طلبات المتظاهرين قديمة

ولدت مع سقوط الدكتاتور صدام

خضير العواد

لقد رفضت مدن العراق الغربية التغير الكبير الذي حدث في العراق عام 2003، ولم تشترك في بادئ الأمر بشكل فعلي في وضع اللبنة الاساسية للديمقراطية بل بقيت هذه المحافظات مقاطعة للعملية السياسية وناعتة قيادات العملية السياسية في تلك المرحلة بعملاء الأمريكان.

 وعندما لاحظ قيادات تلك المحافظات بأن القطار منطلق نحو الديمقراطية الحقيقية وبترغيب من الأمريكان أنفسهم وبعض القيادات العربية مما دفع المقاطعون الدخول في العملية السياسية، وأخذوا ينادون بالتهميش والظلم الذي وقع عليهم من بقيت المكونات، لهذا رفضوا وبشكل قاطع الديمقراطية الحقيقية في تكوين الحكومة فطرحوا فكرة التوافق ومشاركة جميع المكونات في الحكم، وأخذوا يفرضون أراءهم من خلال رفع المظلومية والدعم العربي والتركي بالإضافة للأمريكي.

عندها أصبحوا وبشكل فعال معرقلين لأغلب القوانين التشريعية التي تهم المواطن العادي بالإضافة الى المشاريع الإستراتيجية التي يعتمد عليها تطوير البلد، ولم يفتر قادة المنطقة الغربية من المطالبة بحقوقهم المغصوبة التي خسروها عندما سقط الطاغية صدام وهي قيادة العراق بشكل مطلق لا يشاركهم به أحد.

لهذا كلما حصلوا على مكاسب لا يلتفتوا إليها بل مرادهم الوحيد هو قيادة العراق، وهذا مطلبهم من اللحظة الأولى للسقوط بل مطلب جميع الدول العربية بالإضافة الى تركيا، أما ما ينادي به المتظاهرون اليوم ليست طلبات جديدة أو وليدة الساعة بل هي مطالب قديمة لم يتركوها ولو للحظة، ولكن الطرق والأدوات قد تتغير ولكن المطلب واحد، تارةً يستعملون عنصر القوة من خلال التفجيرات التي حرقت الأخضر واليابس، وقد أثبتت الأدلة القاطعة على أن الكثير من قيادات المنطقة الغربية من قيادات الإرهاب في العراق بل بعضهم قد ألقي القبض عليه وهو متلبس بالجريمة، وتارةً يستعملون ألاعيب العملية السياسية من خلال الطعن بالحكومة ومصداقيتها أو عرقلة أي مشروع له أهمية في بناء العراق الجديد من خلال طرح فكرة التوافقية التي وقّفت العملية السياسية بشكل فعلي وجعلت السياسيين يدورون في حلقة مفرغة لا يمكن الخروج منها لأن التوافقية سترجعهم من جديد لهذه الحلقة.

وهكذا بقى العراق منذ عام 2003 الى هذه الأيام ليس عنده إنجاز حقيقي على الأرض بل مجرد ترميمات صغيرة هنا وأخرى هناك، وبقيت الخطط والمؤامرات يخطط لها في الخارج وتطبق في الداخل من أجل ضرب العملية السياسية برمتها، وبعد فشل جميع هذه الخطط والمؤامرات طرحت فكرة المظاهرات لكي تقوم بما فشلت به جميع الخطط والمؤامرات وقياداتها وهو تغير الحكم في العراق، من خلال رفع شعارات مضادة للعملية السياسية وطرح مطالب تعارض بنود الدستور بالإضافة الى رفضها من قبل أغلب الشعب العراقي وهما قانون المسألة والعدالة وقانون مكافحة الإرهاب، أي من خلال رفض هذين القانونين يعني إرجاع قيادة البعث المجرم الى الشارع العراقي يعيشون بكل حرية مع ضحاياهم ولايمكن لأي مظلوم أن يقاضي هؤلاء المجرمين على إجرامهم الذي ذهب ضحيته الملايين من خيرة أبناء العراق بالإضافة الى الأضرار الكبيرة التي أثرت على نفسية المواطن، وكذلك العراق كبلد يفتقد لكل خدمة أساسية يحتاجها الشعب، وإطلاق سراح المجرمين الذين ذبحوا وقتلوا الآلاف من أبناء هذا الوطن الغالي وبأبشع الطرق تحت عنوان الطائفية البغيضة، فأطلاق سراح هؤلاء القتلة يعني إطلاق الجيش الذي يراد به تغير العملية السياسية بالقوة من خلال الإجرام الطائفي.

وبذلك سوف يصبح العراق تحت مطرقة الفكر البعثي المجرم الذي يحرك الإرهاب الطائفي لكي يضرب العملية الديمقراطية في العراق من أجل إرجاعه الى النظام الدكتاتوري الشمولي الذي تحكمه الأقلية، وهذا مطلب أبناء هذه المناطق وقياداتهم من اللحظة الأولى لسقوط الصنم ولم يتغير بل الذي تغير هو الوسيلة ليس إلا.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 30/كانون الثاني/2013 - 18/ربيع الأول/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م