المدن العالمية في عيون الإعلام... من الأفضل الى الأسوأ

شبكة النبأ: الاهتمام بالمدن وتطويرها قد يكون من أهم الأمور لبعض الدول والبلدان في سبيل تحسين سبل العيش وتوفير الراحة لمواطنيها او في سبيل الوصول الى التفرد والحصول على ميزة مختلفة وهو ما سينعكس بشكل ايجابي على الاقتصاد تلك الدولة التي ستكون محط اهتمام السياح الأجانب وغيرهم من المهتمين بواقع تطوير المدن، وفي هذا الشأن أظهر أحدث مسح عالمي أجرته مجموعة ميرسر للاستشارات أن العاصمة النمساوية فيينا ما زالت أفضل مدينة يمكن العيش بها في العالم بينما حلت العاصمة العراقية بغداد في المركز الأخير. وتصدرت فيينا التي يبلغ عدد سكانها 1.7 مليون نسمة المسح للعام الرابع على التوالي بفضل ما بها من حياة ثقافية غنية ورعاية صحية شاملة وتكاليف سكن معقولة إلى جانب هندستها المعمارية التي تعود إلى زمن امبراطورية هابسبرج.

ولا يكلف نظام النقل العام في فيينا سوى يورو واحد (1.30 دولار) يوميا مع استخدام بطاقة يجري إصدارها سنويا للتنقل في المدينة التي يحكمها الحزب الديمقراطي الاجتماعي وحزب الخضر. وقال الأمريكي دون جارتلنر (42 عاما) وهو مدير شركة قانونية يعيش في فيينا منذ أكثر من 15 عاما "المدينة شديدة العالمية... كنت أنتظر قدوم حافلة وسمعت أكثر من عشر لغات في محطة واحدة." وأضاف "المدينة مناسبة لكل الفئات ولكل الأعمار ولكل مناحي الحياة." بحسب رويترز.

وحلت مدينة دبي في المركز الثالث والسبعين في القائمة وصنفت على أنها أفضل مدينة للعيش بها في منطقة الشرق الأوسط وافريقيا. لكن هذه المنطقة تضم 15 مدينة جاءت في المراكز العشرين الأخيرة في الترتيب ومن بينها نواكشوط وصنعاء والخرطوم وتذيلت بغداد القائمة. وقال سلاجين باركاتيل كبير الباحثين في ميرسر "أدت الاضطرابات المستمرة في العديد من دول منطقة شمال افريقيا والشرق الأوسط إلى مخاطر أمنية حقيقية للسكان والأجانب." وأضاف "ما زالت دول كثيرة تشهد عنفا من خلال مظاهرات سياسية تطورت في بعض الأحيان إلى انتفاضات حاشدة وأدت إلى انعدام خطير للاستقرار في المنطقة."

سكان نيويورك

على صعيد متصل أعلن رئيس بلدية نيويورك، مايكل بلومبرغ، أن معدل العمر المتوقع في نيويورك قد ارتفع ليصل إلى 80,9 سنوات، أي أكثر بكثير من المعدل الوطني في الولايات المتحدة. وأوضح خلال مؤتمر صحافي أن معدل العمر المتوقع لدى سكان نيويورك المولودين في العام 2010 هو 80,9 سنوات، أي أكثر ب2,2 سنة من المعدل الوطني في الولايات المتحدة.

وأضاف أن معدل العمر المتوقع في نيويورك ارتفع 3 سنوات منذ العام 2001، مقارنة ب1,8 سنوات على الصعيد الوطني. وبالتالي، بات معدل العمر المتوقع في نيويورك 83,3 سنوات لدى النساء و78,1 سنة لدى الرجال. ومن المعروف عن رئيس بلدية نيويورك أنه يطلق مبادرات كثيرة لدعم الصحة العامة. فمنذ العام 2004، حظر التدخين في الحانات والمطاعم في نيويورك وفي أماكن العمل أيضا. بحسب فرنس برس.

وأثار الجدل مجددا هذه السنة عندما أعلن أنه ممنوع على الفرد استهلاك مشروبات غازية تتخطى كميتها 47 سنتلترا، وذلك بغية مكافحة البدانة. وأكد بلومبرغ أن مبادراته في مجال الصحة أعطت ثمارها وأدت إلى "تحسن صحة المواطنين وانخفاض معدل الوفيات لدى الأطفال وارتفاع معدل العمر المتوقع".

لندن قذرة ومكلفة

الى جانب ذلك اظهر استطلاع أن لندن ربما ارتدت وجه البهجة خلال دورة الألعاب الاولمبية لكن لا يزال السياح يرون أن المدينة قذرة وباهظة التكاليف وغير ودودة. وذكر استطلاع اجراه موقع السفر على الإنترنت (TripAdvisor) أن لندن جاءت في المرتبة قبل الأخيرة هذا العام فيما يتعلق بود سكانها بين 40 مدينة اخرى. ولم يكن هناك أسوأ منها سوى موسكو في حين جاءت مدينة كانكون المكسيكية في المرتبة الأولى.

وكان أداء العاصمة البريطانية أفضل على نحو هزيل في الفئات التسع الأخرى من هذا الاستطلاع لتحتل المرتبة 28 في مجال السلامة والمرتبة 26 في النظافة والمرتبة 35 لأفضل قيمة مقابل المال. وفي الجانب الإيجابي كانت لندن رابع أفضل مدينة للتسوق بعد نيويورك وبانكوك ودبي وجاءت في المرتبة الخامسة من حيث جودة خدمات سيارات الأجرة. بحسب رويترز.

وشمل الاستطلاع 75 ألف شخص من مستخدمي موقع السفر (TripAdvisor)، وقالت إيما شو المتحدثة باسم الموقع "في حين لم تحتل لندن مرتبة متقدمة في تقدير أولئك الذين اعادوا النظر في المدينة هذا العام من المهم أن نتذكر أن العديد من المشاركين شاهدوا لندن قبل إجراء تغييرات كبيرة أو بعد أحداث الصيف." واشارت شو إلى أن لندن حظيت بتصنيف أفضل مدينة في العالم لعام 2012 في التصويت على جوائز اختيار المسافرين على الموقع. وقالت "تثبت هذه الدراسة أنه حتى مدينة عظيمة ربما لا تكون مثالية في كل شيء."

طوكيو والاولمبياد

من جهة اخرى تريد العاصمة اليابانية طوكيو ان تستلهم من نجاح لندن في استضافة العاب 2012 الاولمبية الصيفية، للترويج لملف استضافة العاب 2020، بحسب ما ذكر مسؤولون يابانيون خلال مؤتمر صحافي في العاصمة البريطانية لاطلاق حملتهم. وقال رئيس اللجنة الاولمبية اليابانية تسونيكازو تاكيدا: "اعطت لندن مثالا ساطعا عن كيفية الاستضافة، التنظيم والاحتفال بالالعاب الاولمبية. من هذا النجاح، اخترنا اعطاء اهمية للارث".

ويعتزم اليابان على تطوير منطقة ميناء طوكيو لاستضافة 85% من المنافسات في شعاع يبلغ 5ر8 كيلومترات. ويخطط الملف لاستخدام مزيج من المعدات الجديدة والمرافق الموجودة من قبل، ويرجع تاريخ انشائها احيانا الى اولمبياد 1964، او التي تقرر بناؤها على غرار الملعب الاولمبي الذي سيشيد لاستضافة كأس العالم 2009 للروغبي. وشدد محافظ طوكيو ناوكي اينوسي على "التشابه" بين لندن ومدينته خصوصا في مجالات "الامن وكرم الضيافة". بحسب فرنس برس.

وردا على سؤال حول المخاوف المتعلقة بالحادث النووي في فوكوشيما عام 2011، اكد ان طوكيو تبعد "220 كلم عن فوكوشيما"، وان مستوى النشاط الاشعاعي كان "نفسه كما في لندن". وتتنافس طويكو مع اسطنبول التركية ومدريد الاسبانية على استضافة الالعاب التي تقام مرة كل اربع سنوات.

عاصمة الثقافة الأوروبية

في السياق ذاته تصبح مرسيليا عاصمة للثقافة الاوروبية في سنة حافلة بحوالى مئة حدث تأمل من خلالها هذه المدينة الكبيرة الواقعة في جنوب فرنسا ان تخرج بصورة جديدة تبعدها عن خانة المشاكل والجرائم. من معارض الفنون المعاصرة في الاماكن العامة إلى الالعاب النارية وعروض السيرك، مرورا بمعرض لاعمال النحات الفرنسي رودان وآخر استعادي للصيحات الحداثة في فن الرسم، تزخر مرسيليا ومنطقة بروفانس برمتها بالفعاليات المرتكزة على محور متوسطي.

وقد دعي السكان إلى إطلاق هذه الفعاليات مع مسيرة بالمشاعل في الاحياء الشمالية قبل التجمع في وسط المدينة لحضور عرض ضخم للألعاب النارية. ويتوقع القيمون على هذا الحدث مشاركة 300 ألف شخص. وعشية إطلاق الفعاليات، سيتسنى لسكان المدينة اكتشاف المرفأ القديم بحلة مجملة، فضلا عن متاحف تم ترميمها واخر بوشر بناؤها. فلا شك في ان اختيار مرسيليا عاصمة للثقافة الاوروبية في العام 2013 يحفز المشاريع المنفذة في المنطقة، مع استثمار 660 مليون يورو في حوالى عشرين مشروعا ثقافيا.

وقالت فاني برويل إن "مرسيليا بحاجة إلى الخروج من الاجواء التي سادتها خلال الفترة الاخيرة". فالمدينة تئن تحت وطأة البطالة (12,1%) والمشاكل الاجتماعية، وهي تصدرت خلال الفترة الاخيرة الصفحات الرئيسية في الصحف بسبب عمليات تصفية حسابات مرتبطة بالاتجار بالمخدرات، ما دفع الحكومة إلى الاعلان في بداية أيلول/سبتمبر الماضي عن خطة عمل لمكافحة الجرائم والاقتصاد غير النظامي. وبالتالي، يمكن القول إن هذه السنة الثقافية قد أتت في وقتها.

وتقدر غرفة التجارة العائدات المباشرة المرتقبة من هذه الفعاليات الثقافية بمليار يورو، من دون ان تتمكن من تقدير فرص العمل التي ستستحدث بفضلها. وتتوقع المدينة قدوم مليونين إلى ثلاثة ملايين زائر إضافي من خارج محيطها، مع زيادة فرص العمل في قطاع السياحة بنسبة 20 %. وحتى الان، لم ترتق نسبة الحجوزات إلى مستوى التوقعات. واعتبر جان لوك غوس رئيس جمعية تجار محليين انه "لا بد من بذل قصارى الجهود ليخرج السياح عن الدروب المطروقة وعلينا أن نستحدث فعالياتنا الخاصة التي تعكس نمط عيش سكان المنطقة التي ليست وكرا للصوص فقط". بحسب فرنس برس.

أما عالم الاجتماع جان فيار، فهو اعتبر أن المدينة قد كسبت رهانها، إذ ان الجميع يعملون يدا بيد بزخم وفخر. وهو قال إن "المهم كان الفوز بلقب العاصمة الثقافية في العام 2008". وتأمل مرسيليا أن تحذو حذو مدينة ليل (شمال فرنسا) التي لا تزال تستفيد من الزخم الذي رافق فعاليات تعيينها عاصمة ثقافية في العام 2004. ويذكر أن لقب عاصمة الثقافة الاوروبية قد استحدث في العام 1985، وبات من الممكن تقاسم اللقب بين مدينتين منذ العام 2000. وفي العام 2013، فازت مدينة كوسيتش السلوفاكية بهذا اللقب إلى جانب مرسيليا.

مكاتب متنقلة

في السياق ذاته ذكر تقرير صدر مؤخراً أن سيارات الأجرة في العاصمة البريطانية لندن، سيتم تزويدها بخدمات الإنترنت، أو ما يعرف بـ"واي فاي"، لتصبح بذلك عبارة عن مكتب متنقل، الأمر الذي سيزيد من شهرة "التاكسي الأسود"، الذي يعتبر أحد أبرز المعالم بمدينة الضباب. ومن المفترض أن تسري هذه المبادرة التي أطلقتها شركة "ايتيز ليميتد" المتخصصة بخدمات الإنترنت اللاسلكي، في شهر مارس/ آذار المقبل. وبهذه المبادرة ستصبح العاصمة البريطانية لندن أول مدينة بالعالم تقوم بتزويد خدمات الإنترنت على مستوى العالم. بحسب CNN.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة ايتيز ليميتد،ريتشارد كوربيت، "تشير الأرقام الإحصائية إلى أن متوسط المدة الزمنية التي يقضيها الفرد في سيارات الأجرة في العاصمة لندن تصل إلى 15 دقيقة." وأشار كوربيت "ما من شيء أفضل للراكب القيام به من قضاء مدة الرحلة على الإنترنت لإنجاز عمل أو غيره." ويشار إلى أن نحو ألف سيارة أجرة عاملة في لندن من أصل 24 ألف سيارة قامت بالفعل بتقديم الطلب للتزود بهذه الخدمة من شركة "أيتيز ليميتد،" الأمر الذي يعتبر مبشرا لانتشار أكبر خلال الأسابيع القادمة.

ميدان البندقية

من جانب اخر غمرت المياه نحو ثلثي مساحة مدينة البندقية وسبح السائحون في ميدان سان مارك في حين اجتاحت موجة من سوء الاحوال الجوية شمال ايطاليا ووسطها ما أدى إلى إجلاء 200 من السكان من منازلهم في توسكانيا. وغمرت المياه المنازل والمتاجر والقصور التاريخية في البندقية وقالت السلطات إن 70 بالمئة من المدينة غرق في المياه. وبلغ منسوب المياه في البندقية 149 سنتيمترا وهو سادس اعلى مستوى منذ بدء التسجيل في 1872. وجلس السياح على المقاهي بملابس السباحة. بحسب رويترز.

وفي توسكانيا قالت الحكومة المحلية إن منسوب مياه الأمطار بلغ 23 سنتيمترا في اربع ساعات ما تسبب في فيضان نهري ريكورتولا وبارمينيولا. وقال روبرتو بوتشي رئيس بلدية ماسا كارار في توسكانيا احد أكثر المناطق تضررا "كان ذلك مروعا." وأضاف "رأيت ستة جسور على الأقل تنهار... إذا لم تقع وفيات فهذه معجزة." وقالت وسائل إعلام محلية إن عشرات السكان لجأوا إلى أسطح منازلهم بعد ان فاضت الأنهار في وسط إيطاليا.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 2/شباط/2013 - 21/ربيع الأول/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م