موتى وجرحى وعوق بنسب كبيرة.. حصيلة عالية من الذين تنقَّض عليهم
الحوادث المرورية اليومية في العراق فلا يكاد يمر يوماً دون أن تصادفنا
أكثر من حادثة متسببةً بالخسائر البشرية والمادية الكبيرة، ناهيك على
أن الكثير من المصابين يشغلون نسبة كبيرة من أسرّة المستشفيات في حين
أن المرضى هم من يجب أـن يشغلوها حسب حاجتهم ويضيف، من أصابهم العجز،
أرقاماً أخرى الى أرقامنا الكبيرة في مجال العاطلين والعاجزين عن
العمل.
كثيرة هي الإجراءات المرورية التي يجب إتخاذها للتقليل من تأثير
الحوادث المرورية على أبناء شعبنا، أهمها أن يتم تأسيس مركز متخصص في
بحوث المواصلات كأحد المركز البحثية في وزارة النقل أو زارة الأعمار
والإسكان أو أي وزارة أخرى.. يتم تطوير المركز وتجهيزه بأحدث معدات
الدراسة والتقنيات الإحصائية يرأسه مختص في المجال ليتدارس بصورة
مستمرة سبل التقليل من الحوادث المرورية التي بدأت تأخذ طابعاً تدميرياً
ومؤلماً في آن واحد.
فمراكز بحوث المواصلات في العالم، على غرار مركز بحوث المواصلات في
جامعة ميشغان الأمريكية، تقدم بيانات مستمرة عن واقع تلك الحوادث
واسبابها ونتائجها ويقدم توصيات مهمة على طريق سلامة الجميع.. فمن أهم
اسباب حوادثنا أننا غير قادرين حتى يومنا هذا في إحداث نقلة نوعية في
تكنولوجيا صناعة الطرق بمواصفات السلامة العامة.. وأقول هنا صناعة
الطرق لكونها صناعية إنتاجية تنتج طرقاً قياسية تتوفر فيها كافة
مستلزمات نجاح القيادة وتجنب الأخرين الحوادث كما يحصل معنا اليوم
عندما عملت في الطرق فتحات قرب الإستدارات لعبور الدرجات الهوائية وهذا
ما زاد من خطر الحوادث فأغلب أصحاب الدرجات، التي دخلت أخيراً، من
المراهقين وممن يحاولوا الوصول الى تلك الفتحات بأقصر الطرق واسرعها
مما يتسبب في إصطدامات قاتلة لهم وعلى الرغم من الدراجة البخارية يجب
ان تعامل معاملة السيارات وتأخذ نفس سيرها كي لا تتعارض معه.
ثم اننا لغاية اليوم لا نمتلك إضاءة كافية للكثير من شوارعنا المهمة
وبالأخص تلك التي تحتوي مطبات اجبارية أو كتل كونكريتية غير واضحة
المعالم بعدما أصبح لونها كلون الشارع، كذلك بدايات الجزرات الوسطية
الخطرة التي تفصل بين شارعين أو ان هناك بدايات لجزرات وسطية لا توجد
علامات دالة عليها مما يتسبب ذلك في الكثير من الحوادث المرورية مع
تدمير بداية تلك الجزرات.. فنظام العلامات المرورية الدالة والإرشادية
التي يمكن الاستدلال عليها بأبسط ضوء، الفسفورية، وعلامات تحديد أرصفة
الطرق غير المصبوغة بالألوان المتعارف عليها دولياً أصبح اليوم لا
يتطابق والمعايير الدولية للسلامة.. ومن تلك الأمثلة ما حصل على جسر
البنوك الجديد فالقادم من البنوك عابراً الى حي القاهرة إذا ما أراد
الانحراف للنزول الى شارع القناة تواجهه حافة الطريق النازل ليرى انها
محطمة، ونسأل الله أن لا تكون أحدى العجلات قد قفزة منها من فوق الجسر.
علينا إعادة النظر بكل الإشارات المرورية الدالة وأن لا نترك مجالاً
في شوارعنا المظلمة أن تنهش بأجساد ابناء شعبنا.
zzubaidi@gmail.com |