حكام بريطانيا... قادة بلد حضاري أم استبدادي؟

 

شبكة النبأ: تعد بريطانيا من اكبر الدولة الاستعمارية والانتهاكية التي عرفها التاريخ، على الرغم من امتلاكها ارث اجتماعي وبنية ثقافية وحضارية متمدنة تضعها ضمن أهم المجتمعات المتطورة حول العالم، وكما هو معروف فأن من يحدد صورة البلاد هم الحكام ونظامهم السياسي فنظام الحكم في بريطانيا هو نظام ملكي وراثي المكون الملوك والأمراء القادة الذين يعتبرون محط اهتمام للعديد من وسائل الأعلام التي تسعى الى كشف بعض القضايا والخفايا والفضائح المثيرة التي تخص الطبقة الحاكمة في تلك البلاد، والتي تثبت في بعض الأحيان زيف الشعارات المعلنة لهذه الدول النظامية التي لاتزال تعيش بعقلية المستعمر المستبد، وفي هذا الشأن فقد قال الأمير هاري الذي انتهت خدمته في أفغانستان بصفته مساعد طيار مروحية أباتشي انه قتل افرادا من حركة طالبان في إطار مهمته مشددا على المنطق الذي يقوم على "قتل احدهم لإنقاذ آخر".

وأعلنت وزارة الدفاع البريطانية ان الامير هاري غادر أفغانستان في ختام مهمة استمرت 20 أسبوعا. وفي مقابلة مع وكالة "برس اسوسييشن" البريطانية للانباء أجريت معه خلال وجوده في أفغانستان وردا على سؤال حول ما اذا قتل متمردين من مروحيته خلال مهمات في ولاية هلمند، قال الأمير البالغ 28 عاما "نعم شأني في ذلك شأن الكثير من بيننا". وأوضح في هذه التصريحات التي نشرت "قتل شخص لإنقاذ أخر هذا ما كان على المحك على ما اعتبر. فان كان ثمة أشخاص يريدون إلحاق الأذى برجالنا علينا ان نتخلص منهم".

وأضاف الأمير وهو الثالث في ترتيب خلافة العرش البريطاني انه لم يختر ان يكون طيار مروحية قتالية ليقتل الناس. وأوضح "نحن ورقة رابحة فعالة ومهمتنا الرئيسية هي المواكبة. ففي حال تعرض جنود للإصابات نؤمن لهم تغطية من الجو لمنع اي هجوم للمتمردين الذين سيروننا وسيقولون في قراراه نفسهم حسنا، انها معركة غير متوزانة ولن نقترب".

ورافق الأمير هاري على الدوام عملاء من جهاز "اس او 14" مكلفين حمايته حتى في كامب باستيون اكبر قاعدة عمليات للجيش البريطاني في العالم. الا ان حراسه لم يرافقوه في المروحية. وعن حياته في الثكنة قال الأمير هاري "انها طبيعية جدا قدر الإمكان. انا احد الشباب ولا أعامل بطريقة مختلفة" لكنه أضاف بأسف "الا ان الكثير من الشباب هنا لم يلتقوني وهم ينظرون الي على اني الامير هاري وليس الكابتن ويلز والامر يزعجني".

وقال الكابتن سايمون بيتي (30 عاما) الذي كان مسؤولا عن الامير "انه انسان عادي واعتبره صديقا والعمل معه سهل وممتع" موضحا ان "الكابتن ويلز يتقن عمله". وقال الامير هاري "لطالما شكلت الامتحانات كابوسا لي لكن ممارسة كرة القدم او اللعب على بلاي ستايشن او الطيران اسهل بالنسبة لي من المشي". وسبق للامير هاري ان خدم في افغانستان لمد عشرة اسابيع من 2007 الى 2008 وكان مسؤولا على الارض عن تنسيق الهجمات الجوية ضد حركة طالبان.

واوضح "كنت اكره ان ابقى محصورا" في القاعدة العسكرية، مشددا على انه فضل مهمته الثانية.

واكد ان شقيقه الامير وليام يشعر "ببعض الغيرة" تجاهه "لانه بطبيعة الحال كان ليعشق المجيء الى افغانستان". وتابع يقول "صراحة لا افهم لماذا لا يمكنه ذلك". ولم يرسل الامير وليام الثاني في ترتيب خلافة العرش في اي مهمة على الارض في بلد يشهد حربا، بسبب المخاطر التي قد يتعرض لها. بحسب فرنس برس.

واعرب الامير عن شعوره "بفرحة كبيرة" لشقيقه وزوجته كايت اللذين ينتظران حدثا سعيدا في تموز/يوليو المقبل و"انتظر بفارغ الصبر ان اصبح عما". وخلال المقابلة تطرق الامير الى الصور التي نشرت له على الانترنت في آب/اغسطس الماضي وتظهره عاريا في لاس فيغاس قائلا "لم اكن عند المستوى المطلوب وخيبت ظن عائلتي واشخاص اخرين". واضاف "الا اني كنت في مكان خاص ويجب احترام مستوى معين من الخصوصية".

في السياق ذاته قالت حركة طالبان ان الامير هاري نجل ولي العهد البريطاني تشارلز، يعاني من "مشاكل عقلية" بعدما قال ان اطلاق النار على المسلحين في افغانستان يشبه العاب الفيديو. وقال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد "فشلت 49 دولة بكامل قوتها العسكرية في القتال ضد المجاهدين، والان ياتي هذا الامير ويقارن هذه الحرب بالعاب بلايستيشن". وصرح مجاهد "هذه حرب خطيرة وتاريخية وبالنسبة لنا ولشعبنا فهي مقاومة". وقال "ولكننا لا ناخذ تصريحاته على محمل الجد، فكمنا راينا وسمعنا جميعا فان العديد من الجنود الاجانب المحتلين الذين ياتون الى افغانستان يصابون بنوع من المشاكل العقلية". وتشن طالبان تمردا في افغانستان منذ الاطاحة بنظام الحركة قبل 11 عاما.

الملك المقبل

في السياق ذاته اظهر استطلاع للرأي ان ولي عهد بريطانيا الامير تشارلز هو المفضل عند البريطانيين لخلافة والدته الملكة اليزابيث الثانية. وبين استطلاع "يوغوف" لحساب صحيفة "صنداي تايمز" ان 44 % من الاشخاص الذين شملهم الاستطلاع يريدون ان يخلف تشارلز والدته الملكة اليزابيث الثانية في مقابل 38 % لنجله وليام.

وقد ارتفعت شعبية الامير فيليب ايضا بعد مرضه وقد اعتبره 58 % بانه مصدر قوة للعائلة الملكية في مقابل 48 % قبل احتفالات اليوبيل. واظهر الاستطلاع الجديد ان شعبية العائلة الملكية لا تزال قوية مع 75 % من المؤيدين للابقاء على النظام الملكي. وقال قصر باكينغهام ان 1,5 مليون شخص نزلوا الى شوارع وسط لندن لالقاء التحية على الملكة البالغة 86 عاما ملوحين بالاعلام البريطانية عند مرورها بعربة مكشوفة. وكان 1,2 مليون بريطاني اصطفوا على ضفتي نهر التيمز الاحد لمتابعة العرض المائي الذي شارك فيه الف مركب من كل الاحجام والاشكال.

من جهة اخرى حصل الأمير تشارلز ولي عهد انكلترا على 552 ألف جنيه استرليني (889 ألف دولار أو 688800 يورو) خلال الفترة 2011 - 2012 من أشخاص توفوا في دوقية كورنويل التابعة له ولم يتركوا وصية أو وريث، بحسب إدارة الحسابات الرسمية. وبموجب اتفاق يعود للقرون الوسطى اطلق عليه اسم "بونا فاكنسيا" أي (الأملاك المتوافرة)، تسقط الأملاك التي لم يطالب بها أحد بعد وفاة أحد سكان دوقية كورنويل (جنوب غرب انكلترا) تلقائيا في الملك العام للدوقية التابعة للأمير تشارلز.

وقد حصلت الدوقية بمقتضى هذا الاتفاق على 552 ألف جنيه استرليني خلال السنة المالية التي تنتهي في 31 آذار/مارس 2012. وقد منح هذاالمبلغ كله تقريبا (450 ألف جنيه استرليني) إلى جمعيات خيرية، في حين تمت المحافظة على الجزء المتبقي في حال تمت المطالبة بالأموال، على ما أوضحت إدارة الحسابات الرسمية في الدوقية. بحسب فرنس برس.

وبصورة إجمالية، حصلت الدوقية منذ العام 2006 على مليون جنيه استرليني، بموجب مبدأ "بونا فاكنسيا"، على ما ذكرت الصحافة البريطانية. وفي بريطانيا، تعود الأملاك التابعة لأشخاص توفوا ولم يتركوا وصية أو وريثا لهم إلى الدولة عموما، ما خلا في دوقيتي كورنويل ولانكستر حيث تعود هذه الأملاك للأمير تشارلز والملكة إليزابيث الثانية على التوالي.

من جهة أخرى بدأ فريق من علماء الآثار أعمال تنقيب تحت موقف للسيارات في إنكلترا، بحثا عن رفات الملك ريتشارد الثالث. ويعتقد بعض المؤرخين أن الملك الذي حكم إنكلترا من العام 1483 إلى العام 1485 دفن في كنيسة في ليستر (وسط) بعد وفاته في حرب الودرتين.

لكن الكنيسة دمرت في القرن السادس عشر ولا يزال موقعها بالتحديد لغزا حتى اليوم. لكن بعض الباحثين من جامعة ليستر يعتقدون أنها قد تكون موجودة تحت موقف للسيارات تابع لمجلس بلدية ليستر. وقد تحقق علماء الآثار من الأرض ومن المتوقع حفر خندقين فيها. وشرح ريتشارد باكلي مساعد مدير قسم الآثار في جامعر ليستر أن "الأهم هو تحديد موقع الكنيسة حيث دفن الجثمان". وأضاف "مع أن احتمال العثور على رفات الملك ضئيل جدا، إلا أنه تحد علينا رفعه بحماس".

وزراء الحكومة

من جانب اخر نسي رئيس الوزراء البريطاني دايفيد كاميرون ابنته البكر البالغة من العمر ثمانية أعوام في أحد المطاعم حيث تناول الغداء مع عائلته، بحسب ما كشف مكتب رئاسة الحكومة البريطانية. وكانت الفتاة قد ذهبت إلى المراحيض عندما غادرت عائلة كاميرون المطعم الواقع في جنوب إنكلترا بالقرب من المنزل الريفي الرسمي لرئيس الوزراء. ولم يلاحظ الوالدان اللذان لهما ثلاثة أطفال غياب ابنتهما البكر إلا عند عودتهما إلى المنزل.

وشرح أحد الناطقين باسم مكتب رئاسة الحكومة البريطانية أن "رئيس الوزراء وزوجته سامانثا كانا في حيرة من أمرهما عندما اكتشفا أن نانسي لم تكن معهما". وأضاف الناطق باسم المكتب أنهما "اتصلا لحسن الحظ بالمطعم وهي كانت سالمة"، وكان رئيس الوزراء وزوجته وأولادهما الثلاثة نانسي (8 أعوام) وآرثر (6 أعوام) وفلورانس (عام واحد) قد تناولوا الغداء مع اصدقائهم في مطعم "بلاو إين" في كادسدن.

وكان رئيس الوزراء قد عاد إلى المنزل مع حراس الأمن في سيارة مختلفة عن تلك التي استقلتها زوجته، فظن أن نانسي كانت مع تلك الأخيرة، في حين ظنت سامانثا كاميرون أن ابنتها مع والدها. وعندما لاحظ الوالدان غياب ابنتهما، عاد رئيس الوزراء إلى المطعم حيث عثر على ابنته وهي تساعد العاملين فيه. وقد بقيت نانسي من دون والديها طوال ربع ساعة تقريبا. بحسب رويترز.

في السياق ذاته وبّخت نادلة تعمل في مقهى بمدينة بليموث رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون لتجاوزه طابور الانتظار، حين أراد أن يطلب فنجاناً من القهوة. وقالت صحيفة (ديلي اكسبريس) إن نادلة المقهى شيلا توماس ردّت على كاميرون بغضب بأنها منشغلة في خدمة شخص آخر وعليه أن ينتظر في الطابور، حين أراد أن يطلب القهوة.

وأضافت أن رئيس الوزراء البريطاني اضطر للانتظار في الطابور لمدة 10 دقائق، قبل أن يقوم مساعدوه بالذهاب إلى مقهى مجاور لطلب القهوة وكعك محلى له. ونسبت الصحيفة إلى شيلا قولها إنها "لم تكن تعرف أن الرجل كان رئيس الوزراء حين تجاوز طابور الإنتظار لطلب القهوة". وأضافت النادلة أنها "وبّخت كاميرون لعدم طلبه القهوة من المقهى الذي تعمل فيه، لكنه كان لطيفاً للغاية".

الى جانب ذلك وجدت دراسة حديثة ان وزير المالية البريطاني جورج اوزبورن هو الشخصية العامة التي غالبا ما تظهر في كوابيس البريطانيين. وقوبل اوزبورن المنتمي لحزب المحافظين الحاكم باستهجان اثناء حفل تسليم ميداليات في الالعاب الاولمبية لذوي الاحتياجات الخاصة التي اقيمت هذا الصيف في لندن وكان بؤرة تركيز للنقد العام بسبب اجراءات التقشف التي شهدت تخفيضات في ميزانيات الرعاية الاجتماعية وتجميد الاجور في القطاع العام. بحسب رويترز.

وجاء رئيس الوزراء السابق جوردون براون الذي ينتمي الى حزب العمال في المرتبة الثانية في المسح الذي اجرته مجموعة ترافيلودج البريطانية للفنادق والذي سئل فيه 2000 شخص عن كوابيسهم. وتخطت عارضة الازياء الفاتنة السابقة كاتي برايس الشهيرة باسم جوردان ساسة اخرين لتأتي في المرتبة الثالثة. وقالت شاكيلا أحمد المتحدثة باسم ترافيلودج "الكوابيس التي يظهر فيها وزير المالية او المال او فقدان وظيفة هي انعكاس حقيقي لمدى تأثير أزمة الائتمان وجولتي الركود على مستوى معيشتنا وكذلك اموالنا".

من جانب اخر اعترف وزير في حكومة الظل لحزب العمال البريطاني المعارض، بأنه غفا خلال جلسة برلمانية طارئة لمناقشة تطورات الأوضاع في أفغانستان. وقالت صحيفة "اندبندانت" البريطانية، إن ستيفن باوند، أصر على أنه "لا يفعل ذلك عادة ويخطط الآن لزيارة الطبيب لإجراء فحص عام"، ونفى في البداية بأنه نام في الجلسة البرلمانية الطارئة، بعد عرض لقطات له وهو يخفض رأسه عدة مرات وعيناه مغلقتين.

وأضافت الصحيفة، أن باوند، وزير شؤون إيرلندا الشمالية في حكومة الظل لحزب العمال، اعترف بعد مشاهدة اللقطات بأنه غفا خلال الجلسة البرلمانية الطارئة. ونسبت الصحيفة إلى الوزير المعارض قوله، "لا أتذكر على الإطلاق ما حدث، لكنني أقبل تماماً بأني غفوت بعد مشاهدة اللقطات وسأقوم بمراجعة الطبيب". وقال باوند، إنه تلقى رسائل عدوانية عبر البريد الإلكتروني تتهمه بعدم احترام القوات البريطانية، وأصر على أن الأمر ليس كذلك ولا يفهم دوافع ذلك لأنه كان يعمل منذ الساعة الثالثة والنصف من فجر ذلك اليوم.

بلير ودافعي الضرائب

على صعيد متصل كشفت أرقام جديدة، أن رئيس الوزراء البريطاني الأسبق طوني بلير يكلّف دافعي الضرائب أكثر من 400 ألف جنيه استرليني سنوياً، رغم أنه بنى ثروة تصل إلى 30 مليون جنيه استرليني منذ أن ترك منصبه قبل 5 سنوات. وذكرت صحيفة "ديلي ميل" أن بلير، الذي يشغل حالياً منصب مبعوث اللجنة الرباعية لعملية السلام في الشرق الأوسط، يسحب الحد الأقصى من المنحة الحكومية المخصّصة لرئيس الوزراء وتصل قيمتها إلى نحو 70 ألف جنيه استرليني سنويا.

وأضافت إن هذه المنحة تأتي إلى جانب مخصّصات مقدارها 115 ألف جنيه استرليني حصل عليها بلير العام الماضي لدعم وجباته العامة، وتكاليف حمايته الأمنية البالغة 250 ألف جنيه استرليني سنويا. وأوضحت الصحيفة أن بلير، 59 عاماً، بنى ثروة تُقدر بأكثر من 30 مليون جنيه استرليني منذ أن ترك منصب رئاسة الوزراء. وكانت تقارير صحافية كشفت أن "مؤسسة طوني بلير"، التي أسّسها الأخير بعد استقالته من منصبه، ساعدته في كسب 20 مليون جنيه استرليني عبر تقديم الإستشارات إلى دول في آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 10/شباط/2013 - 29/ربيع الأول/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م