قطارات تتنافس بين الدول

الاسرع والاجمل والاكثر امانا

 

شبكة النبأ: تسعى العديد من دول العالم الى تطوير قطاع السكك الحديدية الذي يعد من أهم قطاعات النقل لما له من ميزات مهمة منها ما هو اقتصادي وامني يخص سلامة الركاب و البضائع، هذا بالإضافة الى باقي الميزات الأخرى خصوصا بعد ان تم إدخال التقنيات التكنولوجية المتطورة لهذا القطاع الذي يشهد اهتمام ملحوظ وتنافس شديد من قبل أكثر الحكومات، وبحسب بعض المتخصصين فأن قطاع السكك الحديد وقطارات المستقبل السريعة ستهيمن على ساحة النقل العالمي وستمد خطوطها بين اغلب بلدان والدول، وفي هذا الشأن دشنت الصين أطول خط للقطارات الفائقة السرعة في العالم يربط بين بكين في الشمال وكانتون في الجنوب في رحلة طولها 2300 كلم وتستغرق ثماني ساعات اي ثلث المدة التي يستغرقها القطار العادي. وبثت القناة الحكومية الصينية الناطقة بالانكليزية "سي سي تي في" مباشرة مشاهد لانطلاق اول قطار يقوم بهذه الرحلة على هذا الخط الفائق السرعة. كما بثت القناة ريبورتاجات مصورة داخل عربات القطار ظهر فيها ركاب وهم يلتقطون صورا لهم بمناسبة هذا الحدث المميز. وتسير هذه القطارات بسرعة يبلغ معدلها 300 كلم/ساعة وتتضمن الرحلة 35 محطة توقف في اهم المدن الواقعة على امتداد الخط مثل شينزو ويوهان وشانغشا...

ويشكل دخول هذا الخط في الخدمة الفعلية مرحلة حاسمة في بناء شبكة القطارات الصينية. وكانت وكالة انباء الصين الجديدة اوضحت ان السادس والعشرين من كانون الاول/ديسمبر اختير لانه ذكرى مولد الزعيم الراحل ماو تسي تونغ الذي ولد في هذا اليوم من العام 1893. وكتبت صحيفة غلوبال تايمز ان تدشين الخط سيسمح بطي صفحة النتائج الكارثية لاصطدام قطارين سريعين اسفر عن سقوط اربعين قتيلا في 23 تموز/يوليو 2011 قرب وينجو (شرق) في اسوأ حادث في سكك الحديد الصينية منذ 2008. بحسب فرنس برس.

واثارت هذه الكارثة قلقا عميقا حول امن شبكة الطريق السريع الصيني. كما اضر بشدة بالصناعة الصينية في هذا المجال في الاسواق الخارجية. وتشهد شبكة القطارات السريعة في الصين انتعاشا كبيرا. فقد بدأ انشاؤها في 2007 واصبحت بسرعة اوسع شبكة في العالم. وسيبلغ طولها 16 الف كلم في 2020، مقابل 8358 كلم في نهاية 2010.

اسرائيل تخطط

في السياق ذاته قالت اسرائيل انها تخطط لاقامة خط حديدي يربط بين البحرين الاحمر والمتوسط يمكن ان ينقل ما يفيض عن قدرة قناة السويس على الطريق بين اسيا واوروبا. وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ان فكرة تفريغ حمولات السفن في ميناء ونقلها بالسكك الحديدية لتحملها سفن اخرى من ميناء اخر لاقت "اهتماما كبيرا" بين مصدرين كبار في الهند والصين.

ولم ينل المشروع الموافقة النهائية بعد وما زال يفتقر الى خطط التمويل. ولم تعلن اسرائيل بعد حجم الحمولات التي تتوقع ان ينقلها الخط المكهرب المقترح الذي سيمتد 350 كيلومترا من ايلات على البحر الاحمر الى اسدود على البحر المتوسط على بعد 30 كيلومترا جنوبي تل ابيب.

وقال نتنياهو في تصريحات علنية في افتتاح مناقشة مجلس الوزراء للمشروع "لاقامة هذا الخط اهمية استراتيجية على المستويين الوطني والدولي." ورفض المسؤولون الاسرائيليون أي اراء ترى ان خطة اقامة الخط الحديدي تأتي ردا على الاضطرابات السياسية في مصر وصعود الاحزاب الاسلامية برغم ان اسرائيل تعد في هدوء لاحتمال اضعاف معاهدة السلام مع مصر.

وقال مسؤول ان خط السكك الحديدية ضمان واق في حالة عجز قناة السويس عن النهوض بعبء تزايد حركة التجارة البحرية. وتقول السلطات المصرية ان القناة استحوذت على ثمانية في المئة من حركة التجارة المنقولة بحرا في 2009. وقال المسؤول "سيكون هناك كثير من الضغط على قناة السويس والفكرة هنا هي ايجاد ضمان في حالة عجز القناة عن النهوض بحجم حركة النقل."

وسئل بخصوص امكان ان يقتطع المشروع من عائدات قناة السويس فقال "لا نعتزم بأي حال أن نفعل اي شيء من هذا القبيل." وقال القنصل المصري العام في اسرائيل سامح نبيل ان من السابق لاوانه التعليق على الخط المقترح نظرا لان الموضوع ما زال في مرحلة تمهيدية. واضاف "اعتقد ان هذه مسألة داخلية صرف."

وبعد مرور عام على الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس المصري حسني مبارك يشعر الاسرائيليون بالقلق بشأن ما شهدته مصر من صعود للسياسيين الاسلاميين الذين يدعمون الفلسطينيين بقوة ويشعرون بالاستياء من العلاقات مع اسرائيل. وسعت الدولتان في العلن الى التهوين من شأن أي تهديد لمعاهدة السلام الموقعة بينهما عام 1979 وواصلت السفن الاسرائيلية بما في ذلك سفن البحرية عبور قناة السويس.

وقال عوديد عيران وهو دبلوماسي متقاعد يعمل الان باحثا في معهد دراسات الامن القومي بجامعة تل ابيب ان المتعاملين في مجال التجارة العالمية يبحثون بشكل متزايد عن بدائل برية للخطوط الملاحية البحرية. وقال عيران "عبور قناة السويس يكلف الكثير من المال بسبب التأخير" مشيرا الى الوقت المستهلك في حصول السفن على تصريح دخول القناة وعبورها.

وتوقعت وسائل اعلام اسرائيلية ان تبلغ تكلفة الخط الحديدي نحو ملياري دولار. وقالت وزارة النقل الاسرائيلية انها تبحث عن شركة صينية لانشائه وتوقعت ان يستغرق بناؤه خمس سنوات. وتعتمد اسرائيل بشدة على الواردات وخصوصا في مجال الطاقة ومن ثم يساورها القلق من أي تهديد محتمل للامدادات. بحسب رويترز.

وشكك عيران في أن تهدد مصر الملاحة الاسرائيلية ثانية كما فعلت حين اغلقت مضائق تيران عام 1967 وقال انه يثق في تأكيد حكومة نتنياهو أن الخط سيكون تجاريا في الاساس أكثر منه رصيدا أمنيا. وربط مسؤولون اسرائيليون بين المشروع وجهود أوسع نطاقا لاستغلال المناطق الصحراوية الجنوبية في اسرائيل بما في ذلك خط أنابيب بين ايلات واسدود يتوقع ان يضخ الغاز الطبيعي من منصات في البحر المتوسط لتصديره عبر البحر الاحمر.

السعودية والقطارات الاسبانية

من جهة أخرى أعلنت المؤسسة العامة للسكك الحديد السعودية تعليق الحجز على القطارات الاسبانية التي دخلت الخدمة قبل مدة حتى يتم التوصل الى حل لخلل فني طرأ عليها. واشار بيان للمؤسسة الى "اسباب تتعلق ببرمجة مكونات القطار الفنية والتشغيلية وتم استدعاء فريق من كبار القادة الادرايين والفنيين من الشركة المصنعة ويتم الان تتبع المشكلة واعادة ضبط البرمجة للتوفق مع الظروف البيئية والمناخية".

وقد تعاقدت المؤسسة لشراء ثمانية اطقم من القطارات من شركة كاف الاسبانية بمبلغ 163 مليون دولار وبدات التشغيل الفعلي لها. وياتي قرار التعليق في اعقاب توقف قطار الركاب المتجه غربا من الهفوف وعلى متنه 141 راكبا بسبب عطل مفاجئ في محركات القطار، ما ادى الى تعطل اجهزة التكييف. كما اصيبت العربات الجديدة بعطل بعد عشرة ايام من تدشينها، اثر ارتفاع درجات حرارة المحرك، ما تسبب في تاخير وصول الرحلة نصف ساعة.

وتتميز القطارات الاسبانية الجديدة بمستوى من الرفاهية فضلا عن سرعتها الفائقة التي تصل الى 200 كلم في الساعة، لتختصر الرحلة من الدمام الى الرياض في ثلاث ساعات او اقل. يذكر ان السعودية وقعت مطلع العام الحالي عقد المرحلة الثانية من قطار الحرمين البالغة كلفته حوالى 8,22 مليار دولار بعد ان فاز ائتلاف الشعلة الذي يضم شركات اسبانية وسعودية بالعقد اواخر تشرين الاول/اكتوبر الماضي. ويتضمن المشروع تشييد خط سريع للسكك الحديد بين جدة والمدينة ومكة ورابغ.

وكان العقد المحصور بالمرحلة الثانية من قطار "الحرمين" السريع البالغ طوله 450 كلم، موضع تنافس شديد مع ائتلاف سعودي فرنسي. ويذكر ان السعودية وقعت ثلاثة عقود لتطوير شبكة السكك الحديد وخصوصا بين الرياض في الوسط ومناطق الشمال والشرق بقيمة 625 مليون دولار. بحسب فرنس برس.

ولا يتجاوز طول خطوط السكك الحديد العاملة حاليا في المملكة 1378 كلم بينها 449 كلم مخصصة للركاب بين الرياض والدمام مرورا بالاحياء وابقيق، و556 كلم للشحن بين العاصمة ومرفا الدمام مرورا باقيقي والاحساء والخرج. كما ان هناك 373 كلم تربط بين مواقع صناعية وزراعية وعسكرية ومرافئ تصدير.

حوادث القطارات

في السياق ذاته اصطدم قطار مكتظ بالركاب بجدار موقفه الاخير لدى وصوله الى محطته وسط بوينوس ايرس ما ادى الى مصرع خمسين شخصا وجرح 675 اخرين تعين انتشال عديدين منهم من سقف العربات الذي تحولت الى اكوام من المعدن المطحون من قوة الارتطام. واعلن مساعد سكرتير حقوق الانسان في بوينوس ايرس كلاوديو افروخ "ارتفع عدد القتلى الى الخمسين" بينما اعلنت وزارة الصحة في المدينة ان عدد الجرحى تجاوز الستمئة وبلغ 675.

وقبل ذلك اعلن المتحدث باسم الشرطة نستور رودريغيس ان الصدمة التي وقعت اسفرت عن مصرع 49 شخصا. وكان القطار التابع لشركة تي بي آ الخاصة والذي يصل ضاحية بوينوس ايرس الغربية بوسط المدينة، ينقل الفي راكب على الاقل. وقد دخل المحطة دون ان يفرمل قبل ان يصطدم بجدار موقفه الاخير كما ظهر في شريط فيديو المراقبة الذي بثته قنوات التلفزيون.

وامضى رجال الاغاثة اربع ساعات لانتشال الضحايا العالقين في مزيج معادن العربتين الاولتين حيث توغلت العربة الاولى ستة امتار في التي كانت امامها حسب السطات. واعلن الشاهد اليخاندرو فيلاسكيس "كان الناس العالقون يصرخون من اليأس. رايت جثثا ودماء في كل مكان وظلت رؤوس الركاب عالقة في النوافذ". وتعين على رجال الاطفاء والحماية المدنية قطع سقف العربات الاولى لانتشال الركاب.

وصرح وزير النقل خوان بابلو سكافي للصحافيين ان القطار "دخل بسرعة عشرين كلم في الساعة واصطدم بالجدار الاخير" لاسباب سيحددها التحقيق. واعلنت شركة تي بي آ في بيان انها تجهل اسباب الحادث واكدت انها سلمت "القضاء كل المعلومات واشرطة الفيديو". ورغم اصابته بجروح تمكن سائق القطار من الخروج من مقصورته بمساعدة رجال الاغاثة الذين تكفلوا بعشرات الاشخاص في محطة القطارات حيث قضى العديد من الركاب المصدومين ويومهم جالسين على الارض. واضاف سكيافي ان السائق "شاب في الثامن والعشرين خبرته جيدة ولم يكن مرهقا حيث انه بدا خدمته قبل بضع محطات".

وروى الراكب بدرو فوينتيس لللتلفزيون "شعرت بصدمة شديدة وسمعت دويا رهيبا، لم يفرمل القطار ورايت الناس مصابين بجروح في العنق والذراعين والساقين". وتقطع رحلة قطار سرميينتو سبعين كلم وتنقل نحو 500 الف راكب يوميا وفي ايلول/سبتمبر اسفر حادث سابق على الخط نفسه عن مصرع تسعة اشخاص عندما اصطدم قطاران بحافلة عند مقطع طرق.

وهرعت عشرات من سيارات الاسعاف ونقل المصابون بجروخ خطيرة على متن مروحيات هبطت في ساحة اونسي، قبالة محطة القطارات. وصرح الراكب اسيكييل لوسائل الاعلام ان "القطار كان مكتظا والصدمة مروعة وكان الناس يحاولون الخروج بكل قواهم". وقال النقابي في اتحاد السكك الحديدية روبرتو نونييث ان "ذلك عائد لقلة صيانة القطارات والى مخالفات وهفوات" وخدمة تعمل بشكل متذبذب.

ويعود العتاد المستعمل على ذلك الخط الى الستينيات. وقد تمت خصخصة السكك الحديدية الارجنتينية خلال التسعينيات فيما تشهد البلاد بانتظام حوادث متراوحة الخطورة كما وقع في 2011 مع ثلاثة حوادث اصطدام اثنان منها اسفرت عن سقوط قتلى. وهذا ثالث اخطر حادث في الارجنتين بعد حادثي بينافيدث (ضواحي العاصمة) الذي خلف 236 قتيلا سنة 1970 والذي وقع سنة 1978 في ولاية سنتا في (وسط وغرب) وقتل فيه 55 شخصا.

على صعيد متصل اسفر انقلاب احد القطارات المتجهة من مدينة الدمام، في شرق السعودية الى الرياض عن اصابة عدد من الركاب بجروح بحسب مصادر رسمية. وقال حمد العبدالقادر نائب الرئيس لشؤون العمليات في السكك الحديد ان "قطار الركاب رقم واحد المتجه من الدمام الى الرياض انقلب لدى وصوله الى منطقة التخزين التي تبعد عن الرياض حوالى 100 كلم". واكد عدم حدوث "وفيات فيما وقعت عدة اصابات بينها شخص اصيب في الظهر ونقل بالإخلاء الطبي الى الرياض". واشار الى ان "التحقيق جار لمعرفة اسباب انقلاب القطار". وتبلغ المسافة بين الدمام على الساحل الشرقي للمملكة والرياض 400 كلم. بحسب فرنس برس.

من جهتها، قالت وسائل اعلام ان 35 شخصا اصيبوا احدهم في حال الخطر. واظهرت صور على على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" القطار بعد الحادث. ويذكر ان عربات قطار انقلبت قبل عامين على مسافة سبعين كلم شرق الرياض ولم يصب احد من الركاب بجروح باستثناء السائق ومعاونه.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 1/كانون الثاني/2013 - 18/صفر/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م