شوارب الرجال واشرطة النساء

الاعلام الطبي في عصر العولمة

حيدر الجراح

شبكة النبأ: من اشهر الشوارب التي عرفها العراقيون واكتووا بنرجسية صاحبها وجرائمه هي شوارب قائد العراق الضرورة، صدام حسين التكريتي. كانت شواربه موضة الشباب والرجال العراقيون تاثرا بها وهو الذي لم يكن تفارق صورته الشاشة الصغيرة طيلة بثها اليومي.

ومدفوعا بنرجسية عالية في شخصيته فكر القائد الضرورة  في حفظ شعرات من شورابه فقد وجه  رسالة يطلب فيها حفظ شعيرات من شواربه في جامع أم المعارك.

وبعد أن خطت رسالته حسب السياق أجتمع لطيف نصيف جاسم وحامد يوسف حمادي وعلي عبد الله السلمان ليدرسوا كيفية حفظ شعيرات من شورابه وبعثوا ردهم الى سكرتيره وكان (السيد السكرتير المحترم تحية حارة... وبعد فاشارة الى المكالمة الهاتفية مساء أمس الأربعاء ٢٢/٥/٢٠٠٢ أود أن أبين الأتي:

١- اجتمع الرفاق لطيف نصيف جاسم وحامد يوسف حمادي وعلي عبد الله سلمان وتدارسوا موضوع حفظ الشعرات الكريمة في جامع أم المعارك.

٢- اتفق الرفاق على أن تكتب الرسالة بمعدن الذهب الخالص، لأنه الوحيد من بين المعادن الذي لا يتأثر بعوامل التعرية الطبيعية، على قطعة رخام من الغرانيت باعتباره أقوى الصخور المعروفة حتى ألان.

٣- أن توضع الشعرات الكريمة داخل صندوق صغير من الفولاذ غير القابل للصدأ وتكون واجهته من زجاج غير قابل للكسر.

٤- أن توضع الشعرات هي وصندوقها أمام عبارة (وهذه الشعرات منهما) في نهاية الفقرة الثانية، كما مؤشر على الصفحة المرفقة.

٥- أن يوضع الصندوق الكبير الذي يحتوي على الغرانيت والشعرات الكريمة في مكان ما داخل جدار من جدران الجامع بحيث لا يمكن قلعه ألا بتهديم الجدار.

٦- أن تكون واجهة الصندوق الكبير من الزجاج غير القابل للكسر وجوانبه من الفولاذ غير القابل للصدأ، على أن تملأ بالرصاص ليشكل ثقلاً يمنع حمله اذا زين الشيطان لاحد سرقته لما فيه من ذهب.

٧- أن تودع نسخة من الرسالة موقعة مع الغرانيت، وان تكتب هذه الرسالة على بلاستيك شفاف (نايلون) لأنه أطول عمراً من الورق أو حتى الاقراص المكتنزة (الدسكات)... وأي شيء قد يتبادر للذهن في حينه تعزيزاً للحفظ والامان."

والشوارب في العراق طيلة الثمانينات زمن صعود نجم الطاغية صدام اضافة الى ارث ذكوري عربي يعتبر الشوارب من علامات الرجولة والفحولة، واتخذ ميدان للقسم والالتجاء الى الغير (اني بشاربك)، كانت هي الموضة المهيمنة على الوجوه.

وهي نفس الشوارب التي لعنها صدام حسين في احدى الاجتماعات الحزبية مخاطبا الرفاق الذين لم يسجلوا كمتطوعين للقتال في الحرب العراقية الايرانية قائلا لهم: (لعنة الله على هالشوارب).

وربما الصحة التي كان يتمتع بها صدام حسين تعود الى معرفته بفائدة الشوارب التي تنبه رجال العالم واتخذوها دعاية للتعريف بمرض سرطان البروستاتا.

فقد بدأ ملايين الرجال حول العالم خلال الشهر الحالي (نوفمبر) بإطالة شواربهم لمدة شهر كامل، وذلك بهدف زيادة الوعي بالمخاطر التي قد تصيب صحة الرجال، وخصوصًا سرطان البروستات، وتُعرف هذه المبادرة باسم (موفمبر) وهي كلمة مركبة من شهر نوفمبر وكلمة (موستاش) وهي بالعربية تعني شارب.

ويعتبر الشارب شعاراً للمبادرة الخيرية لدعم أبحاث سرطان البروستات مثل الشريط الوردي لمكافحة سرطان الثدي لدى النساء، وتهدف مبادرة (نوفمبر)، التي تُعد أضخم ممول عالمي غير حكومي لأبحاث سرطان البروستات إلى زيادة التوعية لدى الرجال من خلال تثقيفهم في ما يتعلّق بصحتهم والمخاطر التي يواجهونها بغرض زيادة فرص الكشف المبكر والتشخيص.

ويصاب الرجال بسرطان البروستات بعد سن الأربعين، حيث يلعب العامل الوراثي دوراً كبيراً في ذلك، كما يعتبر سرطان البروستات ثاني أكثر أنواع السرطانات شيوعا لدى الرجال، حيث يصيب غدة البروستات المسؤولة عن إفراز هورمون الأنتجين والسائل المنوي.

وهذه الحملة تتكرر في شهر نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام في الولايات المتحدة وحول العالم تنتشر بسببها الشوارب عند آلاف الرجال. وبعد التسجيل في موقع www.movember.com  في الأول من نوفمبر، يقوم المشاركون الذين يطلق عليهم اسم مو بروز (Mo Bros)، بحلق شواربهم قبل إطلاقها والاهتمام بها والتفنن في أشكالها حتى نهاية الشهر.

وبدعم من النساء في حياتهم الملقبات بمو سيستاز (Mo Sistas)، يجمع مو بروز الأموال من خلال بحثهم عمن يدعم جهودهم لإطلاق شواربهم، ويصبحون لوحات متحركة وناطقة خلال 30 يوما، يساهمون خلالها في زيادة الوعي بقضية صحة الرجال التي كثيرا ما يتم إهمال الحديث عنها.

وفي نهاية الشهر يحتفل مو بروز ومو سيستاز بإنجازاتهم بتنظيم حفلات موفمبر الخاصة بهم أو حفلات أخرى في مختلف أنحاء العالم تنظمها الجهات القائمة على موفمبر. وفي الولايات المتحدة تذهب الأموال التي يتم جمعها خلال الشهر لدعم المبادرات والبرامج الخاصة بسرطان البروستاتا وسرطان الخصية، التي تديرها موفمبر وشركاؤها المهتمين بصحة الرجال بينها مؤسسة مكافحة سرطان البروستاتا، ومؤسسة ليف سترونغ  (LIVESTRONG).

يذكر أن المبادرة كانت لها انطلاقة متواضعة في مدينة ميلبورن الأسترالية، ثم ازدادت شعبيتها لتصبح حركة دولية ألهمت حوالي مليوني مو بروز ومو سيستاز للمشاركة في حملات رسمية في كل من أستراليا ونيوزيلاندا والولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة فضلا عن جنوب إفريقيا وإيرلندا وفنلندا وإسبانيا والدنمارك والنرويج وبلجيكا وجمهورية التشيك.

وجاء في موقع المبادرة فإن موفمبر تدرك وجود مو بروز ومو سيستاز يدعمون جهودها من روسيا إلى دبي ومن هونغ كونغ إلى القطب الجنوبي، ومن ريو دي دجانيرو إلى مومباي.

وجاء في الموقع أنه بغض النظر عن البلاد والمدينة ستواصل موفمبر عملها من أجل تغيير العادات المترسّخة ومواقف الرجال تجاه صحتهم، بهدف توعيتهم حول المخاطر الصحية التي يواجهونها وللعمل بناء على ذلك الإدراك، مما سيجعل فرص الكشف المبكر والتشخيص والعلاج الناجع أكبر.

جدير بالذكر أن المبادرة شارك فيها العام الماضي أكثر من 854 ألف شخص وجمعت الفعاليات خلالها 126 مليون دولار أميركي.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 27/تشرين الثاني/2012 - 12/محرم الحرام/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م