ظاهرة الفقر وسبل المكافحة

 

شبكة النبأ: لايزال الفقر يشكل خطرا على الشعوب المتخلفة، وفي المقابل لاتزال الاجراءات العملية التي تحاول مكافحة الفقر، عاجزة عن ايجاد الحل الملائم للقضاء على شبح الفقر وحقيقته التي تطيح بملايين من البشر يعانون الجوع المزمن، وتعتبر ظاهرة الفقر، ظاهرة جد مهمة في تحديد الملامح العامة لأي اقتصاد من اقتصاديات الدول،فهي ظاهرة لا تخلو أي دولة منها سواء كانت متقدمة أو متخلفة، وهي قضية مألوفة ومتناولة من حيث أنها ظاهرة اقتصادية، واجتماعية، لجميع الشعوب والحضارات، والمجتمعات، وفي جميع العصور. إضافة إلى أن كل الأديان تطرقت إليها، وخاصة الدين الإسلامي من حيث ذكر واجب الأغنياء تجاه الفقراء، ووضع الحلول اللازمة له إلا أن الاختلاف يكمن في درجة التفاوت من حيث النسبة الموجودة، إذ هناك فجوة كبيرة بين أعداد الفقراء في الدول المتقدمة ( الغنية) عنه في الدول المتخلفة (الفقيرة)، ولذلك يعتبر الفقر سمة أساسية، وظاهرة لا يمكن إغفالها في الدول المتخلفة.

ولعل المشكلة التي تسبب بالفقر واضحة ومعروفة للجميع، لكن معالجتها لم تتم بالطرق الصحيحة، والسبب هو عدم اتخاذ الخطوات الصحيحة للمعالجة لاسباب عملية حول الادارة الناجحة للموارد والثروات، لذلك يرى أحد الكتاب أن فقر الدول المتخلفة لا يعتبر دليلا على عدم وجود العوامل والقوى الكامنة المؤدية إلى التقدم، وإنما هو الافتقار إلى الطرق والوسائل التي بواسطتها يمكن لهذه العوامل وتلك القوى أن تصبح قادرة على خلق نمو منشود.

وهكذا تتضاعف مخاطر الفقر حتى في الدول التي تمتلك ثروات كبيرة، فيبقى الشعب محروما جائعا يعاني من آفة الفقر على الرغم من ثرائه كما هو الحال مع العراق الذي يملك احتياطيا نفطيا كبيرا على الصعيد العالمي، وتشير الدراسات والوقائع ان هناك تغييرا في التعامل مع الفقر عالميا، إذ تغيرت النظرة لهذه الظاهرة وطرق التعامل معها حديثا عن الفترات السابقة،  وخلال النصف الثاني من القرن العشرين، كثر الحديث عن هذه الظاهرة في أدبيات الأمم المتحدة،  وجعلها قضية عالمية، حيث تم تصنيف البلدان إلى غنية وفقيرة،  ووضعت مقاييس ومؤشرات للفقر في مستوى البلدان وكذلك الأفراد مع مراعاة النسبية،  فالفقير في الجزائر لا يقاس بنفس المقاييس التي يقاس بها الفقير في أمريكا.

ومع كل الجهود المبذولة في هذا السياق، لوضع حد للفوارق الكبيرة بين الدول الغنية والفقيرة، إلا أن الفساد والمافيات والانحراف والعجز عن مكافحة الاختلاس وغسيل الاموال والاتجار بالمخدرات وغيرها، كل هذه الامور وسواها تشكل عوامل اعاقة ضد مكافحة الفقر الذي أضحى إشكالية محيرة في العصر الراهن،  فرغم التقدم التكنولوجي الكبير الذي شهده العالم، ارتفاع وتأثر الإنتاج العالمي بشكل غير مسبوق.والتطور الاقتصادي المذهل في حياة البشرية. لازال الفقر يشكل التحدي الأكبر الذي يطرحه العالم،  وضمن هذا السياق من المفيد الإشارة إلى أن كبار منظري السوسيولوجيا الدولية أمثال (Ferd Haliddie) و(Antonnie Guidenz)، يعتبرون الفقر وسوء توزيع الدخل العالمي هما التحدي الأكبر الذي يواجه عالم القرن الواحد والعشرين.

وهكذا يعد سوء توزيع الثروات سواءا على مستوى الدولة الواحدة او عموم العالم من الاشكاليات الخطيرة التي لا يستطيع المعنيون مواجهتها، ومما يثير القلق ان الدول التي تتمتع بموارد كبيرة، لا تزال تعاني الفل في القضاء على الفقر لأسباب كثيرة، أهمها فشل التخطيط والتنفيذ، وفشل الحكومات في ادارة الموارد والاموال بصورة عادلة، وانتعاش العصابات المنظمة والمافيات، وسرقتها لاموال الفقراء، وتحويلها في الغالب الى بنوك اجنبية اما للاستثمار، او لشراء القصور والفلل والمنتجعات في الدول الغربية وسواها.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 6/كانون الثاني/2013 - 23/صفر/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م