تذكرتُ وأنا أسمع أخبارنا حكاية نشرها صاحبُ كتابٍ عربيٍ واسع
الانتشار يعود تاريخه للقرن الخامس عشر الميلادي! ففي حكاياتنا العربية
من الحكم المخفية، ما أعتبره ثروةً عربية وطنية، وبخاصة تلك الحكم التي
تشبه الصواريخ النقدية الموجهة للطغاة العرب!
أما سببُ تذكري للحكاية يعود إلى ما يجري في الساحات العربية من سفك
دمٍ وقتلٍ وتشريد وتهجير، وانتهاك للحقوق الشخصية والعامة!
وكأن العرب يقولون للعالم اليوم:
كفوا عن البكاء على لاجئي فلسطين ممن شُردوا على يد المحتلين
الإسرائيليين، فقد هَجَّرَ حكامُ العربُ في أيام قليلة ملايين العرب من
بيوتهم وقراهم وأوطانهم، وحولوهم إلى متسولين على قارعة طريق العالم!
ويقولون:
إن أعداد القتلى الذين قتلهم طغاةُ العرب من أهلهم وذويهم وعشيرتهم،
أكبر بكثير من القتلى العرب على يد كل أنظمة الاستعمار البائدة!!
وما قتلَ طغاةُ العرب وجزَّاروهم في يوم واحدٍ أيضا، أضعاف ما
قُتله المستعمرون في سنواتٍ طويلة!!
كما أن معظم العرب يحتفلون اليوم ليس بإسقاط طائرات الأعداء في
أجوائهم، بل يحتفلون بإسقاط طائراتهم، التي اُشتريت بأموالهم، ويرقصون
على تدمير المؤسسات الاقتصادية والوطنية بالدبابات وبراميل المتفجرات
!!
كذلك حوَّلَ طغاتُهم آلاتِهم الحربيةَ من حارسةٍ لمنجزاتهم، وحامية
لمشاريعهم ومصانعهم، إلى آلات للدمار الوطني الشامل، فهي اليوم تستهدف
المؤسسات والمراكز وكل ما في الوطن، لهدف إعادة العرب إلى ما كان
يُشاعُ عنهم في القرن الماضي بأنهم:
[ الجهلة الأجلاف أهل الصحراء والناقة والبعير]
ويقولون أيضا: لقد حوَّلنا مبادئ كثير من الأحزاب، من خادمة
ومثقِّفة للشعوب، إلى راكبة لظهورهم، قاطعة للحومهم، ماصَّةٍ لدمائهم!!
أما الحكاية العربية التي وردت في كتاب (المستطرف في كل فن مستظرف)
للمبدع شهاب الدين محمد أحمد الأبشيهي المصري فإليكموها:
" يحكى أن بومة في البصرة أرادت أن تزوج ابنها من ابنة بومة الكوفة،
فاشترطت بومة الكوفة مهرا لابنتها وهو:
مائة ضيعة (قاحلة) من ضياع البصرة" لتتمكن من التجول بينها ليلا وأن
تُغنِّي فيها وتنوح "
فقالت لها بومة البصرة:
طلبكِ مجابٌ.... فلو أطال الله عمر أميرنا عاما، فإنه سيحول البصرة
والكوفة كلها إلى صحراءَ قاحلةٍ!!" |