الأسد يفضل الموت في سوريا والمعارضة لا تزال تتشرذم!

 

شبكة النبأ: قال الرئيس السوري بشار الأسد انه سيعيش ويموت في سوريا وحذر من أن أي تدخل عسكري غربي لاسقاطه ستكون له عواقب كارثية سواء في الشرق الاوسط او العالم كله.

وتزامنت تصريحات الاسد التي تتسم بالتحدي مع اجتماع مهم في قطر لفصائل المعارضة السورية التي تسعى للاتفاق على مظلة جديدة تضم الجماعات المسلحة في الداخل والمعارضة في الخارج وسط تصاعد الضغوط الدولية عليها بضرورة تنظيم نفسها والاستعداد لمرحلة ما بعد الاسد.

وبدا الأسد الذي يواجه انتفاضة ضد حكمه اندلعت قبل 19 شهرا وكأنه يرفض فكرة لرئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون هذا الاسبوع اقترح فيها منح الأسد خروجا آمنا ولجوءا إلى الخارج كحل للخروج من الأزمة في سوريا.

وقال الاسد في حديث خاص لقناة (روسيا اليوم) "أنا لست دمية ولم يصنعني الغرب كي أذهب الى الغرب او الى أي بلد آخر . انا سوري انا من صنع سوريا وعلي ان أعيش وأموت في سوريا." وعرض موقع القناة على الانترنت تصويرا للاسد وهو يتحدث في المقابلة وينزل على درج خارج فيلا بيضاء. ولم يتضح متى أدلى الأسد بالتصريحات.

وترغب الولايات المتحدة وحلفاؤها في الاطاحة بالرئيس السوري لكنها أحجمت عن تسليح المعارضة السورية او فرض منطقة حظر جوي. وتساند روسيا الاسد.

وقال الرئيس السوري الذي يبلغ من العمر 47 عاما "أعتقد ان كلفة الغزو الاجنبي لسوريا لو حدث ستكون اكبر من ان يستطيع العالم باسره تحملها لانه اذا كانت هناك مشاكل في سوريا... فان ذلك سيكون له اثر الدومينو الذي سيؤثر على العالم من المحيط الاطلسي الى المحيط الهادي." واضاف في التصريحات التي نشرت مقتطفات منها على موقع القناة على الإنترنت يوم الخميس "لا اعتقد ان الغرب يمضي في هذا الاتجاه لكنه اذا فعل فلن يكون بوسع أحد أن يتنبأ بما سيحدث بعد ذلك."

وتسلط محادثات الدوحة التي تدعمها واشنطن الضوء على الدور الرئيسي الذي تحاول قطر لعبه في انهاء حكم الاسد في الوقت الذي تسعى فيه الدولة الخليجية التي مولت الانتفاضة الليبية التي أطاحت بمعمر القذافي في ليبيا العام الماضي إلى تجهيز نفسها للقيام بدور رئيسي في سوريا ما بعد الاسد.

وقال مصدر من داخل الاجتماع المغلق إن رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم آل ثاني حث المعارضة السورية على تنحية خلافاتها جانبا وتوحيد صفوفها. بحسب رويترز.

ونقل عنه المصدر مطالبته للمعارضة بالتحرك بسرعة من أجل الحصول على الاعتراف الدولي. ووجه وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو نفس الدعوة حيث نقل المصدر عنه قوله "نريد متحدثا رسميا واحدا لا أكثر. نريد شركاء ذوي كفاءة فقد حان وقت الوحدة."

وأظهر نص رسمي لخطاب أدلى به وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية الشيخ خالد محمد العطية أنه قال امام التجمع ان الشعب السوري ينتظر منهم الوحدة لا الانقسامات وان اتفاقهم اليوم سيثبت للمجتمع الدولي ان هناك وحدة وهذا سينعكس بشكل ايجابي على موقف المجتمع الدولي تجاه قضيتهم.

وتثير الحرب في سوريا -التي تقول المعارضة انها اسفرت عن مقتل نحو 38 الف شخص- نذر صراع طائفي اوسع في الشرق الاوسط وتفرض واحدا من أصعب تحديات السياسة الخارجية امام الرئيس الامريكي باراك اوباما في مستهل فترته الرئاسية الثانية.

وزادت الصراعات الدولية والاقليمية من تعقيد جهود الوساطة سعيا لأي حل للصراع. واستخدمت كل من روسيا والصين حق النقض في مجلس الامن الدولي ثلاث مرات ضد قرارات كان من شأنها ان تفرض ضغوطا على الاسد.

وانتقد الحلفاء الغربيون والعرب بشدة المجلس الوطني السوري الذي يمثل جماعة المعارضة الرئيسية ووصفوه بأنه غير فعال وقالوا إنه يدار على يد معارضين منفصلين عن واقع الاحداث في سوريا وخاضع لهيمنة جماعة الاخوان المسلمين.

وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج ان بريطانيا ستتحدث مباشرة إلى المعارضة السورية المسلحة في الداخل بعد ان انتقدت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون المجلس الوطني السوري الاسبوع الماضي قائلة ان اجتماع قطر يجب ان يسفر عن كيان يضم المعارضة التي "تقاتل وتموت".

لكن خطة انشاء كيان يمكن اعتباره في نهاية المطاف حكومة ظل قادرة على كسب الاعتراف الدولي والحصول على مزيد من الدعم العسكري واجهت مشكلة بمجرد اقتراح عضو المجلس الوطني السوري رياض سيف لها.

ويتعثر الاجتماع حتى الآن بسبب الجدال بشأن تمثيل المجلس الوطني السوري وعدد المقاعد التي ستحصل عليها الجماعات المنافسة ومن بينها الاسلاميون واليساريون والعلمانيون.

وقال برهان غليون العضو البارز في المجلس الوطني السوري ان المشاركين في الاجتماع في طريقهم للاتفاق وقال ان الاجواء ايجابية وان الجميع لا يريدون الخروج من الاجتماع دون انجاحه.

ومبادرة سيف هي أول محاولة منسقة لدمج قوى المعارضة للمساعدة في انهاء الصراع الذي دمر مساحات واسعة من سوريا. وتهدف المبادرة أيضا إلى انشاء مجلس عسكري أعلى ولجنة قضائية وحكومة انتقالية من الخبراء على غرار المجلس الوطني الانتقالي الليبي الذي تمكن من حشد الدعم الدولي لمعركته للاطاحة بالقذافي.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 10/تشرين الثاني/2012 - 25/ذو االحجة/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م