الصحفي أحمد رضي... نموذج لسجناء القمع في البحرين

 

شبكة النبأ: الصحافي البحريني أحمد رضي ذو الستة والثلاثون عاما كان واحدا من ما يقرب من 500 من سجناء الرأي الذين اعتقلوا في أعقاب انتفاضة ضد الحكومة في البحرين والتي بدأت في شباط/فبراير 2011. ويقدر مركز البحرين لحقوق الإنسان أن البلاد لديها أكبر عدد من السجناء السياسيين للفرد الواحد في العالم.

وقد أوضح أحمد عن الأسباب المفترضة لاحتجازه والظروف السيئة للغاية التي واجهها أثناء وجوده في السجن،  فالعمل الصحفي في البحرين قد يتسبب بالعديد من المخاطر، فالصحفيون يواجهون عدم حرية التحرك وعدم العمل بشكل مستقل بالإضافة الى مضايقات من قبل النظام. وقد حققت وزارة الإعلام مع أحمد رضي سابقاً بشأن تقرير خبري حول الوجود الأمريكي في البحرين، كما كانت له مداخلة هاتفية أجرته ا إذاعة ال بي بي سي  في تاريخ 13 أيار/مايو2012، انتقد خلالها الاتحاد المقترح بين البحرين والمملكة العربية السعودية، مما أدى إلى إلقاء القبض عليه موخرا. ومن الواضح أن موضوع أمريكا والمملكة العربية السعودية هو من المواضيع الحساسة جداً والتي لا يريد النظام البحريني لأي شخص مناقشتها.

وأفاد رضي بأنه اعتقل في 16 أيار/مايو – من قبل الشرطة والمدنيين الملثمين حين حاصروا واقتحموا منزل والده دون أمر من المحكمة. وتم استجوابه من لحظة الاعتقال حتى وصل إلى مبنى إدارة التحقيقات الجنائية. وذكر بأنه تعرض لإذلال نفسي وتعذيب بدني، وتركز الضرب (على الرأس والوجه والصدر)، مع تهديدات بالاعتداء الجنسي، وتم إرساله إلى "الغرفة السوداء" ليحقق معه الضابط عيسى المجالي (أردني الأصل)، الذي يحظى بسمعة سيئة في التعامل مع المعتقلين السياسيين، وهو المسؤول عن جميع الاستجوابات في الغرفة السوداء، وذكر رضي بأن المجالي أشرف اعتقاله والتحقيق معه وكان معصوب العينين ومكبل اليدين، وفي أغلب أوقات التعذيب كان يسمع صيحات وأنين المحتجزين "لإستجوابهم" في الغرفة السوداء. كما تم أجباره على التوقيع على اعتراف بالتهم الموجهة له من قبل المحققين هي الأنشطة المتصلة بالمشاركة في مسيرات غير قانونية، واشعال الحريق المتعمد، وإستخدام المولوتوف.

وقد أتهم بهذه التهم للتغطية على السبب الحقيقي للقبض عليه وهو بسبب تغطيته لأحداث الثورة البحرينية في وسائل الإعلام، وبالرغم من وجود تقارير لدى الجهات الأمنية بشأن معاناته من نوبات قلبية بشكل دائم ووجود إعاقه سمعية في أحدى أذنيه (نتيجة ظروف الاعتقال والتعذيب خلال إنتفاضة التسعينات)، ألا أنهم لم يهتموا لذلك. وقالوا، "سوف تموت في السجن" و "أنت لا تستحق الاهتمام أو العلاج في السجن"، وقد كرس رضي وقته بالسجن لتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان. وشهد بوجود أطفال قاصرين (الذين لم يبلغوا سن الحلم) يتعرضون للضرب، التعذيب، والأعتداء الجنسي عليهم من قبل قوات الأمن، وقال بأنه رأى معتقلين بين الحياة والموت، بالإضافة الى الذين يعانون من التعذيب ومن الأمراض المزمنة. وقد جاءت لحظة الإفراج عنه بعد أربعة أشهر من سجنه،  وقد علم من محاميه فيما بعد بأنه ممنوع من السفر، وأن النظام يمكنه تفعيل القضية مرة أخرى وإحضاره إلى المحكمة أو سجنه مرة أخرى وقت ما يشائون. بحسب موقع عربي برس. (مجلة (VICE) الأمريكية).

رضي يقول بأنه كان سعيدا لنبأ الإفراج عنه حينما أخبره المحامي ولكنه يشعر بضيق في الصدر والحزن الشديد لأنه لايزال هناك معتقلين للرأي في وطنه، ولا يزال المئات منهم محتجزين. ويقول: أنا لن إنساهم أبدا، وسوف أقاتل دائماً لقضيتهم. وأن أي شخص يعتقد بأن هذا النظام يمكن إصلاحه فهو واهم أو شريك في الظلم والجور ضد الشعب والمعارضة.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 2/شباط/2013 - 21/ربيع الأول/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م