النظام البيئي... مشاكل متفاقمة وحلول متلاشية

 

شبكة النبأ: يواصل العلماء أبحاثهم ودراساتهم في سبيل السيطرة على بعض المخاطر البيئية المتزايدة التي تهدد الحياة على سطح الكرة الأرضية والتي يعد الإنسان احد أهم أسباب استفحالها، ويرى بعض المتخصصين ان تلك الجهود تحتاج الى دعم وقرارات دولية تسهم بالحد من تفاقم هذه المشكلة، وفي هذا السياق تؤكد دراسة جديدة حول آثار السلوك البشري على النظام البيئي والطبيعي في الأراضي الجافة أن الأنشطة البشرية ربما تؤدي لاختلال في التوازن الطبيعي للصحراء على مستوى العالم، وأن لها تأثير كبير على الحيوانات الثديية. ويؤمن العلماء أن الرعي الجائر للثروة الحيوانية وأنشطة أخرى مشابهة تقف خلف ارتفاع معدلات الانقراض وتقليل التنوع الحيواني.

وتقول ماريا فيرونيكا تشيللو رئيسة فريق الباحثين الذي اعد الدراسة إن هذا البحث سيساعد في الحفاظ على المستقبل. ونشرت نتائج الدراسة في "دورية البيئات الجافة" مع تقييم لآثار الإنسان وأنشطته على النظم الطبيعية للثدييات وما يمكن ان يحدثه من اضطرابات. وقالت تشيللو التي تعمل باحثة أحيائية في مجموعة بيوديفيرسيدي للأبحاث بالمعهد الأرجنتيني لأبحاث الأراضي القاحلة :"أصدرنا تقريرا للمرة الأولى حول الأراضي الجافة والآثار السلبية للنشاط البشري على السلوك الوظيفي للثدييات. وبغض النظر عن السمة المشتركة في الاضطرابات التي تحدث للكائنات فإن التنوع الوظيفي يتناقص."

ومن خلال البحث في 25 دراسة تم جمع الأدلة حول الآثار التي يسببها البشر من اضطرابات على الثدييات في الأراضي القاحلة وشبه القاحلة، حيث تم تضمين قطاع عريض من الحيوانات شمل مئة وعشرة أنواع في التحليل. ويعد الصيد الجائر وقطع الأشجار والرعي والحرائق وإدخال أنواع غريبة من الكائنات ضمن الطرق التي يدمر بها البشر المجتمعات الثديية.

وعلى الرغم من ان الصحراء والأراضي القاحلة ربما تكون أماكن مجدبة في كثير من الأحيان، إلا أنها تدعم النظم البيئية الهشة والمعقدة والتي تلعب الثدييات فيها دورا رئيسيا. وتقوم بعض الثدييات بالحفر لبناء الجحور أو للبحث عن الطعام، بما يمكنها من إدخال مواد عضوية تحت الأرض، ويساعد في تخصيب التربة. ويلعب الكثير من الحيوانات آكلة العشب دورا مهما في الحفاظ على حياة النبات، من خلال أكل الأوراق وتفريق البذور.

وقالت تشيللو :"إن الحياة في الصحراء يمكن أن تكون غير مستقرة بالنسبة للكثير من الثدييات، لأنها معرضة دوما لأخطار كبيرة وغير متوقعة حسب الظروف البيئية، بما يمكن أن يكون له تأثير سلبي في القضاء على الموارد التي تعتمد عليها." كما تعتقد الدراسة أن النشاط البشري أكثر تدميرا لدور الثدييات في النظام البيئي، فالبشر يحدثون تغييرات جوهرية في شكل الموطن الطبيعي، مثل الحرق أو الرعي الجائر مما يحول المروج العشبية إلى مجرد أرض شجرية. وقالت تشيللو :" ويظهر التأثير الأكثر سلبية عندما تغير الاضطرابات ظروف النظام كأن تقوم بتعديل بنية أو أنواع النباتات السائدة."

ووجد الفريق أن الأضرار التي يمكن أن تنجم عن حريق قديم من العام الماضي يمكن أن تكون أكثر من آثار حريق نشب حديثا، لأن الحرائق الحديثة تزيل النباتات، ولكن الأشكال الجديدة من الحياة النباتية تستوطن المناطق التي ضربتها الحرائق القديمة، وهذه النباتات الجديدة يمكن أن تكون مدمرة لثدييات الصحراء أكثر من أي نباتات أخرى. ولكن الفريق وجد أيضا أن الرعي المنظم، له آثار محدودة على اضطرابات الثدييات. بحسب بي بي سي.

حيث يأمل العلماء أن يجدوا الطريقة التي يستغل بها البشر استقرار الصحراء مع مساعدة الثدييات للحفاظ على النظام البيئي في مناطق مثل صحراء مونتي في الأرجنتين. يقول العلماء :"إن إنتاج الماشية، وهو أحد الأنشطة البشرية في الأراضي القاحلة، ليس أكثر الأنشطة البشرية عدوانية على التنوع الوظيفي للثدييات، ولكنه يفتح سبلا جديدة للبحث". ويأمل العلماء في أن يكون الإنتاج الدائم للماشية استراتيجية يمكن أن تساعد في الحفاظ على التنوع الحيوي في هذه المناطق ضد الأنشطة البشرية في المستقبل.

انقراض النخيل

في السياق ذاته يقول الاتحاد الدولي لحماية البيئة إن أغلبية أشجار النخيل في جزيرة مدغشقر تواجه خطر الانقراض بسبب تجريف الأراضي. وقال الاتحاد إن 83 في المئة من أنواع النخيل البالغة 192 نوعا قد تم إدراجها بقائمة الاتحاد الخاصة بالأنواع المهددة. ووصف الاتحاد هذه الأرقام بأنها "مخيفة" قائلا إن فقدان الأشجار يعرض الحيوانات للخطر، ويعرض كذلك معيشة الكثير من الناس للخطر. وتزيد هذه النتائج من العدد الإجمالي العالمي للأنواع التي تواجه خطر الانقراض إلى 20 ألف و219 نوعا.

وقال جين سمارت، المدير العالمي لشئون الحفاظ على التنوع البيولوجي بالاتحاد الدولي لحماية البيئة إن الدراسة الأخيرة أظهرت أن الموقف لا يمكن أن يتم تجاهله أكثر من ذلك. وأضاف سمارت: "الأرقام الواردة بشأن النخيل في مدغشقر أرقام مخيفة حقا، وخاصة أن فقدان النخيل يؤثر على كل من التنوع البيولوجي الفريد للجزيرة وعلى سكانها كذلك." وتعد مدغشقر رابع أكبر جزيرة في العالم بعد جزر غرينلاند، وغينيا الجديدة، وبورنيو.

وبسبب عزلة جزيرة مدغشقر عن العالم، فإن معظم الثدييات فيها، ونحو نصف الطيور التي تحلق فوقها، وكذلك معظم النباتات على سطحها لا يوجد منها في أي مكان أخر على وجه الأرض. وتمثل أشجار النخيل جزءا أساسيا من التنوع البيولوجي على سطح الجزيرة، وذلك في الوقت الذي تعتمد المجتمعات الأكثر فقرا هناك على النخيل لتوفير الغذاء والسكن.

وتستخدم المواد الخام المأخوذة من النخيل في بناء المنازل وتصنيع الأواني الخشبية، وفي بعض الصناعات اليدوية الأخرى، بالإضافة إلى أنها تدخل في انتاج أنواع من الأغذية، والمشروبات، والأدوية. لكن الغابات الآن تتقلص بشكل سريع حيث تتم إزالتها من أجل الزراعة المنتظمة وبناء المساكن. وقال وليام بيكر، المسؤول بالاتحاد الدولي لحماية البيئة: "تنمو غالبية أشجار النخيل في مدغشقر في الغابات المطيرة التي تقع في شرق الجزيرة، والتي تم تقليصها إلى أقل من ربع مساحتها الأصلية والتي لا زالت تتعرض لخطر الاختفاء." بحسب فرنس برس.

وقد تأثرت حيوانات مثل الليمور بالعمليات المتلاحقة لإزالة الغابات، والتي تدمر الموطن الأصلي لكثير من الكائنات الحية الموجودة على سطح الجزيرة. وأضاف بيكر: "إن خطر الانقراض الذي تواجهه جزيرة مدغشقر يعكس التدهور الحاصل في هذه الغابات، والذي يهدد جميع مظاهر الحياة البرية الرائعة هناك." ويبلغ عدد الحيوانات والنباتات التي أضيفت لقائمة الاتحاد الدولي لحماية البيئة على مستوى العالم للأنواع المهددة 65 ألف و 518 نوع.

حجم الاسماك

من جهة أخرى يؤدي الاحترار المناخي إلى تغيير درجات الحرارة ونسبة الاوكسيجين في المحيطات، لكنه قد يتسبب أيضا بتقليص حجم الأسماك، على ما أفادت دراسة.ويعتمد حجم الأسماك واللافقاريات على حاجاتها من السعرات الحرارية بشكل رئيسي، فعندما يتعذر على البيئة المحيطة بها أن تمدها بالطاقة على قدر حاجاتها، يتوقف نموها.

ويعتبر الأوكسيجين المتواجد في المياه مصدر طاقة مهما بالنسبة إلى هذه الأنواع. ويشرح دانييل باولي المتخصص في علم الاحياء في مركز مصائد الأسماك التابع لجامعة "يونيفرستي اوف بريتيش كولومبيا" في فانكوفر (كندا) ان "الحصول على ما يكفي من الأوكسيجين للنمو يشكل تحديا دائما بالنسبة إلى الاسماك، وكلما زاد حجم السمكة، ازدادت المهمة صعوبة".

وأضاف "من المتوقع أن يؤدي التغير المناخي إلى ارتفاع حرارة المياه في المحيطات وانخفاض نسبة الأوكسيجين فيها، ومن شأن هذا الوضع أن يصعب المهمة بالنسبة إلى الاسماك الكبيرة، أي أنها ستتوقف عن النمو في مرحلة أبكر". وقد قام دانييل باولي وزملاؤه بتصميم نماذج لمحاكاة آثار الاحترار المناخي على أكثر من 600 نوع من الأسماك، بالاستناد إلى الفرضيتين المناخيتين الأكثر اعتمادا في أوساط الاختصاصيين في الشؤون المناخية للفترة الممتدة بين العامين 2001 و2050 .

وبحسب تقديرات العلماء، سيبقى معدل احترار المحيط منخفضا، تماما مثل نسبة الأوكسيجين. غير ان "التغيرات الناجمة عن هذا الوضع والمتعلقة بالحد الاقصى لوزن (الاسماك) هي ملحوظة"، على حد قول القيمين على هذه الدراسة التي نشرت في المجلة البريطانية "نيتشر كلايمت تشينج". فمن المتوقع أن ينخفض الحد الاقصى لوزن الأسماك بصورة عامة ما بين 14 و24% بين العامين 2001 و 2050، بحسب تقديرات الباحثين. وتوازي هذه النسبة وزنا يتراوح بين 10 كيلوغرامات و18 كيلوغراما لرجل يزن 77 كيلوغراما. وتشتد وطأة هذا الانخفاض بصورة خاصة على المحيط الهندي (انخفاض في الوزن بنسبة 24%)، ثم المحيط الأطلسي (انخفاض في الوزن بنسبة 20%) والمحيط الهادئ (انخفاض في الوزن بنسبة 14%)، بغض النظر عما إذا كانت المناطق مدارية أم معتدلة المناخ. بحسب فرنس برس.

ويلفت الباحثون إلى أنه "في ظل تعذر تخفيض انبعاثات غازات الدفيئة، قد تكون تداعيات (التغير المناخي) على النظم البيئية البحرية أكبر من المتوقع... ولا سيما أن ظواهر أخرى من قبيل الصيد المفرط والتلوث قد تفاقم هذه الحالة".

الحاجز المرجاني

في السياق ذاته خسر الحاجز المرجاني العظيم في استراليا أكثر من نصف شعابه المرجانية خلال السنوات السبع والعشرين الماضية تحت تأثير العواصف ونجوم البحر المفترسة وابيضاض المرجان الناجم عن الاحترار المناخي، على ما كشفت دراسة استرالية. ومن المتوقع أن تستمر الشعاب في التدهور بهذه الوتيرة بحلول العام 2022، في حال لم تتخذ أي إجراءات لحمايتها، على ما أفاد العلماء من المعهد الاسترالي للعلوم البحرية وجامعة ولنغونغ (في ولاية نيو ساوث ويلز الاسترالية).

واكد الباحثون الذين نظروا في 2258 دراسة علمية أجريت في العقود الثلاثة الاخيرة على هذه الظاهرة ان "خسارة نصف الغطاء المرجاني الاصلي يعتبر مصدر قلق كبير لأنه يعني ان عشرات آلاف الأنواع البحرية قد خسرت موطنها". وقد تسببت الأعاصير الاستوائية الشديدة التي وصل عددها إلى 34 إعصارا منذ العام 1985 بنسبة 48 % عن تدهور الحاجز العظيم ، يليها نجم البحر المعروف علميا ب "أكاتستر بلانسي" والملقب ب "اكليل الشوك" والذي يفترس المرجان، المسؤول عن 42 % من الاضرار.

بالإضافة إلى ذلك، ألحق ابيضاض المرجان الناجم عن احترار المحيطات في العامين 1998 و 2002 "أضرارا كبيرة" بشعاب مرجانية في وسط المنطقة وشمالها، على ما جاء في الدراسة. غير أن هيو سويتمان احد القيمين على هذه الدراسة كشف أن الشعاب المرجانية قد تتشكل مجددا. و قال إن هذه العملية "قد تستغرق بين 10 اعوام و20 عاما وإن الفترات الفاصلة بين مراحل التدهور هي قصيرة جدا بحيث لا تسمح بإعادة تشكيل الشعاب بالكامل، ما يؤدي إلى خسائر على المدى الطويل".

يمتد الحاجز المرجاني العظيم المدرج في قائمة التراث العالمي التي تعدها منظمة الامم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) على حوالى 345 ألف كيلومتر مربع على طول الساحل الاسترالي، وهو يشكل أكبر حاجز مرجاني في العالم مع اكثر من ثلاثة آلاف "نظام" مرجاني ومئات الجزر المدارية. وهو يضم 400 نوع من المرجان و1500 نوع من الاسماك و4 آلاف نوع من الرخويات والأنواع المهددة.

على صعيد متصل أعلنت السلطات في جزر كوك إنشاء أكبر محمية بحرية في العالم تقع في المحيط الهادئ ويوازي حجمها ضعف حجم فرنسا. وأوضح رئيس الوزراء هنري بونا في مناسبة افتتاح منتدى جزر المحيط الهادئ أن المحمية التي تبلغ مساحتها 1065 مليون كيلومتر مربع "هي أكبر منطقة في التاريخ (ينشئها) بلد واحد من أجل الحفاظ على المحيطات وإدارتها". بحسب فرنس برس.

وأضاف أن جزر كوك، بحفاظها على المحيط الهادئ وعلى ثورته الحيوانية والنباتية، تساهم في تأمين "الرفاه لسكانها وللبشرية جمعاء". وتابع أن "المحمية البحرية تؤمن الإطار الضروري لتعزيز التنمية المستدامة من جهة بجمع عناصر النمو الاقتصادي المختلفة مثل السياحة والصيد والتنقيب في قعر المحيطات، وللحفاظ على تنوع المحيطات البيولوجي من جهة أخرى".

بكتيريا قاتلة

الى جانب ذلك أعلن علماء استراليون انهم تمكنوا من تحديد بكتيريا قادرة على القضاء على نجم البحر الذي يلتهم المرجان لكن يبقى عليهم ان يثبتوا عدم الحقاها الضرر بأنواع بحرية اخرى. وقد يكون هذا الاكتشاف سلاحا اساسيا في مكافحة تراجع الشعاب المرجانية التي تقع ضحية العواصف ونجم البحر والابيضاض المرتبط بالاحترار المناخي.

وافادت دراسة نشرها علماء استراليون ان الحاجز المرجاني الكبير في استراليا فقد اكثر من نصف شعابه المرجانية خلال السنوات السبع والعشرين الأخيرة. ونجم البحر المعروف علميا باسم "أكانساستر بلانسي" او "اكليل الشوك" مسؤول عن 42 % من الأضرار. وتوصل الباحثون في مركز الدراسات حول الشعاب المرجانية في جامعة جيمس كوك في مقاطعة كوينزلاند (شمال شرق استراليا) الى بكتيريا قادرة على القضاء على نجم البحر في غضون 24 ساعة.

ويبقى الان معرفة ان كانت هذه البكتيريا انتقائية او انها تهدد انواعا بحرية اخرى. واوضح الاستاذ مورغان براتشيت "عندما نطور وسيلة للسيطرة البيولوجية يجب ان نتأكد انها تستهدف الانواع المعنية فقط والتأكد من انها لا تضر بالانواع الاخرى او بالبيئة". واضاف "ما توصلنا اليه يبدو واعدا جدا على هذا الصعيد لكن ينبغي ان نقوم بمزيد من التجارب في الحوض قبل ان نجري تجارب في البحر".

وعادة ما يقوم غواصون بحقن السم في نجم البحر الواحد تلو الاخر للسيطرة على تكاثرها في المواقع السياحية في استراليا . والبكتيريا الجديدة قادرة على القضاء على 500 نجم بحر بحقنة واحدة. ويشهد المحيط الهادئ راهنا اجتياحا من قبل "أكانساستر بلانسي" الذي يطال منطقة غوام الاميركية وبولينيزيا الفرنسية وبابوازيا غينيا الجديدة ويمتد حتى وسط المحيط الهندي. بحسب فرنس برس.

ويمتد الحاجز المرجاني الكبير المدرج في قائمة التراث العالمي التي تعدها منظمة الامم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) على حوالى 345 ألف كيلومتر مربع على طول الساحل الاسترالي، وهو يشكل أكبر حاجز مرجاني في العالم مع اكثر من ثلاثة آلاف "نظام" مرجاني ومئات الجزر المدارية. وهو يضم 400 نوع من المرجان و1500 نوع من الاسماك و4 آلاف نوع من الرخويات والأنواع المهددة.

حماية المحيطات

على صعيد متصل طرح الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون في كوريا الجنوبية مبادرة لحماية المحيطات من التلوث والصيد المفرط وارتفاع منسوب المياه الذي يهدد مئات ملايين الأشخاص. ومن المفترض أن تعزز هذه المبادرة المسماة "أوشنز كومبامت" الجهود المبذولة داخل منظمة الأمم المتحدة بهدف الحفاظ على المحيطات المهددة بالخطر، بحسب ما شرح بان كي مون.

وقال الأمين العام في خطاب ألقاه في مدينة يوسو في جنوب كوريا الجنوبية في مناسبة الذكرى الثلاثين لتوقيع اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار "محيطاتنا تشهد ارتفاعا في درجات الحرارة وتمددا. ونحن نواجه تغيرات حتمية ناجمة عن عمليات بالكاد نفهمها، كالتيارات الكبيرة التي تؤثر في علم الأرصاد الجوية. فتحمض المحيطات يدمر أسس الحياة البحرية وارتفاع منسوب المحيطات يهدد بإعادة رسم خارطة العالم على حساب مئات ملايين الأشخاص في العالم".

ومن المتوقع إنشاء لجنة رفيعة المستوى لصياغة خطة عمل. وستتألف هذه اللجنة من مسؤولين سياسيين وعلماء وعلماء محيطات وممثلين عن القطاع الخاص والمجتمع المدني، بالإضافة إلى مسؤولين عن منظمات الأمم المتحدة المعنية. وبحلول العام 2025، يفترض أن تكون كل البلدان قد وضعت أهدافا للحد من العوامل الملوثة وأن يكون 10% على الأقل من المناطق الساحلية والبحرية خاضعا لتدابير وقائية. وتهدف المبادرة أيضا إلى تعزيز الجهود المتعلقة بمكافحة الصيد غير الشرعي وتجديد الثروة البحرية والقضاء على الأنواع الحيوانية والنباتية الطفيلية.

الى جانب ذلك استقطب معرض يوسو الدولي للعام 2012 الذي أقيم في كوريا الجنوبية أكثر من 8 ملايين زائر أتوا للاستعلام عن صحة المحيطات وحماية المنظومات البيئية، بحسب ما أعلن المنظمون. وهو ما خيب آمال المنظمين الذين توقعوا مجيء 10 ملايين زائر، منهم 500 ألف أجنبي. وبعد المعرض الدولي الذي أقيم سنة 2008 في مدينة سرقسطة الاسبانية وتمحور حول المياه والتنمية المستدامة، أعاد معرض يوسو 2012 التأكيد على "رغبة المجتمع الدولي في الحفاظ على البيئة البحرية وضمان التنمية المستدامة". بحسب فرنس برس.

وكان من المتوقع أن يساهم هذا المعرض في توفير 80 ألف فرصة عمل دائمة وتأمين 13 مليار يورو، أي ضعف المبلغ الذي تم استثماره فيه، بحسب ما أوضح المنظمون الذين لم يحددوا ما إذا تم تحقيق هذا الهدف.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 7/تشرين الثاني/2012 - 22/ذو االحجة/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م