
شبكة النبأ: تواصل الولايات المتحدة
الأمريكية حربها ضد الإرهاب من خلال الاعتماد على بعض على أسلحته
وتقنيات حديثة والمتطورة ومنها الطائرات بدون طيار التي أصبحت اليوم من
أهم الضروريات في المعركة بحسب بعض الخبراء، الذين أكدوا على ان تنامي
الاعتماد على هذا النوع من الطائرات يعود لجملة من الأمور منها دقة
إصابة الأهداف وقلة التكاليف والخسائر المادية والبشرية بما اطلق عليه
الحرب الذكية مقارنة بالحرب التقليدية، ويرى بعض المراقبين ان الإدارة
الامريكة ستسعى الى توسيع هجماتها باستخدام هذه النوع الطائرات وسوف
تتجاهل كل الانتقادات التي تعرضت لها بهذا الخصوص، وفي هذا الشأن قال
الجنرال الأمريكي المتقاعد ستانلي مكريستال إن الطائرات بلا طيار التي
تقوم بمهام الاستطلاع الجوي والهجمات لها أثر إيجابي على القوات
الأمريكية لكن الكثير من الناس يمقتونها بشدة والإفراط من استخدامها
يمكن أن يعرض أهداف واشنطن الأوسع نطاقا للخطر.
وقال مكريستال الذي صاغ إستراتيجية الولايات المتحدة لمواجهة تمرد
طالبان في أفغانستان إن استخدام الطائرات بلا طيار مكنه من تنفيذ مهام
بمجموعات أصغر من قوات العمليات الخاصة لأن "العين الموجودة في السماء"
وفرت دعما أمنيا. وأضاف "ما يرعبني من هجمات الطائرات بلا طيار هو كيف
ينظر لها في أنحاء العالم. الاستياء الذي أثاره توجيه أمريكا ضربات
بطائرات بلا طيار. أكبر كثيرا مما يتصوره المواطن الأمريكي العادي.
إنها مكروهة بشدة حتى بين أناس لم يروا واحدة منها قط ولم يروا أثر
إحداها."
وقال مكريستال إن استخدام هذه الطائرات يزيد من "الشعور بالغطرسة
الأمريكية التي تقول: حسنا.. يمكننا أن نحلق في أي مكان نريده.. يمكننا
أن نطلق النار في أي مكان نريده.. لأننا قادرون على ذلك." ويرى
مكريستال أن الطائرات بلا طيار يجب أن تستخدم في إطار إستراتيجية شاملة
وإذا هدد استخدامها الأهداف الأوسع نطاقا أو أثار مشكلات أكثر مما
أوجده من حلول فينبغي التساؤل إن كانت هي الأداة المناسبة. وأثار
اعتماد الرئيس الأمريكي باراك أوباما على هذا النوع من الطائرات ضد
تنظيم القاعدة في أفغانستان وباكستان ومناطق أخرى أسئلة حول استخدامها
ومشروعية القتل المستهدف. بحسب رويترز.
ولم تردع الانتقادات الموجهة لهذه الهجمات واشنطن ورشح أوباما
المسؤول وراء هذه الحملة وهو جون برينان كبير مستشاري مكافحة الإرهاب
ليكون المدير القادم لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.آي.إيه).
وقال مكريستال إنه يعرف برينان منذ نحو عشر سنوات وأشاد باختياره مضيفا
"لقد حاز ثقة أطراف رئيسية أخرى وهذه ميزة مهمة جدا."
ويعتبر برينان محور إستراتيجية التعامل مع تهديدات القاعدة وحلفائها
بالاعتماد على الطائرات بدون طيار والابتعاد عن وسائل الحرب التقليدية،
وجزم بشرعية تلك الضربات الجوية، بكلمة في مارس/آذار الماضي، وبأنها
تدخل في نطاق "تفويض استخدام القوى العسكرية" الذي أجازه الكونغرس عقب
هجمات 11 سبتمبر/أيلول عام 2001 على الولايات المتحدة.
وقال برينان: "لا يوجد في القانون الدولي ما يحظر استخدام الطائرات
الآلية لهذا الغرض أو ما يمنع استخدامنا القوى الفتاكة ضد أعدائنا
بالخارج في ميدان القتال، على الأقل، بموافقة الدولة المعنية أو عدم
قدرتها أو رغبتها في التحرك ضد التهديد." ومن أبرز مهام برينان، خلال
فترة عمله كمستشار لمكافحة الإرهاب لأوباما، برنامج ملاحقة القاعدة
بالطائرات دون طيار في كل من باكستان واليمن، بحسب CNN.
وبرينان، الذي يتحدث العربية، هو "مهندس" هذه الإستراتيجية القتالية
"عن بُعد" التي قضى فيها 28، على الأقل، من قيادات القاعدة على رأسهم
رجل الدين الأمريكي-اليمني الأصل، أنور العولقي، الذي استنكرته منظمات
حقوقية أمريكية لكونه مواطنا أمريكياً، رغم انتقاداتها الشديدة
لاستخدام الطائرات بلا طيار في تنفيذ ضربات يروح ضحيتها كذلك مدنيون.
وبرينان هو مركز القرارات الخاصة باستخدام الطائرات الآلية في باكستان
واليمن، وربما في مالي، وهذه بالطبع مسائل ستضع قيد الاعتبار في جلسات
الكونغرس لمناقشة ترشيحه لقيادة جهاز التجسس الأمريكي.
اهداف أمريكية
في السياق ذاته أكد رئيس جهاز الأمن القومي في اليمن اللواء علي حسن
الأحمدي ان الهجمات التي تشنها الطائرات الأميركية من دون طيار على
اهداف للقاعدة في اليمن ستتواصل في اطار التعاون بين صنعاء وواشنطن
للتصدي للإرهاب. وقال الاحمدي في مؤتمر صحافي في صنعاء ان "التعاون
اليمني الاميركي بما في ذلك استخدام الطيران الصديق سيستمر، واليمن هو
من ضمن الدول التي دخلت في التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب وهذا تم بعد
أحداث 11 ايلول/سبتمبر" 2001 في الولايات المتحدة.
وتقدم الطائرات الاميركية من دون طيار دعما للقوات اليمنية التي
تقاتل تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب الذي ولد في كانون الثاني/يناير
2009 من دمج فرعي القاعدة في السعودية واليمن. وازدادت هجمات تلك
الطائرات ثلاث مرات بين 2011 و2012، بحسب مجموعة "نيو اميركا فاونديشن"
التي مقرها في واشنطن. واوضح الاحمدي ان "هناك عناصر إرهابية من 13
جنسية شاركت في قتل اليمنيين خلال الفترة الماضية وألحقت الدمار
والخراب في محافظة أبين وخصوصا مدينة زنجبار المدمرة نهائيا وتسببت في
تشريد 170 ألف نسمة من محافظة أبين". وكانت القاعدة استغلت ضعف السلطة
المركزية العام 2011 ابان الانتفاضة الشعبية التي اجبرت الرئيس السابق
علي عبدالله صالح على التنحي للسيطرة على قسم من جنوب البلاد. لكن
الجيش اليمني شن هجوما في ايار/مايو 2012 على التنظيم المتطرف واجبر
معظم مقاتليه على الفرار نحو الشرق.
من جهة اخرى قتل ثمانية متمردين اسلاميين على الاقل واصيب اربعة
اخرون بصواريخ اطلقتها طائرات اميركية من دون طيار في منطقة قبلية شمال
غرب باكستان، وفق مسؤولين امنيين. واستهدفت الصواريخ قاعدتين للمتمردين
في قريتي حيدر خيل وحاسوخيل على بعد حوالى 25 كلم شرق ميرانشاه عاصمة
اقليم وزيرستان الشمالية على الحدود بين باكستان وافغانستان، المعقل
الابرز لتنظيم القاعدة ومقاتلي طالبان الافغان والباكستانيين.
وقال مسؤول امني في ميرانشاه ان "طائرات اميركية من دون طيار اطلقت
صواريخ على قاعدتين للمتمردين. قتل ثمانية متمردين على الاقل". واوضح
ان الهجومين حصلا في شكل متزامن واسفرا عن مقتل اربعة متمردين في كل من
القاعدتين. وفي وقت سابق قتل الملا نظير احد زعماء الحرب الباكستانيين
والذي يقاتل عناصره قوات الحلف الاطلسي في افغانستان في اطلاق صواريخ
من طائرات اميركية من دون طيار اسفر عن عشرة قتلى. وهو احد ابرز
المقاتلين الذين قتلوا خلال الاعوام الاخيرة بصواريخ اميركية. بحسب
فرنس برس.
وفي السنوات الاخيرة، شكلت الغارات التي تشنها الطائرات من دون طيار
احدى ابرز ادوات الاستراتيجية العسكرية للولايات المتحدة. وفي عهد
ادارة باراك اوباما، تكثفت الغارات التي تشنها هذه الطائرات على طالبان
ومجموعات مرتبطة بالقاعدة في شمال غرب باكستان. وتدين اسلام اباد علنا
هذه الغارات وتعتبرها بمثابة انتهاك لسيادتها على اراضيها. وافادت
منظمة "ريبريف" ان نحو 900 مدني قتلوا في هذه الغارات منذ العام 2004.
تحقيق أممي
على صعيد متصل بدأت الأمم المتحدة تحقيقا بشأن استخدام الطائرات غير
المأهولة في عمليات مكافحة الإرهاب وذلك بعد ان لاقت هذه الممارسة
انتقادات بسبب عدد المدنيين الأبرياء الذين تقتلهم تلك الطائرات. وسوف
يشمل التحقيق الذي أعلن عنه في لندن 25 هجوما بطائرة بلا طيار في
باكستان واليمن والصومال وأفغانستان والأراضي الباكستانية. ومعظم
الهجمات بطائرات بلا طيار نفذتها الولايات المتحدة. واستخدمتها أيضا
بريطانيا وإسرائيل ويعتقد أن عشرات من الدول الأخرى تملك هذه
التكنولوجيا.
وقال بن إيمرسون رئيس التحقيق والمقرر الخاص للأمم المتحدة لمكافحة
الإرهاب وحقوق الإنسان "الحقيقة الجلية هي أن هذه التقنية وجدت لتبقى
وان استخدامها في مسارح الصراع هو حقيقة يجب على العالم مواجهتها."
وأضاف قوله "ولذا فمن الضروري المسارعة إلى وضع الآليات القانونية
والتشغيلية المناسبة لتنظيم استخدامها بطريقة تتفق ومتطلبات القانون
الدولي." وتتركز الانتقادات الموجهة الى استخدام الطائرات غير المأهولة
على عدد المدنيين الذين يقتلون وحقيقة انه يتم تنفيذها عبر حدود دول
ذات سيادة مرات عديدة أكثر كثيرا من الهجمات التقليدية بطائرات يقودها
طيارون. وكان الجنرال الأمريكي المتقاعد ستانلي ماكريستال الذي وضع
الإستراتيجية الأمريكية لمكافحة الإرهاب في افغانستان قد حذر في وقت
سابق من من الإفراط في استخدام الطائرات بلا طيار التي أثارت مظاهرات
غاضبة في باكستان. بحسب رويترز.
وتقول بيانات جمعها مكتب للصحافة الاستقصائية ان ما بين 2600 شخص
و3404 أشخاص قتلوا في باكستان في هجمات بطائرات بلا طيار كان بينهم ما
بين 473 و889 مدنيا. وكلف مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة
إيمرسون ببدء تحقيق في اعقاب طلبات من عدة بلدان منها باكستان وروسيا
والصين بفحص ودراسة الهجمات بطائرات بلا طيار.
الى جانب ذلك درس مجلس الامن الدولي امكانية ان تستعمل بعثة الامم
المتحدة في جمهورية الكونغو الديموقراطية (مونوسكو) طائرات بدون طيار
لمراقبة شرق البلاد الذي يشهد تمردا عسكريا. وقال رئيس عمليات حفظ
السلام في الامم المتحدة هيرفيه لادسو ان الامر يتعلق ب"جعل مونوسكو
افضل في مجال عملها، اذن المزيد من المروحيات وربما بعضها مع مهمات
ليلية ومن ثم قدرات نهرية وتجهيزات للمراقة الجوية طائرات بدون طيار".
واضاف "شرحت لمجلس الامن الى اي حد هذا الامر يبدو ضروريا بالنسبة لنا"
مضيفا "طرحت علي اسئلة واجبت عليها". وتسعى الامم المتحدة الى تعزيز
بعثتها في جمهورية الكونغو الديموقراطية التي يبلغ عددها حاليا 17500
رجل والتي قد يصل عددها الى 19500 رجل والى اعادة نشرها.
ومن ناحيتها، قالت البعثة الفرنسية لدى الامم المتحدة على موقعها
على تويتر ان فرنسا تعتبر ان "الامم المتحدة بحاجة الى مصادر اضافية
حديثة خصوصا طائرات بدون طيار كي تحصل على المعلومات بشكل افضل وان
تتحرك بشكل اسرع". واعتبر بعض الدبلوماسيين ان بعض الدول تبدي تحفظات
بسبب عدم القدرة على رصد هذه الطائرات بدون طيار ومرور اسلحة عبر
الحدود كما ان استعمالها في جمهورية الكونغو الديموقراطية من شأنه ان
يخلق سابقة. بحسب فرنس برس.
ومن ناحيته، اعتبر سفير رواندا لدى الامم المتحدة غوجين ريتشارد
غاسانا ان "بعض الدول الاعضاء تطرح اسئلة مشروعة تتعلق بمشاكل شرعية
ومشاكل مالية". واضاف "ماذ سنفعل مع هذه الطائرات بدون طيار؟". ودخلت
رواندا الى مجلس الامن الدولي بصفة عضو غير دائم لمدة عامين.
كيف تعمل
من جانب أخر فأسم الطائرات بدون طيار لا يدل تماما على طريقة عمل
هذه الطائرات، فهي لا توجّه نفسها بنفسها بشكل كامل، بل تحتاج أيضاً
إلى طيار يجلس في محطة توجيه على الأرض يحدد لنظامها الآلي مسار
الطيران ويتحكم بها عبر الأقمار الصناعية. الطائرات بدون طيار هي أنظمة
تقنية معقدة لا يجلس فيها طيار. ولكن اسم هذه الطائرات لا يدُل تماماً
على الطريقة التي تعمل بها هذه الطائرات.
فهي في الواقع لا توجّه نفسها بنفسها بشكل كامل "بل تحتاج أيضاً إلى
طيار يجلس في محطة التوجيه على الأرض، ويتحكم بها عن بُعد بطريقة
لاسلكية"، كما يقول ديرك شميت من معهد الرحلات الجوية في المركز
الألماني لأبحاث الطيران والفضاء DLR. والطائرات بدون طيار تستطيع "الرؤية"
من خلال أجهزة الاستشعار المُركّبة عليها. فالطائرات "بدون طيار" تتطلب
في الحقيقة أن يكون لها طيار في محطّة أرضية. وهذا الطيار الأرضي يتحمل
مسؤولية قيادتها، ويضمن عدم وقوعها في أية حوادث، ويتدخل في حالات
الطوارئ. لكنه لا يفعل ذلك بواسطة عصا تحكُّم مثل عصا توجيه طائرات
الألعاب، بل إن عليه تحديد نقاط مسار الطائرة، وبعدها تقوم الطائرة
بتوجيه نفسها بنفسها وفق هذه الإحداثيات بواسطة نظامها الأوتوماتيكي،
أي بتوجيه من نظام طيرانها الآلي.
"وهذا النظام لا يختلف كثيرا عن نظام طائرات نقل المسافرين الكبيرة
والحديثة، التي تطير لمسافات طويلة بشكل تلقائي كامل باستخدام الطيار
الآلي"، كما يقول شميت، الخبير في مجال الطيران. فنظام الطيران الآلي
فيها يحدد موقع الطائرة في الجو من خلال كَمّ هائل من البيانات، التي
يجمعها بما يتوفر لديه من تقنيات: كالبوصلة ومقياس الارتفاع وعدّاد
السرعة وجهاز الملاحة عبر الأقمار الصناعية GPS.
أما الطائرات بدون طيار، البعيدة بمئات الكيلومترات عن محطة التوجيه
الأرضية، فلم يعُد يُتَحكَّم بها من خلال موجات الراديو، بل عبر
الأقمار الصناعية. وذلك لأن الاتصال اللاسلكي بواسطة القمر الاصطناعي
لا ينقطع على الأغلب. وينبغي على الطيار الموجود في المحطة الأرضية،
القائد للطائرة بدون طيار، أن يكون على تواصل مستمر مع برج المراقبة في
أقرب مطار إلى الطائرة التي يتحكم بها.
الشيء الذي لا يستطيع الشخص المتواجد في قمرة القيادة الأرضية فعله
هو: رؤية ما يوجد خارج الطائرة بعينيه بشكل مباشر، وإنما عبر
الكاميرات، ولذلك عليه الانتباه دائماً لتجنب تصادم الطائرة بدون طيار
مع أية طائرات أخرى في الجو. فالطائرة بدون طيار يمكنها الكشف عن
العقبات التي تواجهها بواسطة أجهزة استشعار مركّبة على متنها،
كالكاميرات الضوئية العادية وكاميرات الأشعة تحت الحمراء والرادار،
ويرسل نظام الطيران الآلي هذه المعلومات إلى الطيّار البشري الموجود في
المحطة الأرضية.
وحتى طائرات نقل المسافرين الحديثة تكون مزوَّدة بأجهزة إرسال من
نوع ADSB ، وهي تقنية تتعرف على الطائرات الأخرى الموجوة في جوارها،
وعلى معلومات ارتفاعها وسرعتها. ويقول شميت الخبير في مجال الطيران في
هذا الشأن: "للطائرة بدون طيار نفس هذه التقنية وهي تقوم بإرسال هذه
المعلومات إلى الطيار في المحطة الأرضية، وبالتالي يمكنه الحصول على
صورة مشابهة لصورة الرادار، وتكوين فكرة عن الأجواء المحيطة بالطائرة
الآلية، والقيام بتوجيهها بحسب هذه المعلومات".
كما أن طائرات نقل المسافرين الحديثة والكبيرة تكون مزوّدة بنظام
تفادي الاصطدام TCAS. فحين يكتشف النظامان الآليان للطائرتين وجودهما
على مسار تصادمي يقرر الكمبيوتران بشكل فوري مقدار الارتفاع أو
الانخفاض اللازم أن تقوم به كل طائرة، ويتلقى طياراهما البشريين
التعليمات المناسبة ويوجّهان الطائرتين لتجنب التصادم.
وطائرة بدون طيار، تابعة للمركز الألماني لأبحاث الطيران والفضاء،
تقوم بتجسيد إحدى المناطق بشكل ثلاثي الأبعاد. الطائرات بدون طيار لها
أيضاً أجهزة تفادي الصدمات من نوع TCAS. ولكن عملية تجنب التصادُم لا
يقوم بها الطيار الموجود في المحطة الأرضية، بل يقوم نظام الطيار الآلي
بذلك بنفسه، لأنه لا يمكن الاعتماد على الاتصال اللاسلكي بين الطائرة
والمحطة الأرضية بشكل مثالي في مثل هذه الحالات.
ونظراً لسعرها الباهظ، فإن الاستخدام المدني للطائرات بدون طيار
يكاد ينعدم حالياً، وينحصر على الأغراض الأمنية والعسكرية. يُشار إلى
الاتحاد الأوروبي في صدد إنشاء مشروع تجريبي لمراقبة البحر الأبيض
المتوسط بواسطة الطائرات بدون طيار وبإشراف المركز الألماني لأبحاث
الطيران والفضاء. وثمة الكثير من الأفكار لإدخال هذه الطائرات الآلية
في تطبيقات عديدة، في مجالات الشرطة والدفاع المدني والإطفاء والإنقاذ
من الكوارث، والمراقبة الأمنية للفعاليات الضخمة كالمظاهرات والحفلات
الموسيقية في الهواء الطلق، بل وحتى في مجال البحث عن المفقودين في
حالات الطوارئ، وبعد الزلازل والحرائق، كما يقول الباحث دينيس غويغِه
من المركز الألماني لأبحاث الطيران والفضاء، ويضيف: "في حالات التلوثات
النووية أو البيولوجية أو الكيميائية مثلاً لا يمكن إرسال طيارين من
البشر إلى مواقع الكوارث، حفاظاً عليهم وحماية لأرواحهم".
وتبدو الآفاق المستقبلية للطائرات بدون طيار، التي تستطيع التحليق
على ارتفاع يزيد على 10 آلاف متر، مناسبة جداً للأغراض المدنية لخفة
وزنها وقدرتها على جمع المعلومات. ولكن إذا تمّ استخدامها في المستقبل
بشكل تجاري وعلى نطاق واسع فستظهر تساؤلات حقوقية حول مسألة الحفاظ على
الخصوصية والمعلومات الشخصية للأفراد التي تجمع مثل هذه الطائرات
المعلومات عنهم. |