الطاقة النظيفة... بديل لا بديل له

 

شبكة النبأ: تسعى العديد من دول العالم الى الاعتماد على الطاقة النظيفة التي تعتبر اليوم واحده من اهم المصادر الضرورية لرفد الاقتصاد خصوصا في مثل هكذا أوقات بحسب بعض الخبراء، الذين أكدوا على ضرورة الاهتمام بتنمية وتفعيل بعض المشاريع الخاصة التي تزيد من توفير تلك الطاقة باعتبارها طاقة بديلة ورخيصة وغير مؤثرة، وفي هذا الشأن قال تقرير ان الاستثمار العالمي في الطاقة النظيفة سجل مستوى قياسيا مرتفعا بلغ 260 مليار دولار في 2011 بزيادة قدرها 5 بالمئة عن العام السابق مع صعود الاستثمارات في الطاقة الشمسية بأكثر من الثلث على الرغم من تقلص هوامش الارباح. وأضاف التقرير الذي أصدرته وحدة ابحاث بلومبرج نيو انرجي فاينانس ان الولايات المتحدة استعادت العام الماضي لقبها كأول بلد في العالم من حيث الاستثمارات في الطاقة النظيفة متفوقة على الصين وذلك للمرة الاولى منذ 2008 . بحسب رويترز.

وشكلت الطاقة الشمسية المحرك الاساسي لنمو الطاقة النظيفة في العالم مع صعود الاستثمارات فيها بنسبة 36 بالمئة الي 136.6 مليار دولار. وتراجعت الاستثمارات في توليد الطاقة من الرياح 17 بالمئة الي 9 ر74 مليار دولار. وقال التقرير ان الاستثمارات في الطاقة النظيفة في اوروبا زادت بنسبة 3 بالمئة العام الماضي الي حوالي 100 مليار دولار في حين قفزت في الهند بنسبة 52 بالئمة الي 10.3 مليار دولار وفي البرازيل بنسبة 15 بالمئة الي 8.2 مليار دولار.

في السياق ذاته حذر خبراء مشاركون في القمة العالمية لطاقة المستقبل في ابوظبي من التأثير السلبي لتباطؤ الاقتصاد العالمي وازمة اليورو على الاستثمارات الحكومية في الطاقات المتجددة. وقال كبير الخبراء الاقتصاديين في وكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول امام المشاركين في القمة "هناك بعض المؤشرات التي ظهرت تدل على تراجع ممكن للدعم الحكومي في اوروبا".

واشار بيرول بشكل خاص الى المانيا واسبانيا كدولتين تراجع فيهما الدعم للطاقة المتجددة. واذ اشار الى استمرار النمو في قطاع الطاقات المتجددة عموما، الا ان توسع القطاع يتم "بشكل ابطأ بكثير" مما يفترض لملاقاة مستوى الطلب.

وقال بيرول "ان قطاع الطاقة يحتاج الى تخطيط بعيد الامد" معتبرا انه "سيكون من المؤسف" ان تفشل الحكومات في دعم تطوير الطاقات المتجددة. وذكرت وكالة الطاقة الدولية التي تعمل على تعزيز استقرار امدادات الطاقة في دولها الاعضاء ال28، في تقرير اصدرته في تشرين الثاني/نوفمبر ان نسبة انتاج الطاقة من المصادر المتجددة سترتفع من 13% الى 18% في 2035 اذا ما التزمت الحكومات بتعهداتها بالنسبة لتغيير سياساتها في مجال الطاقة. وذكر بيرول انه في حال التزام الحكومات، فان نسبة الطاقة المنتجة من النفط الاحفوري ستتراجع من 81% حاليا الى 75% في الفترة نفسها.

وبدوره، ندد رئيس شركة "انفستر اي بي" السويدية جيكوب والنبرغ بالتاثير السلبي للتباطؤ الاقتصادي على الاستثمار في الطاقة المتجددة. وقال والنبرغ امام المشاركين في القمة ان "الصعوبات الاقتصادية ساهمت في ابعاد الاستثمارات عن الطاقات المتجددة". ويكافح الاتحاد الاوروبي من اجل الخروج من ازمة ديون قاسية دفعت بوكالة ستاندارد اند بورز الى خفض التصنيف الائتماني لتسع دول اوروبية بينها فرنسا، اضافة الى تخفيض تصنيف صندوق الاستقرار المالي الاوروبي المصمم لامداد الدول الاوروبية بالدعم المالي اللازم لتحاشي التعثر.

الا ان خبراء ومسؤولين آخرين اشاروا الى استمرار الدول النامية والناشئة بتعزيز الاستثمارات في الطاقات المتجددة فيما تراجع دعم الاقتصادات المتقدمة لهذا القطاع. وقال محمد العشري رئيس منظمة "رين 21" المتخصصة في التواصل في مجال سياسات الطاقة "نتكلم عن التباطؤ في مجال الطاقة المتجددة، الا ان هذا التباطؤ موجود بشكل اساسي في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية".

وفي هذا السياق، قال رئيس الوزراء الصيني وين جيباو امام القمة العالمية لطاقة المستقبل في ابوظبي ان بلاده المتعطشة للطاقة "اصحبت المنطقة الاسرع نموا في العالم في مجال الطاقة الهوائية والطاقة الشمسية". كما ان الصين هي المنتج الاول في العالم للطاقة المائية. بحسب فرنس برس.

من جهته، قال عدنان امين رئيس الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (ايرينا) التي مقرها ابوظبي انه بالرغم من التراجع في الاستثمارات الحكومية، ما زالت الاستثمارات الخاصة تدعم قطاع الطاقات المتجددة. وقال امين "بالرغم من التباطؤ الاقتصادي، استمرت الاستثمارات في مجال الطاقة المتجددة بالنمو على مستوى العالم". واضاف "ان المطلوب هو تهيئة البيئة المناسبة" لتشجيع قطاع الطاقة المتجددة، "وهذا هو دور الحكومات" على حد قول امين. ويشارك اكثر من 26 الف شخص في القمة العالمية لطاقة المستقبل التي تستعرض احدث التقنيات في مجال الطاقات النظيفة.

قوانين لابتكار تكنولوجيا

على صعيد متصل أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، عن حزمة من مشروعات قوانين من شأنها إجبار شركات تصنيع السيارات العالمية والتي ترغب بدخول الأسواق الأمريكية على الوصول إلى تكنولوجيا جديدة تساهم إلى حد كبير بتوفير استهلاك الوقود، للحد من الاعتماد على النفط الخارجي في الاقتصاد المحلي للبلاد.

ونقل تقرير نشر على مجلة تايم الأمريكية، أنه ووفق مشروعات القوانين الجديدة هذه فإن الولايات المتحدة تسعى لأن تكون السيارات اقتصادية بنحو تمكنها من قطع مسافة 54.5 ميل (نحو 87.7 كيلومتر) باستخدام غالون واحد من الوقود (4.5 لترات)، وهو الأمر الذي يعتبر ضعف متوسط المسافة التي تسير بها السيارات حاليا وذلك بحلول العام 2025.

وتقضي خطة ترشيد استهلاك الوقود هذه على مراحل تبدأ المرحلة الأولى في السنوات الأربع المقبلة من أجل إعطاء فرصة لمصنعي السيارات بإيجاد الوسائل والسبل المتاحة التي يمكن من خلالها ترشيد الاستهلاك ليصل إلى 35.5 ميل بالغالون الواحد بحلول العام 2016. وبين التقرير أنه وبحسب الأرقام التي قدمها البيت الأبيض فإن الوصول إلى هذا خفض حجم استهلاك الوقود سيوفر ما قيمته 1.7 تريليون دولار على العائلات الأمريكية بمتوسط يبلغ ثمانية آلاف دولار للعائلة الواحدة سنويا. بحسب CNN.

ويذكر أن هذه الاقتراحات تأتي في الوقت الذي يتنافس فيه رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، باراك أوباما و منافسة بانتخابات الرئاسة المقبلة ميت رومني على تقديم حلول جذرية وفاعلة للنهوض بالاقتصاد الأمريكي الذي تلقى عدد من الضربات الكبيرة منذ الأزمة الاقتصادية في العام 2008.

من جانب آخر ذكر تقرير أعدته لجنة برلمانية بريطانية انه يتعين على بريطانيا الا تخسر ريادتها في تطوير الطاقة البحرية مثلما حدث مع طاقة الرياح وانه ينبغي ان تركز على تقليل التكاليف وتحديد اهداف انتشار طموحة لما بعد 2020. ويوجد في بريطانيا سبعة من نماذج الاجهزة الثمانية الكبيرة للمد والجزر حول العالم ولكن لا يتوقع ان تقدم اسهاما كبيرا لقطاعها المتنوع من الطاقة قبل عام 2020.

وقال تيم يو رئيس لجنة الطاقة والتغير المناخي التي اعدت التقرير "بمقدور بريطانيا حقا بسط سيطرتها على الامواج عندما يتعلق الامر بالطاقة البحرية المتجددة." وأوضح "في الثمانينات تخلت المملكة المتحدة عن القيادة التي حققتها في تطوير طاقة الرياح وللدنمرك الان حصة كبيرة بالسوق العالمية لصنع التوربينات."

ومضى يقول "ينبغي ان تضع الحكومة من بين اولوياتها ضمان احتفاظ المملكة المتحدة باحدث التطورات في هذه التكنولوجيا والا تسمح لريادتنا بالتراجع." وتوفر الطاقة البحرية المتجددة 20 في المئة من الطلب الحالي على الطاقة الكهربائية في المملكة المتحدة وتستهدف الحكومة توليد ما بين 200 و300 ميجاوات من الامكانات البحرية بحلول عام 2020 اي واحد الى اثنين جيجاوات اقل من توقعاتها في 2010.

وراجعت الحكومة أرقامها التي تستند على ما تقول انها صورة واقعية ولكن مؤسسة رينيوابل يو.كي الناطقة بلسان صناعة البحرية والرياح قالت ان انتاج 300 ميجاوات ممكن بحلول 2017. ولكن التكنولوجيا البحرية لا تزال في مراحلها الاولى وتعد وسيلة مكلفة لتوليد الكهرباء بالمقارنة بمصادر اخرى. بحسب رويترز.

وتقول شركة كاربون تراست ان التكاليف الاساسية قد تصل الى ما بين 38 و48 بنسا لكل كيلووات في الساعة لاول مزارع مد والى 29-33 بنسا لكل كيلووات في الساعة لاول مزارع جزر مقارنة مع 9 الى 10.5 بنس لكل كليوات في الساعة. وقالت اللجنة انه ينبغي على الحكومة ان تتبنى تكلفة رسمية لتوليد الطاقة هي 14 بنسا لكل كيلووات في الساعة بحلول 2020 لتقدم بيان واضح عن توقعاتها للصناعة. وفيما يخص تمويل المشروعات فان التكلفة والمخاطر المحدقة بالمستثمرين في القطاع الخاص كبيرة للغاية لدرجة لا يتحملونها بمفردهم.

التنمية في البلدان الفقيرة

من جهة أخرى تستطيع مصادر الطاقة المتجددة مساعدة البلدان النامية للخروج من دوامة "فقر الطاقة"، بحسب ما خلص إليه تقرير من 150 صفحة نشر في إطار مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية. وفي مؤتمر صحافي صرح سوباتشي بانيتشباكدي الأمين العام للمؤتمر أن "إمكانية النفاذ إلى تقنيات الطاقة المتجددة قد ارتفعت بشكل كبير اليوم وينبغي ألا يوفر صناع القرار في البلدان النامية أي جهد لتشجيع استخدام هذه التقنيات حتى تكمل مصادر الطاقة التقليدية لا بل حتى تحل مكانها".

ويشار إلى أن 1,4 مليون شخص حول العالم لا يحصلون على الكهرباء حتى يومنا و85% منهم يعيشون في المناطق الريفية. وقد تشكل تقنيات الطاقة المتجددة حلا مناسبا لتوفير الكهرباء لهؤلاء السكان، إذ أن بعض مصادر الطاقة ليس بحاجة إلى وصله بالكهرباء حتى يشغل. وأضاف الامين العام أن "هذه التقنيات قد تشكل مصدر طاقة مهم في المناطق التي تفتقر إلى مصادر طاقة أخرى مثل المناطق الزراعية المعزولة". وإرساء بعض التقنيات مثل تلك القائمة على طاقة الكتلة الإحيائية قد يكون سهلا جدا في حين أن البعض الآخر قد يحتاج إلى استثمارات كبيرة على الرغم من التقدم المحرز في مجال التكنولوجيا.

لكن، لكل استثمار ثماره التي تنعكس في تكلفة الطاقة، بحسب ما جاء في التقرير الذي يعرض لمثال الطاقة الهوائية حيث تؤدي مضاعفة طاقة الانتاج إلى انخفاض الأسعار بنسبة تتراوح ما بين 9% و 17%. وبغية تأطير إرساء تقنيات الطاقة المتجددة في البلدان النامية بشكل أفضل يقترح مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية إرساء شبكة معلومات دولية للبلدان الأكثر فقرا. بحسب فرنس برس.

كذلك يقترح المؤتمر تسهيل نقل التقنيات ذات الصلة إلى البلدان الأقل نموا بالإضافة إلى إنشاء مراكز تدريب خاصة في البلدان النامية. وتعتبر 89% من الطاقة المستهلكة في العالم من أصل أحفوري. ومن نسبة 11% المتبقية، أقل من 4% تنتج عن مصادر الطاقة المتجددة في حين تأتي البقية من الطاقة النووية.

الاستفادة من طاقة الريح

على صعيد متصل أعلن باحثون في عدة معاهد أكاديمية وعلمية أميركية مؤخرًا أن هناك من طاقة الريح ما يكفي وأكثر لسد الاحتياجات المتوقعة من الطاقة وأن البيئة لن يلحق بها أذى جراء استغلال هذا المصدر. وقد خلص فريق أبحاث مشترك من جامعتي ديلاوير وستانفورد الأميركيتين إلى أن باستطاعة توربينات الريح أن تزود نصف ما يتطلبه العالم من الطاقة مستقبلا دون أن تتسبب بآثار سلبية على حرارة سطح الأرض وأبخرة المياه أو دوران الهواء في الغلاف الجوي أو غير ذلك من عوامل مناخية.

وقالت كريستينا آرشر، الأستاذة المشاركة في مواد الجغرافيا وعلوم المحيطات الطبيعية والهندسة بجامعة ديلاوير، إن طاقة الهواء مأمونة في ما يخص المناخ." وقد توصل الباحثون إلى هذا الاستنتاج بعد إتاحتهم لنموذج مناخي هو الأكثر تطورًا وأحدث ما توصل اليه العلم، طبقًا لبيان صحفي صادر عن جامعة ستانفورد. وكان لزامًا عليهم أن يبتكروا نظرية يدعوها الباحثون بـ"إمكانات تشبع طاقة الريح" وهي النقطة التي عندها تستهلك توربينات الريح التي تُركّب لتوليد طاقة الريح كل كميات الرياح وتخلف القليل لتوربينات أخرى كي تستخرج أية طاقة يمكن أن تؤثر على المناخ.

كما خلصوا إلى نتيجة أن إمكانات تشبع طاقة الريح هي أكثر من 250 تيراواط في الكون، حيث تساوي وحدة تيراواط مليون ميغاواط. وبوجود توربينات على اليابسة والمناطق الساحلية والتي تدور مراوحها على علو 100 متر في الهواء احتسبوا أن نقطة التشبع هي 80 تيراواط. ويشار إلى أن متطلبات العالم الراهنة من الطاقة هي حوالي 18 تيراواط. وتوحي محصلة الدراسة أنه لا يوجد عائق أساسي أمام الحصول على كميات طاقة في الكون تزيد أضعاف متطلبات العالم من الطاقة المولدة من الريح لجميع الأغراض في اقتصاد يعتمد على طاقة نظيفة، بحسب ما ذكر مارك جاكوبسون، أستاذ الهندسة البيئية والمدنية بجامعة ستانفورد.

كما تبين لكل من جاكوبسون وآرشر أن تركيب 4 ملايين توربينة يمكن أن ينتج كمية طاقة تصل إلى 7.5 تيراواط. وأكدا أيضا أن توزيع مجمعات أو مزارع الريح في مناطق شديدة الرياح في العالم أجمع سيزيد من كفاءة استخدام الطاقة وسيقلل من تكاليف الإنتاج وسيخفض من الأثر الإجمالي على البيئة.

ويتاقض ما جاء في البحث المتعاون بين جامعتي ديلاوير وستانفورد أبحاثًا سابقة قام بها معهد ماكس بلانك للكيمياء الجيو-بيولوجية الألماني الذي قال إن للريح إمكانات بسيطة في تلبية احتياجات الطاقة ويمكن أن يكون لها آثار ضارة للبيئة. وقد أستندت بحوث الجامعتين الأميركيتين إلى تصميمات تنطوي على وضع توربينات على علو 100 متر عن سطح الأرض فيما ارتكزت الدراسة الألمانية إلى أداء التوربينات على سطح الأرض.

وهناك إمكانات بأن تعود توربينات طاقة الريح بالضرر على البيئة حينما تركب على نطاق واسع وذلك لأنها تخفض من أبخرة المياه في الهواء وتبرد طقس الكوكب. لكن هذه الدراسة تتوقع أن لا تحدث هذه النتائج السلبية حينما يجري توظيف التوربينات على نطاق أضيق. وعلى عكس ذلك يقول بحث الجامعتين المذكورتين أن هذه الآثار الناتجة عن استخراج طاقة الريح تسبب ضررًا أقل من ذلك الذي يلحق بالغلاف الجوي نتيجة لاستخدام وقود الأحافير لتوليد الطاقة مثل الفحم الحجري والنفط.

ويقول الباحث جاكوبسون في هذا السياق: "إننا لا ننادي بوضع التوربينات في كل مكان لكننا أوضحنا أنه لا يوجد عائق أساسي في وجه الحصول على نصف أو عدة أضعاف طاقة العالم لجميع الأغراض من الريح بحلول العام 2030 ." وقد أيدت نتائج هذه الأبحاث كل من المؤسسة القومية للعلوم ووكالة حماية البيئة وحسابات ناسا بواسطة الكومبيوتر.

كما أيّدت أبحاث جامعتي ديلاوير وستانفورد تقريرًا أصدره مختبر لورانس ليفرمور القومي التابع لناسا يوم 10 الشهر الجاري فيما جاء في تقرير علمي نشر في دورية تغيير المناخ الطبيعي أن توليد طاقة الريح على نطاق واسع وعلو شاهق من غير المرجح أن يؤثر على مناخ الأرض تأثيرًا ملحوظًا.

وقالت كيت مارفيل المؤلفة الرئيسية للتقرير والتي تعمل كعالمة في برنامج مختبر ليفرمور لتشخيص النموذج المناخي إن "مستقبلا، يرجح أن تؤثر على طاقة الريح قيود اقتصادية وسياسية وتقنية بدلا من حدود جيوفيزيائية." وقد جرى تركيب توربينات لاستغلال طاقة الريح في الولايات المتحدة بوتيرة متسارعة في السنوات الأخيرة. وتم تركيب أكثر بقليل من مجموع 6500 ميغاواط في كامل البلاد في 2004 بيد أنه في 2012 بدأت طاقة الريح توفر ما يقرب من 49 ألف ميغاواط من الطاقة.

في السياق ذاته قدم المخترع الاسترالي روجر دافي فكرة جديدة لتوليد الطاقة النظيفة باستخدام موارد طبيعية، وتقوم على إنتاج الكهرباء من الهواء الساخن الذي يزداد وجوده على الأرض مع اتساع ظاهرة الاحتباس الحراري، متوقعاً أن يكون بوسعه مستقبلاً تأمين الطاقة لمدن بأسرها باعتماد هذه الوسيلة. وقال دافي إنه يخطط لاختبار المشروع من خلال بناء برج يتجاوز طوله 2600 قدم في صحراء أريزونا الأمريكية، ويؤدي تصميم البرج إلى تسخين الهواء باستخدام أشعة الشمس.

وسيستخدم دافي طبيعة الهواء الساخن الذي يرتفع عن الأرض لتوليد تيار هوائي من أسفل البرج إلى أعلاه، وخلال هذه الرحلة سيقوم الهواء بتشغيل عشرات التوربينات التي ستقوم بتوليد الكهرباء. وتقول شركة "انفيرو ميشن" التي يديرها دافي إن البرج قادر على توليد 200 ميغاوات من الطاقة، بما يكفي لتوفير الكهرباء النظيفة لأكثر من مائة ألف منزل.

وكشف دافي أنه سبق له اختبار فكرته على نطاق ضيق عندما أقام برجاً محدود الارتفاع قرب مصنع في ألمانيا، ونجح في تزويد المصنع بخمسين كيلوات من الكهرباء لمدة سبع سنوات، قبل أن ينهار البرج إثر عاصفة عاتية. وفي حال نجحت الشركة في بناء برجها فإنه سيصبح ثاني أطول منشأة في العالم، بفارق بسيط عن برج خليفة في إمارة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة. بحسب CNN.

ومن المتوقع أن تبلغ تكلفة البرج 750 مليون دولار، غير أن البروفسور محمد تسليم، أستاذ الهندسة الميكانيكية في جامعة نورث وسترت الأمريكية، علق على المشروع بالقول إن الفكرة سليمة من حيث المبدأ، ولكنه شكك في قدرة المشروع على إنتاج كمية الكهرباء المقررة.

نفط من قشر البرتقال

توصل عالم بريطاني إلى طريقة مبتكرة لتحويل قشر البرتقال إلى نفط باستخدام الفرن الكهربائي (المايكروويف)، دفعت جامعة يورك التي يعمل بها إلى تأسيس شركة تحمل اسم (أوبيك). وقالت صحيفة "صندي اكسبريس" إن العالم البروفسور جيمس كلارك وجد أن الفرن الكهربائي العالي الحرارة يمكن أن يكسر الجزئيات في قشور البرتقال للإفراج عن غازات وجمعها وتقطيرها إلى منتج سائل.

واضافت أن البروفسور كلارك استخدم الغازات القيمة المستخرجة من قشر البرتقال لانتاج النفط والبلاستيك والكيماويات والوقود ومادة البكتين التي تُستخدم لتثخين المربى، والتي حوّلها إلى وقود للسيارات وإلى كربون يُستخدم في أجهزة تنقية المياه. واشارت الصحيفة إلى أن العالم البريطاني أكد أن أسلوب المايكروويف يمكن أن يُستخدم أيضاً على مجموعة متنوعة من النفايات ذات الأصل النباتي لانتاج الوقود أو غيره من المنتجات، مثل القش وجوز الكاجو وقشور التفاح والقهوة والأرز.

وقالت الصحيفة إن البروفسور كلارك بنى فرناً كهربائياً (مايكروويف) بكلفة 200 ألف جنيه استرليني في مخبر جامعة يورك البريطانية، قادر على معالجة كمية صغيرة فقط من فضلات الطعام، ويخطط لبناء فرن أكبر قادر على معالجة 30 كيلوغراماً من النفايات في الساعة الواحدة.

واضافت أن البروفسور كلارك يعتقد أيضاً أن اكتشافه سيحقق منافع لمحطات توليد الطاقة الكهربائية من خلل مضاعفة انتاجها، فيما قررت جامعة يورك انشاء شركة باسم (أوبيك)، وهي اختصار لاسم (شركة استغلال قشر البرتقال) ولا علاقة لها بمنظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبيك)، بدعم من مستثمرين من البرازيل واسبانيا لإجراء المزيد من الاختبارات حول طرق الاستفادة القصوى من جبال النفايات الناجمة عن صناعة عصير البرتقال. بحسب يونايد برس.

ونسبت الصحيفة إلى البروفسور كلارك قوله "إن نفايات قشر البرتقال مثال ممتاز لتبديد المصادر النافعة، ويتم ترك نصف فاكهة البرتقال كنفايات بعد الحصول على عصيرها في البرازيل، التي تعد أكبر منتج في العالم لعصير البرتقال، وهذا يعادل ثمانية ملايين طن سنوياً من قشور البرتقال، التي يمكن استخدامها لانتاج المواد الكيميائية والوقود والمواد الأخرى".

البنزين من الماء والهواء

ابتكرت شركة بريطانية صغيرة طريقة لتخليق البنزين من الماء والهواء مستخدمة تقنية تأمل أن تسهم يوما في انتاج وقود نظيف على نطاق واسع. وقال مهندسون من شركة إير فيول سينسيسيس في تيسايد بشمال انجلترا انهم انتجوا خمسة لترات من الوقود التخليقي خلال ثلاثة أشهر.

وتقوم التقنية الجديدة على استخلاص ثاني أوكسيد الكربون من الهواء والهيدروجين من الماء وجمعهما في مفاعل في ظل وجود مادة حفازة لصنع الميثانول الذي يتم تحويله بعد ذلك إلى بنزين. ويقول الباحثون الذين ابتكروا التقنية الجديدة انه باستخدام الطاقة المتجددة في عملية الانتاج من الممكن تخليق وقود خال من الكربون يمكن استخدامه بطريقة مماثلة للبنزين العادي.

وقال بيتر هاريسون الرئيس التنفيذي للشركة "إنه فعلا أنظف لأنه تخليقي." وعبرت الشركة عن ثقتها في إمكانية استخدام التقنية الجديدة على نطاق واسع في عملية في حجم مصفاة في المستقبل.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 24/تشرين الأول/2012 - 8/ذو االحجة/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م