مسلمو فرنسا... الهوس بمعاداة الإسلام باسم مواجهة التطرف

 

شبكة النبأ: يعيش المسلمون في فرنسا العديد من التحديات والصعوبات داخل المجتمع الفرنسي، الذي يعد المثال الأوربي في التسامح وقبول الاخر، غير ان الاستطلاعات التي أجريت مؤخرا تشير الى رفض الشارع الفرنسي للمسلمين داخل مجتمعهم، كونهم يعتبرون ان الديانة الاسلامية لا تتلاءم مع قيم المجتمع الفرنسي التحرري، مما زاد من معاناة المسلمين بسبب عدم الاندماج والاختلاف بين الثقافة الأوروبية الإسلامية، فضلا عن انتشار ظاهرة معاداة الإسلام في الفترة الأخيرة، ومن ابرز مفرزاتها التمييز الديني، الذي يشكل حاجزا خطيرا وحساسا يحول دون مشاركة المسلمين في أنشطة المجتمع الأوروبي والانخراط به، كما أن الوضع قد ساء وتفاقم خلال السنوات القليلة المنصرمة، نتيجة لتصاعد العنصرية والتطرف والخوف من الاسلام.

إذ يعاني المسلمون في فرنسا من صورة سلبية تروجها بعض الجهات الحكومية ومعظم وسائل الإعلام، خصوصا بعد احداث العنف التي حدثت في انحاء متفرقة من البلاد.

لكن كثير من المسلمين المندمجين في المجتمع قرروا مواجهة هذا التمييز بالانفتاح والعمل الاجتماعي وخدمة المحتاجين، بينما تلعب وسائل الإعلام هناك دوراً كبيراً في تقوية هذه الشكوك، فعلى الرغم من اندماج مسلمي فرنسا في المجتمع بشكل جيد، إلا أن غالبية الفرنسيين يقابلون الدين الإسلامي بالشك، حيث تشن بعض الأوساط الفرنسية بشكل مستمر حملات تحرض على الكراهية ضد المسلمين، بالتعصب والعنصرية، إلا أن بعض  المنظمات الإسلامية، والناشطين في فرنسا، دعوا للتهدئة، للوصول إلى صيغة، بشأن مكافحة التطرف ضد المسلمين ومواجهته في فرنسا، ولعل اختيار الحكومة الفرنسية مؤخراً الدخول في مواجهة مباشرة مع المسلمين عامة، ربما تكون ذريعة للحد من انتشار الإسلام بعدما حقق تطورات ايجابية  للمسلمين في الاندماج والتعايش السلمي داخل المجتمعات الأوروبية.

رفض الإسلام

فقد افاد استطلاع اجراه معهد ايبسوس لحساب صحيفة لوموند الفرنسية ان قرابة ثلاثة ارباع الفرنسيين يعتبرون ان الاسلام لا يتفق مع قيم الجمهورية، وبحسب هذا الاستطلاع الذي ينشر في عدد لوموند، فان 74 بالمئة من الذين شملهم يعتبرون ان الاسلام ديانة "غير متسامحة"، لا تتوافق مع قيم المجتمع الفرنسي، وفي نسبة اكبر "يرى ثمانية فرنسيين من عشرة ان الدين الاسلامي يسعى الى فرض شريعته على الاخرين. واخيرا، فان اكثر من النصف يعتقدون ان المسلمين +في غالبيتهم+ (10 بالمئة) او +في قسم منهم+ (44 بالمئة) متطرفون"، وردا على سؤال حول تسامح الديانات في فرنسا، اعتبر 24 بالمئة من الاشخاص الذين شملهم الاستطلاع ان الديانة الكاثوليكية "متسامحة كليا" مقابل 13 بالمئة للديانة اليهودية و3 بالمئة فقط للديانة الاسلامية. بحسب فرانس برس.

وعلى العكس، فقد اعتبر 7 بالمئة ان الديانة الكاثوليكية "غير متسامحة ابدا" مقابل 10 بالمئة للديانة اليهودية و39 بالمئة للديانة الاسلامية، اما بالنسبة الى توافق الاديان مع قيم المجتمع الفرنسي، فقال 89 بالمئة من المستطلعين ان الكاثوليكية تأتي في المرتبة الاولى مقابل 75 بالمئة لليهودية و26 بالمئة للاسلام، والتحقيق الذي اجراه معهد ايبسوس/لوموند بعنوان "فرنسا 2013: الانشقاقات الجديدة"، تم عبر الانترنت وشمل عينة من 1015 شخصا في الثامنة عشرة وما فوق.

في سياق متصل رسم تحقيق يؤكد ملاحظات سابقة مشهدا قاتما للاوضاع في فرنسا يخيم عليها شبح البطالة ويفيد ان الفرنسيين متشائمون ويخافون من كل شيء، بدءا من العولمة والاسلام، ويميلون للانطواء على انفسهم، وقال المؤرخ ميشال وينوك معلقا على هذا التحقيق الذي اجرته ونشرته صحيفة لوموند "يبدو ان الفرنسيين -- او على الاقل اغلبيتهم -- يخافون من كل شيء: من البطالة المتزايدة وتدهور الوضع الاقتصادي والعولمة وتزايد الاجانب والاتحاد الاوروبي والتيار الاسلامي المتعصب".

وتفيد هذه الدراسة التي اجريت الشهر الجاري عبر الانترنت لدى عينة من الف شخص يمثلون المجتمع الفرنسي، ان فرنسيا من اثنين (51 بالمئة مقابل 49 بالمئة) يقول انه متاكد ان "تقهقر فرنسا حتمي"، وهذه الملاحظة حول مخاوف وكآبة الفرنسيين ليست جديدة. ففي كانون الاول/ديسمبر 2011 افاد استطلاع اجرته شبكة غالوب الدولية في 51 بلدا ان الفرنسيين هم ابطال العالم في التشاؤم، وقال عالم الاجتماع جيرار ميرميه الذي يراقب منذ 1985 المجتمع الفرنسي من معهد "فرانسكوبي" ان "الفرنسيين يشعرون بخوف تثيره عناصر منطقية مثل البطالة التي (تطال عشرة في المئة من اليد العاملة) تقلص قدرتهم الشرائية"، واضاف ان هناك عنصرا اخرا مثيرا للقلق وهو "النموذج الجمهوري" الذي اصبح "لا يفي بوعود الحرية والمساواة والاخوة".

وامتدت الريبة الى كافة المجالات تقريبا، فعلى الصعيد السياسي يرى 72 بالمئة من الفرنسيين ان "النظام الديموقراطي يسير بشكل سيء في فرنسا"، بينما يرى 58 بالمئة ان وسائل الاعلام "تعمل بشكل سيء" و72 بالمئة ان الصحافيين "بعيدون عن الواقع"، واضاف عالم الاجتماع ان "فرنسا تتمسك بلا جدوى بامور كانت ورقات رابحة في الماضي مثل نظام الضمان الاجتماعي والمركزية في الادارة ومكانة الدولة".

واكد ان الفرنسيين يرجئون ساعة التكيف الاليمة، كذلك تصب عناصر خارجية لها انعكاسات يومية في ذلك القلق مثل العولمة والاتحاد الاوروبي والهجرة والاسلام، ويرى سبعون في المئة من المستطلعين ان عدد الاجانب كثير جدا في فرنسا في حين يثير الاسلام، وهي ثاني ديانة في فرنسا من حيث عدد الممارسين، نفور عدد كبير من المستطلعين في هذه الدراسة التي اجرتها صحيفة لومندو ومؤسسة جان جوريس، وهو نادي ابحاث مقرب من الاشتراكيين: ويرى 74 بالمئة من المستطلعين ان الاسلام دين متعصب (34 بالمئة يرون ذلك في اليهودية، و28 بالمئة في المسيحية). بحسب فرانس برس.

واعتبر الفيلسوف المتخصص في الاسلام والعلمانية عبد النور بيدار في تصريح لصحيفة لوموند انه "بغض النظر عن الهواجس الغامضة ومشاعر التعصب التي لا يمكن السيطرة عليها، تشكل هذه الارقام تحذيرا للمسلمين: يجب عليهم ان يمارسوا النقد الذاتي بشان الاسلام"، ولمواجهة التحديات التي يعتبرونها الاهم يراهن الفرنسيون على الصرامة ويوافق 87 بالمئة من المستطلعين فكرة "نحن في حاجة لزعيم حقيقي في فرنسا لاستتباب النظام"، وقال جيرار ميرميه "لا بد من اعادة النظر في اسس النموذج الجمهوري واذا لم نفعل فان انظمة اخرى منافسة، مثل الانزواء حول المجموعات الاتنية، ستحل محله وهذا ليس في ثقافة الفرنسيين".

مدرسة إسلامية تدرب الأئمة

ففي قلب هضاب بورغوندي الحرجية في وسط فرنسا، يدرب معهد فريد من نوعه تلامذة فرنسيين يأملون أن يصبحوا أئمة كي يخدموا المسلمين المنتشرين بأعداد كبيرة في البلاد.

في الصباح الباكر، يدخل نحو مئتي تلميذ من كل أنحاء البلاد المعهد الأوروبي للعلوم الانسانية في سان ليجيه دو فوجوريه حيث يتعلمون تلاوة القرآن ويدرسون الدين الاسلامي والأدب العربي، وبعد سبع سنوات من الدراسة المكثفة، يتخرج نحو عشرة تلامذة منهم فقط كل سنة ليترأسوا الصلوات أو العظات في الجوامع، علما أن فرنسا بحاجة إلى أئمة جدد.

وفي السنوات التسع الماضية، شجعت حكومات كثيرة فكرة تدريب قادة دينيين محليين بطريقة محترفة. وقد أعرب وزير الداخلية الفرنسي مانويل فالس مؤخرا عن دعمه للفكرة، علما أن الإمام لا يتلقى أجرا كافيا، هذا إن تلقى أجرا في الأساس، ولا يحظى باعتراف رسمي، انطلقت هذه المبادرة قبل 20 سنة عندما حول اتحاد المنظمات الاسلامية في فرنسا الذي له علاقات وثيقة مع الاخوان المسلمين مركزا ترفيهيا سابقا للأطفال إلى معهد يهدف إلى تدريب الأئمة الذين يملكون "معرفة جيدة بالاسلام والوقائع الاجتماعية الثقافية في أوروبا".

وكان الهدف من هذا المشروع توفير بديل عن استخدام الأئمة الأجانب الذين لا يتكلمون بمعظمهم الفرنسية ولا يملكون دراية كافية بالثقافة الفرنسية، ويقول مدير المعهد زهير محمود إن "تدريب الأئمة الآتين من صلب المجتمع الفرنسي ضروري لأن 70% من المؤمنين اليوم لا يتكلمون العربية"، ويؤمن المعهد الذي مولته دول الخليج في البداية معظم مصاريفه بفضل رسومه التي تبلغ حوالى 4400 دولار سنويا وتشمل المسكن والمأكل.

ويقول وهيب البالغ من العمر 18 عاما "منذ صغري وأنا أحلم في أن أصبح إماما، لكن سبع سنوات مدة طويلة والمنح ليست متوافرة"، وباستثناء موقع المعهد الريفي، يشبه جو المبنى الأجواء في أي مدرسة أخرى، وفي فترة الاستراحة، ينتظر الرجال الملتحين في غالبيتهم والنساء اللواتي يغطين جميعهن رؤوسهن القهوة. ويحق للنساء حضور الحصص الأسبوعية الممتدة على 20 ساعة لكن لا يستطعن أن يصبحن أئمة. بحسب فرانس برس.

ولد سعيد في المغرب وهو يعيش اليوم في مدينة نيس في غرب فرنسا. ويقول إنه تابع حصصا دراسية بالمراسلة لمدة سنتين ثم ترك عائلته ليعمق معرفته بالاسلام ويصبح إماما، ويوضح "إنها رسالتي في الحياة. أود أن أنقل معرفتي إلى الآخرين وأن أحارب التطرف قبل كل شيء"، ويضيف سعيد البالغ من العمر 33 عاما "أن تصبح إماما ليس بالأمر السهل بل هو مسؤولية كبيرة"، متأسفا أن "الناس يتجاهلون الأئمة المعتدلين بسبب تخبطهم في أزمة تتعلق بالهوية"، ويقول أستاذ سعيد إن "التشدد هو دائما نتيجة الجهل. فلا يمكننا أن نمرر رسالة من دون أن نجيد اللغة الفرنسية. الاسلام يستطيع التأقلم ولا يمنعك من احترام القانون".

وقد جرت العادة أن يختار المؤمنون أئمتهم الذين يعملون كمتطوعين أو يتلقون الهدايا بدل الأجر المادي. وقد يصل أجر الأئمة في الجوامع الكبيرة إلى 1950 يورو شهريا، لكنهم يصنفون على أنهم معلمون أو أساتذة وليس إئمة، ويختم سعيد بالقول "عندما يتم الاعتراف بهذه المهنة وايفاؤها حقها المادي، قد يشهد عدد الأئمة ارتفاعا".

الإسلام دين محبة وتسامح

على الصعيد نفسه زار حوالى ثلاثين اماما نصب محرقة اليهود في منطقة درانسي قرب باريس ليثبتوا ان الاسلام دين "محبة" و"تسامح"، في خطوة رحب بها وزير الداخلية الفرنسي مانويل فالس معتبرا انها "صورة قوية"، وقال امام درانسي حسن شلغومي الذي يقف وراء هذه المبادرة، "في وقت يشهد تصاعد العنصرية والخوف من الاسلام، نقول +لا يمكننا العيش معا"، وكان استطلاع للرأي اجراه معهد ايبسوس ونشرت صحيفة لوموند نتائجه في كانون الثاني/يناير الماضي، اشار الى ان 74 بالمئة من الفرنسيين يعتبر ان الديانة الاسلامية لا تتلاءم مع قيم المجتمع الفرنسي، ويعتقد عشرة بالمئة ان غالبية المسلمين متطرفون و44 بالمئة ان "قسما من المسلمين متطرفون"، ووصل الائمة من عدد من المدن الفرنسية بحافلات مساء الاثنين الى موقع معسكر اعتقال اليهود السابق الذي تم ترحيل حوالى سبعين الف شخص منه بين 1941 و1944، وبعدما وضعوا اكليلا من الورود على النصب، استقبلهم جاك فريدج مدير موقع نصب محرقة اليهود الذي دشن في ايلول/سبتمبر الماضي، داخل المكان لفترة قصيرة و"شكرهم" على زيارتهم هذه، وقال وزير الداخلية الفرنسي مانويل فالس "انها صور قوية تنطق بشكل افضل من الكلمات والخطب"، مؤكدا ان "العالم بحاجة الى سلام ووئام والى اشخاص يتحاورون ويصغون لبعضهم البعض"، وحضر ممثلون عن ديانات اخرى خلال الزيارة التي تبعها عشاء في المركز الثقافي في درانسي بمناسبة عيد المولد النبوي.

وقال فالس في هذه المناسبة ان "اسلام فرنسا يجب ان يتنظم لتمثيل الغالبية الكبرى للمسلمين والسماح لاكثر الاصوات حداثة بالحديث"، مطالبا مجددا "بائمة يتم تأهيلهم في فرنسا"، واكد الوزير الفرنسي "لا نحتاج لعناصر الدول الاجنبية"، وكان 17 اماما زاروا اسرائيل في الخريف بمبادرة من الامام حسن شلغومي للصلاة على ضريح الاطفال اليهود الذين قتلوا في تولوز امام مدرستهم قبل احد عشر شهرا برصاص محمد مراح، والامام شلغومي تلقى تهديدات خطيرة ويتمتع بحماية كبيرة بسبب مواقفه وخصوصا تأييده لحظر النقاب ونشاطه من اجل الصداقة بين اليهود والمسلمين. بحسب فرانس برس.

وشجعت الحكومات في السنوات التسع الماضية فكرة تدريب قادة دينيين محليين بطريقة محترفة، وهذه المبادرة بدأت قبل عشرين سنة عندما حول اتحاد المنظمات الاسلامية في فرنسا المرتبط بشكل وثيق بالاخوان المسلمين مركزا ترفيهيا سابقا للأطفال إلى معهد يهدف الى تدريب الأئمة الذين يملكون "معرفة جيدة بالاسلام والوقائع الاجتماعية الثقافية في اوروبا"، وكان الهدف من هذا المشروع توفير بديل عن استخدام الائمة الاجانب الذين لا يتكلمون بمعظمهم الفرنسية ولا يملكون معرفة كافية بالثقافة الفرنسية.

مواجهة التطرف

الى ذلك افادت مصادر متطابقة عن توقيف اربعة اشخاص بينهم ثلاثة فرنسيين-كونغوليين في المنطقة الباريسية في اطار تحقيق حول شبكة جهادية ترسل مقاتلين الى الساحل، واوضح وزير الداخلية مانويل فالس لتلفزيون بي اف ام واذاعة مونت كارلو ان العملية التي نفذتها الادارة المركزية للاستخبارات الداخلية على ارتباط ب"اعتقال شخص قبل بضعة اشهر" على الحدود بين النيجر ومالي.

وقال مصدر في الشرطة ان التحقيق الذي يجريه القاضي المتخصص في قضايا الارهاب مارك تريفيديك يدور حول شبكة لارسال الجهاديين الى منطقة الساحل، وحذر مانويل فالس الفرنسيين الساعين الى الجهاد مشيرا الى ان اجهزة الاستخبارات احصت منهم "العشرات في سوريا" اضافة الى "بعض الافراد في الساحل"، واوضح ان "هناك على الارجح حفنة من الفرنسيين موجودون في الساحل" مشيرا الى انه "تم توقيف اثنين خلال الاشهر الماضية" فيما كانا يسعيان للتوجه الى الساحل من اجل القتال وهما الموقوف الذي قاد الى العملية و"اخر في مالي"، وقال انه "يجري تعقب هذه الشبكة منذ بضعة اشهر".

وتابع انه بالرغم من عدم وجود "تهديد مباشر" بتنفيذ اعتداء في فرنسا منذ بدء النزاع في مالي في 11 كانون الثاني/يناير، الا ان "الشرطة الفرنسية واجهزة الاستخبارات تبقى متيقظة"، وذكر بتفكيك خلية في نهاية 2011 يشتبه بسعيها لتشكيل شبكة جهادية وتنفيذ اعتداء على متجر يهودي في سارسيل بضاحية باريس في ايلول/سبتمبر الماضي، وحذر فالس ايضا من انه من المقرر تنفيذ "عمليات طرد اخرى" تستهدف ائمة متطرفين. بحسب فرانس برس.

وكان فالس حذر من التطرف الاسلامي متحدثا امام مئة امام تجمعوا في بادرة ملفتة عند نصب المحرقة في منطقة درانسي قرب باريس، معتبرا ان السلطات "سمحت لنظام غير نظام الجمهورية ان يستتب تدريجيا" في عدد من احياء فرنسا التي ينتشر فيها "البؤس والبطالة والفشل المدرسي"، وقال فالس ان هذا النظام الذي يحذر منه هو "مزيج من العوامل الدينية والجنوح والاتجار بالمخدرات" داعيا الى "مكافحة هذه السلفية التي حرفت وتاتينا من عدد من الدول ولا سيما مصر".

معارضة زواج الافراد من نفس الجنس

من جهة أخرى بدأ مسلمو فرنسا ينضمون إلى حركة أغلب أنصارها من الكاثوليك تعارض زواج الافراد من نفس الجنس الأمر الذي يوسع قاعدة المعارضة لمشروع قانون تعتزم الحكومة التي يقودها الاشتراكيون الانتهاء من اعداده بحلول يونيو حزيران، ووجه 50 ناشطا مسلما رسالة مفتوحة إلى المسلمين تحثهم على المشاركة في مظاهرة كبيرة مناهضة للقانون تنظم في باريس. ويأتي ذلك في اعقاب نداء مماثل اصدره اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا.

وأبدى الزعماء الدينيون لكل الديانات الرئيسية في فرنسا تقريبا معارضتهم للقانون لكنهم لم يدعوا اتباعهم الى المشاركة في المظاهرة لتجنب إضفاء صبغة دينية واضحة على حركة المعارضة للقانون، واشتبك الرئيس فرانسوا اولوند وحكومته مع الكنيسة الكاثوليكية حيث طالب المدارس الكاثوليكية بعدم مناقشة القانون مع تلاميذها وحث مسؤولي التعليم في الدولة على الابلاغ عن اي مناقشات مناهضة لذوي الميول الجنسية المثلية في المدارس الكاثوليكية.

وقال النشطاء المسلمون في رسالتهم "سنحتج في 13 يناير بالانضمام إلى حملة جماعية للحفاظ على الاطار التقليدي للزواج... ونحن ندعو جميع المسلمين الفرنسيين إلى المشاركة بأعداد كبيرة"، وحث بيان اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا المسلمين أيضا على المشاركة في مظاهرة "التظاهر للجميع" في باريس للاحتجاج على القانون الذي اطلقت عليه الحكومة اسم "الزواج للجميع". بحسب رويترز.

وقال في رسالته "اذا أقر مشروع القانون فسيقوض بنيان الأسرة والمجتمع والقانون المدني بشكل خطير لا يمكن اصلاحه"، ووقع رسالة النشطاء المسلمين مثقفون ورجال اعمال كبار وزعماء عدة مجموعات اسلامية جماهيرية. واتهمت الرسالة الحكومة باستخدام موضوع الزواج "للتغطية على فشلها في التصدي لمشكلة البطالة"، وتتمتع الحكومة بأغلبية مريحة في البرلمان تمكنها من إقرار القانون. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن ما يقرب من 60 في المئة من الفرنسيين يؤيدون زواج الأفراد من نفس الجنس لكن لا يوافق إلا أقل من النصف على السماح لهم بتبي أطفال وهو أحد بنود مشروع القانون.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 9/شباط/2013 - 28/ربيع الأول/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م