اسرائيل واليمين المتطرف... هل ستكون انتخابات محسومة؟

 

شبكة النبأ: صراع جديد تشهده الساحة السياسية في إسرائيل التي تستعد الى إجراء انتخابات برلمانية مبكرة بعد ان اتفقت الأحزاب الإسرائيلية على إجرائها مطلع العام القادم في سبيل تغير بعض السياسات الحالية، ويرى بعض المراقبين ان الحرب الانتخابية في إسرائيل ستكون محسومة النتائج لحزب الليكود الحاكم وهو ما سيتيح لنتنياهو استلام الحكومة المقبلة، مؤكدين في الوقت ذاته على ان سياسة إسرائيل وقراراتها الخارجية في الفترة القادمة ستكون أكثر تعنت خصوصا ضد أعدائها وهو ما قد يسهم بخلق توترات وحروب جديدة ، وفي هذا الشأن شعر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ببعض الارتياح على الصعيدين الدبلوماسي والعسكري من هجومه على غزة مع تحويل اهتمامه مرة أخرى الى ايران التي تمثل التحدي الاستراتيجي الرئيسي له. وتعتبر اسرائيل البرنامج النووي الايراني تهديدا لوجودها في شكل مختلف تماما عن المشكلات التي تمثلها حركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي تحكم قطاع غزة.

ويخشى نتنياهو من امكان ان تقضى ايران المسلحة نوويا ذات يوم على اسرائيل ووعد بالا تحصل طهران على هذه القنبلة اذا فاز بفترة ثالثة في منصبه في الانتخابات التي تجري في 22 يناير كانون الثاني. في الوقت نفسه اختتم نتنياهو للتو هجوما استمر ثمانية ايام ضد حماس بهدف وقف إطلاق الصواريخ من قطاع غزة على جنوب اسرائيل. وقتل ستة اسرائيليين و163 فلسطينيا في القتال قبل سريان وقف لإطلاق النار بوساطة مصرية لينهي صراعا محدودا وغير متوازن بدا مختلفا جدا عن اي حرب محتملة مع ايران.

وقال عوزي ايلام وهو باحث كبير في معهد دراسات الامن الوطني "لا يمكنكم ان تقارنوا قطاع غزة بأي بيئة عسكرية اخرى مما يجعل من عدم الحكمة وصف ما حدث هناك بانه تدريب على مهاجمة ايران." ورغم ذلك فقد سدد الجيش الاسرائيلي ضربات خطيرة لترسانة أسلحة حماس والتي جاء معظمها من ايران واثبت للعالم انه يملك تكنولوجيا متطورة ولاسيما عندما يتعلق الأمر بالدفاع الصاروخي.

وتقول اسرائيل ان نظام القبة الحديدية اسقط 421 صاروخا قادما من غزة محققا معدل نجاح بلغت نسبته 84 في المئة. وبدون هذا النظام كان سيحدث قدرا اكبر بكثير من الدمار وعددا اكبر من القتلى بشكل ملحوظ . ويعتقد محللون هنا ان هذا سيثير قلق حزب الله الشيعي حلف ايران الرئيسي في المنطقة والذي يتمركز في لبنان المجاور ويقدر انه يملك ما يصل الى 60 الف صاروخ موجه عبر الحدود الشمالية لاسرائيل.

واشار نتنياهو الى انه قد يهاجم ايران اذا اخفقت الدبلوماسية والعقوبات الدولية في وقف تقدمها النووي . وتقول ايران ان برنامجها النووي سلمي وانه اذا اندلعت حرب فان الاسرائيليين يخشون من احتمال تدخل حزب الله في الصراع. ويقول ساسة ان نظام القبة الحديدية يعطي اسرائيل ميزة.

وقال يوهانان بليسنر وهو عضو معارض في البرلمان وعضو في لجنة الشؤون الخارجية والدفاع بالكنيست ان نظام "القبة الحديدية برهن على انه احد عوامل تغيير اللعبة.. وقلل دون شك تهديد حزب الله." ولمس زعماء اسرائيل حقيقة ان اسرائيل صمدت في وجه اكثر من 1500 صاروخ متوسط وبعيد المدى أطلقت من غزة بسهولة نسبية . ولم يطالب زعماء اسرائيل هذه المرة بتشكيل لجنة تحقيق بعد حملة عسكرية ضخمة.

وقال بليسنر "لقد قطعنا شوطا كبيرا للامام في السنوات الاخيرة فيما يتعلق بالاستعدادات والتعليمات للناس ..الطريقة كلها التي تعمل بها المحليات. "هذا يفسر لماذا لم يسبب نحو 1500 صاروخ سوى هذا المستوى المذهل نسبيا من العدد القليل من الضحايا ." وتوقع وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك ان يتطلب بناء درع دفاعية تغطي اسرائيل كلها "بضع سنوات ومليارات من الشواقل" ولكن النظام بني. وقال "لا يوجد جيش او اي دولة او سكان مدنيون يملكون مثل هذا النظام.. ومن هذه النقطة ننظر بتفاؤل. "في نهاية الامر فانه سيحمي دولة اسرائيل بأكملها ضد معظم التهديدات ..الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى."

ورد اسرائيل على الصواريخ الاكبر ذاتية الدفع الايرانية صاروخ ارو 2 وهو صاروخ اعتراضي يعمل بطريق مماثلة للقبة الحديدية ولكن على ارتفاع اعلى بكثير. وتوعدت طهران بالرد اذا تعرضت لهجوم ويقدر انها تمتلك بضعة مئات من الصواريخ بعيدة المدى التي يمكن ان تصل الى اسرائيل. ويتباهي مطورو صاروخ ارو 2 الذي لم يثبت نفسه حتى الان الا في تجارب فقط بمعدل اسقاط للصواريخ يبلغ نحو 90 في المئة .

ولم يثن الوزراء الاسرائيليون على تكنولوجيتهم الصاروخية فحسب في اعقاب هجوم غزة وانما ايضا على جمعهم لمعلومات المخابرات. وقالت قوات الدفاع الاسرائيلية انها هاجمت 1500 موقع في غزة و"أضعفت بشكل كبير" قدرات حماس على اطلاق الصواريخ مشيرة الى انها ستستغرق وقتا طويلا قبل التعافي ربما بما يساعد على تهميشها في حال حدوث مواجهة مع ايران. وقال افي ديختر وزير الدفاع المدني الاسرائيلي لاذاعة اسرائيل "لا اشك في ان هناك مناقشات محمومة تجري في ايران اثناء محاولتهم فهم كيف نجح اليهود في ضرب مثل هذا العدد الكبير من الاهداف."

واعلنت حماس التي ترفض الاعتراف بحق اسرائيل في الوجود الانتصار في القتال ونفت انها منيت بأي خسائر كبيرة في الغارات الجوية التي تشن طوال الاربع والعشرين ساعة. وأي كانت النتيجة على الارض فلا يوجد شك يذكر في اسرائيل ان ايران منيت بنكسة دبلوماسية. وقال مئير جويدانفار وهو خبير ايراني يقوم بالتدريس في مركز انترديسبلينري في هرتزيليا "كان من المهم جدا لايران ان ترى تحولا كبيرا بين اسرائيل ومصر."

ولكن مع تفادي حدوث غزو بري كان من المحتمل ان يكون داميا لغزة والوساطة المصرية التي لاقت ترحيبا في هذه الازمة نجحت اسرائيل في منع حدوث شقاق كبير مع الرئيس المصري محمد مرسي وفتحت نافذة حوار. وعلاوة على ذلك اوضح وقف اطلاق النار الذي توسط فيه مرسي ان حماس التي كان ينظر اليها في الماضي على انها تحت نفوذ ايران تقع بشكل كبير في المعسكر المصري ولا تتلقى اوامر من طهران.

وقال جويدانفار "لقد اصبح واضحا ان الجماعات الفلسطينية الرئيسية ادركت ان (ايران) ستقاتل اسرائيل لاخر فلسطيني وان هذا ثمن ليسوا مستعدين لدفعه." حماس ابتعدت عن ايران." ولا يعتقد سوى عدد قليل من الاسرائيليين ان وقف اطلاق النار مع حماس سيستمر لفترة زمنية طويلة ولكنه لابد وان يعطي نتنياهو وقتا لاعادة التركيز على الملف الايراني. وفي حين حظي نتنياهو بتأييد كبير من الجيش والشعب والساسة لهجومه على غزة فانه سيكتشف بسرعة من جديد ان الخلافات بشأن شن هجوم اصعب بكثير على ايران البعيدة ما زالت عميقة كما كانت . بحسب رويترز.

وعلى هذا النحو فمن غير المحتمل ان تؤدي الانجازات المتصورة من الايام الثمانية الماضية الى اعطاء معلومات بشأن صنع القرار النهائي فيما يتعلق بايران. وقال جيورا ايلاند وهو مستشار سابق للامن القومي الاسرائيلي "هذا لن يؤثر على المواجهة المحتملة في المستقبل بيان اسرائيل وايران."

باراك سيعتزل

في السياق ذاته قال وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك في اعلان مفاجئ إنه سيعتزل العمل السياسي بعد الانتخابات العامة التي ستجرى في 22 من يناير كانون الثاني. وتكهن بعض المعلقين بأن باراك -وهو من أبرز واضعي سياسة إسرائيل بشأن إيران- يحاول بهذا الاعلان أن يتفادى شخصيا هزيمة نكراء يتوقع أن يمنى بها حزبه الوسطي الصغير في الانتخابات على أمل ان يعيده بعدها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو زعيم حزب ليكود اليميني الأوفر حظا في الفوز بها الى الشؤون الدفاعية والعسكرية بصفته المهنية.

لكن آخرين قالوا ان باراك البالغ من العمر 70 عاما والذي سبق له العمل رئيسا للوزراء وقائدا للقوات المسلحة ربما يكون قد نال كفايته من خوض الحملات الانتخابية ويريد ان يركز على حل المشكلة الإيرانية قبل ان يترك منصبه.

وقال باراك في مؤتمر صحفي "اقف أمامكم اليوم لأطلعكم على قراري اعتزال الحياة السياسية وعدم الترشح في الانتخابات المقبلة للكنيست" مضيفا انه سيبقى وزيرا للدفاع حتى تؤدي الحكومة الجديدة اليمين. وقال باراك متحدثا بعد انتهاء الهجوم الاسرائيلي على غزة انه يريد قضاء مزيد من الوقت مع اسرته مضيفا "لم اكن قط مولعا بالسياسة على نحو خاص." واذا ثبت ان اعتزال باراك دائم فسيأتي وزير الدفاع القادم على الأرجح من صفوف ليكود. وربما يحل محله وزير الخارجية الحالي افجيدور ليبرمان وهو شريك اكثر تشددا لليكود في الائتلاف.

ولا يشك أحد في ان ذلك سيؤثر على عمل الوزارة التي تشرف على كل شيء من الصراع المسلح وادارة الاراضي الفلسطينية المحتلة الى الاتصال مع مصر. وعقب إعلان باراك أدلت وزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني بتصريح قالت فيه أنها ستعقد مؤتمرا صحفيا الأمر الذي اثار تكهنات بأنها ستعلن ترشيح نفسها للانتخابات وتظهر استطلاعات الرأي أنها قد تنتزع مركز باراك كأبرز زعيم وسطي في إسرائيل.

ووصف داني ياتوم -وهو زميل قديم لباراك في الجيش وعمل رئيسا لجهاز المخابرات (الموساد) وزير الدفاع بأنه "ركيزة الاعتدال" في حكومة نتنياهو التي كثيرا ما اثارت تصريحاتها المهددة بشأن إيران غضب الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى. لكن ياتوم الذي عمل في عهد حكومة نتنياهو الأولى في اواخر التسعينات قال ان الزعيم الاسرائيلي يحسن فيما يبدو علاقاته المتوترة مع باراك اوباما منذ انتخابه رئيسا للولايات المتحدة لفترة ثانية. وقال ياتوم "اعتقد وآمل ان تكون هذه العلاقة هي المرشد الهادي لسياسات الحكومة" بشأن إيران.

وباراك الجندي الاسرائيلي الحاصل على أكبر عدد من الاوسمة يحظى بتقدير دولي منذ بذل جهودا مكثفة لإحلال السلام خلال فترته القصيرة في رئاسة الوزراء في منتصف التسعينات. وأضفى جدارة بالتصديق على تهديدات نتنياهو المستترة بمهاجمة ايران اذا فشلت الدبلوماسية في الحد من نشاطها الخاص بتخصيب اليورانيوم. لكن بعدما قال نتنياهو في كلمة بالامم المتحدة في سبتمبر ايلول ان "الخط الاحمر" لاسرائيل بشأن ايران يحين في منتصف عام 2013 لمح باراك الى ان اي حرب ضد الجمهورية الاسلامية ما زال أمامها وقت.

ويقول مسؤولون اسرائيليون ان خطط الطوارئ الخاصة بإيران موجودة منذ اشهر في انتظار الضوء الاخضر من الحكومة. ومثل هذا الحديث العلني بشأن مواجهة قد تنهك القدرات العسكرية الإسرائيلية يشير الى خداع محتمل او على الأقل تمني نتنياهو وباراك تحقيق نوع ما من المفاجأة التكتيكية عندما يحين وقت الحرب.

وربما يرى البعض خدعة في مشهد تقاعد باراك الذي ظهر دون اعلان سابق عشية الحرب الاسرائيلية المفاجئة في غزة عام 2008 - 2009 في برنامج ساخر مباشر على التلفزيون الاسرائيلي لدفع الفلسطينيين الى التخلي عن الحذر فيما يبدو. وسيكون نائب رئيس الوزراء موشي يعلون من حزب ليكود فيما يبدو هو الأوفر حظا لخلافة باراك بعد الانتخابات اذا شكل نتنياهو الحكومة الجديدة كما هو متوقع.

وهو أكثر تشددا من باراك بشأن ايران ففي الوقت الذي تحدث فيه وزير الدفاع مؤيدا لأوباما قبل انتخابه لفترة ثانية انتقد يعلون الادارة الديمقراطية بأنها متساهلة فيما يتعلق بإيران. ومن المرشحين الآخرين لخلافته افي ديختر وهو رئيس سابق لجهاز الامن وهو مكلف حاليا من قبل ليكود بإعداد الجبهة الداخلية للحرب وكذلك ليبرمان وزير الخارجية الحالي.

وكثيرا ما زار باراك وهو العضو الوسطي الوحيد في الائتلاف الحاكم المكون من احزاب يمينية ومؤيدة للمستوطنين واشنطن لإجراء محادثات مع كبار المسؤولين الامريكيين وانتقد نتنياهو لاظهاره الخلافات مع الولايات المتحدة. وقال نتنياهو في بيان انه "يحترم قرار وزير الدفاع ايهود باراك ويشكره على تعاونه في الحكومة ويقدر كثيرا اسهامه الطويل في امن الدولة." بحسب رويترز.

واعتبرت حكومة حماس في غزة قرار باراك دليلا على ان الهجوم الذي شنته اسرائيل على القطاع مؤخرا فشل فشلا ذريعا. وقال المتحدث باسم حماس فوزي برهوم ان القرار دليل على الفشل السياسي والعسكري الذي منيت به حكومة نتنياهو ووزير دفاعه. ووصفت إسرائيل هجومها بالناجح قائلة انه دمر معظم ترسانة حماس من الصواريخ طويلة المدى وقتل كبار قادة الحركة.

انتخابات الليكود

على صعيد متصل اكتسح متشددون مؤيدون للمستوطنات انتخابات أجراها حزب ليكود الذي يتزعمه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو مما أطاح فعليا بأربعة من أوثق حلفائه ومؤيدي دبلوماسية الشرق الاوسط من قائمة سيخوض بها الانتخابات القادمة في 22 يناير كانون الثاني. وقام أعضاء الحزب بترتيب المرشحين في القائمة التي ستخوض الانتخابات العامة القادمة لتحديد من له فرصة حقيقية للفوز بمقعد في البرلمان من بين عشرات المرشحين.

وكان معظم المرشحين الخمسة عشر الذين تصدروا القائمة مرشحين من أقصى اليمين مؤيدين لسياسة الاستيطان اليهودي على أراض يريد الفلسطينيون إقامة دولتهم عليها. وكان من أبرز الخاسرين في انتخابات الليكود الداخلية او الذين حصلوا على اصوات قليلة جدا من بين نحو 100 ألف صوت من أعضاء الحزب دان ميريدور وبنيامين بيجن ابن رئيس الوزراء الراحل مناحيم بيجن وابراهام ديختر وميخائيل ايتان وهو من مؤيدي الحرية المدنية القلائل في الليكود.

بينما كان من الفائزين الجنرال السابق موشي يعلون وهو حاليا وزير الشؤون الاستراتيجية الذي يعتبر من المرشحين لخلافة وزير الدفاع الاكثر اعتدالا ايهود باراك. وقال روني ميلو وهو وزير سابق في حكومة الليكود في مقابلة بالفيديو على موقع واي نت نيوز على الانترنت "مع مثل هؤلاء المتطرفين قد يجد نتنياهو مشاكل." لكن نتنياهو نفسه لم يعلق على نتائج الانتخابات. بحسب رويترز.

وسادت أجواء مشحونة انتخابات الليكود وزاد من ذلك اسباب تقنية حين تسببت مشاكل في الكمبيوتر في امتداد التصويت الى يوم ثان. وهاجمت أحزاب الوسط واليسار في اسرائيل نتائج انتخابات الليكود وقائمته لأبرز المرشحين لخوض الانتخابات العامة. وأصدر حزب كديما الوسطي الذي يتزعمه الجنرال السابق شاؤول موفاز بيانا هاجم فيه الحزب اليميني الذي كان موفاز عضوا فيه يوما قائلا انه "ضل طريقه الآن وجنح الى اقصى هامش الخريطة السياسية."

سوء اداء المسؤولين

من جانب اخر كشفت صحيفة معاريف ان تقريرا داخليا لوزارة الخارجية الاسرائيلية اكد ان المواقف التي اتخذها سياسيون ومسؤولون رسميون اسرائيليون مؤخرا تضر بالوضع الدولي للدولة العبرية. واكد المتحدث باسم الخارجية الاسرائيلية يغال بالمور وجود هذا التقرير المؤلف من اربعين صفحة، لكنه لم يكشف مضمونه. ونقلت الصحيفة مضمون وثيقة للدائرة الجديدة المكلف درس الردود التي يجب ان تقدم على الحملات الدولية المناهضة لاحتلال الاراضي الفلسطينية ولسياسة الاستيطان، اضافة الى جوانب اخرى تدرجها اسرائيل في اطار "نزع الشرعية" عن الدولة العبرية.

واوردت الوثيقة "لا شك ان ادارة جدية لعملية السلام ستتيح الحد من تأثيرات مختلف الحملات المناهضة لاسرائيل"، في اشارة الى توقف مفاوضات السلام مع الفلسطينيين منذ عامين.

واضافت "لقد اصبحنا هدفا سهل المنال عاجزا عن صياغة خطة شاملة وملزما بالرد على خطط الاخرين". واعتبرت الوثيقة ايضا انه ينبغي عدم النظر الى التأييد الدولي لطلب الفلسطينيين الحصول على صفة دولة غير عضو في الامم المتحدة والذي ترفضه اسرائيل والولايات المتحدة، كموقف عدائي. واضاف التقرير الذي اعده دي جاي شنيفايس، القنصل الاسرائيلي العام في تورونتو، في تموز/يوليو ان "الاعتراف بالمبادرة الفلسطينية ينبغي عدم اعتباره بالضرورة عملا ينزع الشرعية" عن دولة اسرائيل. بحسب فرنس برس.

وقال بالمور ان "الامر الاكثر حساسية الذي اثاره (هذا التقرير) هو كشفه عن ان اناسا متنوعين داخل النظام الحكومي يتدخلون في قضية (نزع الشرعية) من دون ان يفهموها، وان هذا التدخل يتسبب باضرار". واوضح بالمور ان التقرير "يخلص الى ان اشخاصا من مختلف الادارات يتعاملون مع هذه المسألة، مثل وزارة الاعلام ووزارة الشؤون الاستراتيجية او الجيش، دون ان يكون لديهم ادنى فكرة عما يتحدثون عنه". ولفت الى ان التقرير "لا يعبر عن موقف وزارة الخارجية. انه مادة للمناقشة".

إسرائيل تعترف

في السياق ذاته اعترفت اسرائيل للمرة الاولى بمسؤوليتها عن اغتيال خليل الوزير (ابو جهاد) الذي كان الرجل الثاني في منظمة التحرير الفلسطينية في تونس، كما ورد في صحيفة "يديعوت احرونوت". وكشفت الصحيفة هوية وصورة قائد وحدة الكوماندوس الاسرائيلي الذي قتل ابو جهاد في قلب العاصمة التونسة في 15 نيسان/ابريل 1988. ونشرت الصحيفة صورة وكلمات الجندي الذي اطلق النار على الصفحة الاولى، وهو يقول "نعم نعم انا الذي اطلقت النار على ابو جهاد بدون اي تردد".

وقال الصحافي الاسرائيلي رونين بيرغمان الذي كتب المقالة ان "ناحوم ليف هو الذي ترأس فرقة الاغتيال في تونس". وكان ابو جهاد الرجل الثاني في حركة فتح وفي منظمة التحرير الفلسطينية بعد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ومسؤول القطاع الغربي (الضفة الغربية وقطاع غزة عن العمليات العسكرية والتنظيمية). وهي المرة الاولى التي تعترف فيها اسرائيل بمسؤوليتها عن اغتيال ابو جهاد، بحسب الصحيفة. بحسب فرنس برس.

وتابعت يديعوت احرنوت ان "وحدة قيساريا التابعة للموساد هي التي نفذت العملية الى جانب هيئة الاركان العامة وناحوم ليف كان نائبا لقائد الوحدة المسؤولة عن الاغتيال انذاك موشيه يعلون الوزير الحالي من حزب الليكود" وقال ناحوم ليف الذي اغتال ابو جهاد "عندما اطلقت النار على ابو جهاد وقفت ام جهاد مذهولة وفي حالة جمود". وكان ليف التقى مع يديعوت احرونوت قبل ان يلقى مصرعه في حادث سير في العام 2000. وسمحت الرقابة العسكرية بنشر المقال بعد ستة اشهر من وصوله اليها.

من جهة أخرى اعتقلت الشرطة الاسرائيلية عشرات من موظفي مستشفى للامراض النفسية في اسرائيل بشبهة الاهمال والعنف الجنسي ضد المرضى الذين كانوا يتولون العناية بهم، بحسب ما اعلن متحدث باسم الشرطة. وقال ميكي روزنفيلد "اعتقلنا عشرات من موظفي مستشفى نيفيه ياكوف قرب بيتح تكفا (شمال تل ابيب) منهم ممرضون وممرضات واطباء ومسؤولون اداريون بشبهة الاهمال والعنف الجنسي على المرضى". واضاف ان "محكمة بيتح تكفا تنظر اليوم في تمديد اعتقال جزء منهم". واشار روزنفيلد الى ان "اكثر من مئتي شرطي بمرافقة اخصائيين اجتماعيين شاركوا في عملية الاعتقالات الجماعية التي جرت بعد تحقيق سري منذ عدة اشهر". ويقيم 155 مريضا في مستشفى نفيه ياكوف للامراض النفسي. وهو واحد من سبعة مستشفيات عامة في اسرائيل تتعامل مع نحو سبعة الاف شخص يعانون من اضطرابات نفسية ويوجد مئات المراكز الصغيرة التابعة للقطاع الخاص.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 29/تشرين الثاني/2012 - 14/محرم الحرام/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م