سوريا... حرب الأنفاس الطويلة

 

شبكة النبأ: منذ بدأ النزاع في سوريا قبل عامين تقريبا، تعيش هذه الدولة العربية اعمال عنف متواصلة وفوضى عارمة  أدت الى انزلق الشعب السوري في صراع دموي  بأجندة طائفية، فعلى من كل الجهود الدولية لتسوية الأزمة السورية، الا انها تعثرت بسبب تباين مواقف القوى العالمية بشأن ما أصبح صراعا تتزايد صبغته الطائفية بين الجماعات المسلحة التي يدعمها الغرب وخاصة الولايات المتحدة وحلفائها من دول الخليج، والحكومة السورية التي يدعمها الشرق وخاصة روسيا والصين، ففي الوقت الذي يسعى فيه المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي للتغلب على الخلافات الكبيرة بين الحكومة السورية وخصومها، اشتدت حدة القتال في أنحاء البلاد، إذ يرى اغلب المحللين ان تصاعد حدة العنف وتزايد الكراهية الناجمة عن دوافع طائفية هي نتيجة الدعم والأجندة الخارجية التي تغذي العنف وتفاقم من خطورة الوضع في سوريا على الأصعدة كافة، فيما يرى بعض المراقبين بأن الوضع في سوريا لا يزال يدعو للقلق، نظرا لتمسك الأطراف المتخاصمة بمواقفها ورفضهم الحلول السلمية مما يعصف بأماني الشعب السوري وما يتطلع إليه من الاستقرار والأمن في الحاضر والمستقبل.

مقترحات لحل الأزمة

فقد قالت مصادر سورية ولبنانية إن الرئيس السوري بشار الأسد أوفد دبلوماسيا كبيرا إلى موسكو لبحث مقترحات قدمها المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي لإنهاء الصراع الذي يعصف بسوريا، واجتمع الإبراهيمي مع الأسد ويخطط لسلسلة من الاجتماعات مع مسؤولين ومعارضين سوريين في دمشق، وقال مصدر أمني سوري إن نائب وزير الخارجية فيصل مقداد سافر إلى موسكو لبحث تفاصيل المحادثات مع الإبراهيمي. ولم يذكر المصدر ما إذا كان هناك اتفاق يجري إنجازه، لكن مسؤولا لبنانيا مقربا من دمشق قال إن مقداد توجه إلى موسكو طلبا لمشورة روسية بشأن اتفاق محتمل، وقال المسؤول اللبناني إن المسؤولين السوريين كانوا متفائلين بعد المحادثات مع الإبراهيمي مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية الذي اجتمع مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم بعد المحادثات مع الأسد. بحسب رويترز.

لكن المبعوث الدولي لم يعرض أفكاره علنا، وقال المسؤول اللبناني الذي طلب عدم الكشف عن اسمه "هناك أجواء جديدة الآن وشيء جيد يحدث." ولم يدل بمزيد من التفاصيل، وقالت روسيا التي دعمت الأسد دبلوماسيا وعسكريا إنها لا تحمي الأسد لكنها انتقدت بشدة أي دعم خارجي للجماعات المسلحة ومنعت هي والصين أي تحرك من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ضد سوريا، وكان لافروف قال إن الصراع في سوريا وصل إلى طريق مسدود وإن الجهود الدولية لدفع الأسد للتخلي عن السلطة ستفشل.

مخاوف إسرائيل

فيما شككت إسرائيل في دقة تقارير نشطاء سوريين عن استخدام أسلحة كيماوية ضد المتمردين الذين يسعون للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، وقال موشي يعلون نائب رئيس الوزراء لاذاعة الجيش الإسرائيلي "رأينا تقارير من المعارضة. وهذه ليست المرة الأولى. المعارضة تريد تدخلا عسكريا دوليا"، وأضاف "حتى الان ليس لدينا تأكيد أو دليل على استخدام (أسلحة كيماوية) بالفعل لكننا نتابع الأحداث بقلق"، وقالت سوريا إنها لن تستخدم الأسلحة الكيماوية إن وجدت لديها ضد مواطنيها. بحسب رويترز.

وردا على سؤال حول صور أظهرت مرضى يعالجون تردد أنهم مرضى يعالجون من إصابات نتيجة استنشاقهم غازا ساما قال يعلون "لست متأكدا من أن ما نراه في الصور نتيجة استخدام أسلحة كيماوية، "ربما تكون أشياء أخرى"، وتخشى إسرائيل جارة سوريا الجنوبية سقوط الأسلحة الكيماوية في أيدي إسلاميين متشددين أو مقاتلي حزب الله اللبناني وهددت بأنها قد تتدخل لمنع هذه التطورات.

دعم روسيا المتواصل

في سياق ذاته قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إنه لا يعتقد أن حكومة الرئيس السوري بشار الأسد ستستخدم اسلحة كيماوية في الحرب الأهلية واضاف في تصريحات بثت أن الاقدام على ذلك سيكون "انتحارا سياسيا"، وقال لافروف لقناة روسيا اليوم التلفزيونية إن ما ظهر في الآونة الأخيرة من علامات على نقل أجزاء من ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية وهو تطور أزعج الحكومات الغربية كان في إطار جهود الحكومة لتعزيز أمن تلك الأسلحة، وأضاف "معلوماتنا هي أن أحدث التقارير بشأن نقل بعض الأسلحة الكيماوية كانت مرتبطة بخطوات اتخذتها الحكومة لتركيز المواد الكيماوية في موقعين للتأكد من حمايتها بشكل كامل.، واضاف أن هذا يرتبط بالمعلومات التي وصلت إلى الأمريكيين، وحذرت الولايات المتحدة من أنها ستتحرك ضد مثل هذا التصعيد رغم ان سوريا قالت إنها لن تستخدم الأسلحة الكيماوية ضد شعبها، ودافع لافروف في المقابلة عن رفض بلاده الضغط على الأسد كي يتنحى وأكد معارضة بلاده للتدخل العسكري. بحسب رويترز.

وجدد انتقاد روسيا لخطط حلف شمال الأطلسي لنشر صواريخ باتريوت في تركيا حيث يقول الحلف إن هذا يهدف لتعزيز دفاعات الدولة العضو به ضد اي هجوم صاروخي محتمل من سوريا. ولمح لافروف إلى أن الهدف الحقيقي قد يكون حماية منشأة رادار ضمن نظام تبنيه الولايات المتحدة لحماية نفسها من هجمات محتملة من إيران، وتقول روسيا إن الدرع الصاروخية ستقوض أمنها وهذه القضية مصدر إزعاج رئيسي للعلاقات الأمريكية الروسية، وردا على سؤال بشأن ما إذا كان نشر صواريخ باتريوت يستهدف "إيران أكثر من سوريا" قال لافروف "هذا ما يقوله البعض. ويشير الشكل الذي يطرح به في الاعلام حقا فيما يبدو إلى إمكانية استخدامه ضد إيران."

الحكومة السورية لا تزال قوية

الى ذلك نأى وزير الإعلام السوري عمران الزعبي بحكومته عن تصريحات نائب الرئيس التي قال فيها إنه لا يمكن لا للمتمردين ولا لقوات الرئيس بشار الأسد الانتصار في الحرب الأهلية، وكان نائب الرئيس فاروق الشرع قال في مقابلة صحفية إن سوريا بحاجة إلى حكومة وحدة وطنية لأنه لا يمكن لأي من الجانبين الفوز عسكريا، وقال الزعبي في مؤتمر صحفي في العاصمة السورية دمشق "هناك 23 مليون شخص في سوريا وكل شخص عنده رأي. رأي السيد الشرع رأي شخصي وهو واحد من 23 مليون رأي سوري". بحسب رويترز.

وقال الزعبي للصحفيين إن الجيش السوري لا يزال قويا، وأضاف أن كثيرا من التقارير التي تتحدث عن مكاسب للجماعات المسلحة هي "انتصارات وهمية إعلامية"، وتابع "عندي نصيحة عامة لكل القوات السياسية التي ترفض الحوار: الوقت يضيق. فتسارعوا وانتقلوا إلى ضفة العمل السياسي"، وقال الزعبي "هذه المحاولات العسكرية لإسقاط النظام أو ترحيل الرئيس أو احتلال العاصمة.. انسوا هذا العمل. هذه نصيحتي"، وأشار الزعبي أيضا إلى أن سوريا لن تستخدم أبدا الأسلحة الكيماوية إن كان لديها مثل هذه الأسلحة - في أي مكان داخل سوريا أو خارجها. وهذه هي المرة الأولى التي يصرح فيها وزير سوري بعدم وجود أي نية لاستخدام أسلحة كيماوية بأي شكل من الأشكال.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 29/كانون الأول/2012 - 15/صفر/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م