القلب... أمراض قديمة وعلاجات جديدة

 

شبكة النبأ: يعمل القلب البشري كمضخة تدفع الدم في جميع أعضاء الجسم، وهي قدرة تفوق كل ما يقوم الإنسان بصنعه من حركة، مما يعرضه هذه العضلة لخطر الاصابة بالأمراض بشكل مستمر، اذا لم يحصن الإنسان مناعته بشكل كافي، حيث اختلفت الأسباب والمسببات التي تشترك في اصابة القلب، وتنوعت مصادر الاجهاد التي تسبب اعتلاله، وتعد الأمراض القلبية فيما مضي شيء خطير جداً، لكن قلت فرصة التعرض لمخاطرها مع تطوير العلاج والرعاية الصحية بالإضافة إلي وعي الكثير من الناس لخطورة الإصابة بهذه الأمراض وكيفية تجنبها، ويرى الخبراء بهذا الشأن بأن هناك عدة عوامل يمكن أن  تلعب دورا كبيرا في عدم الإصابة بالأمراض القلبية، أو سرعة الشفاء منها، وأبرزها طريقة الحياة المنظمة والسليمة مع النظام الغذائي والرياضة وكيفية التعامل مع الضغوط النفسية بشكل سليم وغيرها العديد من العوامل الأخرى، ونظرا لأهمية محرك الإنسان (القلب)، لا تزال الدراسات والأبحاث من قبل العلماء مستمرة ومكثفة لإيجاد علاجات جديدة تخلص المصاب من امراض القلب وكذلك لمعرفة سبل الوقاية منها.

الأزمة القلبية

فقد ذكرت دراسة امريكية ان الكثير من الاشخاص الذين يتم اسعافهم جراء اصابتهم بازمة قلبية يعيشون مقارنة بعقد مضى وربما يعود هذا الى تغيرات في علاج المستشفى وطريقة استجابة المرضى عندما ينهار شخص ما، ووجدت الدراسة التي نشرت في دورية (سركوليشن) ان معدل الوفيات بين المواطنين الامريكيين الذين تم اسعافهم بعد اصابتهم بازمة قلبية في 2008 كان اقل من 58 بالمئة متراجعا عن 70 بالمئة تقريبا في 2001، وبنى الباحثون الذين ترأسهم اليخاندرو رابينستاين من مايو كلينك في روشستر بمينيسوتا نتائجهم على ما توصلوا اليه بعد تفريغ قاعدة بيانات مستشفى وطني، وشددوا على ان الارقام تشكل فقط ضحايا الازمة القلبية الذين عاشوا لفترة طويلة بما يكفي لدخولهم المستشفى. وتوفي العديد قبل دخولهم المستشفى، وقال رابينستاين في رسالة بالبريد الالكتروني "هذا لا يقول اي شيءعن معدلات الوفاة الناتجة عن جميع محاولات انعاش المصابين بالازمة القلبية لكن الدراسة ليس لها رسالة واضحة. اذا اصبت بازمة قلبية وكان ينبغي ان يتم اسعافك فان فرص بقائك في المستشفى تتحسن". بحسب رويترز.

وتحدث الازمة القلبية عندما يتسبب النشاط الكهربائي للمخ في وقوف النبض بصورة طبيعية مما يجعل القلب غير قادر على ضخ الدم الى الجسم. وهذا مميت في غضون دقائق ما لم تتم استعادة النبض الطبيعي بصدمة من مزيل الرجفان، وقال فريق رابينستاين انه تم تحقيق تقدمات قليلة منذ 2001 في علاج الازمة القلبية.

أمراض مميتة

فيما ربطت دراسة صدرت، بين شعور الفرد بالوحدة والعزلة وبين الإصابة بالشلل والعجز بالإضافة إلى الأمراض القلبية التي قد تؤدي إلى الموت، وجاء في الدراسة التي نشرت على مجلة تايم الأمريكية، أن الأشخاص الذين يعيشون وحيدين دون وجود أشخاص يشاركوهم الحياة معرضين أكثر للإصابة بالشلل والجلطات والأمراض القلبية الأخرى التي قد تؤدي إلى الوفاة، وبينت الدراسة التي شملت 45 ألف شخص يعانون من أمراض القلب المختلفة أن نسبة المرضى الذين يعيشون لوحدهم فاقت نسبة المرضى ممن يعيشون مع شخص آخر أو ضمن جماعات وبصورة ملحوظة. بحسب السي ان ان.

وأشارت الدراسة إلى أن هناك علاقة عكسية بين عمر الفرد وبين مدى تأثره بعوارض الوحدة والأمراض الناجمة عنها، حيث أن الأرقام تشير إلى أن الأفراد الذي يبلغ متوسط عمرهم بين 45 و 65 عاما، ترتفع لديهم احتمالية الإصابة بهذه الأمراض وبنسبة 24 في المائة مقارنة مع من يعيشوا مع شخص آخر أو ضمن جماعات، وأضافت الدراسة أن الأفراد من الفئة العمرية التي تتراوح بين 66 و 80 عاما تنخفض عندهم احتمالية الإصابة لهذه الأمراض لتصبح نسبتها 12 في المائة، أما لمن تجاوز الـ 80 من العمر فلم تجد الدراسة رابطا بين شعور الفرد بالوحدة وبين الأمراض القلبية.           

أمراض وعائية

كما أظهرت دراسة نشرت في الولايات المتحدة أن الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب (ايدز) معرضون بشكل مضاعف لخطر الاصابة بنوبة قلبية أو جلطة دماغية، ويعزى ارتفاع خطر الاصابة بأمراض قلبية وعائية لدى هؤلاء المرضى الذين يخضعون جميعهم لعلاج بمضادات الفيروس القهقرية إلى التهاب الشرايين، بحسب معدي الدراسة التي عرضت في اليوم الأول من المؤتمر الدولي التاسع عشر حول الايدز الذي يحضره 25 ألف مشارك من 190 بلدا في واشنطن حتى 27 تموز/يوليو، وقال الدكتور ستيفن غرينسبون إن "دراسات حديثة عدة، بما فيها دراستنا، أظهرت أن الأشخاص المصابين بفيروس الايدز معرضون بشكل مضاعف لخطر النوبة القلبية والجلطة الدماغية"، وأضاف أن "هذه البيانات الجديدة تدعو إلى الاعتقاد أن التهاب الشرايين ناجم عن آلية تفعل جهاز المناعة وتزيد بالتالي خطر الإصابة بأمراض قلبية وعائية لدى هؤلاء المرضى". بحسب فرانس برس.

وفي هذه الدراسة، حلل الباحثون نتائج مسح الشرايين لدى 81 مشاركا، ثلثهم (21) مصاب بفيروس الايدز ويتناول مضادات الفيروسات القهقرية ولم يصب من قبل بمرض قلبي وعائي.

أما الثلث الثاني فسلبي المصل وغير مصاب بأمراض في الشرايين، والثلث الأخير مؤلف من 27 شخصا سلبي المصل يعاني تصلب الشرايين، وأظهرت صور المسح أن مستويات التهاب الشريان الأبهر لدى الأشخاص ايجابيي المصل أعلى بكثير منه لدى الأشخاص سلبيي المصل الذين لا يعانون أمراضا قلبية وعائية. وجاءت هذه المستويات قريبة من تلك التي سجلت لدى الأشخاص سلبيي المصل الذين يعانون تصلب الشرايين.

ضوضاء السيارات

من جهة أخرى سلطت دراسة دنمركية المزيد من الضوء على سلبيات حركة المرور، حيث قد يؤدي استنشاق انبعاثات عوادم السيارات أو البقاء وراء مقود القيادة لساعات طويلة، لأضرار جديدة، إذ وجدت بأن الضجيج العالي الناجم عن حركة سير السيارات قد يرفع مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية، ووجدت الدراسة، التي أجراها باحثون من "جمعية مكافحة السرطان الدنمركية" إنه مع ارتفاع بمقدار عشرة ديسبل في ضجيج حركة المرور، يرافقها كذلك ارتفاع مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية بواقع 12 في المائة، وتابع الفريق العلمي أكثر من 50 ألف شخص، تراوحت أعمارهم بين سن الخمسين و64 عاماً، يعيشون في اثنين من أكبر مدن الدنمرك،  العاصمة كوبنهاغن و"أروس"، وكشف المشاركون، خلال الدراسة التي استمرت عشر سنوات،  عن نمط حياتهم اليومية من حمية غذائية وتمارين بدنية بجانب المناطق الجغرافية لأماكن إقامتهم، وخلال فترة الدراسة، أصيب 1600 مشارك بأول نوبة قلبية، وازداد خطر الإصابة بها مع ارتفاع ضجيج الحركة قرب مساكن المشتركين، علماً أن الصلة بين الاثنين ظلت قوية حتى عند الأخذ بعين الاعتبار عوامل أخرى مؤثرة كمدى التعرض لتلوث الهواء، والحمية  الغذائية، والجنس، وعزي الرابط إلى الإجهاد الناجم عن الضوضاء، ومن المعلوم سلفا أن الإجهاد أحد العوامل الرئيسية المسببة للنوبات القلبية، بحسب لـCNN.

وقال د. روبرت بونو، من جامعة "نورث ويسترن فاينبرغ للطب: "الضوضاء في حد ذاتها ترفع من كم الإجهاد ومعدلات الهرمونات الناجمة عنه كـ"الادرينالين"، كما قد ترفع ضغط  الدم"، بجانب عوامل أخرى منها عدم نيل قسط كاف من النوم جراء الضجيج، وهي كذلك من عوامل الخطر المسببة للنوبات القلبية، علاوة على تلوث نوعية الهواء في المنطقة، وهو عامل له ارتباط منفصل بالنوبات القلبية، وتأثيره العام على الصحة ككل، كما وجدت دراسات سابقة، وتقول الدراسة إنه ليس بالضرورة أن تكون الضوضاء عالية للغاية ليكون لها تأثير مضر على الصحة، ويذكر أن بحثاً علمياً نشر كشف عن أن قضاء ساعات طويلة في التنقل بالسيارة "يقترن بارتفاع الوزن وضغط الدم وكلها مؤشرات قوية على أمراض القلب وداء السكري وبعض أنواع السرطان.

مسكنات الآلام الشائعة

بينما وجدت دراسة جديدة، أن مسكنات الآلام الشائعة، تزيد من خطر الموت المبكر عند الأشخاص الذين كانوا قد عانوا من أزمة قلبية، وذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أن الباحثين في جامعة "كوبنهاغن"، وجدوا أن مسكنات الآلام الشائعة، مثل الإيبوبروفين تزيد من خطر الوفاة أو الإصابة بأزمة قلبية جديدة، عند الأشخاص الذي كانوا قد نجوا من أزمة قلبية سابقة، وأكدت النتائج المخاطر المحتملة لتناول مجموعة الأدوية غير الستيوردية والمضادة للالتهابات (NSAID)، وكان بحث سابق، وجد أن المسكنات ترتبط بزيادة خطر الإصابة بأزمات قلبية أو سكتات دماغية، عند تناولها بجرعات عالية لفترة طويلة. بحسب يونايتد برس.

وقد شملت الدراسة نحو، 100 ألف شص في عمر يزيد على الثلاثين عاماً أصيبوا بأزمة قلبية أولى بين العامين 2007 و2009، وحاولوا معرفة إن كان قد وصف لهؤلاء أدوية (NSAID) بعد الأزمة، وتبين أنه بين الذين تناولوا هذه الأدوية، زاد خطر الوفاة لأي سبب 59% بعد سنة من الأزمة القلبية، وبنسبة 63% بعد 5 سنوات، وزاد خطر الإصابة بأزمة قلبية ثانية أو الوفاة جراء مرض قلبي 30% بعد سنة، و41% بعد 5 سنوات.

ابتكار أوعية دموية

من جانب آخر استطاع علماء ابتكار أوعية دموية صغيرة باستخدام خلايا جذعية من دهون أخذت عن طريق شفط الدهون، وذكر موقع «هلث داي نيوز» الأميركي، أن الباحثين بجامعة «أوكلاهوما للهندسة الكيميائية والبيولوجية والمادية»، استطاعوا ابتكار أوعية دموية صغيرة بالمختبر عبر استخدام خلايا جذعية من دهون جمعت عن طريق عملية شفط الدهون، وقد تلعب هذه الأوعية المصنّعة دوراً مستقبلياً بعمليات زرع الأعضاء بما في ذلك جراحة تحويل مجرى الدم في القلب، وقال الباحثون إن الأوعية الدموية المزروعة بجراحة تحويل مجرى الدم في القلب، تستخدم لإعادة توجيه الدم حول الشرايين المغلقة بشدة. بحسب يونايتد برس.

فيما للتقنيات الحالية قيود معيّنة، في حين أن نتائج الدراسة الحالية تظهر أن الأوعية الدموية المبتكرة قد تساعد الأطباء على تجنّب بعض العقبات. وقال الباحث المسؤول عن الدراسة ماتياس نولرت، إن كثيراً من الخطوات لاتزال مطلوبة قبل أن يتمكن المرضى من الاستفادة من هذه التقنية، مضيفاً «نحن بحاجة أولاً لصنع وعاء دموي عامل بشكل تام.. إن أوعيتنا الجديدة تعمل، لكنها لم تحقق بعد بعض الميزات الميكانيكية الفيزيولوجية».

الرياضة والادوية

في حين ذكرت دراسة امريكية ان الاشخاص المصابين بامراض القلب ويعانون ايضا من الاكتئاب قد يتمكنون من تخفيف اعراض الاكتئاب عن طريق المواظبة على التدريبات الرياضية بالاضافة الى تناول العلاج، ووجد باحثون يكتبون في دورية (امريكان كوليدج اوف كارديولوجي)أو (الكلية الأمريكية لأمراض القلب) ان 101 من مرضى القلب الذين يعانون من الاكتئاب ويقومون بتدريبات رياضية لمدة 90 دقيقة اسبوعيا وكذلك الذين بدأوا في تلقي عقار (زولوفت) قد تحسنت حالتهم بشكل كبير مقارنة بالمرضى الذين يتاولون دواء إرضائيا خاليا من المادة الفعالة، وزودت شركة فايزر للادوية الباحثين بكل من دواء زولوفت واقراص إرضائية خالية من المادة الفعالة لاستخدامهما في الدراسة لكن الباحثين قالوا ان الشركة لم تشارك في أي اجزاء اخرى من الدراسة، وقال الان روزانسكي الذي كتب افتتاحية مصاحبة للدراسة انه يمكن النظر لللتدريبات الرياضية باعتبارها "وسيلة فعالة (اخرى)" يمكن استخدامها لمكافحة الاكتئاب لدى مرضى القلب. بحسب رويترز.

وقال روزانسكي الذي يعمل في مستشفيات سانت لوك وروزفلت في نيويورك "تكمن جاذبية التدريبات في ان لديها العديد من المنافع البدينة الاخرى ويجب ان توضع في الاعتبار"، ووفقا لمن كتبوا الدراسة فان ما يصل الى 40 بالمئة من مرضى القلب لديهم اعراض الاكتئاب وجرى الربط بين الاكتئاب نفسه وزيادة خطر التعرض للمزيد من المشاكل في القلب، وافرزت دراسات سابقة نتائج متضاربة بشأن ما اذا كان بامكان مضادات الاكتئاب أو أي علاجات أخرى معترف بها تخفيف حدة الاكتئاب لدى مرضى القلب لكن الابحاث التي تشير الى ان التمرينات الرياضية قد تكون مفيدة في تزايد، وقد نشر باحثون دراسة منفصلة شملت اكثر من 2300 شخص يعانون من قصور في القلب والذين تم توزيعهم بشكل عشوائي بين ممارسة التمرينات الرياضية او تلقي الرعاية المعتادة، ووجدت الدراسة ان النشاط الزائد ادى إلى انخفاض بسيط في اعراض الاكتئاب.

دخان السيارات

على الصعيد نفسه يعمل علماء بريطانيون على إستخدام مواد سامّة موجودة في الدخان المنبعث من السيارات، كعلاج لأمراض القلب، وأفادت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أن الباحثين في جامعتي "سان اندرو"، و"هايلاندز اند ايلاندز" يختبرون إستخدام مادتي أول أكسيد الكربون وأحادي أكسيد النيتروجين، كعلاج لتوسيع الأوعية الدموية ومنع حدوث جلطات دموية، وقال الباحث المسؤول عن الدراسة إيان ميغسون، إن ضخ المادين السامتين عادة إلى القلب بكميات ضئيلة يحرم الجسم من قدرته على تشكيل الجلطات، ويريح الأوعية الدموية ويجعلها أوسع ويسمح بمرور مزيد من الدماء فيها. بحسب يونايتد برس.

ويأمل العلماء بأن يستفيد من هذا الإختبار المرضى الذين يعانون من أزمات قلبية وسكتات دماغية، وقال ميغسون "نستخدم كميات من هذه المواد أصغر بمليون مرة من التي تبثها السيارات، وبالتالي بكميات قليلة جداً، التي عندما تضخ في منطقة معينة يمكن أن تكون مفيدة للمريض"، ويعمل حالياً فريق من العلماء في جامعة سان أندرو على بناء كيس مملوء بجزيئات أول أكسيد الكربون وأحادي أكسيد النيتروجين، يصمّم بطريقة يبث فيها الغازات داخل الجسم عند لمس السائل المطلوب في الجسم، ويمكن لهذه الطريقة الجديدة أن تستخدم لاحقاً كبديل عن العلاجات التقليدية لمنع حصول الجلطات عند مرضى القلب.

زيت السمك

على صعيد آخر أظهرت دراسة يونانية أن أحماض أوميجا-3 الدهنية الموجودة في الأسماك الغنية بالزيوت مثل السردين والسالمون والتي كانت تعرف يوما بأنها سبيل لتجنب أمراض القلب والجلطات لا تؤثر في خفض معدلات الوفاة، واستنادا لمراجعة وتحليل تجارب إكلينيكية سابقة شملت أكثر من 68 ألف مريض قال الباحثون اليونانيون الذين نشر تقريرهم في دورية الرابطة الطبية الأمريكية إن الأحماض الدهنية لا تأثير لها في خفض معدلات الوفاة بشكل عام أو الحد من الوفيات الناجمة عن أمراض القلب أو الجلطات أو الأزمات القلبية، وأضاف فريق البحث الذي قاده موسيف إليسيف من مستشفى أيوانينا الجامعي أن هذا ينطبق على الحالات التي تتناول تلك الأحماض سواء في مكملات غذائية كالأقراص أو من خلال التهام الأسماك، وكتب إليسيف وفريقه "لا يرتبط تناول أوميجا-3 بشكل عام... بتقليص خطر الوفيات الناجمة عن سبب معين كالوفاة بسبب أمراض القلب أو الوفاة المفاجئة أو انسداد الشرايين أو الجلطات"، وقبل عشر سنوات أشارت الدلائل الطبية إلى أن تناول أوميجا-3 سواء في الطعام أو من خلال المكملات الغذائية يوفر عامل حماية قويا وإن كانت الآلية غير مفهومة. بحسب رويترز.

وأشار العلماء إلى تحسن في مستويات الترايجليسريد وهو مركب عضوي دهني في الدم وإلى تحسن في مستويات ضغط الدم واضطراب ضربات القلب، لكن الصورة اختلفت بعد ذلك. وفي وقت سابق هذا العام وجد باحثون كوريون أن المكملات الغذائية التي تحتوي على أوميجا-3 ليس لها تأثير على أمراض القلب أو على الوفيات وذلك استنادا إلى حالة 20 ألف مشارك في تجارب سابقة، وجمعت الدراسة الأخيرة نتائج 18 تجربة إكلينيكية اختير المشاركون فيها عشوائيا ومنهم من كان يتناول مكملات تحتوي على أوميجا-3 ومنهم من لم يكن يتناول مثل هذه المكملات. كما اشتملت الدراسة على تجربتين تلقى فيهما أناس نصائح من متخصصين في التغذية الصحية بزيادة تناول الأطعمة الغنية بأوميجا-3.

حقن الأنفلونزا

الى ذلك  أشارت دراسات حديثة إلى أن الحقن المضادة لفيروس الأنفلونزا تساعد على تقليل احتمالية الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 50 في المائة، ففي تقرير نقلته مجلة "تايمز" الشقيقة لـ CNN، قال جراح القلب والأوعية الدموية الدكتور جيكوب أوديل، أحد الباحثين المسؤولين في دراسة متخصصة: "لقد قمنا بتحليل لأربع دراسات سابقة متعلقة بحقن الأنفلونزا وأمراض القلب والأوعية الدموية، ولجأنا إلى عينة ممثلة بـ (3227) شخص، نصفهم عانوا من أمراض القلب والأوعية الدموية، إذ تم حقن نصف عينة الدراسة بلقاح الأنفلونزا، أما النصف الآخر فتم حقنهم بلقاحٍ وهمي"، وأثبتت نتائج الدراسة الأولى أن فرص إصابة الأشخاص الذين تلقوا لقاح الأنفلونزا بالأزمات القلبية تضاءلت إلى 50 في المائة، إضافة إلى انخفاض فرص الوفاة المرتبطة بالأمراض القلبية بمقدار 40 في المائة.

بينما أشارت دراسة أخرى، أجراها مركز سني بروك للعلوم الصحية في تورنتو، بكندا، إلى دور لقاح الأنفلونزا في تقليل حاجة شحن بطاريات أجهزة القلب الاصطناعية بشكل ملحوظ، ولكن الدراسة أشارت إلى أن الأشخاص الذين تلقوا لقاح الأنفلونزا تقل حاجتهم إلى شحن قلوبهم الاصطناعية، خاصة لأولئك ممن تلقوا اللقاح على مدار العامين، مقارنة مع الأشخاص الذين لم يحقنوا باللقاح. بحسب السي ان ان.

ورغم أنه لم يتم التطرق إلى كيفية تمكن لقاح الأنفلونزا من تقليل فرص الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، إلا أن المختصين أشاروا إلى احتمالية تحفيز اللقاح لمناعة الجسم وتوليده للأجسام المضادة التي تتحرك في شرايين الدم، وبالتالي فإن حركتها تمنع من انسداد الشرايين، الأمر الذي يقلل من فرص الإصابة بالسكتات القلبية، وتأتي هاتان الدراستان كدعمٍ لتصريحات الجمعية الأمريكية لأمراض القلب، التي تحث على ضرورة أخذ لقاح الأنفلونزا لكل من يزيد عمره عن الستة أشهر، وذلك لتقليل الإصابة بمرض الأنفلونزا، والتي يمكن أن تتسبب بموت البعض، مثل كبار السن والحوامل والأطفال الرضع.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 12/تشرين الثاني/2012 - 27/ذو االحجة/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م