أي نوع من القادة نحتاج؟

زاهر الزبيدي

هناك حكمة صينية قديمة تقول بأن هناك أربعة أنواع من القادة: قادة تضحك عليهم وقادة تكرههم وقادة تحبهم وقادة لا تعرف كيف ولماذا أصبحوا قادة!..

ومعضلتنا في العراق أن كل الأنواع من أولئك القادة موجودون على الساحة السياسية بكثرة بالغة.. إلا نوع واحد منهم وهم القادة الذين نحبهم، فهم بعدد أصابع اليد الواحدة،.. فما من محبة لأولئك القادة الذين يردحون اليوم على جروحنا وإنما ارتفع نجمهم بحسب الطائفية المقيتة والمحاصصة التي تعشعش في نفوسنا والتي تدفعنا دائماً لاختيارهم وسنظل كذلك حتى قيام الساعة.

فالكثير من أولئك السياسيون، القادة، اليوم نرى أننا نضحك عليهم وعلى تصرفاتهم السمجة وتصريحاتهم التي تمد نار الكره والحقد بوقودها الذي ما نضب حتى يومنا هذا والدليل بأن أزماتنا لازالت مشتعلة وستضل كذلك مثل نارنا الأزلية لا تخمد حتى تخمد نار الحقد في داخلهم..

وهناك قادة يظنون، واهمين، انهم يضحكون علينا والصحيح أننا نضحك عليهم وهم مدار استهزاء تام من قبل ابناء شعبهم لكونهم لم يتمكنوا، جميعاً، حتى يومنا هذا على رأب الصدأ في العلاقة بينهم وهم بذلك يضيعون على شعبهم، في كل يوم يمر، فرصة أن ينهض فأيٌ من أزماتنا ما أن تبدأ نارها بالأفول حتى يبرز جحيم أزمات أخرى في الأفق.. متتابعة متعاقبة.. تلك الأزمات التي تفتعلها ايديهم كل يوم متناسين أبناء شعبهم الذي لازال في الانتظار.

وهناك قادة لانعرف كيف ولماذا أصبحوا قادة وهم كثر بل أكثرهم كذلك، حينما قفزوا الى واجهة الأحداث منتهزين ومقتنصين الفرصة الذهبية لذلك حينما كنا نكابد الأمرين في الحفاظ على ارواح عوائلنا وتأمين قوت يومهم في تلك الأيام التي أعقبت عام 2003، لقد كانت الشوارع خالية إلا من ازيز الدبابات التي كانت توفر لهم الأمن غير قادرة على أن توفر للمظلومين من أبناء شعبنا الأمان.. وجرّت السنون بعضها البعض متحفة التأريخ بأقسى صور الإرهاب والظلم والقتل لأبناء شعبنا، وها نحن اليوم نقف أمام أزمات قادتنا، صنع أصابعنا، غير قادرين على التخلص من الأزمات، أو حتى التخلص من أغلبهم.. فهم صُناع الأزمات وروادها.

وحتى يومنا هذا، منذ عقد من الزمن، لن يتمكن قائد من امتصاص الغضب الجماهيري بكل أشكاله وطوائفه ويحيله الى تشريعات وقوانين كفيلة بأن تحقق شيئاً.. فلا سبيل اليوم أمامنا إلا بالرضوخ، بكرامة، الى كل المطالب لأننا بالحقيقية عبارة عن 32 مليون مشكلة وعلى القائد الذي يتصدى لمسؤوليتنا أن يتمتع بالحكمة أن يحلها كلها لا أن يجابهها بمشاكل أصعب لتزيد من حدة الصِدام الكبير.. الذي أعتقد أنه بدأ بعراك القادة المستمر تحت قبة البرلمان، حلبة الصراع الطائفية، في الوقت الذي كان الأجدر بكل من تحت تلك القبة أن يكون حيادياً في كل شيء ؛ حقناً لدماء ابناء الشعب وحفاظاً على بعض المكتسبات الديمقراطية التي رفعت بنيانه ووطدت معالمه الحقيقية المتحضرة.

اليوم هو اليوم الحقيقي الذي سيظهر فيه من يكون أهلاً لقيادة الوطن.. اليوم هو اليوم المناسب ليخرج قائداً سنذكره بعد سنة عندما نزحف الى صناديق الاقتراع في الإنتخابات المقبلة، وطبعاً هو ليس ذلك الرجل الذي يحمل سيفاً أو هراوة أو حتى يلبس بزة الجلاد.. فمن لها ؟

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 12/شباط/2013 - 2/ربيع الثاني/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م