هور الدلمج... الأمطار الغزيرة تنعش التنوع الإحيائي

دعاء القريشي

 

شبكة النبأ: يعد هور الدلمج مسطحا مائيا كبيرا في العراق، يتغذى من مبزل المصب العام الواقع بين دجلة والفرات، ويقع بين الديوانية شرقا والكوت غربا، لا يبعد كثيرا عن مدينة "نيبور" نفر الأثرية المهمة. ويشتهر بوفود أعداد كبيرة من الطيور النادرة والمهددة بالانقراض والمهاجرة سنويا من أوروبا وأسيا وأفريقيا إليه، كذلك وجود كميات كبيرة من الأسماك. ويعتبر من مصادر الصيد المهمة في منطقة الجنوب العراقي ويرتزق من هذا الهور قرابة 2500 عائلة.

هور الدلمج او بحيرة الدلمج ليس  من الاهوار الطبيعية، اذ تم أنشاؤه كجزء من منظومة تشغيل المصب العام مساحته الكلية حوالي 100 ألف دونم مقسمة الى ثلثين في محافظة الديوانية والثلث الأخير في محافظة الكوت، وتبلغ مساحة الهور المغمورة بالمياه حوالي 12 ألف دونم والمتبقي يابسة بسبب شحه المياه في السنوات السابقة يمتاز بالتنوع الاحيائي.

طيور مهددة بالانقراض

مسؤول وحدة الاهوار في شعبة النظم البيئية في مديرية بيئة الديوانية الطبيب البيطري طارق زيدان مسلم أشار الى ان هور الدلمج منطقة مهمة لما تحتويه من طيور مهاجرة نادرة, اسماك, ونباتات الشنبلان والقصب والمحيرة والجولان، وتواجد عدد من السكان في تلك المنطقة الذين يمارسون ظاهرة الرعي إلا انه يفتقر الى بعض الخدمات مثل الكهرباء والطرق المعبدة والمياه الصالحة للشرب. ويضيف زيدان: ان تأثير تساقط الكميات الكبيرة من الأمطار في هذه السنة ساهمت بشكل كبير في ارتفاع مناسيب مياه الهور وانخفاض نسبة الملوحة التي كانت مرتفعة في السنوات السابقة بسبب  قرار مجلس محافظة واسط بغلق قناة التصريف وظهور طيور نادرة ومهددة بالانقراض منها البجع الأبيض والنحام الكبير الحبارى وطائر البرهان وكروان الماء .

واعتبر مسلم هور الدلمج محطة استراحة مهمة تتخذه الطيور المهاجرة عبر خطوط الهجرة العالمية من أواسط آسيا والصين واليابان وروسيا وإيران وأفغانستان لتقضي فترة أربعة اشهر في المسطحات المائية في العراق ومن ضمنها هور الدلمج حيث تفد الى هذه المنطقة أنواع عديدة من الطيور النادرة المهاجرة حوالي (400 نوع) إلا ان هذه الطيور مهددة بسبب الصيد الجائر الذي لم تنتهي في منطقة الهور, وبعد قيام المديرية بإرسال العديد من المخاطبات والكتب الرسمية الى مديرية الشرطة وديوان المحافظة من اجل توفير العناصر الأمنية لتلك المنطقة لمنع هذه الظاهرة ولكن لم يتم السيطرة عليه لحد الآن.

محمية طبيعية

من جانب أخر أشار مدير بيئة الديوانية حيدر عناج الى ان الأمطار الغزيرة التي هطلت أثرت ايجابياً على بيئة والتنوع الحيوي لهور الدلمج  بعد انخفاض نسبة الملوحة التي كانت مرتفعة وبشكل كبير في السنوات السابقة ووجود مساحات كبيرة من الهور غمرت بمياه الأمطار التي كانت جافة جداً في السنوات السابقة, وبعد فتح قناة التغذية الجديدة أدى الى انتعاش الهور الذي وصل الى الحدود الطبيعية فضلاً عن الاتفاق على إقامة محمية طبيعية للهور على مساحة لاتقل عن 5000 دونم .

واعتبر عناج ان الصيد الجائر من المشاكل الرئيسية التي تواجه الهور عدم السيطرة عليه لحد الآن حيث وان المديرية لم نشخص ما هي الطيور التي يتم اصطيادها هل هي من الطيور المهاجرة والنادرة والمهددة بالانقراض الذي يعتبر ثروة وطنية, حيث ان قانون حماية وتحسين البيئة في فقراته "منع ظاهرة الصيد الجائر وإلزام باتخاذ إجراءات قانونية كل من يصطاد بعض أنواع الطيور المهددة بالانقراض او حتى الاتجار بها"، فضلاً عن ان المديرية ستقوم بتوزيع "بوسترات وفلكسات" في منطقة هور الدلمج تتضمن المواد القانونية للصيد الجائر والإجراءات القانونية التي تتخذ بحقهم.

ودعا عناج الحكومة المحلية والدوائر المعنية الى العمل على أكساء طريق الهور والذي يبلغ طوله 16كم تقريباً بعد وضع الخطوات الصحيحة باستدامة وإنعاش الهور والسيطرة التامة عليه فضلاً عن الخطط التي توضع من قبل مديرية التخطيط العمراني لإنشاء مجمع ترفيهي على هور الدلمج.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 10/شباط/2013 - 29/ربيع الأول/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م