منذ ان انطلقت الدعوة المحمدية وحتى نجاحها وتثبيت دعائمها ورحيل
مؤسسها كان للقوم القريشي عدة محاولات لاغتيال رسول الله (ص) بلغت ما
يقارب عشرين محاولة وكان رؤوس اغلب من قام بهذه المحاولات هم من زعامات
قريش بل من مقدسي الصحابة، ومايعنينا ان القوم ما فتئوا ولا هدأوا من
التفكير بقتل محمد وكانت محاولاتهم تسمى اغتيال لانهم يخططون لها في
جنح الظلام، وسبب ذلك لان اللطف الالهي يتدخل لفضح هذه الرؤوس وبالرغم
من ان اول محاولة للاغتيال هي تلك الليلة التي هاجر بها رسول الله الى
المدينة ومبيت علي عليه السلام في فراشه هذه المحاولة كانت علنية لانهم
اصلا لم يؤمنوا برسالة محمد واتصاله بالله عز وجل عن طريق الوحي
جبرائيل واما البقية اصبحت سرية وفشلت جميعها بفضل العناية الالهية
لغرض انجاز مهمة التبليغ وقد استكملت في يوم الغدير.
ورحل صاحب الدعوة وانقطع الوحي مع انجاز المهمة ولا يستطيع احد ان
يقول ان الوحي جاءني وبلغني عن الله كما كان يقول محمد (ص) ويفضح
المنافقين، وهنا بدأوا بانزال جام غضبهم ببضعته فاطمة وجاء الاعتداء في
وضح النهار مع استهجان واستنكار البعض لهذا العمل الارهابي ضد فاطمة
وبعلها بل ان القوم لما عزموا على حرق الدار قيل لهم ان بها فاطمة قال
(فلان) وهذه احدى مهازل كتبة التاريخ بان يقولوا فلان او رجل، قال فلان
وان ورحم الله حافظ ابراهيم الذي دون هذه الحادثة بشعره وذكر من هو
فلان:
وقولــة لعـلي قالـها عمـ...أكرم بـسامعها أعظم بـمـلـقيها
حرقت دارك لا أبـقي عليك بها...إن لم تبايع وبـنت المصطفى فيــها
هذه جرأة الاعتداء على منزل بضعة رسول الله هي التي جرات الامويين
والعباسيين على اغتيال الائمة لان القوم ما اعتادوا النظر باستعلاء
لرسول الله لما له من مكانة عالية في نفوس القوم اعداء واصدقاء.
وكم من عدو او زنديق يأتي متحاملا على الائمة ولكنه ما يلبث ان يرى
تصرفاتهم واقوالهم حتى يعود لرشده ويصبح من اشد المحبين لأهل البيت
عليهم السلام، الا الامويين والعباسيين واذنابهم فقد استمدوا جراتهم في
الاعتداء على الائمة من حادثة الدار لانهم سمعوا ما تردد على اسماعهم
ان القوم حرقوا بيت فاطمة واسقطوا جنينها وارغموا بعلها على المبايعة
وسلب الخلافة ونقض الغدير، فعل واحد من هذه الافعال يكفي لان يجرئ
الظلمة للتجاوز على مقام الائمة عليهم السلام، والمحصلة النهائية ان
احد الدوافع التي حملها قتلة الائمة عليهم السلام استمدت قوتها من جرأة
القوم في اعتدائها على بيت فاطمة.
هذا الاعتداء جرأ القوم كذلك في خلق احاديث كاذبة على اهل البيت
عليهم السلام بل انهم اشاعوا لكل من يقتنع بفكر اهل البيت بانهم سحرة
بني هاشم لهذا حثوا ويحثون اتباعهم عن مجانبة النقاش بهم والالتقاء بهم
خوفا من سحرهم وهذا ما عليه الوهابية اليوم فكم من مستبصر يستبصر بسبب
منعه من مناقشة او مجالسة اتباع اهل البيت عليهم السلام لان العقلاء
منهم لا يؤمنون بخرافة السحر طالما ان المنطق والعقل موجودان، بل ان
وسائل الاعلام قاطبة التابعة للفكر الوهابي تحذر اتباعهم من محاورة
الشيعة وفي المقابل تجرأ هؤلاء الاقزام لتلفيق الاكاذيب على اتباع اهل
البيت عليهم السلام وجراتهم هذه جاءت من جرأة القوم في اعتدائهم على
بيت فاطمة عليها السلام، انه يوم مشهود في يوم القيامة يوم الاعتداء
على بيت فاطمة.
|