نظم الشاعر المسكين (محمد بن الذيب العجمي) قصيدة بسيطة من الشعر
الرائق يثني فيها على (فورات الكبت والقهر والحرمان والجوع والذل
العربي) التي إشتعلت في مصر وتونس، وسماها (الياسمين).
وعلى مايبدو فإن الشاعر نسي نفسه لبرهة وعرج في موضع ما من (الكصيدة)
على مايجري من أوضاع في الخليج ودوله الصغيرة منها والكبيرة، وبما إن
قطر (صغننة) كما ينطقها المصريون فقد أثارت كلماتها حنق وغضب الأمير
وحاشيته وثارت الثائرة و(ألغي) (الغبض) وليس (القبض) كما في لهجة
الخليج على محمد الذي تحول من إبن ذيب الى حمل صغير تحت رحمة الكواسر
القانونية وأخذته السلطات القطرية الى مكان يسمى سجن، ثم مكان يسمى
محكمة، ثم أصدرت حكما بالسجن المؤبد لأن الشاعر تطاول في قصيدته على
الذات الأميرية العليا (أستغفر الله) .
محمد بن الذيب كان مطلوبا منه أن ينظم (الكصيدة) بطريقة (العراضة)
المعروفة عند الخلايجة ويؤديها كرقصة يؤديها العامة وحتى الملوك
والأمراء وهم يحملون السيوف، وهي رقصة يستعيضون بها عن الرقص الشرقي
الذي كان يستهويهم أيام مبارك في الشقق الخاصة أو ملاه شارع(محمد علي)،
وحرموا منه بعد نجاح ثورة يناير، وكان عليه أن يمجد حاكم قطر العظيم
الداعم للتحرر والثورة والديمقراية والتعددية وحرية التعبير والمشاركة
وتداول السلطة وحرية الإعلام (لاحظوا إن جميع هذه العناوين ممنوعة في
جمهورية قطر المتحدة مع أمريكا وإسرائيل).
لكن فاتنا أن نسأل، كيف لحاكم قطر أن يدعم كل هذه العناوين في الدول
العربية بينما يحرمها على شاعر قطري (ياحرام)، ويمكن أن يكون الشاعر
الوحيد في قطر! وأيضا علامة إستفهام؟ بل علينا أن نوجه له السؤال،
ياراجل، مهو إنت بتدعم (سورة المصريين، وسورة السوريين، والتوانسة
واليمنيين)، ياراجل إشوية إختشي على دمك مبلاش تحاكم شاعر عندك منعرفوش
أصلا، والله دي حاجة غريبة.
المحامي الذي يدافع عن الشاعر المسكين هو عبقري المحاماة العربي
الكبير والشهير والنحرير (نجيب النعيمي) الذي تحول إسمه بعد النطق
بالحكم من(نجيب بالباء، الى نحيب بالحاء) وحار فيما يفعل، فقد دافع عن
صدام حسين وحكمت المحكمة بإعدامه، وهاهو يدافع عن شاعر وحكمت المحكمة
عليه بالمؤبد، مع إن الشاعر لايستقيم أمره مع الدكتاتور، وفوق هذا يقول
النعيمي، إنه متفاءل بحكم التمييز ونقضه لصالح موكله، لكني أرى إن أمير
قطر ربما يقرر إصدار عفو أميري يشبه (صمغ الأمير الذي يباع في الأسواق
العراقية) ليرطب به الأجواء ولكي لايحرج الجماعات التي تدافع عن
ديمقراية (أل تميم) في الدوحة الأمريكية المعطاء.
على أية حال فإن الياسمين القطري يختلف تماما عن أي ياسمين في
العالم، وهو غير ياسمين تونس، أو اوكرانيا، هو ياسمين صحراوي عالي
الجودة، ويباع بأسعار تنافسية على طول ساحل البحر المتوسط والمناطق
الداخلية، ياقطري.
|