب." وحث على الضغط على الساسة لاتخاذ أي خطوة.

ويتحدث النائب ابراهيم كنعان بصورة اكثر دبلوماسية من بعض زملائه عندما يتطرق إلى قضية اللاجئين. لكن موقفه واضحا. وقال "ما يحدث في سوريا مثير للقلق." وقال كنعان إن "الأصولية والإسلامية والإرهاب" تنتشر وإن لبنان لا يمكنه الانخراط في الصراع. وهناك حساسية كبيرة مرتبطة بالتركيبة السكانية في لبنان. فقد عملت فرنسا القوة الاستعمارية السابقة على اقتطاع لبنان من سوريا التي تضم أغلبية سنية ليعيش به المسيحيون الموارنة.

كما يعيش في لبنان سنة وشيعة ودروز وأرمن وخليط من الطوائف الأخرى. وليست هناك معلومات عن أعداد كل طائفة لأن آخر تعداد سكاني أجراه لبنان كان عام 1932. وساعد الاستياء من هيمنة المسيحيين بين بعض تلك الطوائف على إشعال الحرب الأهلية عام 1975. وطوال 15 عاما حولت مجموعات عرقية وطائفية متناحرة البلاد إلى اقطاعيات متصارعة. وما زال في العاصمة بيروت مبان تعلوها آثار الأعيرة النارية.

ويقول الكثير من اللبنانيين إن جذور الحرب تنبع من قدوم عشرات الآلاف من الفلسطينيين وأغلبهم من السنة. وبمرور السنوات حمل اللاجئون السلاح لمحاربة اسرائيل لكنهم اشتبكوا أيضا مع الجيش اللبناني وميليشيات مسيحية. وتصاعدت الهجمات الانتقامية ليتحول الأمر إلى حرب كاملة. ويرى كنعان وهو ماروني إن التدفق الجديد يحمل مخاطر مماثلة ويقول إن لبنان لابد أن ينأى بنفسه عن الصراع في سوريا ويعزز جيشه ويسيطر على الحدود كي يحافظ على استقراره. لكنه لم يصل إلى حد الدعوة إلى إغلاق الحدود تماما. وأضاف "إذا قلنا هذا فستجد من يقول: "أف.. هذا الرجل..." لا أدري الوصف الذي يمكن أن يطلقونه علي. لكن ما الحل؟ إذا لم تغلق الحدود فعلى الأقل ينبغي إحكام مراقبتها." وتابع "بالإمكان استقبال الناس.. بل ولابد من ذلك. يجب التعامل بحساسية شديدة مع تلك المسائل. لكن لا يمكن التضحية بالوطن وبالبلد والشعب لمجرد التحلي بالإنسانية. هناك حدود لكل شيء."

هناك تاريخ ولهجة مشتركة بين سوريا ولبنان إلى جانب روابط عائلية وسياسية مما يعني أن اللاجئين السوريين يواجهون وضعا أكثر تعقيدا من وضعهم في الأردن أو تركيا من نواح كثيرة. قبل الصراع كان الكثير من السوريين يأتون للبنان للعمل في البناء والزراعة أو يعملون في حرف بسيطة أخرى. وكثيرا ما تتلاشى الفروق بين العمالة الوافدة واللاجئين.

على سبيل المثال ظل إبراهيم الاشبي (27 عاما) يعيش ويعمل في مدينة صور بجنوب لبنان قبل عامين من بدء الصراع في سوريا وقرر العودة عندما وصلت الحرب إلى بلدته إدلب في شمال سوريا. يتمكن الاشبي من كسب قوت يومه من خلال بيع الخضر على عربة ويقتسم شقة من غرفتين مع عدد من أفراد أسرته. لكنه يقول إن الحياة في الوقت الحالي أصبحت أصعب من ذي قبل في لبنان. وأدى تدفق اللاجئين السوريين إلى ارتفاع قيمة الإيجارات ورفع الأجور. قال الاشبي "قبل الآن كان منزل مثل هذا يؤجر بمئة أو 150 دولارا لكنه يؤجر الآن بمئتين أو 250 دولارا. والأسعار في زيادة. وإذا لم يرض صاحب المنزل عن قيمة الإيجار فسيطرد المستأجر ويؤجر المكان لأي أسرة أخرى." وتسبب الصراع أيضا في قطع طرق الإمداد ببضائع رخيصة كانت ترد من سوريا ويبيعها الباعة الجائلون. وقال الاشبي "ليس هناك شيء من سوريا لآن وما يرد من الصين غال جدا."

وفي مساحة غير ممهدة من الأرض قرب ساحل البحر المتوسط تتكدس أسر سورية داخل خيام مقامة من أغطية بلاستيكية. وتظهر في الأفق لافتات لمطعم مكدونالدز ومتجر كبير. وعلى الجهة المقابلة من الشارع هناك مركز ثقافي أطلق عليه اسم باسل الأسد الشقيق الراحل للرئيس السوري بشار الأسد ويمثل تذكرة بالصلة بين الحكومة السورية وجماعة حزب الله اللبنانية التي تسيطر على هذه المنطقة التي تسكنها أغلبية شيعية. ويقول حزب الله إن قضية اللاجئين قضية إنسانية وليست سياسية ولابد من التعامل معها بناء على هذا المنطلق. ويقول السوريون في مخيم صور إنه ليس بينهم أي نزاعات سياسية مع السكان. لكن العلاقات الاقتصادية قضية أخرى.

وقال شاب من مدينة حلب بشمال سوريا "رجعنا لأيام العبودية." ومضى يقول "اللبناني بيجيكم...ما بيعاملك إنك شخص مخلوق.. انت مهاجر.. انت لاجيء.. انت شغيل." ويقول لاجئون في المخيم إنهم يدفعون 50 ألف ليرة لبنانية (33 دولارا) شهريا لكل خيمة في حين أن اجر عمل يوم تراجع من 15 ألف ليرة إلى ثمانية آلاف ليرة وهو ما يزيد قليلا من ثمن شطيرة دجاج مشوي من متجر قريب. وقال الشاب القادم من حلب والذي طلب عدم نشر اسمه "في مثلنا العربي نقول.. إذا وقع الجمل تكتر سكاكينه...اللي صار فينا مثل الجمل."

لكن مشاعر الاستياء موجودة لدى الطرفين. إذ يشكو الكثير من اللبنانيين من أن السوريين يفتحون متاجر ويتنافسون مع السكان كما يقول وزير الشؤون الاجتماعية أبو فاعور. ويرى آخرون أن العثور على عمل بات أصعب وأن الأجور تضاءلت لأن الكثير من السوريين مستعدون للعمل بأجر ضئيل. وقال أبو فاعور إن عدد أطفال الشوارع والمتسولين زاد. وأضاف "أخاف أن يؤدي هذا الأمر إلى انفجار اجتماعي اقتصادي في لبنان."

وأردف قائلا "لأننا بدأنا نلاحظ عمليات توتر شديدة بين المجتمع اللبناني المستضيف وبين النازحين السوريين نتيجة أن هذا النازح السوري الذي يأتي من سوريا يقاسم اللبناني في كل شيء وبالتالي التأخر في إقرار خيار المخيمات أو في الاتفاق على خيار المخيمات جعل النازحين السوريين ينتشرون في كل المناطق اللبنانية." بحسب رويترز.

واشتبك مسلحون موالون لطرفي الصراع في سوريا مرارا في طرابلس ثاني أكبر المدن اللبنانية حيث تغطي صور الأسد الجدران في بعض الأحياء. وقال روبرت واتكينز منسق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة للبنان إن الاستياء من اللاجئين السوريين يتزايد فعلا. وفي محافظة عكار بالشمال ألقى البعض مؤخرا قنبلة حارقة على تجمع للسوريين.

600 مليون دولار

من جهة اخرى قال وزير مالية تركيا محمد شيمشك إن بلاده أنفقت اكثر من 600 مليون دولار على إيواء اللاجئين السوريين خلال الصراع الذي بدأ منذ نحو عامين في سوريا. وأضاف على صفحته الرسمية على موقع تويتر أن الحكومة المركزية أنفقت 610.5 مليون ليرة (344 مليون دولار) من ميزانيتها من هذا المبلغ حتى الخامس من فبراير شباط. وأضاف ان السلطات المحلية وفرت بقية المبلغ.

وتركيا واحدة من أشرس منتقدي الرئيس السوري بشار الأسد. وأرسل حلف شمال الاطلسي أنظمة صواريخ باتريوت دفاعية لحمايتها من امتداد القتال اليها كما قادت تركيا عضو الحلف الدعوات لتدخل دولي لإنهاء الصراع. وتستضيف تركيا اكثر من 177 الف لاجيء في 16 مخيما بالاضافة الى عشرات الآلاف من السوريين عبروا الى تركيا ويقيمون مع اقارب او في مساكن خاصة وفقا لما تقوله هيئة إدارة الكوارث التركية. بحسب رويترز.

ويشكو مسؤولون حكوميون من أن تركيا تلقت مساعدات انسانية لا تتجاوز 35 مليون دولار من مانحين أجانب نصفها من الامم المتحدة. وتحرص الحكومة على السيطرة بشكل محكم على جهود المساعدات وتوجه معظمها من خلال المنظمات الاهلية التركية فيما تصفه بمحاولة لضمان تنسيقها بشكل جيد. وأشار بعض الدبلوماسيين الى أنه يمكن توفير المزيد من التمويل الاجنبي اذا منحت منظمات دولية مثل الامم المتحدة المزيد من السيطرة.و بلغ إجمالي إنفاق ميزانية الحكومة المركزية التركية 360 مليار ليرة (200 مليار دولار) العام الماضي.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 12/شباط/2013 - 2/ربيع الثاني/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م