عمليات التجميل... ظاهرة متنامية المخاطر

 

شبكة النبأ: تشير العديد من التقارير والدراسات الحديثة الى وجود ارتفاع ملحوظ ومتزايد لعمليات التجميل التي تجرى بين الحين والأخر لكلا الجنسين حيث يشهد هذا الميدان تنافس شديد بين الرجال والنساء على حد سواء، فقد أصبح الاهتمام بشكل وتغير المظهر والملامح هاجس يراود الجميع بل ان البعض منهم قد أدمن وبشكل فعلي الى مراجعة عيادات الأطباء و مراكز التجميل بحسب بعض المتخصصين الذين أكدوا على وجود العديد من المخاطر والآثار الجانبية الأضرار التي قد تلحقها مثل هكذا عمليات، وفي هذا الشأن فقد ازداد الإقبال على عمليات التجميل خصوصاً عند المرأة العربية التي تعشق مواكبة صيحات الموضة وتحبّ أن تظهر دوماً في أجمل صورة. وأبرز عمليات التجميل التي تلقى رواجاً بين النساء العربيات هي عملية تجميل الأنف التي تعتبر سهلة وذات نتائج سريعة. هذا ما بيّنه استطلاع صفحة الصحة على "أنا زهرة". إذ أظهرت النتائج أنّ حوالي 41 في المئة من النساء في العالم العربي لجأن أو قد يلجأن الى عملية تجميل للأنف. هذه العملية تعتبر مضمونة النتائج نوعاً ما وتحمل القليل من ردات الفعل السلبية.

من جهة ثانية، أظهرت نتائج هذا الإستطلاع أنّ 39 في المئة من النساء لجأن أو قد يلجأن الى عملية شفط الدهون بسبب زيادة الوزن وتكدّس الدهون في مناطق معينة من الجسم لدى المرأة العربية. لكنّ هذه العملية تعتبر أكثر خطورة من عملية تجميل الأنف، تتطلب المزيد من الراحة بعد إجرائها. أما نسبة النساء اللواتي خضعن أو سيخضعن لعملية تكبير الشفاه فهي 15 في المئة، فيما اقتصرت نسبة تكبير الخدود على 5 في المئة فقط من النساء. لكن مهما كان نوع العملية التي ستخضعين لها، لا بدّ من الانتباه الى: اختيار طبيب ماهر ذي خبرة واسعة والتحري جيداً عن مخاطر هذه العملية وعدم توقّع نتائج تجميلية تشبه الفنانات والشهيرات والتحدث ملياً مع الطبيب وطرح كل الأسئلة التي تفكرين فيها قبل إجراء العملية.

من جهة اخرى كشفت الإحصاءات الأخيرة لوزارة الصحة، عن إجراء 14 ألفاً و412 سعودية عمليات تجميل، حيث تصدرت الرياض بقية المدن، بواقع 8504 عمليات، فيما احتلت جدة المركز الثاني بـ 3384 عملية، تليها المنطقة الشرقية بواقع 1318 عملية تجميل، وكانت عملية “نحت الجسم” هي الأكثر طلبا، بخلاف الأرقام العالمية، التي تشير إلى أن تجميل الصدر هو الأكثر إجراء . وفقاً لـ صحيفة "الشرق". فيما حذرت الصحة المواطنات من إجراء العمليات لدى غير المختصين، أو في الخارج، حيث ينصب اهتمام الطبيب على المادة، متجاهلا في معظم الأحيان، مصلحة المريض.

وأوضح استشاري جراحة التجميل، الدكتور جمال جمعة، أن السعوديات يقبلن على عمليات “نحت الجسم” نظرا لتعدد الولادات، تليها عمليات تجميل الأنف، بخلاف الإحصاءات العالمية التي تشير إلى إن عمليات تجميل الصدر الأكثر انتشارا، يليها تجميل الجسم، منوهاً بعدم توفر إحصاءات دقيقة محليا . وبالنسبة إلى رضا المريض عن نتيجة العملية، يقول د. جمعة “العمليات التي تدخل فيها مواد صناعية للجسم كالسيليكون وتعبئة الوجه، يكون رضا المريض فيها أقل من غيرها من العمليات التي لا يجري فيها إدخال أي مواد على الجسم، وذلك عندما تظهر بعض الأعراض السلبية كالالتهابات على المدى البعيد.

وقال أنا أواجه يوميا مرضى يرغبون في التخلص من مواد حقنت لهم، وتسببت في خراجات والتهابات، أو تكتلات، وتكيسات”، موضحا أن إخراج المواد صعب, وربما تسبب العمليات أحيانا تشوهات دائمة. وأشار إلى أن أطباء التجميل في الخارج يجهلون طريقة التعامل مع “الجلد السميك”، الذي يميز سكان المملكة، ما يزيد عدم الرضا عن نتيجة عمليات التجميل المجراة في الخارج، موضحا تزايد الإقبال على حقن البوتكس، بنسبة %100 سنويا بين النساء، وزيادة ملحوظة في الإقبال عليه، وعلى التعبئة بين الرجال، منوها بدور الإعلام في إحداث هذه الزيادة، رغم أن أغلب الصور غير واقعية، ويتم تعديلها باستخدام التقنيات الحديثة.

وينصح د. جمعة المرضى بإجراء عمليات التجميل في المملكة، خاصة أن حرص الطبيب السعودي على سمعته، يمنعه من استغلال المريض، مشيرا إلى علمه بحالتين وفاة نتيجة عمليات تجميل غير صحيحة، وربما يكون الرقم أكبر. ومن جانب آخر طالب الحاصل على دكتوراة “علم النفس السريري”، الدكتور عبدالعزيز الفكي، بإجراء تقييم نفسي للراغب في إجراء عملية التجميل لاستبعاد من يعاني من خلل في تقدير الذات، ويجري العملية اعتقادا بأن تجميل هذا الجزء من الجسم سيحسن من تقديره لذاته ويزيد سعادته. بحسب دنيا الوطن.

و أكد د.الفكي على معرفته ببعض من أجروا عمليات تجميل وهم يعانون مرضاً نفسياً، يتمثل في خلل إدراك الشكل، فقد يكون شكله جميلا، إلا أنه يرى نفسه في المرآة بصورة مغايرة، وهؤلاء تصيبهم العملية بالإحباط وقد يكون عدوانيا تجاه الطبيب، وأن عملية التجميل تكون ضرورة لدى من يعاني تشوهاً أو عيباً خلقياً.

الى جانب ذلك وتحت عنوان "المصريون الفقراء يسعون إلى حياة أفضل عبر الجراحات التجميلية"، قالت وكالة رويترز إن المصريين من الطبقة المتوسطة بدأوا يلجأون إلى عمليات التجميل مثل حقن البوتكس وشد الثدى وتكبيره وشد البطن والوجه آملين فى أن هذه الجراحات التى كانت محصورة على الأثرياء، تعزز فرص زواجهم وإيجاد عمل مناسب. وأضافت أن ربات البيوت من الأميات يخشون هجر أزواجهم، فيما يلجأ أصحاب الوزن الثقيل ممن لم يسبق لهن الزواج إلى طرق عديدة للحصول على العريس المناسب، إذ يضطر بعضهم إلى اقتراض أموال العمليات من العائلة أو الأصدقاء وقد يلجأون إلى المساعدات الخيرية أو إجراء العمليات فى العيادات الخاصة غير المرخصة التى تتقاضى مصروفات أقل. وترى الوكالة أن إقبال البسطاء فى مصر على جراحات التجميل يعزز خبرة هذا النوع من العمليات فى مصر ويساعد على خفض تكاليفها، كما يمنح مصر الفرصة لمنافسة غيرها من البلدان العربية مثل تونس ولبنان فى سوق السياحة العلاجية المتنامى.

ويحذر أطباء التجميل فى مصر من تزايد عدد عيادات التجميل الرخيصة التى تغرى الزبائن بأسعارها لكنها كاذبة. ويؤكد الدكتور رفعت جوهر، الرئيس السابق للجمعية المصرية لجراحى التجميل، أن الفقراء، وعلى الأخص الذين يلجأون للمستشفيات الجامعية، يساعدون فى تعزيز خبرة الجيل الجديد من الجراحين لحصولهم على التدريب، وبالتالى فإن الفقراء هم جزء من خطتهم.

 وجراحات التجميل هى نقطة جذب كبيرة للمرأة المصرية خاصة مع تزايد الخوف من الطلاق والعنوسة. وتسلط الضوء على حالات عديدة لمصريين تغيرت حياتهم بعد إجراء الجراحات ومنها حالة مروة، 22 عاما، التى تمنت أن يبدو جسمها مثل المغنية اللبنانية سوزان تميم، إذ لجأت مروة لعملية شفط دهون. ورغم أنها فسخت خطبتها بسبب وزنها الكبير إلا أنها ارتبطت بآخر بعد إجراء العملية.

وأوضح أستاذ جامعى رفض ذكر اسمه أن بعض المستشفيات تطلب من المرضى الفقراء التبرع بالدم قبل العملية حتى إذا ما إحتاج دم يتم نقله له والباقى يتم تحويلع على بنك الدم بالمستشفى لاستخدامه فى حالات أخرى مثل الطوارئ.

تجميل الشوارب

من جهة أخرى و بعد الإقبال للنساء في الشرق الأوسط على الجراحة التجميلية، جاء دور الرجال في نوع غير معروف من هذه العمليات، يتمحور بشكل أساسي على الشوارب التي تعتبر “رمز” الرجولة وأداة “للتفاخر” بين أغلب الرجال بالمنطقة. وبين طبيب التجميل التركي، صلاح الدين تولوناي أن أعداد الراغبين بإجراء جراحات تجميلية وزراعة للشوارب بين رجال غالبيتهم من الشرق الأوسط ازدادت خلال الأعوام الماضية بشكل كبير، حيث أنه حاليا يقوم بإجراء 50 إلى 60 عملية تجميلية من هذا النوع شهريا.

وقال تولوناي: “أغلبية الراغبين بإجراء هذه العملية يريدون الحصول على شوارب أكثر كثافة وجعلها تبدو بمظهر جليل ووقور.” وأضاف الجراح التركي: “بالنسبة لبعض الرجال الذين لهم ملامح طفولية، ينظرون إلى الشارب الكثيف على أنه ضروري للظهور بمظهر الرجل البالغ والمهني بالإضافة إلى إبداء مظهر من الحكمة بحسب وجهة نظرهم.” بحسب دنيا الوطن.

وأكد جراح التجميل الفرنسي، بيير بوهانا ازدياد الإقبال رجال الشرق الأوسط على هذا النوع من العمليات وخصوصا من دول مثل الإمارات العربية المتحدة، وإيران، ولبنان، وتركيا. وقال بوهانا: “باعتقادي أن هذا الارتفاع في أعداد المقبلين على جراحة وزراعة الشارب تنبثق من رغبتهم بتأسيس الجانب الرجولي بمظهرهم، والذي يتمحور برأيهم بالشارب الكثيف.” وبين بوهانا أن الفئة العمرية الأكثر إقبالا على هذا النوع من العمليات تتراوح بين 30إلى 50 عاما، مشيرا إلى أن تكلفة العملية تبلغ نحو 5500 يورو (نحو 7000 دولار)

تحذيرات

على صعيد متصل أظهرت دراسة جديدة أن المواد الكيميائية الموجودة في مستحضرات التجميل ومثبتات الشعر وأكياس توضيب الطعام تتسبّب بسن اليأس المبكر عند النساء. ونقلا عن صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أن الباحثين في جامعة واشنطن وجدوا أن النساء اللواتي يتعرّضن لكميات عالية من هذه المواد يبلغن سن اليأس أبكر من غيرهن بسنة ونصف السنة، بل إنه قد يتقدّم عند بعضن 15 سنة. وكانت دراسات سابقة أشارت إلى أن المواد الكيميائية المذكورة من ضمن مجموعة الفاثلات الموجودة أيضاً في البلاستيك وأكياس توضيب الطعام، تزيد خطر الإصابة بالسرطان والسكري والسمنة، كما هناك أدلة على أنها قد تعطي أدمغة الصبيان صفات أنثوية. ويقول العلماء الأميركيون حالياً إن هذه المواد تضر بالأجهزة التناسلية النسائية بما فيها المبايض، مسببة سن يأس مبكرا. ويرتبط سن اليأس المبكر بزيادة معدلات السكتات الدماغية، وأمراض القلب، ومشكلات العظام، والنزيف الدماغي القاتل.

من جهة اخرى حذر مسؤول في هيئة الصحة في دبي من "أجهزة طبية محظورة دولياً، جلبتها مراكز تجميل داخل الدولة، ويستخدمها بكثافة شباب وفتيات". وأوضح رئيس مركز الأمراض الجلدية في الهيئة، الدكتور أنور الحمادي، لـ"الإمارات اليوم" أن "تلك الأجهزة تستخدم لتحويل البشرة الى اللون الداكن (تسمير)، ويقبل عليها ذكور وإناث من المواطنين والمقيمين"، مشيراً إلى أن "دولاً عدة حظرت استخدامها، لتسببها في الإصابة بأنواع عدة من سرطان الجلد".

ولفت إلى أن "بعض مراكز التجميل تكافئ المُقبلين على هذه الأجهزة بجلسات مجانية، ما يزيد نسب إصابتهم بأمراض عدة". وشرح الحمادي أن "مراكز تجميل في الدولة جلبت أجهزة (تسمير) اصطناعية، ويستخدمها شباب وفتيات يرغبون في اللون البرونزي للبشرة". وأضاف أن "مركز الأمراض الجلدية في دبي استقبل مرضى يعانون أعراضاً مرضية في مناطق عدة بالجسد، وتبيّن أنهم مترددون على مراكز تجميل في الدولة، ويخضعون لجلسات (تسمير) اصطناعية".

وتابع: "أفاد هؤلاء المرضى بأن كل جلسة تستغرق 10 دقائق يتعرضون خلالها للأشعة فوق البنفسجية، التي تعد سبباً رئيساً للإصابة بسرطان الجلد". ولاحظ الحمادي أن "مرضى كانوا يطلبون زيادة وقت الجلسات، لضمان الوصول إلى تغيير لون الجلد إلى البرونزي في أسرع وقت"، مشيراً إلى أن "بعض المراكز المروجة لهذه الأجهزة يعرض على الشباب جلسات إضافية مجانية، لإغرائهم بمواصلة الخضوع لتلك الجلسات الخطرة".

ولفت الحمادي، وهو استشاري في الأمراض الجلدية، إلى أن "الفتيات اللاتي يبحثن عن (تسمير) لون البشرة لا يكتفين بالخضوع لتلك الأجهزة، بل يتجهن إلى جلسات تحت أشعة الشمس تستمر ساعات عدة يومياً". وأوضح أنه "استقبل حالات لفتيات مصابات بالتهابات وتقرحات جلدية، وتبين أنهن يبقين تحت أشعة الشمس المباشرة، بملابس كاشفة، في سبيل (تسمير) لون البشرة"، محذراً من أن هذه العادة "تصيب بأمراض جلدية شديدة، مثل التقرحات، واستمرارها يصيب بسرطان الجلد".

وأفاد بأن "الإقبال على ظاهرة (التسمير) لا تقتصر على الفتيات، بل يقبل عليها شباب مواطنون ومقيمون، وهم عُرضة للأمراض نفسها". وكان المركز الدولي للأبحاث حول السرطان، التابع لمنظمة الصحة العالمية، أعلن، أخيراً، أن الأشعة فوق البنفسجية لغرف (التسمير) تسبب السرطان".

صفع الوجه

الى جانب ذلك شهدت ولاية سان فرانسيسكو افتتاح صالون هو الأول من نوعه، إذ يتم فيه صفع الزبائن، كنوع من أساليب تجميل الوجه. ويخضع الزبائن في صالون "تاتا ماساج" لجلسة مدتها 15 دقيقة يتم فيها تعريض الوجه للصفع والقرص والتدليك المتواصل، وتؤكد "راساميسايتارن ونغسيرودكول" ـ صاحبة الصالون والشهيرة بـ"تاتا" ـ أن هذا أسلوب طبيعي يساعد في تحفيز الدورة الدموية بالوجه لجعله يبدو مشدوداً ليغني ذلك عن عمليات التجميل والبوتوكس.

وتبلغ تكلفة الجلسة الواحدة من الصفع والقرص 350 دولاراً (1300 ريال سعودي)، وكما صرح "ماوان" ـ زوج "تاتا" وشريكها ـ أن تلك التقنية المبكرة تساعد في تقليل التجاعيد وتصغير فتحات المسام فيبدو الوجه نقياً وخالياً من العيوب. وبالرغم من عدم ظهور أي دليل طبي يشير إلى صحة ما ادعاه الزوجان التايلانديان عن النتائج الإيجابية لقرص الوجه وصفعه، فإن الصالون الجديد Tata Massag شهد إقبالاً كبيراً من الزبائن منذ الأسبوع الأول من افتتاحه، وتخطط "تاتا" وزوجها للعودة لتايلاند في العام المقبل بهدف التوسع في مشروعهما هناك.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 4/كانون الأول/2012 - 19/محرم الحرام/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م