تعاطي الخمور... قتل جماعي وتيهان في المنزل!

 

شبكة النبأ: على الرغم من تزايد التحذيرات وقوانين حظر معاقرة الخمور في الكثير من دول العالم، الا ان التقارير الصحفية والصحية تؤكد ارتفاع معدلات الاضرار العرضية والمباشرة الناجمة عن تعاقر تلك المادة المميتة.

حيث سجلت مئات الوقائع المخلفة لأضرار بدنية ومادية في العديد من الدول كانت في جملة اسبابها هو تناول هذه المادة، فضلا عن حالات الموت المباشر وغير المباشر لمدمني الخمر او بعض المحيطين بهم، كما سيأتي في هذا التقرير.

وتسعى العديد من المنظمات الصحية والحقوقية الى دفع بعض الحكومات لسن تشريعات ملزمة تحظر تعاطي الخمور او تداولها، خصوصا في الدول الغربية، الى جانب سعيها لحظر الاعلان التجارية في هذا الصدد، خشية من تأثير ذلك على شرائح المراهقين.

خطر الاصابة بنزيف في المخ

فقد ذكرت دراسة فرنسية ان مدمني المشروبات الكحولية ممن يتناولون اربعة اقداح يوميا على الاقل ربما يتعرضون لخطر الاصابة بنزيف في المخ في سن مبكرة نسبيا. وركز الباحثون الذين نشرت نتائجهم في دورية علم الاعصاب the journal Neurology على عادات الشراب بين الاشخاص الذين عانوا نزيفا في المخ وهو نوع من السكتة الدماغية يتسرب فيها الدم من اوعية دموية متمزقة الي المخ.

ومن بين 540 مريضا تابعهم الباحثون كان ربعهم يسرفون في الشراب قبل السكتة الدماغية. وحدث لهم نزيف في المخ عندما بلغوا 60 عاما بينما حدث لدى المرضى الذين لا يسرفون في الشراب عند سن الرابعة والسبعين. وقالت كبيرة الباحثين تشارلوت كوردونير من جامعة ليل بشمال فرنسا "الاسراف المزمن في تناول الكحوليات يزيد خطر النزيف في سن صغير جدا."

والاشخاص الذين يسرفون في الشراب لم يكونوا فقط في سن اصغر عندما اصيبوا بالسكتة الدماغية لكن كانوا ايضا يتمتعون بصحة جيدة نسبيا واقل احتمالا لان يكون لهم تاريخ في الاصابة بامراض القلب او السكتة الدماغية او "السكتة الصغرى" مقارنة بالمرضى الذين لا يفرطون في الشراب.

وعندما حدثت السكتة الدماغية في جزء عميق من المخ فان اكثر من نصف الاشخاص الذين كانوا يسرفون في الشراب ممن تقل اعمارهم عن 60 عاما كانوا عرضة للوفاة في غضون عامين مقارنة بثلث اولئك الذين لم يكونوا يفرطون في الشراب.

وقال لاري جولدشتاين وهو اختصاصي في الامراض العصبية لم يشارك في الدراسة ان نتائج الدراسة لا يمكن ان تبرهن على ان الاسراف في الشراب نفسه هو سبب الاصابة بسكتات دماغية في سن مبكرة.

والاسراف في الشراب يمكن ان يؤدي الى زيادة الضغط وربما يؤثر ايضا على قدرة الدم على التجلط وهو ما قد يزيد احتمالات حدوث سكتة دماغية من النوع النزفي.

وفي هذه الدراسة فان الاشخاص الذين يسرفون في الشراب كان لديهم مستويات اقل من مواد بعينها تسمح بتجلط الدم على الرغم من ان تلك المستويات كانت لا تزال في النطاق العادي.

الأفلام قد تدفع المراهقين

فيما وجد بحث دولي أن مشاهد الكحول في الأفلام قد تدفع المراهقين نحو تعاطي الخمور. وكشف باحثون أوروبيون أنه كلما تزايدت مشاهد الكحول في الأفلام ازدادت احتمالات إفراط الشباب في تعاطيها رغم الاختلافات الثقافية، من حيث تنظيم استهلاك المشروبات الكحولية، في الدول التي أجري فيها الاستطلاع.

وشمل الاستبيان، الذي نشرت نتائجه في دورية "طب الأطفال" أكثر من 16 ألف طالب، تراوحت أعمارهم بين سن 10 و 19 عاماً، من ست دول أوروبية مختلفة. وقال راينر هانوينكل، من "معهد البحوث الصحية والعلاج التأهيلي" بألمانيا: "لم نكن نتوقع هذه النتيجة بهذا الوضوح، لكنها تظهر مدى تأثير وسائل الإعلام بحياة الشباب.. أفلام هوليوود توزع بكافة أنحاء العالم، ما يعني أن تأثيرها لا يقتصر على المراهقين الأمريكيين، بل بالخارج أيضاً." وأوضح هانوينكل بأن الدراسة وضعت قيد الاعتبار العديد من عوامل الخطر المعروفة التي يمكن أن تؤثر على قرار المراهقين بتعاطي المشروبات.

ورغم تلك العوامل ومنها نمط استهلاك العائلة للمشروبات، والجنس، ومستويات الدخل، وجد الباحثون أن كم استهلاك المراهق للكحول مرتبط بمرات مشاهدة تعاطي تلك المشروبات في الأفلام.

وكذلك وجد باحثون أمريكيون صلة بين احتساء تلك المشروبات في الأفلام ونمط استهلاكها بين البالغين. وعقب د. فيكتور ستروسبيرغر، الناطق باسم الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال على الدراسة قائلاً: "ما يقوله لنا هذا البحث حول الإعلام أن التعرض لمشاهد الشراب في الشاشة الكبيرة أحد أبرز الأسباب وراء بدء تعاطي المراهقين للكحول."

وفي المقابل، قال علماء إنه بالرغم من إظهار الدراسة الأوروبية لرابط قوي بين ما يراه المراهقون في الأفلام والإفراط في الشرب لكنها من تبين الأسباب والتأثير، ودعوا لإجراء المزيد من الدراسات في هذا الشأن.

مراهقات بريطانيا

فيما كشفت دراسة طبية حديثة أجراها باحثون بريطانيون بجامعة سانت أندراوس النقاب عن أن المراهقات البريطانيات هن الأكثر معاقرة للمشروبات الكحولية مقارنة بمراهقات أوروبا وآسيا.

ووفقا لما نشرته صحيفة القبس الكويتية، قال الباحثون إن قوة وطيش الفتيات البريطانيات في عصرنا الحالي دفعت العديد منهن إلى تقليد المراهقين الذكور في تناول المشروبات الكحولية. وأظهرت اللقاءات الحوارية التي أجريت مع مئات الآلاف من المراهقين في أوروبا وأمريكا الشمالية أن شباب اسكوتلندا وإنجلترا و والاس هم من أكثر الشباب المدمنين على الكحول.

ووجد باحثو منظمة الصحة العالمية بعد دراسة سلوك الاطفال والمراهقين في المرحلة الدراسية أن حوالي نصف المراهقين الذين بلغت أعمارهم 15 عاما في ثلاث دول مختلفة يقبلون على تناول المشروبات الكحولية على الأقل مرتين يوميا، كما سجل الباحثون مالا يقل عن 29 فى المائة بعد دراسة 39 دولة.

وجاءت ولاية والاس بالمركز الثالث كأكثر دولة يتناول مراهقيها الخمور، بينما جاءت اسكوتلندا في المركز السابع وإنجلترا في المركز الثامن، كما وجد الباحثون أن هناك اختلافات طفيفة بين عادات المراهقين الإناث والذكور في تناول الكحول في إسكوتلندا وإنجلترا ووالاس.

معقمات الأيدي

في السياق ذاته حذر باحثون في دراسة صدرت مؤخراً، من ارتفاع أعداد المراهقين الذين تم نقلهم إلى المستشفيات على خلفية شربهم لمعقمات الأيدي السائلة، وتعرضهم للإصابة بتسمم كحولي.

وجاء في الدراسة، التي تم نشرها على مجلة التايم الأمريكية، الشقيقة لـCNN أن معظم المراهقين الذين لم يبلغوا السن القانونية المسموح بها لشراء الكحول، يلجأوا إلى إضافة أنواع من العصير أو المشروبات الغازية إلى كميات من السائل الكحولي الموجود في معقمات الأيدي، والوصول بعد شربها إلى الثمالة.

وجاء في الدراسة أن مستشفى في ولاية سان فرانسيسكو استقبل ست حالات لمراهقين مصابين بتسممات كحولية على خلفية استهلاكهم لكميات من الكحول المستخلصة من معقمات الأيدي، والتي استطاعوا التعرف عليها من خلال الانترنت.

وبينت الدراسة أن سهولة الحصول على معقمات الأيدي من المحال التجارية وانخفاض أسعارها، بالإضافة إلى نسب الكحول العالية الموجودة فيها والتي تصب في المتوسط إلى 62 في المائة، كلها عوامل يجب أخذها بعين الاعتبار وحظر بيعها للمراهقين.

وتنصح الدراسة الوالدين وأولياء الأمور بالاستغناء عن معقمات الأيدي السائلة، واستبدالها بمعقمات الأيدي التي تحتوي على رغوة معقمة، يصعب استخلاص الكحول منها.

خطة لتقليل ظاهرة الإفراط

من جهتها اقترحت الحكومة البريطانية وضع سعر أدنى للمشروبات الكحولية في إنجلترا وويلز ب 40 قرشاً (نصف دولار أمريكي) لكل وحدة كحول في محاولة للحد من ثقافة الإفراط في شرب الكحوليات. وتعتقد الحكومة إن هذه الخطوة قد تغيّر سلوك المفرطين في الشراب والذين يشكلون معضلة للمستشفيات والشرطة.

تهدف الخطة إلى تقديم مساعدة للهيئات المحلية لمعالجة آثار هذا السلوك وأيضا التعاون مع صانعي المشروبات لتشجيع الشرب بعقلانية. وكان مصنعو المشروبات الكحولية قد إنتقدوا وضع سعر أدنى، واصفين الخطة بالمُضلَلة وبأنها ستضر المستهلكين.

خطة الحكومة ستقوم بمنع البائعين من تقديم مشروبات كحولية رخيصة عن طريق تقييد السعر الأدنى. وهذا لن يزيد من سعر المشروبات الكحولية، لكنه سيقيّد أسعار المشروبات المخفضة مثل الجعة ذات التركيز العالي والمشروبات الروحية الرخيصة.

وفاة 17 شخصا في هندوراس بعد تناول كحول ملوثة

الى ذلك فتحت سلطات هندوراس تحقيقا بشأن وفاة 17 شخصا إثر تسمم على ما يبدو بعد تناول كحول تحتوي على الميثانول، بحسب ما أعلنت النيابة العامة في مدينة سيغواتيبيكي (الشمال).

وقال اسرائيل أوسيدا المدعي العام في مدينة سيغواتيبيكي التي تبعد 120 كيلومترا عن تيغوسيغالبا والتي تضم نحو 100 ألف نسمة، لوكالة فرانس برس "نجري فحوصات لتحديد نسب السمية ونشرح الجثث لمعرفة إذا كانت الوفاة ناجمة عن تناول الكحول".

وكان الضحايا قد استهلكوا الكحول الجمعة وبدأوا يشعرون بأعراض الأحد من قبيل آلام في البطن وتقيؤ، بحسب ما أفادت السلطات. وكانت حصيلة الوفيات قد وصلت إلى ثمانية أشخاص، لكن اسرائيل أوسيدا اوضح أنه "تم الإبلاغ عن حالات أخرى في احياء أخرى من سيغواتيبيكي وقرى مجاورة".

وأعلن وزير الصحة أرتورو بندانيا أن السلطات "ستحقق في هذه الحادثة لانه من المحتمل ان تكون هذه الوفيات ناجمة عن مزج الميثانول" بالكحول. وقد نقل عدة أشخاص آخرين إلى المستشفى مع الأعراض عينها.

واكد اسرائيل أوسيدا أن السلطات ضبطت 700 صندوق من الكحول في عدة مستودعات في مدينة سيغواتيبيكي وقد حظرت السلطات البلدية استهلاك الكحول لمدة 48 ساعة ريثما تجري التحقيقات اللازمة.

يقتل سبعة اشخاص في موقف للحافلات

من جهتها قالت الشرطة إن سائقا مخمورا اندفع بسيارته المسرعة الى موقف للحافلات في موسكو مما أسفر عن مقتل سبعة اشخاص وجرح ثلاثة اخرين. وأضافت الشرطة ان السائق -الذي القي القبض عليه وقد يواجه عقوبة بالسجن تسع سنوات- كان سحبت منه رخصة القيادة في 2010 عندما ضبط اثناء قيادته السيارة وهو مخمور.

ونقلت وكالة انترفاكس الروسية للانباء عن مسؤول بالشرطة قوله ان الرجل كان يقود السيارة بسرعة 200 كيلومتر في الساعة تقريبا. وجاء في بيان على الموقع الالكتروني لشرطة موسكو "بناء على نتيجة اختبار تبين ان السائق كان في حالة سكر وقت الحادث." وترتفع معدلات الوفاة في روسيا جراء شرب الكحوليات وحوادث الطرق عن مثيلاتها في العديد من الدول الغربية.

تائه في منزله

"لحقوا عليّ أنا ضايع... ما أدري بأي ديرة"، بلاغ استنفر عمليات وزارة الداخلية، ليتضح ان المبلغ سكران، وأنه "تائه" في منزله، بمنطقة أبو حليفة، وان أوهام الخمر صورت له أنه في الشارع!!

وبحسب صحيفة "الراي" الكويتية  فإن عمليات وزارة الداخلية تلقت بلاغا من مواطن يستنجد لإنقاذه بعد ان تقطعت به السبل، ولا يدري اين هو، ولا يعرف اتجاها يسير فيه، وأنه يعتبر نفسه في عداد المفقودين. وأضاف في بلاغه: "لحقوا عليّ... أنا ضايع... وما أدري بأي ديرة"!!

واوضح المصدر ان "البلاغ استنفر رجال أمن الاحمدي مدعومين بدوريات النجدة، فسارعوا ببدء جهودهم للبحث عن المواطن المفقود، بينما ظلوا على اتصال بهاتفه، حيث كان يجيبهم مرة ويتجاهل اتصالاتهم مرات، ومن خلال المكالمات القصيرة التي تحدث فيها معهم أيقنوا بأنه واقع تحت حالة سكر، فعمدوا الى استدراجه ليعرفوا عنوانه، وعندما توجهت دورية الى منزله وجدوه - كما ظنوا - يعاني آثار الإفراط في تعاطي الخمر".

وأفاد المصدر بأن "رجال الأمن اقتادوا المبلغ التائه في بيته الى مخفر منطقة أبو حليفة، وسجلوا بحقه قضية سكر وإزعاج سلطات، وجار اتخاذ ما يلزم بشأنه".

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 21/تشرين الأول/2012 - 5/ذو االحجة/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م