تنوعت المخصصات التي تصرف مع رواتب الموظفين لدينا، زوجية واطفال،
طعام، نقل، مهنية، غلاء معيشة، خطورة، موقع عمل، ساعات إضافية، اختصاص
وشهادة وغيرها من المخصصات.. ولكن استوقفني خبر صغير نشرته إحدى الصحف
المحلية أنه في أحد دول أمريكا الجنوبية ابتدعت مخصصات جديدة بقيمة 25
دولاراً تضاف الى رواتب موظفي حكومتها، سميت تلك المخصصات بمخصصات
الثقافة حيث توضح آلية صرفها بأنها تصرف لغرض قيام الموظفين بشراء
الكتب، أي كتاب يختاره تمكنه تلك المخصصات من شراءه على أن يتم تبادل
الكتب التي يشتريها موظفو الدائرة لإعمام الفائدة.
وفي العراق لدينا اليوم أكوام كبيرة من الكتب نراها في يوم الجمعة
في شارع المتنبي وبأسعار بخسة، كتب متنوعة في مضامينها وعناوينها
وبلغات مختلفة وتخدم الكثير من شرائح الموظفين في الدولة فلماذا لا
نعمد الى تخصيص مبلغ بسيط يساعد الموظف على شراء كتاب بسيط من شارع
المتنبي أملاً في أن ندفع موظفينا ونساعدهم على القراءة بهدف الوصول
الى مجتمع يقرأ.. والجميع يعلم أن المجتمع الذي يقرأ هو مجتمع واع..
مدرك لما يجري في وطنه ويساهم بجد في بناءه أكثر من المجتمع الذي لا
يقرأ.
نحن وتحت عنوان الثقافة للجميع يجب أن نحاول بشتى الطرق دفع ابناء
شعبنا للقراءة وبأي شكل نراه مناسباً ولنبدأ بموظفي الدولة لنحتم عليهم
القراءة، حتى ولو اضطررنا الى إجبارههم على ذلك، فهم بعد حين سيكتشفون
معنى القراءة ولذتها.. علينا أن نحاول كثيراً مع شعبنا ونجهد أنفسنا في
ذلك لأن التوجه نحو مجتمع معرفي أمراً ليس من اليسر تحقيقه اليوم
لكوننا لم نقدم لشعبنا المظلوم ما يحتاجه، بصورة كاملة، من مقومات
البقاء وتحقيق أدنى مستويات الحاجات الإنسانية له، ولكن محاولاتنا
عليها أن تأخذ مسارها على الطريق المرسوم مهما أعترتها من صعاب، فكل
عام لو أنجزنا خطة محددة لدفع مجموعة متعلمة نحو القراءة تكون جهودنا
قد استوفت حدودها من العمل وابرينا الذمة من شعبنا في هذا المجال.
طرق كثيرة تدفع شرائح الشعب للقراءة، ففي المدارس قد تتمكن الهيئة
التدريسية من دفع أبناءنا الطلبة الى القراءة من خلال درس المطالعة
وإعطاءهم واجب منزلي لجلب كتاب وقراءة جزء منه لقاء إضافة مجموعة درجات
لهذا الدرس أو أن يكون درس التعبير، الإنشاء، عبارة عن سؤال اكتب ما
تعلمته من كتاب قرأته، وكذلك الحال بالنسبة لموظفينا وغيرهم من شرائح
الشعب.
إن إضافة عشرة آلاف دينار الى راتب الموظف العراقي، كمخصصات ثقافة،
قد تجبر البعض على شراء كتاب واحد شهرياً والإطلاع عليه، والمبلغ ليس
كبيراً على موازنتنا المليارية ولكننا بهذا المبلغ قد نضع خطوتنا
الأولى على طريق المجتمع المعرفي.. حفظ الله العراق.
zzubaidi@gmail.com |