إصدارات جديدة: الرواية المصرية في الآونة الأخيرة

 

الكتاب: الرواية المصرية.. سؤال الحرية ومساءلة الاستبداد

الكاتب: يسري عبد الله

الناشر: دار الأدهم للنشر والتوزيع في القاهرة

عدد الصفحات: 160 صفحة متوسطة القطع

عرض: رويترز

 

شبكة النبأ: رغم إيمانه بدور الفن الروائي في التراكم المعرفي والجمالي فإن الناقد المصري يسري عبد الله يشدد على دور الرواية المصرية في السنوات الأخيرة في التصدي للاستبداد السياسي في "لحظة فائرة" اختار فيها كثير من الروائيين ألا يقفوا على الحياد، ويقول في كتابه (الرواية المصرية.. سؤال الحرية ومساءلة الاستبداد) إن النقد انتخاب جمالي وإن الأعمال التي اختار أن يكتب عنها في كتابه "تنتصر للفني بالأساس كما أنها تنشد الحرية... بوصفها غاية وتسائل القمع بوصفه عدوانا على الحياة" انطلاقا من شوق الإنسان إلى حرية بلا ظلال ولا سقف تتيحها الفنون عموما والرواية خصوصا، واستكمالا لدور الإبداع الروائي يرى عبد الله الأستاذ بجامعة حلوان بالقاهرة أن للنقد "دورا مسؤولا.. يجب أن يمارسه الآن" باعتباره غير منعزل عن الواقع بل جسرا حيويا بين النص الإبداعي والقارئ، ويضيف أن النقد الأدبي ليس ترفا ولا يكتفي بدوره التقليدي السابق كمفسر للعمل الأدبي ولكنه رؤية للعالم عبر قراءة جماليات الإبداع ويمكن للنقد أن يصبح "إبداعا موازيا للنص الأدبي".

والكتاب الذي أصدرته دار الأدهم للنشر والتوزيع في القاهرة يقع في 160 صفحة متوسطة القطع وأهداه المؤلف "إلى أولئك المقموعين المنسيين في بر (مصر) المحروسة.. وإلى شهداء ثورة 25 يناير" التي تمكنت باحتجاجات سلمية استمرت 18 يوما من خلع الرئيس السابق حسني مبارك في فبراير شباط 2011، ويضم الكتاب دراسات تطبيقية في أعمال روائيين منهم محمد البساطي ويحيى مختار ومحمود الورداني ويوسف أبو رية وجميل عطية إبراهيم وجار النبي الحلو وإبراهيم عبد المجيد ومكاوي سعيد وفتحي إمبابي ومحمود الغيطاني وهاني عبد المريد وحمدي الجزار وفتحي سليمان ومحمد إبراهيم طه ونهى محمود وعبد النبي فرج وخالد إسماعيل. 

ويقول عبد الله إن الثورات تؤدي دورا مهما في خلخلة البنى السائدة وتقويضها من أجل صياغة بنى جديدة ذات طابع إنساني ديمقراطي إلا أن ذلك لم يحدث "بعد مع الثورة المصرية على الرغم من التضحيات الجسام التي قدمتها... لكن قطار الثورة المصرية يصل دائما" رغم البطء أحيانا والتعثر أحيانا أخرى، ويضيف أن في مصر الآن محاولات "لتسليع الأدب" الذي يقدم صورا نمطية عن الذات والعالم وهي كتابات يراها مسطحة لا تؤرق القارئ ولا تثير قلقه الإيجابي بل تسعى لطمأنته إذ تكتب على مقاس وصفات سابقة التجهيز "عينها في الغالب على المترجم الغربي فحسب" مشددا على أن النقد يؤدي دورا سلبيا في تبرير وجود مثل هذا النوع من الكتابة، ويرصد المؤلف السياق العام الذي يشجع على "موجات التدين الشكلي" التي يقول إنها أثمرت ما يسميه بظهور "الناقد-الداعية... الذي لا يرى اختلافا بين إلقاء خطبة وعظية الطابع في دور العبادة وأن يطرح خطابا نقديا" يمارس فيه الناقد الحقيقي دورا مسؤولا في الممارسة الجمالية والعقلانية.

ويرى أن الزخم الروائي في مصر في السنوات الأخيرة يتميز بتنوع أساليب السرد ويستجيب جماليا للحظة تتوحش فيها الرأسمالية العالمية وتتأزم فيها الأوضاع المحلية وكان على عاتق الروائيين أن يقدموا "كتابة جديدة... يملكون ذائقة مختلفة ورؤية مغايرة للعالم" مع تشديده على أن الكتابة الجديدة ليست كتلة واحدة، ويرى أن الإبداع يقف على طرف النقيض مع الاستبداد والرقابة "فالإبداع تحليق والرقابة قيد. الإبداع انحياز للاستنارة والرقابة مكوث في الظلام. الإبداع سؤاله الحرية والرقابة غايتها القمع. الإبداع أداته الخلق والتخييل والرقابة أداتها المصادرة"، ويتفق مع الشاعر البريطاني جون ميلتون (1608-1674) في قوله "إن القضاء على كتاب جيد يعادل قتل إنسان تقريبا".

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 16/كانون الأول/2012 - 2/صفر/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م