قضايا فنية... صناعة الإبداع وانتاج الأموال

 

شبكة النبأ: عالم الفن عالم خاص لايمكن الاستغناء عنه او تجاهله هو ضرورة من ضروريات الحياة وجزء مهم من تاريخ البشرية، وبحسب بعض المتخصصين فالفن هو موهبة إبداع موجودة لدى لكل إنسان لكن بدرجات مختلفة فكلمة الفن هي دلالة على المهارات المستخدمة لإنتاج أشياء تحمل قيمة جمالية.

ولايزال هذا العالم الجميل يحوي الكثير من الغرائب والعجائب والمفاجئات التي أصبحت محط اهتمام الكثير من الباحثين ووسائل الأعلام التي تسعى الى إظهار بعض الخفايا والإسرار للعديد من الأعمال والرسوم العالمية القديمة الخالدة التي أصبحت اليوم ثروة مهمة تتداولها دور العرض وتتفاخر بها المعارض.

وفي ما يخص عالم الفن فقد شهدت دار سوذبيز في نيويورك للمزاد العلني منافسة محمومة لشراء لوحة "الصرخة" للفنان النرويجي إدفارد مونك. واستمرت عملية البيع 12 دقيقة فقط وشهدت مزايدات كانت ترتفع بأكثر من عشرة ملايين دولار في غضون دقيقة. وفي أجواء مشدودة بيعت اللوحة بسعر قياسي بلغ 119,92 مليون دولار، لتصبح بذلك أغلى عمل فني يباع في مزاد.

بيع نموذج عن لوحة "الصرخة" للفنان النروجي ادفارد مونك لدى دار سوذبيز في نيويورك بسعر قياسي بلغ 119,92 مليون دولار، لتصبح بذلك اغلى عمل فني يباع في مزاد. واستمرت عملية البيع المحتدمة جدا في قاعة سوذبيز التي اكتظت بالحضور، 12 دقيقة فقط وشهدت مزايدات كانت ترتفع باكثر من عشرة ملايين دولار في غضون دقيقة. وفي اجواء مشدودة، تنافس سبعة اشخاص لشراء هذه اللوحة الشهيرة التي كان سعرها مقدرا بثمانين مليون دولار.

هذه اللوحة نفذت في العام 1895 وترمز الى اليأس الاممي وتظهر رجلا يصرخ وقد وضع يديه على اذنيه على خلفية سماء يلطخها الدم في اوسلو. وهي النموذح الوحيد من اصل اربعة نماذج للوحة "الصرخة" الذي لا يملكه متحف. وانتهت المزايدات على اللوحة وسط التصفيق الحار، بعدما اعلن مفوض المزاد توبيا ميير تسجيل "سعر قياسي عالمي".

ولم ترشح اي تفاصيل عن هوية الشاري الذي كان محور الكثير من المحادثات بعد عملية البيع، الا ان البائع رجل الاعمال النروجي بيتر اولسن اعرب عن سروره الكبير بتسجيل السعر القياسي خلال مؤتمر صحافي قصير. وكان مونك الفنان التعبيري، نفذ بين عامي 1893 و1910 اربعة نماذج من هذه اللوحة. والنسخة التي بيعت في مزادات الفن الانطباعي والحديث لدى دار سوذبيز، ملك لعائلة اولسن منذ 70 عاما. وكان بيتر اولسن ورثها عن والده توماس جار مونك ونصيره في ما بعد.

وتتميز اللوحة بانها تضم كلمات القصيدة التي استوحيت منها مكتوبة باحرف حمراء على الاطار المصنوع من الخشب الفاتح اللون. اما النماذج الاخرى للوحة "الصرخة" فهي ملك لمتحف مونك (نسختان) في اوسلو والغاليري الوطني في اوسلو (لوحة واحدة). ورحب سايمن شو المسؤول عن دائرة الفن الانطباعي والحديث لدى دار سوذبيز ب"الامسية التاريخية" مشددا على البعد الاممي للوحة "الصرخة" التي اعتبرها "مفتاحا للضمير الحديث".

اللوحة التي كانت موضع كتب وافلام ودراسات كثيرة، وضعت ايضا على فناجين قهوة وشاي وعلى قمصان قطنية واغراض اخرى تستخدم في الحياة اليومية. وكان شو قال قبل المزاد "انها من الصور القليلة التي تتجاوز الفن والتاريخ لبلوغ الضمير العالمي". وحدها ثمانية اعمال فنية تجاوزت سعر 80 مليون دولار في مزاد وهي خصوصا لوحات ومنحوتات لبيكاسو وجاكوميتي وكليمت. وكان السعر القياسي العالمي السابق سجلته لوحة "العارية والنحات" التي بيعت بسعر 106,4 ملايين دولار مع اضافة العمولة في ايار/مايو 2010 لدى دار كريستيز في نيويورك.

في يومياته كتب مونك في 22 كانون الثاني/يناير 1892 مفسرا كيف استوحى لوحة "الصرخة" فقال "كنت اتنزه على درب مع اثنين من اصدقائي. وكانت الشمس تغيب. فجأة اصبحت السماء بلون احمر قاني. توقفت منهكا واستندت الى سياج كان هناك دم وألسنة من نار فوق الفيورد الازرق-الاسود وفوق المدينة.

تابع صديقاي سيرهما وانا بقيت هنا ارتعد خوفا وشعرت بصرخة لا متناهية تخترق الكون". واعطى بيتر اولسن تفسيره الاخر للوحة مشددا على انها "ستبقى قوة اساسية في حياتي". واضاف "الصرخة تظهر لي اللحظة الرهيبة التي يدرك فيها الانسان تأثيره على الطبيعة والتغيرات التي لا رجوع عنها التي تسبب بها جاعلا من هذا الكوكب مع الوقت غير قابل للسكن". بحسب فرنس برس.

 ومع عائدات عملية البيع ينوي اولسن بناء متحف جديد مكرس لمونك في النروج. وسمحت لوحة مونك لدار سوذبيز بتحطيم عائداتها القياسية السابقة خلال امسية واحدة وهو 286,2 مليون دولار ويعود الى العام 1990. وبيعت 65 من القطع ال76 المعروضة وحققت 330,56 مليون دولار.

 في مزادات لندن

في السياق ذاته بيعت لوحة للفنان بابلو بيكاسو بها وجه عشيقته و"ملهمته الذهبية" ماري-تيريس والتر مقابل 28.6 مليون جنيه استرليني (45 مليون دولار) في مزاد أقامته دار سوذبي لأعمال فنية تمثل المدارس الانطباعية والحديثة والسيرالية. والمزاد هو الأول من بين سلسلة مزادات تقيمها في لندن هذا الشهر سوذبي وكريستيز ودور مزادات أصغر في أحدث اختبار لقوة سوق الأعمال الفنية الباهظة. وارتفعت أسعار الأعمال الفنية الشهيرة في الأعوام الأخيرة رغم المخاوف الاقتصادية الكبيرة مع زيادة اهتمام هواة جمع المقتنيات في الصين وروسيا والشرق الأوسط بالمقارنة مع اقرانهم في أوروبا والولايات المتحدة. وبعد خصم نسبة العمولة التي تتجاوز 10 بالمئة فان الثمن الفعلي الذي دفع في لوحة بيكاسو التي تعود الى عام 1932 يقف عند الحد الأدنى لتقديرات ما قبل البيع والتي تراوحت بين 25 مليون جنيه استرليني الى 35 مليونا. وتقيم كريستيز -أكبر دار مزادات في العالم- مزادها في لندن. بحسب رويترز .

الى جانب ذلك أعلنت دار "كريستيز" للمزادات أنه تم بيع لوحة للرسام الإيطالي أماديو موديغلياني تظهر فيها حبيبته الأخيرة جان إيبوتيرن في مزاد في لندن مقابل 26,9 ملايين جنيه استرليني (31,2 مليون يورو)، وقد رسم موديغلياني اللوحة قبيل وفاته من جراء السل في كانون الثاني/يناير 1920 عن عمر 35 عاما. وبعد أيام قليلة من وفاة الرسام، انتحرت حبيبته الشابة البالغة من العمر 21 عاما برمي نفسها من النافذة بينما كانت حاملا بطفلهما الثاني. وكانت قيمة اللوحة قد قدرت ما بين 16 و22 مليون جنيه استرليني. ومنذ العام 2006، بقيت اللوحة ملكا لجامع تحف في نيويورك كان قد اشتراها مقابل 16,3 مليون جنيه استرليني. بحسب فرنس برس.

ورفضت دار "كريستيز" الكشف عن هوية مشتري اللوحة التي تظهر فيها الرسامة الفرنسية جان إيبوتيرن مرتدية قبعة سوداء. وقد رسم موديغلياني اللوحة قبيل وفاته من جراء السل في كانون الثاني/يناير 1920 عن عمر 35 عاما. وبعد أيام قليلة من وفاة الرسام، انتحرت حبيبته الشابة البالغة من العمر 21 عاما برمي نفسها من النافذة بينما كانت حاملا بطفلهما الثاني.

لوحة دولاكروا

من جهة أخرى ألقت الشرطة الفرنسية القبض على امرأة متهمة بتشويه لوحة "الحرية تقود الشعب" الشهيرة ليوجين دولاكروا في فرع متحف اللوفر في بلدة لنس الفرنسية. وأغلق فرع المتحف صالتي العرض بعدما شوهت امرأة بقلم حبر أسود اللوحة التي تعد من اشهر الأعمال الفنية عن الثورة الفرنسية. واختار متحف اللوفر في بلدة لنس بشمال فرنسا اللوحة التي رسمها دولاكروا عام 1830 لتكون درة افتتاحه الرسمي في ديسمبر كانون الأول الماضي بعد ان اقترضها من متحف اللوفر الرئيسي في باريس. وترمز اللوحة الى الثورة الفرنسية وبها امرأة مكشوفة الصدر ترفع علما من ثلاثة ألوان وتقود شعبها وهي تسير على جثث. بحسب بي بي سي.

وكانت صورة اللوحة على ورقة المئة فرنك قبل انضام فرنسا الى اليورو، ويعتقد ان تصميم تمثال الحرية في نيويورك مستلهم منها وقال المتحف إن فحصا أوليا أفاد بأن الضرر الذي لحق باللوحة سطحي وإن اللوحة الشهيرة يمكن إصلاحها بسهولة,

استرجاع لوحة فرعونية

في السياق ذاته صرح زاهي حواس وزير الدولة المصري لشؤون الآثار بأن مصر ستسترجع لوحة فرعونية من متحف بال السويسرية يزيد عمرها على 4300 عام. وهي ثاني قطعة أثرية تستردها مصر بعد الثورة الشعبية التي شهدتها. ضمن خطة مصرية لاستعادة الآثار المهربة أعلنت وزارة الدولة لشؤون الآثار اليوم الأربعاء استعادة لوحة أثرية من الحجر الجيرى يزيد عمرها على 4300 عام وتضم مشاهد للحياة اليومية من متحف بال للآثار في سويسرا.

وقال زاهي حواس وزير الدولة لشؤون الآثار في بيان إن اللوحة ترجع إلى عصر الأسرة الفرعونية الخامسة (نحو 2494-2345 قبل الميلاد) وعليها مناظر مختلفة للصيد ويبلغ ارتفاعها 51 سنتيمترا وكانت معروضة بمتحف بال للآثار القديمة. وأضاف أن وفدا أثريا مصريا سيتوجه إلى سويسرا لتسلم اللوحة من المتحف " الذي أهدى مصر هذه اللوحة. فور علم إدارة المتحف بأن هذه القطعة مسروقة من مصر" ولكنه لم يحدد الموقع الذي انتزعت منه

اللوحة أو المتحف الذي كانت اللوحة من مقتنياته. وهذه ثاني قطعة أثرية تستردها مصر بعد الانتفاضة الشعبية التي أنهت نظام الرئيس السابق حسني مبارك ي وسرقت خلال فراغ أمني واكبها قطع أثرية من متاحف ومواقع أثرية في القاهرة وخارجها. واستعادت مصر من المتحف الوطني للثقافة بالمكسيك قطعة أثرية فرعونية عبارة عن لوحة من الحجر الجيري عمرها يزيد على 3200 عام. ووعد حواس في البيان باسترداد مجموعة من القطع الأثرية المصرية خلال الأيام المقبلة " خاصة من الولايات المتحدة." بحسب رويترز .

وقال "المليون سائح الموجود في مصر خلال الثورة قد غادر مصر بسلام... ما حدث من انفلات أمني يوم 28 يناير (كانون الثاني) لو حدث في بلد آخر لسرقت كل متاحفه وكنوزه. لم يسرق من متاحفنا و مناطقنا الأثرية قطع أثرية فريدة ولكننا سنمضي فى استعادة كل هذه القطع."

الرسم بالقهوة

الى جانب ذلك تبدأ الفنانة الفلسطينية سلوى سباخي في مرسمها بإعداد قدح كبير من القهوة التي ترتشفها بتلذذ واضح ثم تستخدم ما تبقى في قدحها في رسم لوحة جديدة، تقول الفنانة الشابة "إجت (جاءت) الفكرة لأنه أنا باشرب كثير قهوة فحبيت أنه أستخدم شي باشربه وأرسم فيه بنفس الوقت وأن أتميز عن باقي الفنانين." وذكرت سلوى سباخي (23 عاما) أنها اختارت استخدام القهوة في الرسم لأن كلفتها أقل من أثمان الألوان التي يصعب في الغالب حصول الفنانين عليها في قطاع غزة الذي تحاصره إسرائيل.

تخرجت سلوى من كلية الفنون الجميلة بجامعة الأقصى في غزة وبدأت استخدام القهوة في رسم لوحاتها قبل عامين، وشاركت الفنانة منذ تخرجها في عدد من المعارض الجماعية المحلية وهي تتطلع في الوقت لحالي لتنظيم معرض خاص بها، وقالت سلوى "طموحي كسلوى من غزة أنه أعمل معرض لي شخصي بأعبر فيه عن جميع المعاناة الموجودة في غزة وغير المعاناة أنه أبرز قضايا معينة كفنانة فلسطينية موجودة بغزة بالقهوة للعالم بره حتى يعرفوا أنه فيه بغزة إبداع.. فيه بغزة تميز.. فيه بغزة طاقات إبداعية رغم الحصار الموجود عليها.، ويتراوح ثمن لوحات سلوى سباخي بين 29 و39 دولارا للوحة. بحسب رويترز.

وذكر زائر يدعى حكمت يوسف بعد أن تجول بين مجموعة من لوحات سلوى سباخي "الرسم بالقهوة يعني أنا لاحظته أنه فن جديد على غزة ولسا مش منتشر وأعتقد أنه فن جميل ورائع. تجولت في المعرض ووجدت أن الرسم بالقهوة هو رسم غاية في الجمال.. غاية في الروعة.. فيه روحانيات.. فيه واقع يعكس.. يعني الأخت أو الفنانة سلوى وهي الأولى في الأراضي الفلسطينية التي ترسم بالقهوة.. تعكس الواقع الفلسطيني وتعكس جماليات الواقع الفلسطيني"، وتفرض إسرائيل حصارا على قطاع غزة منذ سيطرت عليه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قبل خمس سنوات. لكن إسرائيل بدأت في عام 2010 تحفيف القيود التي تفرضها على غزة تحت ضغط دولي.

على صعيد متصل افتتح بمكتبة الإسكندرية الملتقى الدولي السادس لمعرض (أجندة 2013) بمشاركة 120 فنانا تشكيليا يمثلون دولا عربية وأجنبية منها تركيا والسعودية وتونس وفرنسا ومصر. وقالت المكتبة في بيان إن المعرض الذي يحمل عنوان (بالبرواز 50 سنتيمترا) يسعى لتقديم أعمال فنية مبتكرة في مجالات التصوير والنحت والجرافيك. والمعرض الذي يستمر حتى الثالث من مارس اذار يهدف إلى التشجيع على اقتناء الأعمال الفنية الصغيرة التي لا يزيد طول أضلاعها على 50 سنتيمترا بما في ذلك الإطار. وشارك في المعرض في الدورات السابقة عشرات الفنانين من دول منها ألمانيا واليابان وقبرص والسويد والسودان والإمارات والكويت والأردن واليمن..

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 11/شباط/2013 - 1/ربيع الثاني/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م