ايران وامريكا تتحاوران والعاذل الاسرائيلي لا يجد سوى الترحيب!

محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: تجلت من خلال التسريبات الصحفية التي نشرتها مؤخرا احدى الصحف الامريكية جانب من خفايا الصراع السياسي القائم بين واشنطن وطهران، بالإضافة الى الدور الاسرائيلي الهامشي في هذا السياق الاستراتيجي لدى تلك الدول، سيما ان تل ابيت لم تجد لها موقفا يحفظ ماء وجهها سوى الترحيب على مضض.

وعلى الرغم من نفي دبلوماسيات تلك الدول صحة التسريبات الصحفية، الا ان الكثير من المراقبين قد اشاروا في وقت سابق الى ان هناك صفقات وحوارات سرية تجري على قد وساق وحسب ضوابط سياسية متفق عليها بين ايران وامريكا تتحكم بسقوف المواقف المتبادلة منذ عقود خلت.

ولكن ما يطرح نفسه كتساؤل ملح من هي الاطراف الاخرى التي الراعية لتلك المفاوضات السرية، وهل كانت حوارات أم مفاوضات؟ وهل لروسيا او المانيا دور فيها؟

وان صحت الانباء ما الهدف من وراء التصعيد الاعلامي الذي كان قائما قبل فترة قصيرة؟ هل لذلك علاقة بصفقات الاسلحة الخليجية مثلا؟ ولماذا اقصت الولايات المتحدة اسرائيل عن المشاركة، حتى بلغ الامر ان يعلن اوباما صراحة انه لن يشارك في اي حرب ضد ايران في حال شنت اسرائيل هجمة صاروخية على المنشآت النووية داخل ايران؟ واخيرا وليس آخرا، اين هو الملف السوري من هذه المفاوضات السرية؟

محادثات مباشرة

فقد ذكرت صحيفة نيويورك تايمز نقلا عن مسؤولين بادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما ان الولايات المتحدة وايران اتفقتا لاول مرة على اجراء مفاوضات مباشرة بشان البرنامج النووي الايراني.

وقال مسؤول كبير في الادارة الامريكية للصحفية ان المسؤولين الايرانيين يصرون على عدم بدء المحادثات الا بعد الانتخابات الامريكية في السادس من نوفمبر تشرين الثاني لانهم يريدون معرفة الرئيس الامريكي الذي سيتفاوضون معه. واضافت الصحيفة ان الاتفاقية كانت نتيجة حوارات سرية بين مسؤولين امريكيين وايرانيين يعود تاريخها تقريبا الى بداية فترة الرئيس باراك اوباما في 2009. وامتنع البيت الابيض عن التعليق على تقرير الصحيفة بادئ الامر؟!

وتتهم الولايات المتحدة والقوى الغربية الاخرى بان البرنامج النووي الايراني يهدف الى صنع اسلحة نووية ولكن طهران تصر على البرنامج لاغراض سلمية. وقالت اسرائيل انها ستستخدم القوة العسكرية لمنع ايران من ان تصبح قوة نووية.

وهاجم المرشح الرئاسي الجمهوري ميت رومني اوباما لاخفاقه في الحد من طموحات ايران النووية .

نتنياهو لا يعرف!

من جانبه قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه لا يعرف بأي خطط أمريكية لاجراء محادثات ثنائية مع ايران وأن افضل السبل لوقف برنامج ايران النووي سلميا هي تشديد العقوبات و"الخيار العسكري الجدير بالتصديق". بعد ان عاد البيت الابيض صمته لينفي تقريرا لصحيفة نيويورك تايمز أفاد بأن واشنطن وطهران اتفقتا من حيث المبدأ على اجراء مفاوضات ثنائية.

وفي حديث للصحفيين خلال تدريب للدفاع المدني على التصدي للزلازل اتهم نتنياهو ايران باستخدام المحادثات مع القوى العالمية في الماضي خدعة "للتلكؤ وكسب الوقت للمضي قدما ببرنامجها الخاص بالتسلح النووي".

وقال مشيرا الى تقرير نيويورك تايمز بخصوص احتمال اجراء محادثات مباشرة بين واشنطن وطهران "إسرائيل لا تعرف بشأن هذه الاتصالات ولا أستطيع أن أؤكد أنها حدثت بالفعل."

وقالت نيويورك تايمز إن إيران أصرت على ألا تبدأ المحادثات مع واشنطن إلا بعد أن تحدد انتخابات الرئاسة الأمريكية في السادس من نوفمبر تشرين الثاني الرئيس القادم.

وقال نتنياهو انه يعتقد أن "أفضل السبل لحل مشكلة برنامج ايران النووي سلميا هي المزيد من تشديد العقوبات والخيار العسكري الجدير بالتصديق". وأضاف أنه "في العام الاخير وحده" خصبت ايران الاف الكيلوجرامات من اليورانيوم "ولا أرى سببا يحول بينهم وبين الاستمرار في هذا الطريق نفسه إذا بدأوا محادثات مع الولايات المتحدة."

وقالت اسرائيل في الماضي انها قد تستخدم القوة العسكرية لمنع ايران من صنع اسلحة نووية واختلفت مع واشنطن بشأن الموعد الذي يحتمل ان تتمكن ايران فيه من عبور "الخط الأحمر" وامتلاك مثل هذه القدرة.

وقال نتنياهو للأمم المتحدة الشهر الماضي إن طهران لن تصل إلى تلك النقطة إلا في الربيع أو الصيف القادم وهو ما يشير فيما يبدو إلى أن أي عمل عسكري اسرائيلي قد ينتظر بعض الوقت.

وأشار نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي موشى يعلون في وقت سابق الى ان اسرائيل لن تعترض على أي محادثات تجريها الولايات المتحدة مع ايران بشأن الازمة النووية. وأضاف أن اسرائيل "لا تعارض هذا... إذا اوقفت إيران مشروعها النووي العسكري نتيجة لاتصال مباشر مع الولايات المتحدة فسنكون أول من نرحب بهذا."

لكنه قال إن الزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي يعارض إجراء محادثات مباشرة مع واشنطن على حد علم اسرائيل. ومضى يقول "أنا أصدق نفي البيت الأبيض." ونفت إيران كذلك تقرير نيويورك تايمز وقال وزير خارجيتها علي أكبر صالحي في مؤتمر صحفي "ليست هناك أي مناقشات أو مفاوضات بيننا وبين أمريكا."

وتنفي ايران اتهام الولايات المتحدة والغرب لها بأنها تسعى لصنع أسلحة نووية وتقول انها لا تخصب اليورانيوم إلا لاغراض سلمية. وأشاد نتنياهو بالاتحاد الأوروبي لتشديده العقوبات على إيران قائلا إن لمثل هذه الإجراءات تأثير شديد على اقتصاد إيران.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 25/تشرين الأول/2012 - 9/ذو االحجة/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م