الفن السابع... صناعة تتألق في سماء إيران

 

شبكة النبأ: يشهد الفن السابع في ايران تطورا  كبيرا في الاونة الاخيرة، بسبب بعض الممارسات في مجال تطوير الفنون السينمائية التي أعطت نتائج فعالة على هيكل السينما الحديثة، وذلك من خلال حصد الجوائز المحلية والعالمية وصناعة الافلام المتميزة كفيلم "انفصال" الذي نال جوائز عالمية عديدة،  إذ يعد فن السينما أقرب الفنون اليوم إلى المجتمعات باعتباره نمط حياتي مشهدي داخل الحياة، وقد بدأت المؤسسات الفنية الإيرانية بتولي اهتماما كبيرا بهذا الفن رغم المشكلات المتعلقة بالرقابة الحكومية والاوضاع الاجتماعية فضلا عن مخلفات الازمة الاقتصادية مؤخرا، و يرى بعض الاخبراء في هذا المجال ان منتجي الافلام اذا اهتموا فعلاً بتقديم النماذج الحقيقة للمتلقي سوف تنجح كل أعمالهم وسوف نجد فعلا سينما نظيفة تقدم ما يحترمه عقل المشاهد.

فيلم ثورة 1979

فقد ذكرت وسائل الاعلام ان ايران قررت انتاج فيلم درامي عن احتجاز الرهائن الاميركيين خلال الثورة الاسلامية في العام 1979 لتصحيح الصورة "المشوهة" التي قدمها فيلم "ارغو" الذي فاز بعدد من جوائز غولدن غلوبز، ونقل عن الممثل والمنتج الايراني اية الله سلمنيان قوله ان النص السينمائي للفيلم الايراني جاهز، وقال ان "مسودة فيلم +الموظفون العامون+ حصلت على موافقة مركز الفنون الايراني وينتظر الميزانية لبدء التصوير"، واضاف ان "الفيلم يدور حول قصة 20 رهينة اميركيا يقوم الثوار الايرانيون بتسليمهم الى السفارة الاميركية في بداية الثورة الاسلامية. وهذا الفيلم .. سيكون الرد المناسب على افلام مشوهة مثل ارغو"، وفي الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر 1979، اقتحم طلاب اسلاميون ايرانيون السفارة الاميركية في طهران واحتجزوا دبلوماسيين ايرانيين رهائن، وابقوا على بعضهم محتجزين لمدة 444 يوما ما ادى الى قطع العلاقات الدبلوماسية بين واشنطن وطهران. بحسب فرانس برس.

ويروي فيلم "ارغو" قصة احتجاز الرهائن. ولعب الممثل والمخرج بن افليك دور عميل في وكالة الاستخبارات الاميركية (سي اي ايه) يقوم بانقاذ ستة دبلوماسيين اميركيين من مسكن السفير الكندي في طهران، وواجه الفيلم اتهامات بانه لم يكن دقيقا خاصة بمبالغته في دور السي اي ايه في اخراج الدبلوماسيين الاميركيين، وفاز الفيلم بجائزتي افضل فيلم وافضل مخرج في جوائز غولدن غلوبز، وحظر عرض فيلم "ارغو" في ايران، الا انه يتم تداول نسخ مقرصنة من الفيلم في البلاد، وانتقد الاعلام الايراني نجاح الفيلم ووصفت جوائز غولدن غلوبز بانها "احتفال سياسي".

مهرجان برلين

فيما اختيرت اخر افلام المخرج الايراني جعفر بناهي للمشاركة في الدورة الثالثة والستين لمهرجان برلين السينمائي في شباط/فبراير المقبل على ما اعلن المنظمون، ويشارك الايراني جعفر بناهي الحائز عدة جوائز في مهرجانات عالمية والمحظورة افلامه في بلده، في المسابقة الرسمية مع فيلم "باردي"، وبناهي البالغ من العمر 52 عاما نشأ في احياء طهران الفقيرة ويعد احد ابرز ممثلي "الجيل الجديد" في السينما الايرانية الى جانب خصوصا عباس كياروستامي بعدما عمل مساعدا له في مستهل مسيرته السينمائية، واوقف بناهي فيما كان يحضر فيلما حول التظاهرات التي تلت اعادة انتخاب الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد المثيرة للجدل في حزيران/يونيو 2009، وبعدما وضع قيد الاقامة الجبرية في طهران، حكم عليه في تشرين الاول/اكتوبر 2011 بالسجن ست سنوات ومنعه 20 عاما من اخراج او كتابة افلام او حتى السفر والتعبير عن الرأي بتهمة "الدعاية ضد النظام"، وتشارك في المهرجان هذه السنة ايضا الممثلات الفرنسيات جولييت بينوش وكاترين دونوف وايزابيل اوبير، ويعرض لجولييت بينوش فيلم "كاميل كلوديل 1915" لبرونو دومون في حين تقدم كاترين دونوف "ايل سان فا" لايمانويل بيرسو، اما ايزابيل اوبير فيعرض لها فيلم "لا روليجيوز" لغيوم نيكلو على ما اوضح المنظمون، كذلك يشارك المخرج ستيفن سودربرغ الذي سيعرض له فيلم "سايد ايفيكتس" مع جود لوو وكاثرين زيتا-جونز وروني مارا وشانينغ تاتوم. بحسب فرانس برس.

ويحضر البوسني دانيس تانوفيتش ايضا الى برلين مع فيلم "إن ابيزود إن ذي لايف اون ايه آيرون بيكر"، ويعرض في افتتاح المهرجان فيلم "المعلم الكبير" للمخرج وونغ كار واي الذي سيرئس ايضا لجنة التحكيم في الدورة الثالثة والستين هذه، وقد كشف حتى الان عن 15 فيلما مشاركا في المسابقة، ويقام مهرجان برلين من السابع من شباط/فبراير الى السابع عشر منه.

ايران ستقاطع الاوسكار 2013

من جهة أخرى قالت ايران انها ستقاطع مهرجان الاكاديمية الامريكية للعلوم والفنون السينمائية (الاوسكار) لعام 2013 إحتجاجا على الفيلم المسيء للاسلام الذي انتج في الولايات المتحدة وتسبب في تفجر الغضب في العالم الاسلامي، وعلى الرغم من الرقابة الصارمة وقمع صانعي الافلام فإن السينما الايرانية حظيت باطراء دولي على مدى السنوات العشرين الماضية، وفاز فيلم (انفصال A Separation) للمخرج أصغر فرهادي بجائزة اوسكار احسن فيلم اجنبي في فبراير شباط الماضي ليصبح أول فيلم ايراني يفوز بالجائزة، وقالت وكالة الطلبة الايرانية للانباء ان وزير الثقافة والارشاد الاسلامي محمد حسيني قال ان ايران ستقاطع اوسكار 2013 "إحتجاجا على انتاج فيلم يسيء الى النبي وبسبب فشل المنظمين في اتخاذ موقف رسمي (لادانة الفيلم)"، وحث حسيني الدول الاسلامية الاخرى على مقاطعة الاوسكار. بحسب رويترز.

وطالب مسؤولون ايرانيون الولايات المتحدة بالاعتذار للمسلمين قائلين ان الفيلم هو الاحدث في سلسلة اهانات غربية موجهة الى الاسلام. وأدانت واشنطن محتوى الفيلم في الوقت الذي دافعت فيه عن حرية التعبير، ونقلت وسائل الاعلام الايرانية عن الزعيم الاعلى اية الله على خامنئي يوم الاثنين قوله ان "الموقف الذي تبناه الساسة الغربيون من هذه الاهانات الكبيرة لا يختلف عن موقف العداء"، وقال حسيني ان الفيلم الكوميدي (مكعب من السكر A Cube of Sugar) للمخرج رضا مير كريمي كان وقع عليه الاختيار لتنافس به ايران في مسابقة الفيلم الاجنبي في مسابقة الاوسكار 2013.

فيلم انفصال

كما رحبت إيران بفخر بجائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي التي نالها فيلم "انفصال" للمخرج أصغر فرهادي الأحد في هوليوود والتي اعتبرتها وسائل الإعلام الرسمية تكريما "للثقافة والحضارة الايرانية الفريدة"، وعلى الرغم من بث حفل توزيع جوائز الأوسكار في ساعة متأخرة جدا بسبب الاختلاف في التوقيت بين الولايات المتحدة وإيران، إلا أن عدد كبير من الإيرانيين تابعوا هذا الحفل مباشرة بفضل هوائيات تسمح بالتقاط المحطات الفضائية الأجنبية، علما أن هذه الهوائيات تعتبر غير شرعية في إيران.

من جهتها، سارعت وسائل الإعلام الرئيسية إلى الإعلان عن هذه الجائزة التي تمنح للمرة الأولى إلى فيلم إيراني، وسرعان ما انهالت الرسائل الالكترونية المبتجهة على شبكات التواصل الاجتماعي والرسائل النصية القصيرة المماثلة على الهواتف المحمولة، وعلقت ساره البالغة من العمر 26 عاما على الفوز قائلة "أنا سعيدة لأننا فزنا. الفيلم رائع وقد جعلنا فخورين جدا بإيران". وأضافت "أود أن يحظى مخرجونا بمزيد من الحرية في التعبير عن أفكارهم"، وأشاد عدد كبير من مستخدمي الانترنت بالمخرج الذي أهدى جائزة الأوسكار إلى "الشعب" الإيراني الذي "يحترم كل الثقافات والحضارات ويبغض العدائية والحقد".

وألمح المخرج أصغر فرهادي في كلمته إلى الوضع السياسي في إيران التي فرض عليها جزء من المجتمع الدولي العزلة على خلفية برنامجها النووي المثير للجدل، والذي يغذي منذ سنوات عدة تهديدات وحرب كلامية بين طهران والغربيين، وقال المخرج "الإيرانيون سعداء (...) بذكر بلدهم إيران هنا بفضل ثقافته المجيدة.. ثقافته القديمة والغنية التي كانت مطمورة تحت غبار السياسة الكثيف"، وكتب جعفر البالغ من العمر 29 عاما على "فيسبوك" "ما أفرحني ليس جائزة الأوسكار بل ما قاله (فرهادي)". أما نيغار البالغة من العمر 29 عاما أيضا فقالت "حان الوقت لينظر العالم إلى إيران بطريقة مختلفة"، وقد شددت وسائل الإعلام الرسمية بدورها على النجاح الذي حققته إيران بفضل هذه الجائزة، فذكر التلفزيون الرسمي أن "فرهادي عبر في كلمته عن الطابع الفريد الذي تتميز به الثقافة والحضارة الإيرانيتان". بحسب فرانس برس.

وفيما عنونت وكالة الأنباء الرسمية "إيرنا" خبر الفوز كالآتي: "السينما الإيرانية تدخل التاريخ"، كتبت وكالة "إيسنا" أن "العلم الإيراني يرفرف في الولايات المتحدة"، وعبر علي رضا سجادبور مدير منظمة السينما في وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي، عن سعادته لأن "السياق السياسي لم يؤثر" في عملية الاقتراع. وهنأ المخرج وأكد أن نجاحه هو "نجاح للسينما الإيرانية"، يذكر أن فيلم "انفصال" كاد ألا يبصر النور لأن السلطات علقت تصويره لمدة عشرة أيام تقريبا في خريف العام 2010، مطالبة أصغر فرهادي بالاعتذار عن مداخلاته المؤيدة لمخرجين معتقلين أو مدرجين على اللائحة السوداء بسبب معاداتهم المفترضة للنظام الإسلامي، ولم تدعم السلطات الفيلم وتسانده إلا بعد النجاح الكبير الذي حققه في ايران حيث نال خمس جوائز في مهرجان "فجر" في طهران سنة 2011، وفي الخارج حيث نال جائزة الدب الذهبي في برلين وجائزة "غولدن غلوبز" عن فئة أفضل فيلم أجنبي.

ممثلة فرحاني

الى ذلك استمر الجدل في إيران حول ظهور الممثلة، غولشفتة فرحاني، عارية الصدر قبل أيام عبر صور في مجلة فرنسية ومن ثم في تسجيل فيديو، إذ تباينت الآراء حول خطوة الممثلة التي انتقلت إلى العالمية بعد سنوات أمضتها ضمن السينما الرسمية التي تطبق عليها معايير دينية متشددة لا تبيح حتى التلامس بالأيدي، وظهرت صور فرحاني في مجلة "مدام لوفيغارو" الفرنسية، وكانت الممثلة الفرنسية فيها قد غطت صدرها المكشوف بيديها، ومن ثم ظهرت صور أخرى حية في فيديو لأكاديمية فنية فرنسية بدت فيه الممثلة مكشوفة الصدر تماماً، وقامت بخلع ملابسها وهي تنظر مباشرة إلى الكاميرا، وقالت وكالة "فارس" الإيرانية شبه الرسمية للأنباء: "لم تجد الممثلة التي غادرت بلدها لتشارك في أفلام بهوليوود إلا النهاية غير الأخلاقية." وأضافت الوكالة أن فرحاني: "التي لعبت في السابق أدوار الأم الإيرانية الصادقة والمحبة باتت الآن تعرض شرفها وكرامتها أمام عدسات الكاميرات الغربية"، وكانت فرحاني قد تركت طهران بعد فترة قصيرة على مشاركتها في بطولة فيلم "بودي أوف لايز" مع النجم ليوناردو ديكابريو عام 2008، الذي جعل منها أول نجمة إيرانية تلعب دور البطولة في فيلم غربي، ولا يعرف ما إذا كانت ما تزال في باريس حالياً، إذ أن الوكالة التي تمثلها رفضت طلبات CNN للاتصال بها، بالمقابل، أقام الناقمون على فرحاني عشرات الصفحات لمهاجمتها على مواقع الانترنت، فجرى اتهامها بـ"خيانة الإسلام وإيران عبر كشف جسدها،" بينما أقيمت مواقع أخرى لدعمها والإشادة بشجاعتها ودفاعها عن حق التعبير. بحسب السي ان ان.

ومن بين التعليقات التي حملتها صفحات فيسبوك حول فرحاني برزت تصريحات مثل: "إنها شجاعة للغاية وأنا افتخر بها،" إلى جانب: "أخيراً قامت امرأة إيرانية تتمتع بالجرأة الكافية بإظهار أننا - كسائر النساء في لوس أنجلوس وطوكيو - لدينا الحق بالظهور كعارضات وفعل ما نشاء،" بينما رد مشترك ثالث بالقول: "أخجل بأن اعتبرك إيرانية، وقامت CNN بالاتصال بإيرانيين في داخل إيران لمعرفة موقفهم، وقد طلبوا عدم نشر كامل هوياتهم حفاظاً على سلامتهم، وفي هذا السياق، قالت ياسمينة، التي تبلغ من العمر 22 سنة، "لم يكن على فرحاني الظهور هكذا، إنه تصرف غير مسؤول"، وأضافت: "بماذا كانت تفكر؟ هل اعتقدت أن بوسعها الظهور هكذا في باريس ومن ثم العودة إلى طهران ووضع الغطاء مجددا وستكون كل الأمور على ما يرام؟ أفهم بأننا ممثلة وفنانة ولكنها أيضاً تحمل جواز السفر الإيراني"، أما داروش، الذي يدرّس اللغة الإنجليزية في مدينة شيراز، فقال إن الهدف من الصور ربما هو الترويج لفرحاني وأعمالها الجديدة،" وأضاف: "أنا أعرف من هي فرحاني لأنني إيراني، ولكن الجمهور في أمريكا وبريطانيا لا يعرفها، غير أنه بات يعرفها الآن بعد ما حدث.. إنها امرأة ذكية" على حد تعبيره.

جوائز غولدن غلوبز

على الصعيد نفسه حاز الفيلم الإيراني "إنفصال" من توقيع المخرج أصغر فرهادي جائزة أفضل فيلم بلغة أجنبية خلال الدورة التاسعة والستين من حفل توزيع جوائز "غولدن غلوبز" في بيفرلي هيلز، و"إنفصال" يروي معاناة ثنائي من خلال تلك الخاصة بالمجتمع الإيراني، والفيلم الذي رشحته إيران لنيل جائزة أوسكار عن أفضل فيلم أجنبي، كان قد نال جائزة الدب الذهبي في الدورة الواحدة والستين من مهرجان برلين الدولي للسينما في شباط/فبراير 2011، بالإضافة إلى دبين فضيين عن مجموع ممثليه وممثلاته. بحسب فرانس برس.

وقد ربح "إنفصال" جائزة غولدن غلوبز متفوقا على "ذي فلاورز أو وور" لزانغ ييمو (الصين) و"لو غامان أو فيلو" للأخوين داردين (بلجيكا) و"لا بييل كيه أبيتو" لبيدرو ألمودوفار (أسبانيا)، كذلك تجاوز "إين ذي لاند اوف بلود اند هوني" (الولايات المتحدة) الفيلم الذي يشكل بدايات أنجلينا جولي كمخرجة. وقد صور هذا الفيلم بالصربية والكرواتية.

بيرسيبوليس

لم تكن الكاتبة الإيرانية مرجان ساترابي لتحلم في يوم من الأيام أن يحصل فيلمها "بيرسيبوليس" على عدد من الجوائز، ليكون واحدا من أشهر أفلام الرسوم المتحركة التي عالجت قضية المرأة الإيرانية، ويرصد "بيرسيبوليس" حياة مؤلفته ساترابي التي نشأت في إيران خلال الثورة الإسلامية، فالطفلة الصغيرة التي غادرت إيران عام 1994، أصبحت الآن يافعة وقوية الإرادة، ونادراً ما تزور مسقط رأسها، وتقول مرجان: "لم أكن متمردة من قبل، والتمرد بالنسبة لي، هو أن تميز الخاطئ فتتمرد ضده.. أما عن نفسي فلا أؤمن بما يقوله الآخرين بسهوله، ولابد أن أقبل الكلام واقتنع به ذهنياً أولاً.. وحين أستمع إلى شيء يقوله أحد، أفكر فيه جيداً، وأُقيم جدواه بالنسبة لي.. وهذا ليس تمرداً بل استخدام للعقل." 

وفي البداية، لم تكن ساترابي تتوقع تحويل روايتها المصورة إلى فيلم رسوم متحركة، إذ تقول: "حقيقة كنت لا أريد تحويل القصة إلى فيلم، وحاولت تعطيل إنتاج الفيلم مراراً، بوضع عقبات وشروط معقدة مثل: أريد الفيلم أبيض وأسود، وبالرسم اليدوي، ويجب أن يكون أستوديو التسجيل في وسط باريس، وليس في ضواحيها، ، لكن فوجئت بالشخص المسؤول يخبرني عن قبولهم لجميع شروطي"، وحظيت رواية "بيرسيبوليس" بشعبية كبيرة فور صدورها، ورشحت لجائزة الأوسكار.         

وتقول مرجان: "توزيع جوائز الأوسكار أسوء تجربة، حيث تتعطل جميع مصالحك لمدة أسبوع كامل، وتتسلم "دي في دي"، يضم المحظورات، وما يجب قوله، وما لا يجب، وعدد الثواني التي يسمح لك التحدث خلالها، والامتناع عن تقديم الشكر لأي شخص من عائلتك؛ سوى الزوج أو الزوجة والأبناء، وتتابع "في صباح يوم توزيع الجوائز، تجد عددا من الأشخاص، وسيارة ليموزين فاخرة في انتظارك.. وعندما وصلت إلى مقر توزيع الجوائز، وجدت عددا كبيرا من المصورين أمامي، فظننت أنني مشهورة وحققت نجاحاً باهراً، لكن الحقيقة أن كل هؤلاء لم يكونوا من اجلي، وفوجئت بجون ترافولتا إلى جواري، لذا لم أحصل على صورة واحدة للأوسكار بسبب ترافولتا الذي دمر يومي"، ومضت تقول "كما أنني كنت أرتدي حذاء ذا كعب عال، وفستان غير مريحان، والطعام غير جيد.. ما أقصده في النهاية أنك إن فزت بإحدى جوائز الأوسكار، فربما ينسيك ذلك مشقة ما مررت به، لكن إن لم تفز فستتذكر المعاناة فقط."

واليوم، وبدلاً من الحديث والاهتمام بالسياسة، تركز ساترابي جهودها على الفن الذي سيقدم للعالم وجهة نظر مختلفة بشأن إيران، فبيرسيبوليس كانت مجرد البداية، وتقول مرجان: "تركت بلدي ثلاث مرات، في كل مرة أسمع أشياء لا تصدق حول إيران، وذلك بالطبع لأن الناس لا ترى إلا الصور والمعلومات على شاشات التلفزيون، فيعتقدون أن الدولة بهذه الصورة، وهذا غير صحيحة
، وتضيف بالقول: "الصدام بين الثقافات، الشرق والغرب، الجنوب والشمال، المسلمين والمسيحيين غير موجود كما يقدم.. فلديك ما بين 12 و20 في المائة من الحمقى في العالم تعرف بالمتعصبين، هنا في فرنسا، على سبيل المثال، إذا اتخذت موقفاً وسطياً، فسيكون هناك 16 في المائة تمثل جناح اليمين المتشدد، في المقابل هناك العديد من المتعصبين في إيران، بحيث تجد 16 في المائة من الحمقى في كل مكان، هذا ما هو عليه الأمر، وإذا ما كان هناك فصل في العالم، سيكون بين الناس الحمقى، وبقية العالم"، وتعمل ساترابي حاليا على فيلم جديد بعنوان "دجاج بالخوخ."

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 24/كانون الثاني/2013 - 12/ربيع الأول/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م