كتاب "الصراع بين الامويين ومبادئ الاسلام" للدكتور نوري جعفر من
مطبوعات النجاح في القاهرة، فيه تصدير للمرحوم الدكتور حامد حنفي داود
استاذ الادب العربي بكلية الالسن، اقتطعت منها ما يحص معاوية الذي كما
ذكرت في مقال سابق لنا ان عرشه بدا يهتز لاسيما ان هنالك بعض المشايخ
الوهابية بدا يشكك في نزاهة وايمان معاوية، ان ما كتبه الدكتور حنفي
يعد شهادة وان كانت متأخرة في الاطلاع عليها حيث ان العجب العجاب لم لم
تثار الضجة في حينها، اقول لكم لم لم تثار الضجة في حينها لان الوهابية
لم يكن لها حضور او موطأ قدم في العالم العربي والاسلامي وكان همها
توطيد دعائمها في الجزيرة العربية على عكس اليوم فانهم يسرحون ويمرحون
بدولة محمد مرسي وغيره من الدول ضعيفة الاقتصاد.
اليكم هذا النص المقتطع من تصدير الدكتور حنفي:
"ولقد حاول المؤلف ـ اي الدكتور نوري جعفرـ أن يفصح عن موقف
الأمويين ضد مبادئ الإسلام، فأفاد في الكثير مما كتب.
وحق له أن يتحدث عن مساوئهم وعما عرفوا به من خيانة، وغدر بالقيم،
واقتراف للكثير من الجرائم الأخلاقية كالزنا ومعاقرة الخمر وإرتكاب
الفواحش ما ظهر منها وما بطن فضلا عن الاحتيال في الدين ونقض للعهود
وكذب على الله وآل بيت نبيه، واستحلالهم للعن الإمام علي الذي فيه يقول
الرسول:
من سب عليا فقد سبني ومن سبني فقد سب الله تعالى.
استعرض المؤلف كل هذه الثغرات الأخلاقية التي تدين بني أمية وتضعهم
في موضع غير كريم من تاريخ الإسلام. إلا أني كنت أحب أن يفلسف الخلاف
بين الهاشميين والأمويين. وأساس هذا الخلاف الذي تفاقم خطية في العهد
الأموي أن الإمام علي ومن حوله ومن بعده من الهاشميين كانوا يمثلون
المعسكر المثالي في الإسلام الذي يؤمن بالمثل والمبادئ والقيم وهو
المبدأ الذي يؤثر فيه المثاليون القيم الإسلامية على حظوظ الدينا.
بينما كان الأمويون يمثلون المعسكر الواقعي المتطرف الذي لا يرى
الأشياء إلا بالمنظار المادي وأتباع هذا المعسكر يضحون بكل شيء من أجل
الدنيا، ولا بأس عندهم من أن يبيعوا دينهم من أجل عرض زائل من الدنيا.
ولا مانع في نظرهم أيضاً من اصطناع الكذب والخيانة والرشوة وقتل
النفس التي حرم الله إلا بالحق ليصلوا إلى دنياهم بالطريق غير المشروع.
والتاريخ شاهد على هذه الآثام التي أرتكبت على حساب الدين.
وهل هناك أفظع من التحايل على الإسلام حين رفع معاوية وعمرو وصحبهم
المصاحف على الرماح بغياً للفتنة التي قال في شأنها الإمام علي: « حق
أريد به باطل » !
وهل هناك أقيم عند الله من نيل الدنيا على القيم والعقيدة واصطناع
الحيل كما فعل معاوية وعمرو؟ ثم ما أجرم فيه أصحاب معاوية من دس السم
للإمام الحسن، ودس السم لمالك الأشتر وقول معاوية: إن لله جنوداً من
العسل مما لا تقره المروءة والنخوة الإسلامية. ثم ما كان بعد ذلك من
أهوال لا تطيقها الجبال من قتل ابن بنت رسول الله ظلماً وعدواناً، وضرب
يزيد للكعبة بالمنجنيق، واستحلال المدينة، إلى غير ذلك من الفظائع
الاموية. إلى غير ذلك مما أشار إليه المؤلف في كتابه." كتبه في
13/9/1978 في القاهرة.
مهما حاول الباطل تعطيل الحق فانه الى زوال وبأمر الهي عندما يقول
الله عز وجل في محكم كتابه "ان الباطل كان زهوقا " اما التبجح والتحامل
على كل من يفضح معاوية فان له اسباب شرعية من وجهة نظر الوهابية لان
افتضاح دور معاوية في محاربة مبادئ الاسلام يعني نخر اساس بنيان
الوهابية الذي يحتمي به مشايخ الوهابية وال سعود وعليه لو ان الدكتور
حامد على قيد الحياة لكن على مشرحة الوهابية يتلظى بنارهم. |