سوريا... واقع قاتم ومعارضة تتاجر بدماء الشعب

 

شبكة النبأ: استمرار القتال وأتساع رقعة الدمار على الأرض السورية التي أصبحت اليوم ساحة حرب إقليمية للعديد من الدول التي تسعى الى وإبعاد المشاكل والأزمات عن حدودها الجغرافية من خلال إثارة الفتنة ودعم المجاميع المسلحة او ما يسمى بالمعرضة السورية في سبيل إدامة واستمرار هذا الصراع بحسب بعض المراقبين الذين أكدوا على ان المعرضة السورية التي تتنعم بخيرات واموال وهديا الدول المتآمرة لاتزال تسعى الى كسب المزيد من الامتيازات والفوائد على حساب الدم السوري ، ولايزال قادتها يطالبون بالمزيد من المساعدات والهبات بأسم الشعب السوري الذي يذبح اليوم بأسلحة الغدر والخيانة خصوصا بعد دخول تنظيم القاعدة في معادلة الحرب وبمباركة خليجية، وهو ما أسهم بقلب بعض الموازين لدى العديد من الإطراف والقوى العالمية التي خدعت بشعارات المعارضة المتشتتة والضعيفة والتي أصبحت في موضع انتقاد عالمي، وفي هذا الشأن عاد الائتلاف الوطني السوري الى الواجهة الدولية مطالبا المجتمع الدولي بدعم "ملموس" بالمال والاسلحة وذلك في لقاء دولي في باريس، فيما شهد جنوب دمشق معارك عنيفة.

وصرح نائب رئيس الائتلاف رياض سيف ان "الشعب السوري يخوض حاليا حربا بلا رحمة. الوقت ليس الى صالحنا واستمرار هذا النزاع لا يمكن الا ان يجلب كارثة على المنطقة والعالم". وتابع "لم نعد نريد وعودا لن تحترم" امام الدبلوماسيين وكبار الموظفين من حوالى 50 دولة. اما رئيس المجلس الوطني السوري الذي يشكل العنصر الاساسي في الائتلاف جورج صبرا فاكد ان "سوريا تحتاج الى مليارات الدولارات.

لكننا بحاجة الى 500 مليون دولار على الاقل للتمكن من تشكيل حكومة" يطالب بها المجتمع الدولي. وتابع "نحتاج الى اسلحة والمزيد من الاسلحة" فيما يرفض الغربيون توفيرها خشية وقوعها بين ايدي جماعات جهادية في سوريا. ويفترض مراجعة حظر اوروبي على تصدير الاسلحة الى سوريا في اواخر شباط/فبراير في بروكسل لكن رفعه بالكامل ينبغي ان يتم بالاجماع على ما اكد مسؤول في الخارجية الفرنسية على هامش المؤتمر.

وصرح مضيف المؤتمر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس "امام انهيار دولة ومجتمع تبدو الجماعات الاسلامية مرشحة الى توسيع سيطرتها على الارض ان لم نتحرك كما علينا. ينبغي الا نسمح ان تتحول ثورة انطلقت في احتجاجات سلمية وديموقراطية الى مواجهات بين ميليشيات". واضاف "على هذا المؤتمر ان يصدر اشارة، ولديه هدف ملموس يقضي بتزويد الائتلاف الوطني السوري بوسائل التحرك". وتابع فابيوس "هذا يشمل الاموال والمساعدات باشكالها كافة. تم اطلاق وعود، بعضها نفذ لكن ليس جميعها، الامر بعيد عن ذلك".

في اثناء اجتماع اصدقاء الشعب السوري الذي انعقد في مراكش في 12 كانون الاول/ديسمبر برعاية فرنسية اعترفت اكثر من مئة دولة عربية وغربية بالائتلاف الوطني "ممثلا شرعيا للشعب السوري"، كما اطلقت وعود بدعمه بحوالى 145 مليون دولار. لكن المعارضة السورية تجد صعوبة في كسب الثقة الدولية فيما يتساءل المجتمع الدولي حول مدى تمثيلها وقدرتها على تنظيم صفوفها.

وبعد مضي اكثر من 22 شهرا على الأحداث السورية التي تعسكرت تدريجا وتحولت الى مواجهات دامية، فان الحصيلة فادحة اذ تخطى عدد القتلى ستين الفا بحسب ارقام الامم المتحدة، فيما الاسرة الدولية مشلولة بفعل خلافاتها، والمعارضة السورية المعترف بها تبقى موضع شك. واقر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس بان "الامور لا تتحرك" بعدما كان اعلن مؤخرا ان نهاية نظام الرئيس السوري بشار الاسد "تقترب". واضاف "لم ترد مؤخرا مؤشرات ايجابية بشان الحل الذي نامل فيه، اي سقوط بشار ووصول المعارضة السورية الى السلطة" قبل ان يؤكد ان "المناقشات الدولية لا تحرز تقدما بدورها". وهو اقرار غير مسبوق بالعجز من الجانب الفرنسي، رغم ان الموقف الرسمي يؤكد ان باريس لا تزال "مصممة ونشطة" في الملف السوري. بحسب فرنس برس.

لكن الاسرة الدولية تبدو عازمة على التريث وقال بيتر هارلينغ اختصاصي الشأن السوري في مجموعة الازمات الدولية "انه نزاع اقتصرت كلفته حتى الان على السوريين بدون ان تطاول لاعبين خارجيين. هؤلاء يكتفون في الوقت الحاضر بالمشاهدة ليروا الى اين ستصل الامور ويتخذون في هذه الاثناء بعض التدابير المترددة بدون ان يسعى احد جديا الى حل". ولا يرى الباحث حلا في الافق ينبثق من اطراف النزاع السوريين وقال "في الوقت الحاضر الاشخاص الاكثر عقلانية هم رهائن العناصر الاكثر راديكالية" سواء في صفوف النظام او في صفوف المعارضة.

التآمر السعودي

في السياق ذاته دعا أحد كبار أفراد الأسرة السعودية الحاكمة إلى تزويد المعارضة السورية بأسلحة مضادة للدبابات وللطائرات لتحقيق تكافؤ مع في معركتهم ضد الرئيس بشار الأسد. وقال الأمير تركي الفيصل رئيس المخابرات السعودية السابق وشقيق وزير الخارجية السعودية إن المطلوب هو أسلحة متطورة عالية المستوى قادرة على إسقاط الطائرات وإعطاب الدبابات من مسافات بعيدة وهو ما لم يتحقق.

وأضاف أنه يفترض أن بلاده ترسل أسلحة للمعارضة واعتبر أن عدم إرسال أسلحة سيكون خطأ مروعا موضحا أنه ليس مضطرا لأن يتحدث بدبلوماسية لأنه ليس عضوا في الحكومة. واستطرد قائلا إنه لابد من تحقيق تكافؤ مشيرا إلى أن معظم الأسلحة الموجودة لدى المعارضة تم الاستيلاء عليها من مخازن الجيش السوري ومن خلال الذين انشقوا عن الجيش بأسلحتهم.

وقال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الذي استقبلت بلاده نحو 300 ألف لاجئ سوري إن من يعتقد أن الرئيس السوري بشار الأسد سيسقط خلال أسابيع لا يفهم الوضع المعقد وميزان القوى. وأضاف أن إحدى المشكلات الكبرى هي أن مقاتلي تنظيم القاعدة أقاموا قواعد في سوريا العام الماضي وإنهم يحصلون على أموال وعتاد من الخارج. وتابع قائلا إن طالبان الجديدة التي سيضطر العالم للتعامل معها ستكون في سوريا مشيرا إلى أن القوات الأردنية لا تزال تحارب مقاتلي طالبان إلى جانب قوات يقودها حلف شمال الأطلسي. وأضاف العاهل الأردني أنه حتى إذا تحقق السيناريو الأكثر تفاؤلا فإن تخليص سوريا منهم سيستغرق ثلاث سنوات على الأقل بعد سقوط حكومة الأسد.

وطالب القوى الكبرى بوضع خطة واقعية وجامعة للانتقال في سوريا قائلا إنه من الضروري الحفاظ على الجيش ليكون العمود الفقري لأي نظام جديد لتجنب الفوضى التي سادت في العراق بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في عام 2003 . ويتعين على الأمم المتحدة تخزين الغذاء والإمدادات الطارئة في الأردن لنقلها إلى المناطق التي تسيطر عليها المجاميع المسلحة في سوريا للحيلولة دون خروج مزيد من اللاجئين من البلاد.

واتهمت سوريا السعودية وقطر وتركيا والولايات المتحدة وفرنسا بتمويل المقاتلين وتسليحهم وهو ما تنفيه هذه الدول. لكن دبلوماسيين بالأمم المتحدة يقولون إنه من الواضح أن الأسلحة تصل إلى المقاتلين عن طريق دول خليجية وتركيا. وكانت السعودية دعت في الماضي إلى تسليح المعارضة لكن دبلوماسيين يقولون إن الدول الغربية ترفض السماح بدخول أسلحة متقدمة إلى سوريا خشية أن تسقط في أيدي القوى الإسلامية التي تزداد قوة. بحسب رويترز.

واعتبرت الولايات المتحدة جماعة جبهة النصرة وهي إحدى الجماعات الإسلامية في سوريا منظمة إرهابية وعبرت عن قلقها من تنامي قوة المتشددين في سوريا. لكن الأمير تركي قال إنه يتعين على القوى الغربية الحصول على معلومات كافية عن كتائب المعارضة المسلحة العديدة لضمان وصول الأسلحة لعدد محدد من الجماعات فقط. وأضاف أن تحقيق التكافؤ العسكري بين قوى المعارضة والقوات السورية يجب أن يكون مصحوبا بمبادرات دبلوماسية مشيرا إلى أنه بالإمكان اختيار من وصفهم بالأخيار من المعارضة وتزويدهم بهذه الوسائل بما يعزز مصداقيتهم. وقال إن هؤلاء لا يملكون الآن الوسائل في حين أن المتطرفين يملكونها ويعززون مكانتهم.

العثور على 65 جثة على الاقل لشبان قتلوا برصاص في الراس في حلب

عثر على 65 جثة على الاقل في حي يقع تحت سيطرة المجاميع المسلحة في مدينة حلب في شمال سوريا، لشبان "اعدموا برصاصات في الراس"، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الإنسان وشهود. وفيما اتهم المقاتلون النظام بقتلهم، قال مصدر امني انهم قتلوا "على ايدي مجموعات إرهابية". وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن "تم انتشال 65 جثة على الاقل من نهر قويق في مدينة حلب وهم مكبلو الايدي بمعظمهم واعدموا برصاصات في الراس". واشار المرصد الى ان ناشطين في المنطقة يواصلون انتشال المزيد من الجثث. واوضح ان معظم الضحايا هم شبان في العشرينات.

وذكر مصدر امني كبير في حلب ان "المعلومات التي حصلنا عليها تؤكد أن الجثث بمعظمها تعود لمواطنين من بستان القصر خطفتهم مجموعات ارهابية بتهمة الموالاة للنظام". واشار الى انه "تم تنفيذ حكم الاعدام بهم في حديقة طلائع البعث في حي بستان القصر الواقع تحت سيطرة" هذه المجموعات والقاء الجثث في النهر"، مشيرا الى ان "الارهابي حفص ابو اسلام التونسي الجنسية نفذ العملية". واتهم المصدر "المجموعات الارهابية" باستدعاء وسائل الاعلام "وانتشال الجثث امامها من نهر قويق". واشار الى "معلومات اكيدة" مفادها ان "بين المقتولين اناسا تم خطفهم واهاليهم يعرفون بوجودهم لدى المجموعات الارهابية المسلحة وقد حاولوا التفاوض معهم اكثر من مرة". بحسب فرانس برس.

وقال احد المتطوعين الذين ساهموا في انتشال الجثث "لا نعرف من هم، انهم لا يحملون بطاقات هوية". وفي شريط فيديو تم بثه على موقع "يوتيوب"، يمكن رؤية عشرات الجثث على ضفة نهر، مع آثار دماء من رؤوسهم. وتبدو جثثهم منتفخة على الارجح كونها كانت في المياه.

ويرتدي عدد كبير من الضحايا سراويل جينز.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 31/كانون الثاني/2013 - 19/ربيع الأول/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م