التطبيقات الذكية... ابتكارات تسابق الزمن

كمال عبيد

 

شبكة النبأ: بات اليوم من الصعب التكهن بما يمكن أن يحققه مجال التطور التقني المتسارع من تطوير منظومات الحياة الانسانية بطريقة عصرية، لذا فالعالم اليوم ينتظر بشغف كبير آخر انجازات العقول البشرية ومساهمته في اختراع الآلات والتقنيات التي تسهل الحياة العصرية من جهة لتزيد من تكلفتها من جهة أخرى فلم يعد إنسان اليوم قادرا على اكمال حياته من غير الكومبيوتر والهاتف النقال مثلا، حيث صارت الخدمات التكنولوجية من خلال ما تقدمه التطبيقات العملية من الضروريات في عالم اليوم مثل حالة الطقس والبريد الالكتروني وخدمة الخرائط أو بعض شبكات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر. كثير من هذه التطبيقات قديم، لكن بعضها ظهرت في الاونة القليلة الماضية، مثل خدمة هاتفية تترجم المكالمات، واخرى تدعو غرباء إلى الطعام، كما توجد خدمة تسمح بتحديد هوية أرقام الهواتف المجهولة وغير المسجلة وغيرها الكثير من التطبيقات الخدمية المذهلة، فمع ازدياد اعتماد الأفراد على التكنولوجيا فمن المتوقع أن تشهد السنوات القليلة المقبلة، حرباً شرسة بينهم في أسواق الهواتف الذكية، وتطبيقات الهاتف الجوال وشبكات التواصل الاجتماعي، إذ أدى امتلاك كل شركة من العمالقة الكبار رؤية مستقلة لمستقبل الوسائط الإعلامية والأجهزة الإلكترونية إلى حدوث تعارض بينهم أدى إلى قيام ما يشبه الحروب الباردة حيث يوجد صراع خفي بينهم حول كيفية جذب المستهلكين، من خلال لعبة الأرباح، التي تحتاج إلى مزيد من المستخدمين لأنظمتها لزيادة أرباحها، ما يجعلها في غنى عن السيطرة على السوق، مما يعاني أن هناك طفرة تكنولوجيا حققها عالم التطبيقات، لتفتح أبوابا واتجاهات في المجال الاقتصادي والتكنولوجي أكثر ازدهارا، وفي ظل هذه التطور المدهش والمتسارع في هذا المجال يطرح السؤال نفسه كيف سوف ستكون التطبيقات في للمرحلة المقبلة، وهذا يثير الفضول لدى بعض المستخدمين للمعرفة ماذا سوف يحدث في المستقبل القريب.

خدمة هاتفية تترجم المكالمات

فقد أعلن مشغل الاتصالات الاول في مجال الهواتف الخلوية في اليابان عن إطلاق خدمة هاتفية للترجمة الفورية الصوتية تسمح بالتحدث مع شخص لا نتكلم لغته، وتعتزم مجموعة "إن تي تي دوكومو" تسويق هذا التطبيق المجاني الخاص بالهواتف الذكية والاجهزة اللوحية المزودة بنظام تشغيل "أندرويد" من "غوغل"، ابتداء من الاول من تشرين الثاني/نوفمبر، وبفضل هذا التطبيق، سيتسنى للياباني التكلم باليابانية مع صيني أو كوري خلال مكالمة هاتفية تترجم فورا إلى الانكليزية. وتنقل جوابات المتحدث الثاني بدورها إلى اليابانية، واكدت إحدى الناطقات باسم المشغل أن المهل الزمنية الفاصلة بين الخطاب الاصلي والترجمة المعلوماتية لن تتخطى الثانية، موضحة أن الخدمة لا تقدم حتى الآن ترجمة مثالية. بحسب فرانس برس.

وهي أضافت ان هذه الخدمة ستسمح أيضا لصاحب هاتف ذكي أو جهاز لوحي بالاتصال بمستخدم خط ثابت، مع ترجمة مكالمتهما بالاتجاهين، ومن شأن هذا التطبيق ايضا ان يترجم خطيا معنى المكالمة، وأشارت مجموعة "إن تي تي دوكومو" إلى أن خدمة الترجمة الصوتية ستتوافر قريبا باليابانية والفرنسية والالمانية والاسبانية والاندونيسية والايطالية والبرتغالية والتايلندية.

من الهواتف المحمولة إلى الانترنت

على الصعيد نفسه أعلنت شركة "اينستاغرام" التابعة ل"فيسبوك" أن تطبيق "اينستاغرام" الشعبي الذي يسمح للمستخدم بالتقاط صور وتعديلها بواسطة هاتفه المحمول والذي كان استخدامه محصورا حتى الآن بالهواتف الذكية سيصبح متوافرا على الانترنت، وكتبت الشركة على مدونتها الالكترونية "في الأيام المقبلة، سننشر على الانترنت صفحات +اينستاغرام+ الخاصة بالمستخدمين وستتمكنون من متابعة أخبار المستخدمين والتعليق على صورهم وتغيير صفحتكم الشخصية بسهولة من خلال الانترنت مباشرة"، ومن شأن هذه الخطوة التي تمناها الكثير من المعجبين بالتطبيق وتخوف منها آخرون لأنها قد تقضي على سرية التطبيق النسبية، أن تقرب "اينستاغرام" من "فيسبوك". بحسب فرانس برس.

أصبحت "اينستاغرام" فرعا من فروع "فيسبوك" في أيلول/سبتمبر عندما اشترى مارك زاكربرغ هذا التطبيق الخاص بالهواتف المحمولة في مقابل مليار دولار، وقد لجأ الأميركيون إلى التطبيق الأسبوع الماضي كي يظهروا للعالم أو لأصدقائهم كيف يتعاملون مع الاعصار ساندي، فقاموا بنشر أكثر من مليون صورة في غضون ساعات قليلة.          

للتعارف ودعوة غرباء إلى الطعام

على صعيد آخر كشف تقرير صدر مؤخرا عن تطبيق جديد للهواتف الذكية، يستخدم كوسيلة للتعارف بين المستخدمين لتناول الطعام سويا، سواء إن كان على المستوى الفردي أو على مستوى الجماعات، وجاء في التقرير الذي نشر على مجلة تايم الأمريكية، أن التطبيق الجديد يتيح الفرصة لكل من مستخدم بكتابة الطبق الذي سيقوم بتناوله والموعد المحدد للوجبة بالإضافة إلى مكانها سواء كانت في أحد المطاعم أو تم طهيها منزليا، وبين التقرير أن التطبيق الذي أطلق عليه اسم "سوبركينغ" يتيح لمستخدميه فرصة اختيار العرض الذي يروه مناسبا ومن ثم الإشارة عليه الأمر الذي سيرسل إشعارا لمقدم الوجبة بأن الشخص الفلاني سيحضر للعشاء، وبين التقرير أن هذا التطبيق يلاقي إقبالا جيدا وخصوصا في الولايات المتحدة الأمريكية، فعلى سبيل المثال عرضت ميليسيا شيدرر أحد المستخدمات لهذا التطبيق وجبة عشاء قدمت فيها طبقا باسم "سترانجر مييت،" في منزلها بتاريخ 16 من ديسمبر/ كانون الثاني، حددتها بأنها دعوة عامة، في الوقت الذي يُمكنها التطبيق من تحديد طبيعة المدعوين وعددهم. بحسب الـ CNN.

ونوه التقرير إلى أم هذا التطبيق الجديد بإمكانه فتح الباب أمام عدد من المطاعن لإعلان وجبتها الرئيسية، الأمر الذي يوفر على المستهلك عناء الذهاب إلى المطعم واكتشاف الأطباق المقدمة فيه.

إرسال الروائح والعطور للطرف الآخر

كما كشف تقرير صدر مؤخرا من أن شركة يابانية قامت بتطوير تطبيق جديد يستخدم على هواتف "أي فون" المصنعة من قبل شركة أبل، تمكن المستخدم من إرسال روائح وعطور يمكن للطرف الآخر أن يشمها أثناء إجراء الدردشة أو الحوار باستخدام هذا النوع من الهواتف، وجاء في التقرير الذي نشر على مجلة تايم الأمريكية، أن الشركة اليابانية التي تدعي "شاكو بيرفيوم" طورت هذا التطبيق الذي يعمل من خلال جهاز صغير الحجم يتم شراءه من قبل المستخدم وتركيبه على مداخل الشحن الكهربائي بهاتف أي فون، وبين التقرير أن عملية إرسال الروائح متزامنة مع الحوارات المتبادلة بين الطرفين تتم من خلال تحميل تطبيق على الهاتف ومن ثم استخدام هذا التطبيق من خلال إرسال "مرفق" بالرائحة المطلوبة من القائمة التي تقدمها الشركة.

وأشار التقرير الى أنه وفي كل مرة يرغب فيها المستخدم إرسال أحد الروائح أو العطور الفاخرة ليتمكن الطرف الآخر من شمها سيضطر إلى تحميل "مرفق" جديد من موقع الشركة حيث يكلف تحميل كل "مرفق" 62.25 دولارا. بحسب الـ CNN.

وألقت الشركة الضوء على إمكانها تحميل روائح متنوعة ومختلفة المصادر، مثل أن يتم تحميل رائحة "العرق" لأحد مشاهير الكرة أو الغناء، والتي يمكن تداولها بين مستخدمي هذا التطبيق خلال حضور عرض أو مباراة لهذا النجم، الأمر الذي سيضفي المزيد من الواقعة على هذه التجربة، وبين التقرير أن هذه الفكرة ليست بالجديدة، حيث سبقها فكرة أذاعتها عملاق الشركات الإلكترونية، شركة، سامسونغ بأن باحثيها يعملون حاليا على تطوير آلية لإطلاق الروائح والعطور في التلفزيونات التي تصنعها الشركة تحت مسمى "الآلية الأولية للنظر والشم."

الحد من ظاهرة عدم الانتباه أثناء القيادة

الى ذلك أصدرت عدد من شركات المتخصصة بتصميم التطبيقات والتكنولوجيا، تطبيقات جديدة تهدف للحد من ظاهرة عدم الانتباه وفقدان التركيز عند سائقي المركبات وانشغالهم بقراءة الرسائل النصية أو الإجابة على المكالمات الواردة، وخصوصا بين فئات المراهقين، وفي الولايات المتحدة الأمريكية، أشارت تقارير رسمية إلى أن المراهقين الذين تقل أعمارهم عن العشرين عاما هم الأكثر عرضة للتشتت وعدم الانتباه أثناء قيادتهم للسيارات، الأمر الذي دفع العديد من الشركات إلى البحث عن وسائل وتطبيقات تكنولوجية للحد من هذه الظاهرة في المجتمع الأمريكي، وتوفير وسيلة تمكن الآباء من التأكد من سلامة أبناءهم على الطرقات.

أحد هذه التطبيقات التي تم التوصل اليها هو تطبيق "درايف سايفلي" الذي يتيح لمستخدميه إمكانية سماع الرسائل النصية الواردة من خلال قراءتها صوتيا وإتاحة الفرصة للمستخدم بالرد على هذه الرسالة برسالة أخرى يتم إملائها شفويا ليقوم التطبيق الجديد بكتابتها وإرسالها للطرف الآخر، وتدعم معظم الأجهزة الذكية هذا النوع من التطبيقات مثل أجهزة أبل وبلاك بيري و ويندوز وأندرويد، حيث تبلغ قيمة الاشتراك بهذا التطبيق 99.9 دولارا في الشهر ويمكن استخدامه من قبل أربعة أفراد في الأسرة. بحسب الـ CNN.

وضمن التطبيقات التكنولوجية التي تهدف لبث الطمأنينة في قلوب الآباء، قدمت إحدى الشركات تطبيقا جديدا يدعى "ذا تيين أغري" يستخدم تقنية تحديد المواقع عبر الأقمار الصناعية "جي بي اس" تسمح للآباء بمعرفة موقع أبنائهم والطرق التي يسلكونها بالإضافة إلى السرعة التي يسيرون بها، حيث تدعم أجهزة مثل أبل وأندرويد مثل هذه التطبيقات فقط، ولزيادة الحرص على عدم تشتيت إنتباه السائق، اعتمدت إحدى الشركات على تقنية تسمى "ذا كي تو سايف درايفينغ" حيث يتم حظر استقبال المكالمات والرسائل خلال تواجد الفرد في السيارة من خلال جهاز يتم تثبيته داخل المركبة، مع اتاحة الفرصة للسائق بتحويل المكالمات الى البريد الصوتي، وتفعيل خدمة الرد الآلي على الرسائل المستقبلة.

النقود مقابل الصور

على صعيد مختلف كشف تقرير صدر مؤخرا عن تطبيق جديد خاص بهواتف "آي فون" يسمح ببيع الصور التي يقوم المستخدمون بتحميلها عليه مباشرة، كما يوفر نصف قيمة الصورة المباعة للشخص الذي قام بتحميلها، ويقوم التطبيق الجديد على عرض الصور المحمّلة للبيع بقيمة عشرة دولارات لكل صورة، حيث يأخذ صاحب الصورة نصف القيمة مباشرة بعد تنفيذ عملية البيع، ويتم تحميل التطبيق الجديد بشكل مجاني على هواتف "آي فون" حيث يعمل التطبيق كمخزن للصور ليتم شراؤها من قبل الشركات والأفراد، مع إمكانية بيع الصورة أكثر من مرة واحدة، وفي كل مرة يتم بيع الصورة يحصل صاحبها على مبلغ خمسة دولارات.

وأكدت الشركة السويدية المالكة لهذا التطبيق أنها تمكنت من بيع صور بقيمة مئات الآلاف من الدولارات، والتي كان للأفراد ممن حملوا تلك الصور نصيب منها، والتأكيد على أنه لا يوجد حد معين من الأموال التي يمكن جنيها مع تكرار عمليات بيع الصور، ويعمل التطبيق الحالي في السويد فقط حيث من المتوقع أن يتم توسيع عمل الشركة في الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة ومنها إلى باقي الدول الأوروبية والعالم. بحسب الـ CNN.

وتؤكد الشركة على أن هناك لديها من يتولى مهمة التمعن بالصور وفحصها للتأكد من أنها مناسبة ولم يتم التلاعب بها من قبل الأفراد مستعينين ببعض البرامج التي تساعد على تغيير تفاصيل الصور لتبدوا وكأنها قديمة أو إدخال أشخاص إليها وما إلى غير ذلك من أساليب التلاعب.

تحديد هوية أرقام الهواتف المجهولة وغير المسجلة

من جانبه ابتكر شاب مغربي يعمل مهندس دولة تطبيقا معلوماتيا يمكن المستخدم من معرفة هوية أصحاب الأرقام الهاتفية الثابتة المجهولة وغير المسجلة في قائمة الهاتف المحمول، ووضعه للتحميل مجانا على الانترنت، وقال صاحب الابتكار، مروان لمحرزي علوي (26 سنة)، في تصريح لفرانس برس "التطبيق يحمل اسم سيبلا وقد أطلقته يوم 15 آب/اغسطس الماضي، وتطلب انجازه 20 يوما"، ويمكن التطبيق الذي طوره مروان المستخدم من معرفة بيانات المتصل المجهول أو الأرقام غير المسجلة، انطلاقا من الاسم والعنوان، ويقوم تلقائيا بحفظ المعلومات التي حددها على ذاكرة الهاتف، واضاف "بعد عملية جراحية، أمضيت فترة نقاهة ما زالت مستمرة الى اليوم ولم أجد الكثير لأفعله فطورت التطبيق الذي وضعته على الانترنت ليتمكن المستخدمون من تحميله مجانا". بحسب فرانس برس.

ويعمل التطبيق الجديد خصوصا مع الجيل الجديد من هواتف "اندرويد"، ويمكن صاحبه من الولوج الى قاعدة بيانات شركة اتصالات المغرب، وأخذ المعلومات اللازمة لتحديد هوية المتصل واسمه وعنوانه، وافاد مروان انه "قد يعدل عن تطوير التطبيق ليشمل هواتف أخرى مثل "آيفون" و"بلاكبيري"، أو تطوير المزيد من التطبيقات"، وقال ان السبب يعود الى تحذيرات تلقاها من شركة اتصالات المغرب، التي "تريد متابعته قضائيا اذا لم يحذف التطبيق من على الانترنت"، على حد قوله، واحتل التطبيق المعلوماتي الذي ابتكره مروان المرتبة الخامسة الأسبوع الماضي في تصنيف شركة "غوغل" المتعلق بأحسن التطبيقات المجانية الخاصة بالهواتف النقالة، وأكد مروان انه ليس لديه اي هدف ربحي من هذا الإبتكار الذي وضعه على الانترنت لتحميله مجانا على الهواتف النقالة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 14/كانون الثاني/2013 - 2/ربيع الأول/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م