حرب عمالقة التكنولوجيا... الانتصار سبيل البقاء

 

شبكة النبأ: تتواصل المنافسة وتشتد بين عمالقة التكنولوجيا و باقي الشركات العالمية الرائدة في هذا المجال والتي تسعى الى خلق تقنيات تكنولوجية جديدة ومتكاملة في سبيل تعزيز صدارتها في أسواق التكنولوجيا العالمية لأجل جذب اكبر عدد من الزبائن والمستهلكين، وهو ما سيسهم بخلق مردودات مادية وأرباح ضخمة يتيح لها الاستمرار والتواصل بحسب بعض المتخصصين الذين أكدوا على ان التنافس في السنوات القلية القادمة سيكون اشد وأقوى ومن خلالها سيتم تحديد من هو الأفضل في هذا المجال، وفي هذا السياق تجدد شركات التكنولوجيا الأميركية العملاقة منتجاتها وتستعد لإطلاق سلسلة من المنتجات ما يدفع توقع المحللين إلى معركة "أسطورية" وربما آثار إيجابية على الأسعار. وتطرح مجموعة آبل، التي تتخذ من التفاحة المقضومة شعارا لها، جهاز "آي باد" مصغرا، وصولا الى اطلاق تلفزيون "آي تي في". اما شركة مايكروسوفت، فستطلق هي الاخرى اجهزتها الجديدة في السوق، ومنها جهاز "سورفاس" بالاضافة الى نسخة جديدة من جهازها الاكثر شهرة وهو جهاز "ويندوز 8" التشغيلي الذي تأمل في أن تحقق من خلاله تفوقا في سوق الهواتف الذكية.

واطلق غوغل جهازه الخاص "نكسوس 7" وطرح نظام "اندرويد" التشغيلي من أجل مجموعة من الاجهزة والهواتف التي تنتجها شركات مختلفة، منها مجموعة سامسونغ الكورية الجنوبية. أما شركة آمازون، فان الكثير من المحللين يتوقعون منها على الاقل ان تخرج بنسخة معدلة لجهاز "كيدل فاير" او هاتف جديد،. ويقول روب انديرلي المحلل المتخصص في التكنولوجيا والاستشاري في انديرلي غروب ان "المعركة الكبرى ستكون معركة الفصل الرابع" من السنة. ويضيف "انها المرة الاولى التي تكون فيها آبل عرضة للمنافسة على هذا العدد الكبير من الجبهات".

ويرى المحلل ايضا انها "المرة الاولى التي تصل المنافسة مباشرة الى مجموعة غوغل"، متوقعا ان تصل تكلفة التسويق والترويج لمنتجات مايكروسوفت الجديدة الى مليار دولار. ويبدو ان المستهلكين مستعدون للانفاق. فقد قدرت جمعية العاملين في الاجهزة الالكترونية أن تتجاوز مشتريات الاميركيين من هذا القطاع هذا العام عتبة 200 مليار دولار لتصل الى رقم قياسي هو 206 مليارات.

ويقول ستيفن كونيغ الباحث في مؤسسة "سي إي آيه" ان "الاجهزة اللوحية هي المنتجات التي تشهد معدل النمو الاكبر في تاريخ الاجهزة الالكترونية ذات الاستخدام العام". ومن المتوقع ان تصل مبيعات هذه الاجهزة الى 29,1 مليار دولار، اي بارتفاع نسبته 83% خلال سنة. اما الهواتف الذكية، فستصل مبيعاتها الى 33,7 مليارات دولار، وهو المبلغ الناتج عن بيع 108 ملايين جهاز.

ويرى رامون لاماس المحلل في مركز "آي دي سي" ان مجموعة آبل تبقى العامل الواجب مراقبته في قطاع الهاتف، بسبب الوفاء الكبير الذي يبديه زبائنها لها، وقدرتها على فرض اسعار عالية. لكنه يرى ايضا امكانية نمو هواتف اخرى تعمل بنظام "ويندوز" التشغيلي يتوقع ان تنتجها نوكيا وغيرها.

في المقابل، ترى ساره روتمان ايبز من مركز "فورستر ريسرتش" ان مايكروسوفت قد تفقد السيطرة على السوق بسبب تأخرها في اخراج نسخها من الهواتف العاملة بنظام "ويندوز" الى السوق. وتضيف "لكنها عندما ستخرج الى الاسواق ستستعيد مكانتها في السوق بسرعة". وقد تحمل هذه المنافسة الحادة بين المجموعات المنتجة للتكنولوجيا، الفائدة للمستهلكين. ويقول الخبير جاك غولد "سنشهد ضغطا كبيرا على آبل حتى تخفض أسعارها". ويرى بعض المحللين ان بعض منافسي آبل مثل غوغل وامازون، يبيعون باسعار دون التكلفة، بهدف جذب المستهلكين. ويقول جاك غولد "ينبغي على آبل ان تقوم بشيء ما في المقابل".

في السياق ذاته ذكرت دراسة ان النفقات العالمية في قطاع المعلوماتية ستسجل زيادة نسبتها 6 بالمئة هذه السنة، مقابل 7 بالمئة في 2011، مدعومة خصوصا بالطلب على الهواتف النقالة. وقال مركز الابحاث "آي دي سي" في بيان ان المبالغ المحددة بالدولار ستشكل زيادة نسبتها 4 بالمئة فقط نظرا لانخفاض سعر العملة الاميركية مقابل عملات اخرى مثل اليورو "ما يشكل تباطؤا كبيرا للبائعين المتمركزين في الولايات المتحدة".

واشار نائب رئيس المركز ستيفن مينتن الى "الاوضاع الاقتصادية التي تواصل الحد من استثمارات الشركات في بعض القطاعات" مثل الخوادم واجهزة الكمبيوتر. لكنه أضاف ان "الطلب المستمر على الاجهزة اللوحية والهواتف المتعددة الوسائط وقدرات التخزين وتحسين الشبكات جاء اكبر مما كان متوقعا في النصف الاول من السنة". وفي المجموع، يفترض ان تبلغ النفقات العالمية في المعولماتية 2100 مليار دولار هذه السنة، و3800 مليار اذا اضيفت النفقات في قطاع الاتصالات. بحسب فرنس برس.

وستبلغ زيادة هذه النفقات في الولايات المتحدة 5,9 بالمئة في 2012 مقابل 8,5 بالمئة العام الماضي. لكن طرح برنامج التشغيل الجديد لمايكروسوفت ويندوز-8 يفترض ان يعزز مبيعات اجهزة الكمبيوتر في 2013، كما قال المركز نفسه. اما في اوروبا الغربية فلن يتجاوز النمو 1 بالمئة بالعملة المحلية (يعادل تراجعا نسبته 4,5 بالمئة بالدولار). لكن المركز تحدث عن نمو "ثابت" في برامج الكمبيوتر في شمال اوروبا والطلب على الهواتف الذكية والاجهزة اللوحية. واخيرا، سيبقى النمو "قويا نسبيا" في الاقتصادات الناشئة وان تراجعت بشكل واضح في الصين (14 بالمئة مقابل 25 بالمئة في 2011) بسبب تباطؤ الصادرات الى اوروبا.

غوغل تقدم

على صعيد متصل كشفت كبريات شركات تكنولوجيا البرمجة، شركة غوغل، عن حاسوبها المحمول الجديد تم تصنيعه من قبل شركة سامسونغ وبمواصفات عالية في الوقت الذي لا يتجاوز سعره الـ 250 دولارا. وأطقت شركة غوغل على هذا الحاسوب الجديد اسم "سامسونغ نيو كرومبوك،" وهو النسخة الجديدة من حاسوب "سامسونغ كرومبوك 5" الذي أطلق بسعر 450 دولارا، الأمر الذي يعتبر نقلة نوعية في سعر هذا الطراز من الحواسيب المحمولة. وبينت الشركة أن هذا السعر لم يأتي على حساب المواصفات العالية التي تمتع بها الإصدار السابق من الحاسوب، حيث سيستخدم معالج البيانات الذي تصنعه سامسونغ تحت إسم "إكساينوس،" وذاكرة بسعة 2 غيغابايت.

وأشارت غوغل إلى أن الحاسوب الجديد يتمتع بشاشة يبلغ حجمها 11.6 إنش، وبدقة 1366X768، وهي دقة أقل من تلك التي تم تزويد النسخة السابقة من حاسوب سامسونغ كرومبوك 5 والتي تصل إلى 1280X800. وزودت غوغل حاسوبها الجديد بمخارج ليتم وصل الجهاز بشاشات أخرى مثل مخرج "اتش دي أم أي" و "في دي أي" ومخرج "في جي أي،" بالإضافة إلى مخرجين للذاكرة الخارجية السريعة "يو أس بي." بحسب CNN.

والجدير بالذكر أن الحاسوب الجديد يتميز بوزنه الخفيف الذي يصل إلى 2.5 باوند (نحو 1.13 كيلوغراما) بالإضافة إلى كونه يتميز بنحولته حيث يبلغ ارتفاعه عن سطح المكتب 0.8 إنش (نحو 2.03 سنتيمتر). وبينت الشركة أن الحاسوب الجديد متوفر حاليا عبر الإنترنت، وسيتم طرحه في الأسواق بالولايات المتحدة الأمريكية الاثنين القادم.

واجهة للبحث

من جانب اخر أعلن محرك البحث "بينغ" التابع لمجموعة "مايكروسوفت" انه استحدث واجهة تسمح لمستخدميه بالبحث في صور أصدقائهم على "فيسبوك". وكتب آين لين مدير البرمجة عند "بينغ" على مدونته "تعتبر مشاهدة الصور من النشاطات الأكثر رواجا في أوساط مستخدمي فيسبوك، مع أكثر من 300 مليون صورة تنشر كل يوم على موقع التواصل الاجتماعي". وأضاف "والآن بفضل بينغ، يمكنكم بكل سهولة البحث على الصور والتفرج عليها في ألبوم أصدقائكم".

وكانت "مايكروسوفت" قد أعلنت عن تعزيز تكاملها مع "فيسبوك" في إطار محرك البحث "بينغ" التابع لها والذي أجريت له أكبر عملية تحديث بعد إطلاقه منذ ثلاث سنوات. وتعود الشراكة بين "مايكروسوفت" و"فيسبوك" إلى زمن بعيد. فمنذ العام 2007، دفعت المجموعة التي تتخذ في مدينة ريدموند (ولاية واشنطن شمال غرب الولايات المتحدة) مقرا لها مبلغا اعتبر طائلا في تلك الفترة يساوي 240 مليون دولار، مقابل شراء حصة توازي 1,6% من موقع التواصل الاجتماعي الذي لم يمض حينها أكثر من ثلاث سنوات على إطلاقه. بحسب فرنس برس.

نسخه جديدة

على صعيد متصل قدم الموقع الاجتماعي للموسيقى الإلكترونية "ماي سبايس" عرضا أوليا عن النسخة الجديدة التي يعتزم إطلاقها عما قريب، في مسعى إلى استعادة شعبيته التي خسرها في وجه الموقع العملاق "غوغل". وتظهر رسالة في اعلى صفحة الموقع الرئيسية تفيد بأن "ماي سبايس الجديد سيصل قريبا"، وهي قد أرفقت برابط إلى شريط فيديو يظهر الواجهة الجديدة للموقع التي تمت إعادة هيكليتها بالكامل لتدمج "فيسبوك" و"تويتر" في الوقت عينه.

وجاء في الموقع الإلكتروني "عملنا جاهدا لنعيد تصميم الموقع من خانة الصفر ... لكننا لا نتخلى عن جذورنا ونسمح للمستخدمين بالتعبير عن آرائهم كما يحلو لهم". ويمكن لزوار الموقع أن يتركوا فيه عناوينهم الإلكترونية بغية دعوتهم إلى الخدمة الجديدة من خلال رسالة إلكترونية. ويسعى هذا الموقع الريادي في التواصل الاجتماعي إلى أن يستعيد شعبيته التي خسرها في وجه "فيسبوك"، بعد أن كان قد حاول أن يشكل منصة لمحبي الموسيقى ومنتجيها.

وكان "ماي سبايس" قد أطلق في فترة سابقة من العام قارئ موسيقى جديد سمح له باستقطاب المزيد من المستخدمين، على حد قوله. لكن موقع التواصل الاجتماعي يواجه أيضا منافسة من خدمات الموسيقى على الانترنت، من قبيل "سبوتيفاي" و"بندورا"، حتى لو كان لا يزال يعد أكبر مكتبة إلكترونية للموسيقى مع 42 مليون أغنية. بحسب فرنس برس.

وكانت مجموعة "نيوز كورب" التابعة لروبرت مردوك قد باعت في تموز/يونيو موقع "ماي سبايس" للشركة الأميركية "سبيسيفيك ميديا"، مقابل 35 مليون دولار، أي 6% لا غير من سعر شرائها الذي كان يساوي 580 مليون دولار. وكان روبرت مردوك قد أعلن في نهاية العام 2011 خلال اجتماع لأصحاب الاسهم أن شراء "ماي سبايس" في العام 2005 كان "غلطة كبيرة".

منذ 25 سنة

من جانب أخر أعلن عملاق المعلوماتية الأميركي "مايكروسوفت" عن تعديل شعاره للمرة الأولى منذ 25 سنة وإرفاقه برمز شبيه برمز "ويندوز" السابق، في الوقت الذي يستعد فيه لإطلاق سلسلة من المنتجات الجديدة. ويتألف الشعار الجديد من رمز يضم أربعة مربعات مختلفة الألوان تشكل مجتمعة مربعا واحدا أكبر حجما، بالإضافة إلى اسم "مايكروسوفت".

وهو شبيه بالرمز المعتمد سابقا من أجل النظام التشغيلي "ويندوز"، لكن الفرق أن مربعاته مستقيمة أكثر، خلافا لمربعات رمز "ويندوز" التي كانت ملتوية قليلا وكأنها علم يرفرف. وأوضحت متحدثة باسم "مايكروسوفت"، قائلة "إنها المرة الأولى التي ترفق فيها الشركة شعارها برمز". فقد اقتصر شعار "مايكروسوفت" طوال 25 سنة على اسم الشركة ليس إلا، مكتوبا بأحرف كبيرة ومنحرفة قليلا. بحسب فرنس برس.

وقال جف هانسن المسؤول عن استراتيجية الشركة "لم نعدل شعار مايكروسوفت منذ 25 سنة، واليوم هو الوقت المثالي للتغيير"، مشيرا إلى أن هذه السنة هي "سنة مثيرة جدا بالنسبة إلى الشركة التي تستعد لإطلاق نسخ جديدة من كل منتجاتها تقريبا". ومن المنتجات الجديدة المرتقبة، النظام التشغيلي الجديد "ويندوز 8" المتوقع إطلاقه في تشرين الأول/اكتوبر، بالإضافة إلى هاتف ذكي (ويندوز فون 8) ونسخة جديدة من برمجيات "أوفيس". وتسعى الشركة أيضا إلى دخول سوق الأجهزة اللوحية مع جهاز "سورفاس" الذي عرضته في حزيران/يونيو.

حرب قضائية

في السياق ذاته وفيما يخص حرب التنافس المعلنة فقد فازت آبل بدعوى قضائية كبيرة ضد منافستها الكورية الجنوبية سامسونغ التي حكم عليها بدفع اكثر من مليار دولار لانتهاك براءات تتعلق بجهازي آي-باد وآي-فون اللذين لقيا شعبية كبيرة، لكنها أعلنت انها ستستأنف الدعوى. وبعد جلسات استمرت ثلاثة اسابيع من الجلسات التي تضمنت افادات لعشرات الخبراء وسمحت ببناء ملف من مئات الصفحات، رأى القضاة في محكمة في كاليفورنيا ان آبل محقة في دعواها على منافستها الكورية الجنوبية المتهمة بنسخ هاتفها الذكي آي-فون وجهازها اللوحي آي-باد. وحكمت المحكمة على سامسونغ بدفع 1,05 مليار دولار. وقال براين لاف الاستاذ في جامعة سانتا كلارا انه "مبلغ هائل ولا سابق له"، وان لم يصل الى المبلغ الذي طالبت به آبل وهو 2,75 مليار دولار. وتتواجه آبل وسامسونغ في عدد من قضايا البراءات في محاكم عدد من الدول.

في السياق ذاته حكمت محكمة في كوريا الجنوبية على المصنع الكوري الجنوبي "سامسونغ" والمصنع الاميركي "آبل" بتهمة انتهاك البراءات، وأصدرت قرارها في خضم المحاكمة التي يتواجه فيها العملاقان في كاليفورنيا للأسباب عينها. وفرضت محكمة سيول على "سامسونغ" و"آبل" تعويضات مالية بسيطة لا تتخطى عشرات آلاف اليورو لكل منهما، ومنعت أيضا بيع بعض الاجهزة.

فحكم على "آبل" بدفع 40 مليون وون (28 ألف يورو) بتهمة انتهاك براءتين في مجال معايير الاتصالات. وحكم على "سامسونغ" بالتعويض على "آبل" بمبلغ قدره 25 مليون وون بتهمة انتهاك براءات خاصة بواجهة المستخدم.

وأفادت وكالة "داو جونز" بأن المحكمة منعت تسويق هاتفي "آي فون 3 جي اس" و"آي فون 4" وجهازي "آي باد 1" و"آي باد 2" ل"آبل" وهواتف "غالاكسي اس" و"غالاكسي اس 2" و"نكسوس" وجهازي "غالاكسي تاب" و"غالاكسي 10.1" ل"سامسونغ"، وذلك في كوريا الجنوبية. ولا يشمل هذا الحظر أحدث نسخات الهواتف التي أطلقتها الشركتان، ومن بينها هاتفا "آي فون 4 اس" و"غالاكسي اس 3". بحسب فرنس برس.

وكانت شركة "سامسونغ" الأولى عالميا في مجال الهواتف الخلوية قد تقدمت بدعوى ضد "آبل" الاولى عالميا في مجال الأجهزة اللوحية في نيسان/أبريل، فردت الشركة الأميركية في حزيران/يونيو متهمة منافستها باستنساخ تصاميم هواتف "آي فون" وأجهزة"آي باد". يشار إلى أن "سامسونغ" تزود "آبل" بقطع تستخدم في هواتف "آي فون" وأجهزة "آي باد" و"آي بود".

الى جانب ذلك حققت شركة ميكروسوفت انتصارا آخر في ألمانيا في مجال براءات الاختراع على شركة موتورولا التابعة لشركة غوغل. فقد أصدرت محكمة ألمانية حكما يقضي بأن العديد من أجهزة الكمبيوتر اللوحية والهواتف التي تصنعها شركة موتورولا قد انتهكت طرق عمل التطبيقات المتعلقة بإدخال البيانات والخاصة بشركة ميكروسوفت.

وتقوم شركتا سامسونغ وإتش تي سي، وعدد آخر من الشركات، بشراء ترخيص لاستخدام هذه التقنية من شركة ميكروسوفت، ولكن شركة موتورولا كانت ترفض ذلك. وستواجه شركة غوغل الآن قيودا إضافية على مبيعات منتجاتها في ألمانيا ما لم تقم بإجراء تغييرات جوهرية على نظام التشغيل أندرويد الخاص بها. وتعتبر هذه القضية الثالثة التي تنتصر فيها شركة ميكروسوفت على شركة غوغل في الأشهر الأخيرة في ألمانيا.

وقال ديفيد هاورد، نائب المستشار العام لشركة ميكروسوفت: "نحن سعداء بأن يأخذ هذا القرار في الاعتبار الأحكام السابقة في ألمانيا، والتي وجدت أن شركة موتورولا تنتهك بشكل كبير حقوق الملكية الفكرية لشركة ميكروسوفت." وأضاف هاورد: "وسوف نواصل تفعيل الأحكام ضد منتجات شركة موتورولا في ألمانيا، ونأمل أن تلحق موتورولا بمصنعين آخرين لأجهزة تعمل بنظام أندرويد من خلال الحصول على ترخيص لاستخدام اختراعات ميكروسوفت المسجلة."

وفي بيان لها، قالت شركة غوغل: "نحن في انتظار القرار المكتوب، ونقوم حاليا بتقييم الخيارات المتاحة أمامنا، بما فيها الاستئناف ضد هذا الحكم." وتشير براءة الاختراع التي تمتلكها شركة ميكروسوفت في هذه القضية إلى أن الأجهزة التي كانت تصنعها الشركة كانت صغيرة الحجم بشكل لا يسمح بوضع "لوحة مفاتيح كاملة الحروف والأرقام" عليها، مما أدى إلى ضرورة إيجاد طرق أخرى للمستخدم ليتمكن من ادخال البيانات على الأجهزة من خلال لوحة تظهر فوق الشاشة. وتصف براءة الاختراع هذه كيفية استخدام لوحة المفاتيح التي تحمل حروفا وأرقاما تظهر فوق الشاشة، بالإضافة إلى واجهات للكتابة باليد والرسم، وأخرى للتعرف على الصوت.

ويمكن لميكروسوفت الآن الحصول على حظر على مبيعات منتجات غوغل التي تستخدم هذا التطبيق في ألمانيا، ولكنها قد لا تقدم على هذه الخطوة الآن حتى لا تضطر لسداد تعويضات لا تطيقها لشركة غوغل إذا ما خسرت الحكم القادم بالاستئناف. ولكن تحركا كهذا قد يكون مجرد خطوة رمزية لأن ميكروسوفت قد أجبرت شركة موتورولا بالفعل على سحب منتجاتها من الأسواق في ألمانيا بعد أن ربحت قضايا سابقة تتعلق ببراءت اختراع أخرى.

وفي مايو/أيار تمكنت شركة غوغل من الحصول على الحق في منع المحال التجارية في ألمانيا من بيع منتجات لشركة ميكروسوفت تتضمن برنامج Xbox 360 للألعاب، ونظام التشغيل ويندوز 7، ومتصفح الإنترنت Internet Explorer، وبرنامج ويندوز ميديا بلاير لتشغيل ملفات الصوت والصورة.

إلا أن شركة غوغل لم تتمكن من تنفيذ هذا الحظر بسبب تدخل أحد القضاة الأمريكيين والذي طالب بتقييم ما تقوله شركة ميكروسوفت بأن غوغل طلبت منها رسوما غير معقولة للحصول على ترخيص براءات الاختراع الخاصة بتقنية الفيديو H.264 والتي تعد جزءا مهما في هذه القضية.

وهناك شروط تلزم شركة غوغل بتقديم تقنياتها للجميع في مقابل الحصول على رسوم "معقولة" بعد موافقتها على أن هذه التقنيات ضرورية لاستخدام هذه الصيغة لفك شيفرة الفيديو. ومن المنتظر أن تعرض هذه القضية مرة أخرى أمام المحكمة يوم 13 نوفمبر/تشرين الثاني. وقالت شركة ميكروسوفت إنها ستدفع رسوما للحصول هذه التقنية إذا تم التوصل إلى سعر "عادل" في المقابل.

التكنولوجيا و السياسة

الى جانب ذلك عبر مسؤولون اميركيون في قطاع التكنولوجيا المتطورة عن تأييدهم للرئيس الديموقراطي باراك اوباما المرشح لولاية رئاسية ثانية في انتخابات السادس من تشرين الثاني/نوفمبر، وذلك في سلسلة من تسجيلات فيديو بدأوا بثها على موقع يوتيوب. وفي تسجيل مدته دقيقتين، اشاد حوالى عشرة من المسؤولين في هذا القطاع بينهم مؤسس موقع الاعلانات الصغيرة "كريغسليست" كريغ نيومارك ومؤسس الشبكة الاجتماعية لينكد-ان ريد هوفمان، بسياسة اوباما. وقال هوفمان "ادعم اوباما لانني لاحظت شخصيا حرصه الكبير على الابتكار وعلى بناء المستقبل الذي نتطلع اليه جميعا".

من جهته، قال مؤسس موقع "اينتيلو" جون بيشك ان "الرئيس اوباما يعرف ما هي الشروط اللازمة لتشجيع الابتكار في بلدنا". واكد راستي روف من مؤسسة غرامي "اعتقد ان هذا البلد يجب ان يسير قدما والابتكار هو الطريقة الوحيدة لتحقيق ذلك". وحصل اوباما ايضا على دعم المديرة العام لمجموعة ياهو ماريسا ماير، كما ذكر موقع "اوبنسيكريتس.اورغ" الذي يحصي المساهمات في الحملة الانتخابية.

اما خصمه الجمهوري ميت رومني، فقد حصل على تأييد رئيسي مجلس ادارة مجموعة البيع على الانترنت "اي-باي" ميغ ويتمان والمجموعة الاميركية العملاقة للاتصالات "سيسكو" جون شامبرز. من جهة اخرى، كشفت دراسة لمركز بيو للابحاث ان اثنين من كل خمسة اميركيين يستخدمون الشبكات الاجتماعية في العمل السياسي. وهم اكثر عددا بين الشباب والملتزمين عقائديا. بحسب فرنس برس.

وقال المركز ان حوالى ستين بالمئة من الاميركيين البالغين يستخدمون شبكات اجتماعية مثل فيسبوك وتويتر. وثلثا هؤلاء (39 بالمئة) يستخدمون هذه المواقع لممارسة نشاطات سياسية او اهلية. ومستخدمو الشبكات الاجتماعية الذين يتحدثون بانتظام في السياسة او الملتزمون عقائديا هم بين الاكثر نشاطا على هذه الشبكات. واضاف المركز نفسه ان الشريحة الاصغر سنا (بين 18 و29 عاما) هم "الاكثر ميلا الى نشر تعليقات مثل الذين يقومون بدراسات عليا".

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 29/تشرين الأول/2012 - 13/ذو االحجة/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م