سكان العالم... أرقام تحت مجهر الخبراء

 

شبكة النبأ: تتواصل الدراسات والأبحاث التي يقوم بها العلماء في سبيل الوصول الى الأرقام المستقبلية التي قد يصل إليها سكان العالم في السنوات القادمة، وهذه الدراسات تهدف وبحسب بعض المتخصصين الى إيجاد الحلول والخطط القادمة وتلافي المشاكل والأزمات والعمل على معالجتها مؤكدين في الوقت ذاته على ان مايطرح اليوم بشأن هذه الأعداد قد يكون مجرد فرضيات واستنتاجات غير مؤكدة ، وثمة تكهنات بأن عدد سكان الأرض سيرتفع الى عشرة مليارات نسمة بحلول العام 2050. لكن هل يمكن أن يرتفع العدد أكثر من ذلك؟ ونشر صندوق الأمم المتحدة للسكان أخيرا تقريرا عن تقدم متوسطات الأعمار في العالم. وتقول الدكتورة آن باوليزكو، من صندوق الأمم المتحدة للسكان: "في الوقت الراهن، تمثل نسبة مَن يبلغون الستين أو يتجاوزونها 1 من كل 10، لكن بحلول 2050 ستبلغ النسبة 1 من بين كل 5 اشخاص".

وترى الأمم المتحدة أن هذه الإحصاءات قد تسعد البعض، لأن متوسطات الأعمار سيرتفع، لكنها في الوقت نفسه تثير بعض القلق لأن التغيير المتوقع يطرح تحديات اجتماعية واقتصادية. وتضيف باوليزكو: "يمكننا التأكد من هذه الأرقام الخاصة بعام 2050 لأن الأشخاص الذين سيبلغون الستين حينئذ ولدوا بالفعل. هذه ليست تكهنات."

لكن هناك وجهاً آخر للمعادلة، وهو معدل الوفيات. فمن الصعب التنبؤ بطريقة التغيير. وقد لاحظ خبراء الإحصاء قبل مدة بعيدة، ما سموه "تحولا ديموغرافيا" – وهو تغير يحدث عندما يصبح المجتمع أكثر ثراء. تقول باوليزكو: "التبدل الديموغرافي يتضمن تحولا في معدلات الوفيات والمواليد من مستويات مرتفعة إلى مستويات منخفضة. ويكون ذلك عادة نتيجة تطور اجتماعي واقتصادي."

وتضيف: "نتحدث عادة عن أربع مراحل. المرحلة الأولى بها معدلات مواليد ووفيات مرتفعة. تليها المرحلة الثانية التي تكون فيها معدلات المواليد مرتفعة فيما تتراجع معدلات الوفيات، ثم المرحلة الثالثة التي تتراجع فيها معدلات المواليد وفي الوقت نفسه تتراجع معدلات الوفيات نسبيا وتتسم هذه المرحلة بمعدل نمو بطيء. وفي المرحلة الرابعة تكون معدلات المواليد والوفيات منخفضة، وبالتبيعة تكون معدلات النمو السكاني منخفضة." وكلما زاد ثراء الدول، تراجعت معدلات الخصوبة. لكن ما الذي يحدث بعد ذلك؟ يعتقد الكثير من خبراء الإحصاء أن الدول المتقدمة ستظل في فترات نمو سكاني منخفضة. ومع ذلك تشير أدلة حديثة إلى أن ذلك ربما يكون خطأ.

ويقول جين فولكينغام، مدير مركز "ESRC" للتغير السكاني في جامعة ساوثامبتون: "من الناحية التاريخية، تتراجع معدلات الخصوبة في كل أنحاء أوروبا. لكن إذا نظرنا إلى الفترة الأحدث، خلال الأعوام العشرة الماضية، نرى زيادة في معدلات الخصوبة بالدول الأكثر تقدما." ويقول فرانسيسكو بيلاري، الاستاذ بجامعة أوكسفورد، إن هذه الزيادة في معدلات الخصوبة في الدول الأكثر تقدما ليست بسبب الهجرة فقط، مثلما يفترض البعض. وأشار إلى أسباب محلية أخرى. وأضاف: "الإحصاءات الأخيرة الخاصة بمعدلات الخصوبة تظهر أن المستقبل غامضا أكثر مما كان متصورا. وربما يحدث تغيرا كاملا في معدلات الخصوبة في العالم."

وربما لا يمثل ذلك مفاجئة لعلماء الأحياء المتخصصون في التطور، الذين يرون أن فكرة تراجع معدلات الإنجاب مع زيادة معدلات غريبة جدا. والمفارقة أنه خلال القرون القليلة الماضية، لم يكن بالمجتمعات النامية عائلات كثير لديها أطفال بما يتناسب مع قدراتها. وثمة سؤال: ما مدى التغيير الذي يمكن أن تحدثه الزيادة في معدلات الخصوبة في بعض الدول المتطورة في التوقعات بشأن عدد سكان الأرض؟

وتقول باوليزكو إنها لا تتوقع أن يكون التغيير كبيرا. وربما تكون على صواب. لكن من جديد لا يمكن لأحد أن يكون متأكدا. ولدى خبراء الإحصاء تاريخ طويل بعدم توقع تغييرات ديموغرافية مهمة. وفي يوم ما سنعرف ما إذا كانت التوقعات في شأن عدد السكان عام 2050 دقيقة أم لا، وما إذا كان "التحول الديمغرافي" سيدخل مرحلة خامسة غير متوقعة تشهد ارتفاع معدلات الخصوبة. لكن سيظل توقع عدد السكان غير مؤكد بدرجة كبيرة. بحسب بي بي سي.

وفي عام 2004، حاولت إدارة الاقتصاد والشؤون الاجتماعية التابعة للأمم المتحدة توقع عدد سكان الأرض في 2300. وقالت الإدارة إن عدد السكان سيصل إلى نحو تسع مليارات بحلول 2050 ثم يبقى عند المعدل نفسه خلال المدة الباقية. لكن كان ذلك متوسط توقعاتها، فيما بلغ الحد الأعلى لتوقعاتها 36.4 مليار مقابل 2.3 مليار كحد أدنى. وبصيغة أخرى، فإنه عندما تتجاوز الأجيال الحالية، فكل شيء ممكن.

91 مليون

في السياق ذاته أعلن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء عن وصول إجمالي عدد سكان مصر بالداخل والخارج إلى 91 مليون نسمة، وأوضح الجهاز -فى بيان عن عدد سكان مصر- أن نسبة سكان مصر بالداخل تتوزع بين 50.7 في المئة للذكور، و49.3 في المئة للإناث. وبلغ عدد المصريين بالخارج، طبقا لتقديرات وزارة الخارجية، إلى 8 ملايين مصري. وأضاف أن محافظة القاهرة هى الأعلى نسبة من حيث عدد السكان، إذ يبلغ العدد فيها نحو 9.8 في المئة، حيث يقطنها 8.9 مليون نسمة، يليها محافظة الجيزة، بنسبة 8.6 في المئة، ثم محافظة الشرقية، بما نسبته 7.4 في المئة.

وأضاف الجهاز أن أقل نسبة فى عدد السكان في المحافظات سجلتها محافظة جنوب سيناء، حيث بلغت النسبة فيها نحو0.2 في المئة، تليها محافظة الوادى الجديد، بنسبة 0.3 في المئة، ثم محافظة البحر الأحمر بنسبة 0.4 فى المئة. وأشار الجهاز إلى أن سكان مصر يتركزون فى مساحة 7.7 في المئة فقط من إجمالى مساحة الجمهورية، خاصة بالوادى والدلتا، موضحا أن الكثافة السكانية للجمهورية تبلغ 1066 نسمة/كم المربع للمساحة المأهولة. ولفت الجهاز إلى أن أعلى كثافة سكانية كانت فى محافظة القاهرة، التى بلغت 46349 نسمة/كم المربع، تليها محافظة الجيزة بعدد 5902 نسمة/كم المربع، منوها إلى أن أقل نسبة كثافة سكانية كانت في محافظة جنوب سيناء بعدد 9.5 نسمة/كم المربع، يليها محافظة السويس بعدد 64.5 نسمة/كم المربع.

معدل الولادات

في السياق ذاته تراجع معدل الإنجاب لدى النساء الالمانيات في العام 2011 الى 1,36 طفل لكل امرأة في مقابل 1,39 في العام 2010 بعيدا عن عتبة 2,1 الضرورية لضمان تجدد الاجيال على ما اعلن المعهد الالماني للاحصاءات (ديستاتيس). وسجلت المانيا البلد العضو في الاتحاد الاوروبي الذي يعد اكبر عدد من السكان، معدل انجاب تحت 1,4 طفل لكل امرأة في السنوات العشرين الاخيرة. وقد بلغ عدد سكان المانيا ذروته العام 2002 مع 82,5 مليون نسمة قبل ان يتراجع الى 81,8 مليون نسمة بعد عشر سنوات بسبب عدد الولادات القليل الذي لم تعوضه الهجرة. بحسب فرنس برس.

ويتوقع ان يتسارع تراجع عدد السكان في المستقبل مع انخفاض متوقع لليد العاملة الناشطة مما يقلق السلطات. وتراجع عدد الولادات 15 الفا في العام 2011 مقارنة مع السنة السابقة في المانيا ليصل الى 663 الف ولادة. وفي الوقت عينه سجلت 852 الف وفاة. وتوقع معهد ديستاتيس ان يستمر عدد سكان المانيا بالتراجع بحلول العام 2060 ليصل الى 65 او 70 مليون نسمة. وحاولت الحكومة ان تضع سياسة مشجعة على الانجاب منذ حوالى عشر سنوات مع توفير عدد اكبر من الاماكن في دور الحضانة الذي لا يزال عددها منخفضا جدا وزيادة المخصصات العائلية الا ان ذلك لم ينجح حتى الان.

على صعيد متصل كشفت دراسة إحصائية أن أعداد المواليد في مختلف الولايات المتحدة الأمريكية، هبط بنسب وصلت إلى 14 في المائة، منذ الأزمة المالية العالمية التي ضربت العالم أواخر العام 2007. وبينت الدراسة أن هذه الأزمة المالية مست مختلف نواحي الحياة للمواطن الأمريكي ليبلغ هذا التأثير ذروته في العام 2011 بعد أن سجلت أعداد المواليد أقل نسبة تم تسجيلها في تاريخ الولايات المتحدة حيث وصلت نسبة المواليد 63.2 مولود لكل 1000 فتاة يتراوح عمرها بين 15 و44 عاما.

وأشارت الدراسة التي قدمها مركز بيو للأبحاث والإحصاءات، إلى أن النساء اللواتي ولدن بالولايات المتحدة الأمريكية هبطت نسبة إنجابهن خلال العام بمعدل 6 في المائة، بين عام 2007 -بدايات الأزمة المالية- وعام 2010. وعلى صعيد النساء اللواتي ولدن خارج الولايات المتحدة الأمريكية ويقم حاليا فيها، فإن معدلات الولادة هبطت لديهن بنسبة 14 في المائة، وهو أقل رقم يسجل خلالا 17 عاما قبل العام 2007 وبدايات الركود الاقتصادي. بحسب CNN.

وألقت الدراسة إلى أن الانخفاض الأكبر بنسبة المواليد كان بين النساء ذوات الأصول المكسيكية والتي تعتبر الجالية الأكبر بين المهاجرين الأمريكيين، حيث بلغت نسبة هذا التراجع 23 في المائة. وبينت الدراسة وجود عدد من الأسباب الأخرى التي لعبت دورا رئيسيا في هبوط أعداد المواليد في الولايات المتحدة الأمريكية، جاء في مقدمتها، الأعداد المتزايدة للأشخاص الذين يفضلون الزواج بسن متأخر، بالإضافة إلى هبوط كبير بأعداد المراهقين بنسبة تصل إلى 48 في المائة عن معدلها الذي بلغ ذروته في العام 1991.

سكان اليابان

من جهة أخرى تراجع عدد سكان اليابان اكثر من 200 الف نسمة في العام 2012 على ما ذكرت وزارة الصحة، مما يعزز القلق حول مستقبل الضمان الاجتماعي في البلاد. وقد بلغت الولادات 1,033 مليون ولادة العام الماضي في مقابل 1,245 مليون وفاة اي تتراجع صاف قدره 212 الف شخص على ما اوضحت الوزارة. والهجرة محدودة الى اليابان ولا تعدل كثيرا في البيانات الطبيعية. وقدرت الوزارة عدد سكان اليابان ب125,950 مليون نسمة في الاول من تشرين الاول/اكتوبر 2012. بحسب رويترز.

والتراجع هذه السنة اكبر من تراجع العام 2011 عندما تجاوز الانخفاض الصافي للمرة الاولى عتبة المئتي الف مع الزلزال والتسونامي الذين اسفرا في 11 اذار/مارس 20111 عن نحو 19 الف قتيل في شمال شرق الارخبيل. وبقيت نسبة الخصوبة متدنية مع 1,39 طفل بشكل وسطي لكل امرأة في سن الانجاب اي انه مستوى ادنى بكثير من عتبة تجدد الاجيال (2,1 طفل). ويبلغ اكثر من 20 % من اليابانيين الخامسة والستين وما فوق الامر الذي يجعل من اليابانيين احد اكثر الشعوب تقدما في السن في العالم مما يثير القلق من قدرة الاجيال الشابة على تحمل ثقل السكان المسنين المتزايد.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 16/كانون الثاني/2013 - 4/ربيع الأول/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م