الحديث عن الاعلام ومدى تاثيره بالمجتمع بات واضحا والتاثير قد يكون
سلبي وقد يكون ايجابي ولكن هنالك اعلام يؤثر ويتاثر بالحكومات وطالما
اننا في زمن الانفتاح الاعلامي تحت غطاء الحرية والتعبير فان هنالك
الكثير ممن يتمكن من امتلاك وسيلة اعلامية وافضلها القناة الفضائية،
مما لاشك فيه ان القمر نايل سات ليست ادارته بايدي عربية خالصة مستقيمة
الاتجاه حسنة النوايا بل انها تابعة وفق شروط البائع للقمر نايل سات
لهم.
من بين اسوء القنوات التي تبث قباحتها من على نايل سات هي تلك التي
تظهر الملثمين وبينهم ضحيتهم معصب العينين ذليل يبكي لايعلم متى يقومون
بقطع راسه هذه الفضائيات التي تعتبرها ادارة النايل سات انها ضمن
الشروط المطلوبة تعتبر ادانة حقيقية للمستوى المتدني من العمالة بل
وهذا يوحي ان مثل هكذا قنوات هي افضل من القنوات التي تحاججهم بالمنطق
وهي افضل من القنوات التي تعرض الحقائق كما هي من موقع الاحداث وقد
حجبت البعض منها من غير وجهة حق منها السورية والعالم والكوثر بل حتى
يعتبرون قنوات الارهاب افضل من القنوات التي لا التزام ديني لها منها
روتانا وما على شاكلتها، والا عندما تعرض برامج تظهر الملثمين وهم
يلقون بياناتهم او يعرضون رهائنهم ماهي الثقافة المرجوة منها؟
اما القنوات التي تقذف الشتائم والاكاذيب على كل من يخالفها دينيا
او سياسيا فانها ترى فيها المنهج السليم لما تتطلبه الاجندة العاملة
بامرتها بل هي الدليل الصارخ على همجية اغلب سلاطين العرب، ومهما تكن
الفضائية فهي في حسابات الربح والخسارة المادية هي خاسرة ولكنها عندما
تهدم ثقافة مشاهد فهذا يعد مكسب حقيقي وربح ثمين وعليها تبذل المال
مهما كان حجمه ولكل وسيلة اعلامية كفيل والكفيل هو من يتكفل بمصاريفها
فالذي يملك الملايين ماذا يجني من افتتاح فضائية تبث الارهاب؟
لربما يعتقد البعض او يسال ان هنالك قنوات لاتتفق مع منهجية ادارة
نايل سات التي اشرنا اليها ولا زالت تعمل من غير منع واقول لهم ان هذا
نابع اولا من عدم تاثير هذه القنوات او انها تؤثر ضمن الحيز الذي
تخاطبه فقط ولا ترتقي به نحو المعلومة المؤثرة وهي في نفس الوقت
تعتبرها ادارة نايل سات انها دليل ديمقراطيتها ولاتمنع حرية التعبير.
اما القنوات التي تتلاعب بالحدث من خلال التمويه والكذب ومونتاج
الافلام بشكل يطمر الحقيقة ويظهر الكذب فانها باتت متفننة في هذه
الصنعة بل واصبحت معروفة الاتجاه وحقيقة اذا ما تعسر علي معرفة الحق من
الباطل بين طرفين مختلفين فانني اعتمد الجزيرة والشرقية وبغداد لمعرفة
الحق من الباطل فالذي تطبل هذه القنوات له اعرف انه باطل والعكس بالعكس
حتى ولو كنت اجهل اساسيات الخلاف.
|