عالم الشرطة... واجبات ومشاكل مستدامة

 

شبكة النبأ: يعتبر جهاز الشرطة من أهم أجهزة الدولة حيث يقوم هذا الجهاز بمجموعة من الواجبات منها الحفاظ على الأمن الداخلي للبلاد وملاحقة الجريمة والقضاء عليها في سبيل توفير الحماية الأزمة للأفراد والمواطنين، وتسعى العديد من دول العالم الى تطوير مهارات أفراد الشرطة وتعزيز قدراتهم القتالية والذهنية ومتابعتهم المستمرة هذا بالإضافة الى رفدهم بالتقنيات الجديدة في سبيل إنجاح مهامهم وإعمالهم اليومية، لكن وعلى الرغم من ذلك لايزال هذا الجهاز المهم يشكو العديد من المشاكل منها انتشار الفساد وإساءة استخدام السلطة وتقاضي الرشا والابتزاز وغيرها من المشاكل الأخرى. وفي هذا الشأن فقد قتل ستة رجال شرطة افغان بالرصاص بعد أن سممهم زملاء لهم في جنوب افغانستان، حسبما قال مسؤولون أفغان. وحدثت الواقعة وهي الأخيرة في سلسلة من الهجمات التي قام بها رجال أمن افغان ضد زملاء افغان لهم واجانب، في منطقة جيرشيك في اقليم هلمند. وقال المتحدث باسم الاقليم احمد زيراك "قام طاه ورجل شرطة اولا بتسميم زملائهم، وبعدما فقدوا الوعي قتلوهم رميا بالرصاص". واضاف "تم القبض على رجل الشرطة المتهم في الحادث لكن الطاهي لايزال طليقا". واكد فريد احمد فرهنغ المتحدث باسم شرطة الاقليم الحادث.

واعلنت حركة طالبان مسؤوليتها عن الهجوم، حسبما قال متحدث باسمها يدعى يوسف احمدي. وقد اكد ان ثمانية رجال شرطة قتلوا وتم الاستيلاء على أسلحتهم. وتلعب الشرطة الافغانية دورا رئيسيا في دعم قوات حلف شمال الاطلسي التي تقودها الولايات المتحدة في الحرب ضد مسلحي طالبان. بحسب فرنس برس.

على صعيد متصل قال حلف شمال الأطلسي إن ثلث حجم قوات الامن الافغانية يتلقى دروسا في القراءة والحساب مع تسريع قادة الحلف لبرنامجهم التدريبي قبل انسحاب معظم القوات الاجنبية من أفغانستان عام 2014 . ويعتبر أكثر من 95 في المئة من المجندين في قوات الجيش والشرطة من الأميين فعليا اذ لم يلتحقوا بالمدارس ولذلك يدخلون دورة تدريبية للمبتدئين ليتعلموا كيف يكتبون أسماءهم والمبادئ الاولية للحساب.

ووصل قوام القوات الأفغانية الى 343 ألف فرد في ابريل نيسان الماضي بعد عملية متسارعة لبنائها ومن المقرر ان تتسلم المسؤولية الامنية في منتصف العام المقبل رغم تواصل حملة التمرد التي تشنها طالبان. وغياب المهارات الأولية للقراءة والكتابة في دولة مزقتها الحروب طوال 30 عاما يعطل برنامج تدريب القوات الافغانية وقدرتها على أداء المهام الموكلة لها وهو ما يبرز التحديات التي تنتظر أفغانستان بعد انسحاب معظم القوات الأجنبية من البلاد.

وقالت باربرا جودنو رئيسة قسم الامية واللغات في مهمة التدريب التي يقوم بها حلف الاطلسي في أفغانستان "كثيرون في أفغانستان وبسبب 30 عاما من الحرب لم يتح لهم التعليم والمعلومات. يعرفون الكثير لكنهم لا يستطيعون القراءة والكتابة." وأضافت "كل ما نحاوله هو إعطاء العملية دفعة." بحسب رويترز.

ويشارك في برنامج لمحو الامية مكون من ثلاث مراحل 119 ألفا من أفراد الجيش والشرطة لتعليمهم القراءة والكتابة والحساب الى مستوى طفل في الثامنة من عمره في الصف الثالث الابتدائي بالمدارس الأفغانية. وقال حلف الاطلسي ان مسحا اجراه الجيش عام 2009 وجد ان نسبة الامية في الجيش تصل الى 13 في المئة وان النسبة في الشرطة أفضل قليلا.

الشرطة والفساد

 الى جانب ذلك سمح تحقيق دولي كندي-اميركي بالكشف عن شبكة تهريب . جبنة موتزاريلا ومخلللات وأجنحة دجاج يديرها شرطيان كنديان في منطقة نياغرا (شرق)، على ما قال المحققون. والمواد الغذائية ولا سيما الجبنة ارخص بكثير في الولايات المتحدة منها في كندا بسبب الانظمة المختلفة المتبعة في هذا البلد الاخير.

وكان المهربون يعيدون بيع السلع الى مطاعم مختصة بالبيتزا وغيرها من المطعام على الجانب الكندي من الحدود على ما اوضحت شرطة نياغرا. واوقف المهربون الثلاثة وتبين انهم كانوا يحققون ارباحا طائلة اذ كانوا يسجلون ارباحا قدرها 165 الف دولار في مقابل استثمار 200 الف دولار على ما اشارت الشرطة. وقال الضابط ديريك واتسون "الكثير من الناس يهزأون (في الرسائل عبر شبكات التواصل الاجتماعي) من عمليات التوقيف هذه الا ان قائد الشرطة يتعامل مع هذه المسألة بكثير من الجدية". بحسب فرنس برس.

من جانب اخر أصدر الكونجرس في هندوراس قانونا لتطهير الشرطة من الفساد وهو نصر للحزب الحاكم والرئيس بورفيريو لوبو بعد صراع مؤخرا مع أعلى محكمة في البلد الواقع في امريكا الوسطى. وسيلزم القانون ضباط الشرطة بالخضوع لاختبارات كشف الكذب ولفحص للكشف عن المخدرات وتحقيق في ثرواتهم الشخصية لتقرير هل يمكنهم البقاء في جهاز الشرطة.

ووفقا للامم المتحدة فإن هندوراس بها أعلى معدل في العالم من حيث عدد جرائم القتل قياسا الي عدد السكان وهو 86 جريمة قتل لكل 100 ألف من السكان. وفي وقت سابق أعلن أربعة من قضاة المحكمة العليا هذه المبادرة غير دستورية وهو ما دفع الكونجرس الي عزلهم وتسمية بدلاء لهم. وقال ألفريدو سافيدرا رئيس الحزب الليبرالي المعارض إن عزل القضاة وجه "ضربة الي الديمقراطية" وقوض استقلال المحكمة العليا. بحسب رويترز.

وكان لوبو قد اتهم القضاة بمهاجمة مؤسسات وسط اعتقاد متزايد بان هناك مؤامرة لإبعاده عن منصبه في إنقلاب على غرار الاطاحة بالرئيس السابق مانويل زيلايا في يونيو حزيران 2009 التي أسقطت البلاد في ازمة سياسة استمرت شهورا. وفي وقت سابق من هذا العام رفضت المحكمة العليا ضريبة على الشركات الكبيرة وقانونا يهدف الي اجتذاب المزيد من الاستثمارات الاجنبية مما عمق النزاع مع لوبو وحزبه.

التقنيات الجديدة

في السياق ذاته قدمت مجموعة دفاع عن الحقوق المدنية في ولاية نيو جيرسي (شرق الولايات المتحدة) تطبيقا خاصا بالهواتف الخلوية يسمح بتسجيل كلام الشرطة وتصويرها سرا. وشرح الاتحاد الاميركي للحريات المدنية على موقعه الإلكتروني أن هذا التطبيق المجاني الذي يحمل اسم "بوليس تايب" يسمح "بتسجيل محادثة مع الشرطة وتخزينها سرا بطريقة آمنة".

ويعتبر هذا التطبيق الخاص بنظام "اندرويد" والذي يمكن تحميله من الموقع الإلكتروني "أداة أساسية لتعزيز مسؤولية الشرطة"، على ما قالت ديبورا جونز المديرة التنفيذية للاتحاد في نيو جيرسي. وأضافت "غالبا ما لا يتم الإبلاغ عن حوادث خطيرة ناجمة عن سوء تصرف لأن المواطنين يظنون ان أحدا لن يصدقهم". ويختلف هذا التطبيق عن الات التسجيل الأخرى، إذ انه يختفي عن الشاشة فور تشغيله، لتفادي تدخل الشرطة لوقفه. وهو يسمح أيضا بإرسال التسجيل إلى الاتحاد الأميركي للحريات المدنية بغية حفظه وتحليله. وأوضح الاتحاد على موقعه أن عدة محاكم اعترفت بحق المواطنين في تصوير عناصر الشرطة خلال مهامهم. وأفاد المصدر عينه بأنه من المزمع توفير تطبيق مماثل لهواتف "آبل" في فترة لاحقة من الصيف. بحسب فرنس برس.

من جهة اخرى وبعد ان ضاقوا ذرعا بتخاذل أجهزة انفاذ القانون لجأ الاف من مواطني بلغاريا الى صفحة على الفيسبوك تعرض صورا لرجال الشرطة وهم ينتهكون القانون او لا يؤدون واجبهم. وتضم مجموعة "التقط صورة لشرطي" صورا لسيارات شرطة وهي واقفة بشكل خاطئ او وهي واقفة في منطقة مخصصة للمعاقين واخرى وهي واقفة على المنطقة المخصصة للمشاة. بحسب رويترز.

كما ضمت الصور صورة لرجل شرطة بملابسه الرسمية وهو يمسك بزجاجة جعة مفتوحة ويمسك بمقود سيارة دورية شرطة. وتبرز هذه الصور استياء البلغاريين من النظام القضائي الخاضع للمراقبة من الاتحاد الاوروبي ودولة مازال الفساد والجريمة المنظمة يشكلان فيها مشاكل حقيقية رغم انضمامها الى التكتل الأوروبي منذ خمس سنوات. وتشكلت المجموعة حديثا ولها نحو 6500 متابع من بينهم عدد من السياسيين والصحفيين ورجال الاعمال المعروفين.

الشرطة البريطانية

على صعيد متصل قالت اللجنة المستقلة للبت في الشكاوى المتعلقة بعمل أجهزة الشرطة في إنجلترا وويلز إن شرطة العاصمة (لندن الكبرى) مطالبة بتخفيض استخدام القوة المفرطة وذلك بعد تلقيها شكاوى بشأن استخدام ضباط شرطة مكافحة الشغب العنف الشديد خلال التعامل مع المظاهرات. وأضافت اللجنة أن ثقة الشعب البريطاني بالشرطة ستهتز مالم تحسن مجموعة الإسناد المحلية التابعة لشرطة العاصمة (وحدة الشرطة الخاصة بمكافحة الشغب) إجراءاتها المتعلقة بإيقاف المشتبه بهم وتفتيشهم وكيفية التعامل مع مختلف الأوضاع المرتبطة بالنظام العام.

لكن شرطة العاصمة قالت إنها ستسعى جاهدة للتقليل من عدد الشكاوى المتعلقة بعملها. وباشرت اللجنة المذكورة التحقيق في الشكاوى الموجهة ضد مجموعة الإسناد المحلية في عام 2010، مركزة على الشكاوى المتعلقة بسلوك أفراد هذه الشرطة ما بين 2008 و 2012. ويعمل في هذه الشرطة (مجموعة الإسناد المحلية) 793 ضابطا، وهم مكلفون بضمان النظام العام ومواجهة قضايا الإرهاب والجرائم مثل الجرائم التي تستخدم فيها السكاكين.

وكان بائع الجرائد إيان تومسون البالغ من العمر 47 عاما توفي خلال الاحتجاجات المناهضة لمجموعة العشرين التي شهدتها لندن في عام 2009 بعدما علق في الاحتجاجات خلال عودته إلى منزله، إذ تلقى ضربة من قبل أحد ضباط الشرطة الذي ظن خطأ أنه مع المتظاهرين، ما أدى إلى سقوطه أرضا ثم فارق الحياة بعد دقائق من ذلك. بحسب رويترز.

وبرأت هيئة تحقيق تابعة لشرطة العاصمة ساحة الشرطي الذي ضرب تومسون من تهمة القتل الخطأ لكنها أقالته من عمله بسبب انتهاكه معايير الشرطة. وتعاملت اللجنة مع أربع شكاوى أخرى بشأن طريقة تعامل شرطة العاصمة مع الاحتجاجات التي شهدتها لندن خلال قمة مجموعة العشرين. وقالت اللجنة إن هناك "تراجعا مستمرا" في عدد الشكاوى ضد ضباط مجموعة الإسناد المحلية ولاسيما الشكاوى المرتبطة بالسلوك العنصري لبعض ضباطها، وهي الملاحظة التي تكررت كثيرا في الشكاوى التي تلقتها.

الى جانب ذلك أظهرت دراسة جديدة، أن معظم رجال شرطة العاصمة لندن لا يثقون بالحصول على المساعدة المطلوبة من الشرطة في حال طلبوها كمواطنين عاديين. وقالت الدراسة، التي نشرتها صحيفة "أوبزيرفر" البريطانية، إن 30% فقط من رجال شرطة لندن واثقون من الحصول على خدمة جيدة من شرطتهم في حال طلبوها كأفراد من الجمهور بعد ترك الوظيفة.

ووجدت الدراسة، أن نسبة تصل إلى خمس العاملين في شرطة العاصمة لندن تعتقد أن قيادتها تمارس عملاً جيداً، في حين أكد 27% منهم فقط أنهم يثقون بقدرتها على تلبية احتياجاتهم. وأضافت الدراسة، أن 19% من رجال شرطة لندن يعتقدون أن القرارات التي تتخذها الإدارة العليا يتم اعتمادها من منطلق تأمين أفضل الشروط للمجتمعات التي تقوم بحمايتها، في حين اعترف 3 من كل 10 منهم أن بعض ضحايا الجرائم كانوا أكثر استحقاقاً في الحصول على الخدمة الجيدة من غيرهم. واشارت إلى أن معدلات الرضا والروح المعنوية تستمر في الانخفاض بين صفوف رجال شرطة لندن، وأبدى 19% منهم فقط رضاهم عن عملهم، ويعتقدون أن عمليات التطوير الوظيفي في الخدمة عادلة.

حملة في باكستان

في السياق ذاته تشن باكستان حملة لتخسيس رجال الشرطة بعد ان نجح الربع فقط من بين 19 ألف فرد في اقليم البنجاب في اختبار للياقة. وينظر الى رجال الشرطة في باكستان على انهم فاسدون غير أكفاء والان أضيف الى هذا مشكلة زيادة الوزن. وقالت صحف باكستانية إن رجال الشرطة الذين يعانون زيادة في الوزن في اقليم البنجاب الاكثر سكانا في باكستان تلقوا خطابات تحذير تطلب منهم التخلص من الكرش ليصل محيط الوسط الى 96 سنتيمترا خلال شهر. وقالت صحيفة ذا نيوز ان من سيفشلون في هذه المهمة قد يفصلون من الخدمة. بحسب رويترز.

وطوال أسبوع ظلت قنوات التلفزيون المحلية تعرض لقطات لرجال شرطة يعانون من زيادة في الوزن وهم جالسون في استرخاء او يتحدثون على الهاتف او يقفون معا وقد تلاقت كروشهم وضاقت عليهم ملابسهم. وقال رجل شرطة في مقر القيادة في لاهور ان هذه التغطية التلفزيونية المكثفة دفعت حبيب الرحمن المفتش العام للشرطة في البنجاب الى التحرك لجعل رجاله في قمة لياقتهم حتى يستطيعون مكافحة الجريمة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 25/كانون الأول/2012 - 11/صفر/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م