الفلم المسيء للرسول من انتاج القاعدة

سامي جواد كاظم

الاجرام ليس له قومية او جنسية فكل انسان فاقد القيم والاخلاق ولا يخشى الله يرتكب الجريمة واما الاغطية التي يستخدمها المجرم فهي شتى منها الدين او الوطن او القومية او السياسة واعمها شمولا هو الدين الاسلامي لان المسلم هو من نطق الشهادتين فقط بغض النظر عن تصرفاته او ما يكنه قلبه من كفر وشرك، واصدق صورة للمنظمة الاجرامية المتلبسة بلباس الاسلام هي القاعدة التي تعتبر مولدا وتمويلا وانتماءً سعودي وهابي صرف، ولان اعمالها اجرامية فانها استهوت مجرمين من دول اخرى غير عربية وبدأت تتنوع الاعمال الاجرامية يرافقها سياسة اجرامية يضمن لها البقاء في الساحة التي يراد لها ان تبقى فوضوية.

ولا استبعد من بين افضل عمل جاء بمردود ايجابي على القاعدة هو قيامها بإنتاج فلم مسيء للرسول الاعظم ومن خلال التنديد والاستنكار استطاعت ان تقوم ببعض الاعمال الارهابية رافقها رفع الاعلام الخاصة بهم وسط اكثر من دولة عربية واجنبية في البحرين والكويت، كما في اليمن والأردن ومصر وتونس، وحتى استراليا، رُفعت أعلام القاعدة في عز النهار وامام الملا والعيون، بل وحتى ما اقدم عليه المجرمون في بنغازي هو قاعدي وهابي سعودي قطري صرف، ولان المسلمين لهم مشاعر فياضة وبلا حدود اتجاه الرسول فان ردة الفعل جاءت عنيفة من قبلهم من غير دراسة الاسباب والدوافع لهذا الفلم الذي من اليسير ان ينتج مثله وخلال اقل من ساعة وفي الوقت ذاته اعمال الارهاب والقتل والتفجير الذي تقوم به القاعدة ألا يعتبر اساءة لرسول الله (ص)؟، وهل اعمال حكام السعودية وقطر والبحرين لا تعتبر اساءة لرسول الله (ص)؟.

لقد استفادت القاعدة من الربيع العربي استفادة لم تكن بحساباتها قدمتها لهم امريكا تحت غطاء الديمقراطية لكي يتم ضرب اكثر من هدف بحجر واحد، فالمسميات والتسميات سهلة فأي مجموعة قاعدية يمكن لها ان تشكل حزب او كتلة وتدخل الانتخابات تحت ذريعة الديمقراطية ومع المال السعودي يكون التزوير سهل وبسيط كما حصل في العراق ولبنان وسيحصل في ليبيا ومصر، اضافة الى اجواء الديمقراطية جاء عبث منظمة حقوق الانسان التي تراعي المعتقلين والارهابيين وتبحث لهم عن مأوى امن بذريعة حقوق الانسان، ومع عدم مهنية الاجهزة الامنية والعسكرية التي باتت مشتتة الولاءات والانتماءات لاسيما في الدول التي خاضت التغيير مما سهل على القاعدة القيام بأعمال ارهابية وبشكل اسهل من انتاج الفلم المسيء للرسول.

الهويات والاسماء مكشوفة للعالم باسره وحتى لمن يدعي محاربة القاعدة يعلم اين هي القاعدة ولكن الاجراءات التي يجب ان تتخذ ضدها لوقف الاعمال الارهابية معطلة وبقصد لحين تحقيق اهداف منشودة وعندها يتم تغيير الاسماء والجماعات ولكن لنفس الغايات، فالتلمود قانون موجود لان الاسلام موجود الى اليوم الموعود.

 

 

 

 

 

 

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 17/تشرين الأول/2012 - 1/ذو االحجة/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م