ظهيرة الـ mbc وحقوق الانسان

زاهر الزبيدي

في ظهيرة الجمعة 12/10 ، عرضت قناة الـ mbc برنامجاً تواصلت فيه مع السجناء السعوديون في العراق وما يتعرضون له من تعذيب وطريقة إعدام بعضهم ممن أعدموا بطريقة الحقنة السامة ، كما تحدثت مقدمة البرنامج مع السجين "ابو عبد الله" هاتفياً من داخل السجون العراقية ، كما تعرضت الى أن جثة أحد المعدومين التي وصلت السعودية أكتشف أن فيها آثاراً للتعذيب !

ليس لدينا أي اعتراض على أن يتابع برنامج لبلد ما أحوال سجنائه في البلدان الأخرى ولكني في حاجة ملحة الى أن اسأل سؤالاً واحداً بعد مقدمة بسيطة :

.. نحن بلد لا نمتلك سياحة جيدة وليس لدينا اقتصاد يتناسب واقتصاديات الدول المحيطة بنا ولا نمتلك وضعاً امنياً مريحاً يتيح لزائرنا التمتع بطبيعة العراق وليس لدينا كرنفالات غير تلك تختص بالقتل والخطف ولا تسوقاً كما يحدث في "مهرجانات دبي" و"جدة غير" ولا كل من مظاهر البهجة التي تشيع في بلدان الخليج... فماذا يفعل سعودي في العراق ومنذ سنوات؟ هل اختطفته المخابرات العراقية من الرياض؟ هل سحبته من سفارة السعودية؟ هل ارسلت الحكومة العراقية مخابراتها الى الخارج لتأتي به؟ هل محكوم على ذمة قضية سرقة وجاء للعراق لتنفيذ الحكم؟ لا أدري هل من الممكن ان تجيب قناة الـ mbc على هذا السؤال.. ماذا يفعل ذلك السعودي في العراق؟

لا إجابة طبعاً أنه لم يأت إلينا للتمتع بمظاهر البؤس وهو ليس بصحفي ولا دبلوماسي.. أنه ليس سوى انتحارياً غرر به من غرر من دعاة السلفية والإرهاب ليأتي العراق بحثاً عن جنته.. ينتحر ويخطف معه أرواح أبناءنا ونساءنا وأطفال مدارسنا وروضات أطفالنا.. يعصف الانفجار بنا ، وكل ذلك ليصل الى جنته ويتناول طعامه مع الرسول (ص) ، تتمزق اجسادنا وتسحق رؤوسنا ليفطر هو مع الرسول (ص) وننام نحن مع الشيطان؟ نموت وأطفالنا ويدمر إقتصادنا ، ليذهب هو الى حور العين ، حيث ينتظرنه عشرون منهم عند باب الجنة !.. وكل ذلك لكونه أزهق أرواح العشرات بكبسة زر لصاعق التفجير.. الذي دفع ثمنه أحدهم عن طيب خاطر.

أي معادلة تلك التي يتم الدفاع بها عن من قطَّع أوصالنا ورمّل نسائنا وأيتم اطفالنا ، ومن هو من بيننا أحق بالجنة منه؟.. وأي حكم يتناسب وذلك الذي يزهق الروح التي حرم الله ازهاقها إلا بالحق.. فبربكم يامن تقومون على إدارة قناة الـ mbc نسائكم ورجالكم ، لو كانت الصور التي أرفقها لكم هي لأحد ابناءكم أو بناتكم.. ما كنتم لتفعلوا وماذا سيكون حكمكم على قاتلهم وماذا سيكون حكمكم على من تهيء وتحضّر وتجهّز وجهز ورفع ودعا واصدر الفتاوى المحرضة على قتلنا واستباحة دماءنا بتلك الطريقة الوحشية.. أي حكم ستختارون.. لا أعتقد بأنكم خالون من الرحمة أو خالون من الألم أو من الغيرة على أبناءكم انما هي "البحبوحة" التي تعيشون بها تدفعكم الى هذا الكلام ، فأطفالكم معصومون عن الموت بتلك الطريقة.. وبماذا حكمت السعودية على من فجر في السعودية وأهان الأمن السعودي؟.. اليس بقطع الرأس؟.. وهل قطع الرأس بالسيف أهون من حقنة السم؟ وهل ينتهك العراق حقوق الانسان ولا تنتهكه السعودية؟ وقد أظهر تقرير منظمة الهيومن رايتس Humanrights الأخير ، إضطهاداً لحقوق المنطقة الشرقية وهل أقسى من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في معاملتها مع ابناء السعودية أنفسهم.. عن أي قوانين نتحدث والسعودية سبقت العراق بكثير في عدد الإعدامات فيها ، حيث اعدم فيها 82 شخصا على الاقل في 2011 بقطع الرأس ، لتحتل المرتبة الثانية في العالم بعد الصين وعلى الرغم من أن العراق هو الأحوج لهذا الحكم في تلك الفترة المصيرية من حياة شعبه.. ولماذا الاعتراض والعين بالعين والسن بالسن ، "وبشر القاتل بالقتل ولو بعض حين".. هل تريد السعودية أن نزف لهم قتلة ابناء شعبنا الى ديارها بالدفوف كما الأعراس وأن نقيم له ولائم الكبسة وعجينة المطبق والمعصوبة.

 فما بالكم لو وجدت أحدهم في بيتي ليلاً هل أعذره لأنه ظلَّ طريقه أم أقطعه بأسناني لأنه تجاوز ودخل بيتي لينهش في لحمي !

أن السعودية أعلم بمن دخل العراق من ابناءها وهي تداري عن ذلك بالصمت والتعتيم وهي من تمول الجماعات الإرهابية في العراق فتلك " صحيفة وورلد تريبيون الأمريكية التي ذكرت امس السبت 13/10 إن تنظيم القاعدة أقام خمسة معسكرات تدريب صحراوية في الأنبار وأن التنظيم تلقى أموالا من دول الخليج وخاصة المملكة العربية السعودية، ولفتت الصحيفة إلى تحذير مسؤولين عراقيين الأسبوع الماضي من عمليات واسعة للقاعدة في العاصمة بغداد ".. عمليات واسعة بمعنى موت الكثيرين من أبناءنا ، نسأل الله أن يحفظهم ، موت الكثيرين بأموال الريـال السعودي الذي يرش هناك وهناك وبكل الطرق وليس بأقلها دعم تلك المجاميع لقتلنا ، أما عن التعذيب فلنسأل المخابرات السعودية عنه واستخباراتهم العسكرية فهم المدرسة بذلك وأحتذى بحذوهم الآخرون.

zzubaidi@gmail.com

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 16/تشرين الأول/2012 - 29/ذو القعدة/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م