تنظيم القاعدة... يعترف بفقدان قادته

 

شبكة النبأ: يعاني تنظيم القاعدة اليوم من مشاكل وتحديات كبيرة الأمر الذي تسبب بحدوث انقسامات الداخلية بين أعضاء التنظيم الذي يفتقر في الوقت الحالي الى وجود قيادة موحدة خصوصا بعد مقتل زعيم التنظيم أسامة بن لادن، والذي أسهم بشكل مباشر بأضعاف قدرات هذا التنظيم الذي تلقى أيضا ضربات عسكرية نوعية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية التي أصبحت تركز في هجماتها على اختيار اهم قادة التنظيم وفي بلدان مختلفة بحسب بعض المراقبين، الذين أكدوا ان وقع الهجمات العسكرية التي تقوم بها القوات الأمريكية بواسطة بعض التقنيات الحديثة كاستخدامها طائرات بدون طيران كان لها اثر واضح على تحركات قادة وعناصر تنظيم القاعدة الذي أصبح مكشوفا لديها بعد ان تمكنت من مصادرة العديد من الرسائل والوثاق المهمة التي كانت بحوزة بن لادن، وفيما يخص تلك العمليات فقد أكدت القاعدة مقتل أحد قادتها البارزين أبو يحيي الليبي في ضربة جوية لطائرة أمريكية بلا طيار في وقت سابق من العام. وكانت الحكومة الأمريكية قد أعلنت في يونيو حزيران انها قتلت الليبي في غارة شنتها طائرة بدون طيار في باكستان ووجهت أكبر ضربة في سلسلة ضربات الي الجماعة المتشددة منذ الغارة التي قتل فيها أسامة بن لادن الزعيم الراحل لتنظيم القاعدة العام الماضي.

وقال أيمن الظواهري زعيم القاعدة في تسجيل مصور بث في موقع اسلامي على الانترنت "أزف للأمة الإسلامية وللمجاهدين ولأمير المؤمنين الملا محمد عمر والمجاهدين في ليبيا نبأ استشهاد أسد ليبيا وضرغامها الشيخ حسن محمد قائد" في اشارة الي الليبي. وأضاف "استشهاد شهدائنا سيجعل رسالة الجهاد اكثر انتشارا وقبولا وأرسخ جذورا." وبيان الظواهري هو أول اعتراف من القاعدة بوفاة الليبي.

وكشفت الرسائل التي نشرت مؤخرا لبن لادن وتم العثور عليها خلال الغارة الامريكية التي قتل فيها ان الليبي من بين حفنة من قادة القاعدة الذين اعتمد عليهم بن لادن لنشر دعوة التنظيم بين جموع المتشددين في العالم خاصة الشبان. وتمكن الليبي وهو رجل دين من الهرب من سجن أمريكي تفرض عليه اجراءات امنية مشددة في أفغانستان عام 2005 . وترددت تقارير خاطئة في مناسبة واحدة على الاقل أفادت بمقتله في هجوم بطائرة أمريكية بلا طيار.

وقال البيت الأبيض الأمريكي ان التنظيم سيجد صعوبة في تعويض الليبي واستبداله بقيادي على نفس شاكلته. وقال الظواهري "تتناقض امريكا و(الرئيس الامريكي باراك) اوباما عدة مرات مرة حين تزعم انها اقوى قوة في العالم ثم تزعم ان قتل فلان وفلان سيوقف التهديد ضدها فهل اقوى قوة في العالم يهددها شخص او اشخاص ثم يعلن اوباما ان القاعدة في طريقها للهزيمة ثم تعلن ان القاعدة هي اخطر خطر يتهددها ثم تتناقض ان عداءها ليس للإسلام والمسلمين وهي اكبر محتل لديار المسلمين والسارق لثرواتهم واكبر داعم للطغاة في اوطانهم."

واستطرد "اوباما المسكين يردد هذه التناقضات وهو يستخف بعقول مستمعيه ولكن المسكين يردد ما يلقنه اياه من جاءوا به في الحكم... تناسوا ان هذا الكذاب (اوباما) ولد لاب مسلم ولكنه غير دينه مرتين فتحول من الاسلام الى النصرانية ثم الى اليهودية وهو مستعد ان يغير دينه كل يوم مثل الاحذية لان دينه في الحقيقة هو حب السلطة والكرسي.

وحث الظواهري المسلمين خاصة الليبيين على الثأر لمقتل الليبي وقال "يا أمة الاسلام ويا أحرار ليبيا.. أحفاد عمر المختار فها هو ابو يحيى سار على دربه وقاد المجاهدين مثله وطلب العلم مثله ثم قتله الصليبيون مثله.. ان دماءه تصيح بكم وتستنهضكم وتحرضكم على قتل وقتال الصليبيين فلا تتخاذلوا وتتخلوا عنها."

في السياق ذاته أكد تنظيم القاعدة أن أحد قياداته العسكرية البارزة في شمال افريقيا توفي في حادث سيارة. جاء ذلك في بيان بث على موقع الكتروني يستخدمه اسلاميون متشددون. وقال مسؤول أمن جزائري إن نبيل ابو علقمة الصحراوي الجزائري الجنسية وهو قائد عسكري بتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي في منطقة الصحراء توفي في حادث سير في شمال مالي. وقال التنظيم في البيان " تلقينا نبأ استشهاد نبيل أبي علقمة (الصحراوي) نائب أمير منطقة الصحراء على إثر حادث سير أليم." وأضاف أن عددا من مقاتليه أصيبوا أيضا في الحادث. بحسب رويترز.

وذكر البيان أن الصحراوي الذي يعرف أيضا باسم نبيل الاوراسي سبق حبسه في الجزائر وكان من بين أوائل المقاتلين الذين انضموا للتنظيم في منطقة الصحراء في التسعينات وهو شاب في اوائل العشرينات من عمره. وكان أبو علقمة نائبا لعبد الحميد أبو زيد أحد أكبر القادة الميدانيين بتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي في منطقة الصحراء. ويعتقد خبراء أمن أن أبو زيد أصدر أمرا بقتل اثنين من الاجانب الذين خطفتهم جماعته وهما الفرنسي ميشيل جيرمانو والبريطاني ادوين داير.

مقتل القيادي في باكستان

على صعيد متصل قتل معز غرسلاوي مجند مقاتلين لتنظيم القاعدة في اوروبا وهو من جند الاسلامي الفرنسي محمد مراح الذي ارتكب عدة اغتيالات في فرنسا في اذار/مارس الماضي، في شمال باكستان على ما افاد موقع على الانترنت متخصص في متابعة الحركات الإسلامية. وافاد موقع "سايت" ان مقربين من غرسلاوي، وهو مقاتل بلجيكي اسلامي متطرف من اصل تونسي، اكدوا وفاته في غارة جوية على المناطق القبلية بشمال غرب باكستان التي تعتبر من معاقل طالبان والحركات الموالية لتنظيم القاعدة.

وتحدثت رسالة بثت على منتدى جهادي على الانترنت عن "استشهاد القائد ابو معز التونسي الناشط الذي كان يلقب باسمي جندي الخلافة والقيرواني" اللذين اشتهر بهما غرسلاوي في اوروبا. واشار المنتدى الى مقتل غرسلاوي في غارة لطائرة بدون طيار دون ان يوضح تاريخ مقتله. وجعلت واشنطن في السنوات الاخيرة من الطائرات بدون طيار احد اهم ادوات استراتيجيتها العسكرية العالمية خصوصا في اليمن والمناطق القبلية شمال غرب باكستان المحاذية لافغانستان.

وبحسب مصادر امنية محلية فان الهجمات الصاروخية للطائرات بدون طيار خلفت أكثر من 23 قتيلا في الفترة القلية الماضية في المناطق القبلية بينهم خمسة قرب ميرانشاه كبرى مدن شمال وزيرستان التي تعد مركز المقاتلين الاسلاميين في باكستان. ومعز غرسلاوي بلجيكي ولد في تونس في 1968 واقام لسنوات طويلة في بلجيكا وسويسرا. وكان متزوجا من البلجيكية من اصل مغربي مليكة العرود الملقبة ب"الارملة السوداء" لأنها كانت متزوجة من التونسي عبد الستار دحمان، المكنى ابو عبيدة الذي شارك في اغتيال القائد شاه مسعود في التاسع من ايلول/سبتمبر 2001 في شمال شرق افغانستان قبل ان يقتل.

وقد ادان القضاء في فرنسا وسويسرا وبلجيكا معز غرسلاوي وزوجته العرود بعدة تهم منها التحريض على العنف على الانترنت وتجنيد المقاتلين في اوروبا لإرسالهم الى المناطق الباكستانية والافغانية. وحكم القضاء السويسري في منتصف 2007 على غرسلاوي بالسجن ستة اشهر بعد ادانته بتهمة التحريض على العنف عبر موقعه على الانترنت "المنبر" الذي كان يغير بلد ايوائه بين مختلف الدول الاوروبية وايضا كندا.

وغادر غرسلاوي اوروبا نهاية 2007 ليتوجه الى المناطق القبلية الباكستانية. وحكم عليه غيابيا في 2010 بالسجن ثمانية اعوام من محكمة بلجيكية بعد ادانته بارسال شباب متطوعين للقتال الى الحدود الافغانية الباكستانية وذلك عبر تركيا. كما حكم عليه القضاء الفرنسي العام الماضي غيابيا بسبب دوره الاستراتيجي وزوجته في شبكة تجنيد اسلامية متطرفة بلجيكة فرنسية كانت تجند مقاتلين الى المناطق الباكستانية الافغانية. بحسب فرنس برس.

وقد تحدثت مجموعة "جند الخلافة" التي كان معز غرسلاوي من ابرز عناصرها، في رسالة بثت الربيع الماضي على الانترنت، عن علاقات وثيقة مع محمد مراح الذي اغتال سبعة اشخاص في تولوز ومونتوبان (جنوب غرب فرنسا). وهنأت المجموعة "يوسف الفرنسي" كما لقب المتطرفون الاسلاميون محمد مراح الذي قيل عنه انه فرنسي من تولوز يتكلم العربية بصعوبة وتدرب مع عناصرها في المناطق القبلية الباكستانية، وتبنت مسؤولية احدى تلك الاعتداءات ضد مدرسة يهودية. وفي حال ثبوتها فان روابط محمد مراح الذي قتل في تدخل امني بتولوز، مع غرسلاوي تتناقض مع صورة المتطرف المسلح الذي تحرك منفردا التي رسمت لمراح.

ابرز المنتسبين للقاعدة

الى جانب ذلك ذكرت مصادر ان متشددين من غزة قتلتهما اسرائيل هما ابرز المنتمين لتنظيم القاعدة في القطاع وان لاحدهما صلات بالشبكات الجهادية في مصر والاردن والعراق. وهشام السعيدني واشرف صباح اللذين قتلا في غارة جوية اسرائيلية استهدفت دراجتهما النارية عضوان بالحركة السلفية المحافظة. ورغم وجودهم الضعيف في غزة يصعد السلفيون الجهاديون من العنف ضد اسرائيل واشتبكوا في بعض الاحيان مع حكومة حماس الفلسطينية كما يعملون في سيناء المصرية.

وذكر مصدران سلفيان ان السعيدني وصباح هما على الترتيب زعيما جماعتي التوحيد والجهاد وانصار السنة. وتشارك الجماعتان القاعدة رؤيتها للجهاد العالمي وتعارضان رؤية جماعات اسلامية اكثر اعتدالا مثل حماس والاخوان المسلمين في مصر. وقال المصدران إن الرجلين دمجا جماعتيهما في الآونة الاخيرة ليشكلا مجلس شورى المجاهدين ويصبحا فعليا زعيمي الشبكة الجهادية في غزة.

وقالت المصادر السلفية ان السعيدني (47 عاما) المولود في غزة عاش في مصر والاردن وحارب مع القاعدة في العراق وكان مطلوبا لدى مصر للاشتباه بضلوعه في هجمات على مواقع سياحية هناك. وقالت اسرائيل ان السعيدني الذي افرج عنه من سجن لحماس في اغسطس آب بعد 11 شهرا من الاحتجاز كان وراء سلسلة من الهجمات الصاروخية والتفجيرية على اراضيها وانه خطط لتنفيذ عملية على حدودها مع سيناء. وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو لحكومته "الجهاد العالمي يكثف جهوده لاستهدافنا وسنواصل منعه بالعدوان والقوة فيما يتعلق بكل من الرد والضربات الاستباقية." بحسب رويترز.

وفي علامة على تأكيد الوجود السلفي في غزة حضر نحو 500 مشيع جنازتي السعدني وارتدى بعضهم الزي الذي يستخدمه عادة اعضاء القاعدة في باكستان وافغانستان لكنه غير شائع نسبيا بين الفلسطينيين. وفي غارة جوية منفصلة شنتها اسرائيل قتل مسلح فلسطيني واصيب آخر في جنوب غزة قرب حدود سيناء. وقال الجيش ان الرجلين الذين تم استهدافهما خلال ركوبهما دراجة نارية كانا يعدان العدة لإطلاق صواريخ على إسرائيل.

قادة التنظيم في اليمن

من جهة اخرى قال زعيم احدى القبائل اليمنية ان المسؤول الشرعي للقاعدة توفي جراء اصابته بجروح خلال غارة شنتها طائرة من دون طيار. واضاف ان "الرجل الرابع في تنظيم القاعدة في جزيرة العرب كان اصيب بغارة شنتها طائرة دون طيار على بلدة الصعيد" في شبوة. وتابع ان "عادل العباب المكنى بابي الزبير كان المسؤول الشرعي للقاعدة في اليمن وتوفي متأثرا بجروحه بعد الغارة بساعة ونصف".

واكد ان "العباب حاول الفرار عند مشاهدته طائرة بدون طيار وترك السيارة في الطريق غير ان شظية واحدة اصابته في منطقة الراس وتوفي بعد ساعة ونصف من الإصابة". واكد المصدر "قمنا بدفن العباب ومعه رفيقه المصري الجنسية في مقبرة في منطقة يشبم في الصعيد فيما نقل باقي القتلى الى مناطقهم".

وقتل سبعة عناصر من تنظيم القاعدة بينهم قيادي محلي في وقت سابق في غارة شنتها طائرة من دون طيار يعتقد انها اميركية على قرية قرب جعار بمحافظة ابين في جنوب اليمن. ويذكر ان الجيش اليمني قد شن حملة بمعاونة اللجان الشعبية استمرت شهرا واسفرت عن طرد القاعدة من محافظة ابين التي ظلت طوال سنة تقريبا تحت سيطرة المتطرفين.

وكانت جعار تعد المعقل الابرز لمسلحي القاعدة في ابين. وتندرج الغارات ضمن سياق ازدياد وتيرتها وتنفذها طائرات من دون طيار يرجح انها اميركية ضد اهداف للقاعدة في اليمن. واستفادت القاعدة من ضعف سيطرة الدولة والاحتجاجات ضد نظام الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح لفرض سيطرتها على مناطق واسعة من جنوب اليمن.

وكان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي اقر للمرة الاولى في تصريحات نقلتها صحيفة واشنطن بوست الاميركية في 29 ايلول/سبتمبر باستخدام الطائرات الاميركية من دون طيار في الحرب على القاعدة في اليمن. وقال هادي انه يوافق شخصيا على الغارات التي تشنها هذه الطائرات، مشيدا بقوة باداء هذه الاسلحة المتطورة التي سمحت على حد قوله بتجريد القاعدة من المكتسبات التي حققتها على الارض.

على صعيد متصل نفى الرجل الثاني في القاعدة في اليمن، السعودي سعيد علي الشهري مقتله بايدي الجيش اليمني في شرق البلاد، في تسجيل فيديو بثته مواقع جهادية على الانترنت. وفي رسالة بعنوان "احداث وعبر" مدتها 11 دقيقة وبثها تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب ، اتهم الشهري السلطات اليمنية بالكذب في نبأ مقتله لتغطية مقتل مدنيين بقصف لطائرة أميركية.

وقال الشهري الملقب بابي سفيان الازدي في التسجيل ان "ما ورد من خبر مقتلي في جزيرة العرب انما هو اشاعة لتغطية قتل المسلمين الابرياء العزل في اليمن الذين قتلوا بقصف الطائرات بدون طيار الاميركية في شرق اليمن وغربها". واضاف ان "الحكومة اليمنية لم تكف هي عن تبني قتل المسلمين العزل في البيضاء بدلا من اميركا لكن عندما رأت ان الشعب لم تنطلِ عليه هذه الكذبة جاؤوا بكذبة اخرى لكي يضيِّعوا القضية وهي مقتل سعيد الشهر، وكأن قتل اميركا للمجاهدين هو نصر للإسلام والمسلمين". وتابع الشهري " اشاعوا خبر مقتلي حتى يغطوا جرائمهم على شعوبنا المسلمة، وهذا هو دأب الحكومات العميلة مع أسيادها".

وكانت وزارة الدفاع اليمنية اعلنت مقتل الشهري في "عملية نوعية" للجيش اليمني في وادي حضرموت، وهي منطقة صحراوية تقع على مسافة نحو 200 كيلومتر غرب مدينة سيؤون. لكن تنظيم القاعدة لم يؤكد حتى الآن مقتل الشهري الملقب بابي سفيان الازدي. لكن وزير الداخلية السعودي الامير احمد بن عبد العزيز صرح بعد يومين ان مقتل سعيد الشهري ما زال غير مؤكد. بحسب فرنس برس.

والشهري معتقل سابق في غوانتانامو سلم الى السلطات السعودية في 2007. وقد خضع لبرنامج المناصحة الذي تطبقه الرياض على رعاياها بعد عودتهم من المعتقل الاميركي لكنه فر للانضمام مجددا الى صفوف القاعدة في اليمن. وهو نائب ناصر الوحيشي زعيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب الناجم عن دمج الفرعين اليمني والسعودي للقاعدة مطلع 2009، والمتحصن في اليمن.

12 مليون دولار

 من جانبها حددت وزارة الخارجية الأمريكية مكافأة تبلغ 12 مليون دولار لمن يوفر معلومات حول القيادي بتنظيم القاعدة، الكويتي محسن الفضلي، ومساعده السعودي عادل راضي الحربي، واصفة إياهما بأنهما من بين أبرز العاملين في مجال تمويل وتجهيز تنظيم القاعدة انطلاقا من مكان وجودهما في إيران. وقالت الوزارة إنها ستخصص سبعة ملايين دولار لمن يقدم معلومات حول الفضلي، وخمسة ملايين لمن يدلي بمعلومات حول الحربي، مشيراً إلى أن السلطات السعودية بدورها تسعى لاعتقالهما، في حين تلاحق السلطات الكويتية الفضلي بتهم على صلة بالإرهاب.

وذكرت الوزارة، في إعلان على موقعها الإلكتروني، أن الفضلي حل محل عزالدين خليل، المعروف باسم "ياسين السوري" كممول لتنظيم القاعدة ، كما أشارت إلى أنه كان من بين مجوعة محدودة من قادة التنظيم عرفت مسبقاً بهجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2011. واتهمت الوزارة الفضلي بجمع المال لتمويل عملية الهجوم على سفينة فرنسية مقابل سواحل اليمن عام 2002، وقد حكمت عليه محكمة كويتية بالسجن لخمسة أعوام بسبب نشاطات إرهابية والحصول على تدريبات في أفغانستان، ووضعته الرياض على لائحة المطلوبين للإرهاب عام 2005.

وزعمت الوزارة أن شبكات القاعدة في إيران، بقيادة الفضلي، تعمل لنقل المال والمقاتلين عبر تركيا لدعم عناصر موالية لها في سوريا، كما اتهمت الفضلي بالعمل على جمع تبرعات في الكويت بهدف إرسالها إلى سوريا. والفضلي من مواليد الكويت عام 1981، ويستخدم مجموعة من الأسماء المستعارة، بينها "محسن فاضل" و"أيوب الفضلي" و"محسن فضل عايد الفضلي" و"أبو سامية." بحسب CNN.

أما الحربي، فقدمته الوزارة على أنه نائب الفضلي، وقد وضعته السعودية على قائمة المطلوبين لقضايا على صلة بالإرهاب عام 2011، ويستخدم مجموعة من الأسماء المستعارة، بينها "أبو علي محارب" و"عادل راضي صقر الحربي" و"محارب."

بن لادن كان اعور

الى جانب ذلك ظهر زعيم تنظيم القاعدة ايمن الظواهري في شريط فيديو جديد بث على موقع جهادي ويروي فيه ان اسامة بن لادن كان اعور. وشريط الفيديو الذي يستغرق قرابة الساعة. وفي حلقة ثالثة من سلسلة بعنوان "ايام مع الاسلام"، يروي الظواهري طرائف عن حياة بن لادن الذي خلفه على راس التنظيم المتطرف اثر مقتله بيد فريق كوماندوس اميركي في ايار/مايو 2011 في باكستان. وكشف على سبيل المثال "للذين لم يكونوا يعرفون" ان مؤسس القاعدة كان اعور على اثر حادث اصاب عينه اليمنى ايام شبابه.

وروى ايضا ان بن لادن كان احد اعضاء الفرع السعودي للإخوان المسلمين قبل طرده منه لانه كان متمسكا بقتال الاتحاد السوفياتي في افغانستان في الثمانينات على الرغم من المخاطر من احتمال اندلاع ازمة دبلوماسية لو اعتقل الروس سعوديا في هذا النزاع. ولما ارسل الى باكستان لتسليم اموال الى الجهاديين، تحدى اوامر الاخوان المسلمين والتزم النضال المسلح، كما قال ايمن الظواهري. بحسب فرنس برس.

وهو الشريط الرابع عشر هذه السنة للزعيم الجديد لتنظيم القاعدة المطلوب الاول في العالم. وقد خصصت السلطات الاميركية مكافأة بقيمة 25 مليون دولار لمن يساعد في القاء القبض عليه. الا ان لهجة الرسالة تبقى خفيفة لان الظواهري لا يتردد في رواية بعض الطرائف او ابيات الشعر، ويسال في الوقت نفسه "مدير تصوير الشريط" ان كان بقي أمامه وقت.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 30/تشرين الأول/2012 - 14/ذو االحجة/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م