يعتبر التغيير امرا" صعبا" واسع الانتشار في يومنا الحاضر، وهذا
يحدث بشكل مستمر وغالبا" ما يكون بسرعة فائقة وخاطفة لان التغيير اصبح
جزء" من حياتنا اليومية، والشخص الذي يعارض التغيير من الممكن ان يعطل
المنظمة. وتعد المعارضة استجابة حتمية لأي تغيير اساسي. وادعى (Floyer
1999) الاتي: "بإمكان التغيير التنظيمي ان يولد الشكوك ومعارضة لدى
الموظفين مما يجعل في بعض الاحيان من الصعوبة او من المستحيل انجاز
اصلاحات تنظيمية." والادارة هي فن التحكم، وهي القدرة على تصميم خطة
وتنفيذها بغرض ما في زمن معين، وكذلك هي الاستخدام الامثل للموارد
المتاحة.
هناك أربعة فرضيات أساسية يمكن استخدامها في ادارة التغير:
1. الافراد يهتمون بمصالحهم الشخصية؛
2. الافراد هم كيانات اجتماعية؛
3. الافراد هم اناس متجاوبون او متعارضون مع غيرهم؛
4. الافراد يرفضون الخسارة.
ان عملية التغيير هي عملية تتطلب ما نسميه "ذكاء المسافر" بمعنى ان
تتخيل طبيعة الرحلة التي سوف تقوم بها وطبيعة المكان او الغاية التي
تود الوصول اليها، الامر الذي يتطلب رؤية وخيال وابداع. (منهاج تدريبي
في مجال ادارة التغيير، 2011)
تقول نظرية (Kurt 1940) في التغيير الاتي: "اي تغيير يظهر لأي شيء
في اي وقت فهو نتيجة قوة دافعة قوية." بينما يقول Ralph (1950) في
التغيير الاتي: "بداية، معرفة، جدولة، تفعيل وتنفيذ وتقدير النتيجة."
ويشاطره في الرأي Jerry قائلا": "تحليل نظام العمل، وضع المشاكل على
رسم بياني، اختيار العلاقات الداخلية داخل المشكلة، ومعرفة المشاكل
واساس تكوينها."
ويقصد بعملية التغيير الانتقال من الطريقة السائدة في انجاز الاعمال
الى طريقة اخرى جديدة ومختلفة. ويعتقد بريدجز (1991) بأن ما يجابهه
الاشخاص بالرفض ليس التغيير الفعلي بل بالاحرى التحول الذي يتعين عمله
بغية التكيف مع التغيير. وبالحقيقة، ليس هنالك وجه شبه بين التغيير
والتحول لان التغيير يمثل حالة ظرفية، بينما التحول هو عملية
سيكولوجية، يحصل التغيير من الخارج في حين يحصل التحول من الداخل.
ونعود الى موضوعنا، بعد هذا التمهيد العام، لنقول هناك حاجة ماسة
الى تغيير الافراد وسلوكهم والعدول عن الاهتمام بالقضايا الشكلية
والديكورية وتجاهل او اهمال الطالب والتلميذ من حيث التقييم والتقويم
ومعرفة اسباب تدني المخرجات العامة كالنتائج الاولية والنهائية؛ والسبب
في ذلك المستوى المتدني هو التراخي والخمول في معرفة الاسباب الحقيقية
والحد من ظاهرة النجاح الجماعي او الانتقال الزمني دون قيم ومعايير
نموذجية.
وقد توصلت، كباحث محترف ومتمرس، الى ان السبب الحقيقي في ذلك هو
اهتمام الجهات المسؤولة عن التربية والتعليم في قضايا البناء والترميم،
وتوفير قطعة الارض لبناء مدرسة او معهد وترك الجانب التربوي والتعليمي
حرا" طليقا"، ولم اسمع معاقبة او محاسبة مدرسة، معهد، بسبب تدني
المستوى، سوء الاداء، ضعف المخرجات العلمية والتربوية، ضعف المعلم،
المدرس، الاستاذ علميا" وفكريا"... الخ والسبب يعود لان الادارات
مشغولة في توفير مبالغ للبناء ومتابعة ما أنجز من ترميم وتصليح وترك
الاشراف التربوي والاكاديمي شكليا" وعمليا" عن حدوث مشكلة او ازمة ما!
ونقول لولا ادارة التغيير لما قامت الحضارات، فنحتاج الى ادارة تغيير
في التربية والتعليم ليكون الاهتمام الاول معياريا" ونموذجيا" وعلميا"،
وليس بالبناء والاعمار كون هناك وزارات معنية في ذلك. |