عالم الكواكب ورحلة البحث عن أسرار الفضاء

 

شبكة النبأ: نتائج مثيرة ومذهلة توصل إليها علماء الفلك الذين يواصلون أبحاثهم ودراساتهم لأجل الرصد والتحليل والاستكشاف او التعرف على بعض الأسرار الجديدة التي تخص باقي الأجرام والكواكب والمجرات الأخرى، والتي أصبحت أكثر سهولة ويسر بفضل توفر التقنيات الحديثة وأجهزة الرصد المتطورة التي مكنت العلماء من الوصول الى نتائج جديدة اسهم بعضها بتغير الكثير من التوقعات السابقة، وفي هذا الشأن فقد عثر علماء فلك مصادفة على أكبر مجرة حلزونية معروفة أثناء دراسة بيانات من مستكشف تطور المجرات (Galex) بحثا عن مناطق تكون النجوم حول مجرة التي تُعرف بـ"NGC 6872". وفوجئ فريق العلماء بكمية كبيرة من الضوء البنفسجي تنبع من نجوم صغيرة، ووجدوا أن حجم المجرة يضاهي خمس مجرات مثل مجرة درب التبانة. وأعلن الكشف خلال اجتماع للجمعية الفلكية الأمريكية في الولايات المتحدة.

وكانت مجرة " NGC 6872"، التي تقع على بعد نحو 212 مليون سنة ضوئية من كوكبة "Pavo"، معروفة بأنها من أكبر المجرات الحلزونية. وتوجد بالقرب منها المجرة المحدبة " IC 4970". وأشار رافائيل أوفراشيو، من الجامعة الكاثوليكية الأمريكية ومركز غودارد لرحلات الفضاء التابع لناسا، إلى أنهم لم يكن يبحثون "عن أكبر مجرة حلزونية، لكنها جاءت هدية." بحسب بي بي سي.

وأضاف "كانت هذه المجرة معروفة على مدار العقدين الماضيين بأنها من أكبر المجرات، لكن تبين أنها تفوق كثيرا ما كنا نعتقده." ووجد مستكشف تطور المجرات (Galex) أن حجم المجرة " NGC 6872" زاد من خلال التصادم مع مجرة أخرى. وقال أوفراشيو: "المجرة التي اصطدمت بالقرص المركزي لـ[NGC 6872] دفعت بالنجوم في مختلف الاتجاهات على بعد 500,000 سنة ضوئية."

لن يصطدم بالارض

في السياق ذاته استبعد العلماء في وكالة الفضاء الأميركية ناسا خطر اصطدام الكويكب ابوفيس بكوكب الأرض في العام 2036، وذلك بناء على المعطيات التي جمعوها اثر مروره قرب كوكبنا. وكان هذا الكويكب اثار لدى اكتشافه في العام 2004 هلع العلماء الذين يجرون مسحا لمراقبة اي خطر يهدد الارض جراء الاجرام السابحة في الفضاء. فقد اظهرت الحسابات العلمية الأولية ان هناك احتمالا نسبته 2,7% أن يصطدم بالأرض في العام 2029.

لكن الحسابات الدقيقة بعد ذلك استبعدت إمكانية وقوع هذا الخطر، الا أنها أبقت احتمال وجود خطر صغير قائم وهو اصطدام الكويكب بالأرض في الثالث عشر من نيسان/ابريل 2036، مشيرة الى ان احتمال وقوع هذا الحادث لا يتجاوز واحدا على 250 الفا، بحسب وكالة الفضاء الأميركية ناسا. الا ان المعطيات الجديدة الناجمة عن دراسة مسار هذا الكويكب اثناء اقترابه من الارض على مسافة 14,4 مليون كيلومتر، استبعدت تماما هذا الخطر. بحسب فرنس برس.

وقال دون يومانز مدير برنامج الاجرام الفضائية في وكالة ناسا "في ظل المعطيات الجديدة، بتنا نستبعد تماما امكانية اصطدام ابوفيس بالارض في العام 2036". واضاف "ان نسبة الخطر لا تتجاوز الآن واحدا من مليون". وبحسب المعلومات الجديدة ايضا، فان قطر هذا الكويكب يبلغ 325 مترا. وكان ابوفيس الزائر الاول الى جوار كوكب الارض. والزائر الثاني هو الكويكب "2012 دي آي 14"، وهو أصغر من ابوفيس اذ يبلغ قطره 57 مترا،

الكوكب القزم

من جانب اخر كشفت دراسة اعدها فريق دولي من علماء الفلك ونشرت في مجلة "نيتشر" ان الكوكب القزم ماكيماكي المغطى بالجليد والواقع في حدود المجموعة الشمسية، لا يتمتع بغلاف جوي، بخلاف المعلومات التي كانت سائدة عنه. واكتشف هذا الكوكب القزم في العام 2005، وصنفه الاتحاد الفلكي الدولي في فئة الكواكب القزمة في العام 2008.

وهو ثالث جرم من حيث الحجم بعد اريس وبلوتو، في النطاق الواقع بين مدار كوكب نبتون وحدود المجموعة الشمسية. وهو يسبح في مدار يبعد 7,8 مليارات كيلومتر عن الشمس، اي في مسافة وسطى بين بلوتو واريس. وكان العلماء يؤيدون الفرضية القاضية بأن هذا الكوكب القزم يتمتع بغلاف جوي يماثل الغلاف الغازي لكوكب بلوتو، وذلك نظرا لحجمه وتركيبة سطحه. بحسب فرنس برس.

لكن دراسات وابحاثا قام بها فريق من العلماء الاسبان في معهد الفيزياء الفلكية في غرناطة بالتعاون مع باحثين من مرصد باريس، اظهرت ان الامر مختلف. واستفاد العلماء من تقاطعات فلكية نادرة حدد موعدها مسبقا، وكسوف نجمة، للحصول على معلومات جديدة عن الكوكب القزم. ففي ليل الثالث والعشرين من نيسان/ابريل 2011، مر ماكيماكي امام نجمة باهتة من كوكبة الهلبة، وقد تابع 17 تلسكوبا في اميركا الجنوبية هذا الحدث، وتمكنت سبعة تلسكوبات من تصويره طوال اكثر من دقيقة. واظهر تحليل البيانات ان ماكيماكي له شكل ممدود، و يبلغ طوله 1430 كيلومترا وعرضه 1502 كيلومتر.

جسر من الغاز

في السياق ذاته اكتشف التلسكوب الفضائي بلانك للمرة الاولى بشكل مثبت "جسر" غاز ساخن يربط بين كوكبتي مجرات على ما اعلنت وكالة الفضاء الاوروبي في بيان. ورصد علماء الفلك خيط من الغاز يربط بين كوكبتي المجرات "ابيل 399" و "ابيل 401" على اكثر من 10 ملايين سنة ضوئية بحرارة 80 مليون درجة مئوية. واطلق القمر الاصطناعي بلانك العام 2009 لتحليل الشعاع الاحفوري الذي خلفه الانفجار الكبير (بيع بانغ) قبل اكثر من 13 مليار سنة.

وتؤكد هذه النتائجح معطيات اخرى وفرها قمر المراقبة بالاشعة السينية "امس ام ام-نيوتون" التابع لوكالة الفضاء الاوروبية واشارت الى الى وجود غاز ساخن ليس فقط داخل كوكبات المجرات بل بينها ايضا. الا ان المعطيات لم تكن كافية حينها لتأكيد ذلك. وتستند نتائج "بلانك" الى مراقبة الاثر المميز الذي يتركه الغاز الساخن على الاشعاع الاحفوري. وهذا الاثر سبق لبلانك ان استخدمه لرصد كوكبات المجرات نفسها وهو يوفر ايضا وسيلة لرصد الخيوط الضعيفة للغاز التي قد تربط الكوكبات فيما بينها. بحسب فرنس برس.

وفي الكون الاولي، قد تكون خيوط من مادة غازية اجتاحت الفضاء على شكل شبكة عملاقة مع تشكل كوكبات في الامكنة الاكثر كثافة. والجزء الاكبر من هذا الغاز لم يرصد بعد، ويأمل علماء الفلك بايجاده بين كوكبات المجرات المتفاعلة فيما بينها حيث تضغط الخيوط وتسخن مما يسهل رصدها.

مخلوقات فضائية

الى جانب ذلك لاقى أحد البرامج البحثية التي تدرس إمكانية وجود مخلوقات فضائية تقوم بإرسال رسائل ضوئية للأرض من خلال وميض النجوم، اهتماما من قبل مؤسسة تقدم الدعم المادي لأبحاث الفضاء، على أمل أن يتم التوصل إلى نتيجة تغير التاريخ. وجاء في التقرير الذي نشر على مجلة تايم الأمريكية، أن البحث الجديد سيقوم على منظومة معالجة بيانات جديدة تقوم بتحليل الومضات الصادرة عن عدد من النجوم ومحاولة إيجاد نمط معين يسمح بتفسيرها وربطها مع بعضها البعض. بحسب CNN.

وأشار التقرير إلى أن منظومة معالجة البيانات الجديدة تقوم تحليل الومضات الصادرة عن النجوم والفراغات الزمنية بينها، وتطبيقها رياضيا في مبدأ شبيه بمبدأ تحليل إشارات موريس إلا أنه أكثر تعقيدا، بحيث يمكنه رصد رسائل قد تكون مرسلة من مخلوقات فضائية. ونوه التقرير إلى أن التقنية الجديدة سيمكنها التفريق بين الومضات الطبيعية للنجوم، كعبور جُرم سماوي أو جسم معين أمام النجم حاجبا نوره، بالإضافة إلى تمييز الوميض الناتج عن دخول ضوء النجم إلى الأرض وتأثره بالغازات المكونة للغلاف الجوي. وبين التقرير أن البحث الجديد سوف يراجع "أرشيف" عدد من المهمات الفضائية للبحث والتدقيق بأمور قد تغيب عن العين غير المدربة وإدخالها في منظومة معالجة البيانات الجديدة.

قشرة القمر

في السياق ذاته اظهرت دراسة اعدها علماء فلك اميركيون بناء على معطيات جمعتها مسبارات مهمة "غريل" ان سطح القمر كان عرضة لتساقط النيازك والاحجار الفضائية بشكل متواصل في الماضي، وهي نتائج ادهشت هؤلاء العلماء. وقالت ماريا زوبر استاذة الفيزياء الفلكية في جامعة ماساتشوستس والمسؤولة العملية عن مهمة "غريل" "كنا نعلم ان الكواكب الصخرية في النظام الشمسي تعرضت لاصطدامات عدة قبل مليارات السنين، لكن لم يكن احد يظن ان سطح القمر كان عرضة للقصف المستمر". واضافت "ان هذا الاكتشاف يعد مفاجأة كبيرة حقا، وهو سيقود العلماء الى اعادة النظر بتاريخ تطور الكواكب". بحسب فرنس برس.

ويدور حول القمر منذ كانون الثاني/يناير مسباران اميركيان تمكنا من اجراء احتساب دقيق للحقل المغناطيسي القمري، كشف توزع الكتلة والسماكة وتكوين الطبقات المختلفة من القمر وصولا الى نواته. وبين العلماء ان القشرة القمرية رقيقة اكثر مما كان شائعا، اذ تراوح بين 34 و43 كيلومترا، اي اقل مما كان مقدرا بستة كيلومترات الى 12. وقال مارك ويتسزوريغ واضع احدى الدراسات الثلاث ان هذه السماكة للقشرة القمرية تشبه سماكة القشرة الارضية "ما يعزز نظرية ان القمر تشكل بعد انفصال اجزاء من كوكب الارض اثر اصطدام فلكي هائل".

كمية كبيرة من المياه

من جهة أخرى قالت وكالة الفضاء الأميركية «ناسا»، إن حجراً نيزكياً من المريخ عثر عليه في الصحراء المغربية يحتوي على كمية كبيرة من المياه تساوي نحو 10 مرات الكمية التي عثر عليها في أحجار نيزكية أخرى. وأوضحت «ناسا»، أن العلماء قضوا نحو عام في دراسة الحجر النيزكي الذي أطلق عليه اسم «شمال غرب إفريقيا 7034»، الذي عثر عليه عام 2011 في الصحراء الكبرى. وأفاد العلماء أن النيزك تشكل قبل 2.1 مليار سنة خلال بداية المرحلة الجيولوجية الأكثر عصرية على المريخ.

وقال عضو برنامج استكشاف المريخ في (ناسا) ميتش شولت، إن عمر الحجر النيزكي مهم جداً «لأنه أقدم بكثير من كل الأحجار النيزكية المريخية الأخرى». وأضاف «لدينا اليوم دليل حول جزء من تاريخ المريخ في مرحلة دقيقة من تطوره». ويتكون الحجر النيزكي من خلايا بازلتية منصهرة نتيجة فوران بركاني تجمدت بعد ذلك، كما انه يحتوي على نسبة ماء أكبر بـ10 أضعاف عن اي حجر نيزكي آخر. بحسب يونايتد برس.

ويعتقد أن الماء جاء من التفاعل بين الحمم البركانية التي بردت مع المياه الموجودة في قشرة المريخ. ويوجد لدى العلماء أكثر من 100 حجر نيزكي جاءت من المريخ، بعدما ارتطمت به نيازك أو شهب وسافرت في الفضاء لملايين السنوات حتى وصلت الى كوكب الأرض.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 9/شباط/2013 - 28/ربيع الأول/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م