تركيا والازمة السورية... هل ينقذ انقرة هروبها الى الامام؟

 

شبكة النبأ: بعد اندلاع الأزمة السورية دبَّ التوتر في أوصال العلاقات التركية السورية بعدما كانتا حليفتين ومقربتين جدا من بعضهما، لكن بعد أحداث الصدام الأخيرة، أصبحت تلك العلاقات على أعتاب مرحلة جديدة تتضمن الكثير من عوامل الصراع والنزاع، ما أثار المخاوف من حدوث تصعيد خطير للصراع في هذه المنطقة وتحول الأزمة السورية التركية إلى نزاع إقليمي، إذ كان رد الفعل من الجانب التركي مصحوبا بنوع من المبالغة المقصودة، بهدف الهروب الى الامام صوب الخلاص من مضار الأزمة السورية، التي كلفتها خسائر كبيرة على المستوى الأمني والسياسي والاقتصادي، وخاصةً فيما يتعلق بتدفق اللاجئين، كونها تستضيف اكثر من 90 الف لاجئ سوري، وتخشى تركيا من حدوث تدفق اللاجئين على غرار نزوح نصف مليون من اكراد العراق إلى اراضيها بعد حرب الخليج عام 1991. وامتد العنف إلى لبنان ايضا، حيث تسعى الدولة التركية للبحث عن حل جديدة لتحقيق أجندات عديدة وأهداف مزعومة لكنها تخشى من الانزلاق في براثن الحرب، حيث بلغت الازمة الجديدة بين تركيا وسوريا حدّا من الجدية، دفع روسيا إلى إرغام دمشق على الإقرار بالخطأ والاعتذار تفاديا للتصعيد، لكن التوتر بين البلدين سيستمر طالما استمرت الحرب الدائرة في سوريا، وبدورها وقفت الولايات المتحدة إلى جوار تركيا حليفتها في حلف شمال الاطلسي وساندتها في حقها للدفاع عن نفسها، في حين يرى المحللون السياسيون أن احتدام التوتر وتدهور الصراع بين تركيا وسوريا قد يجعل المنطقة على شفا كارثة محققة من المحتمل أن يستثمرها الغرب لصالحه، غير أنهم يستبعدون احتمال أن تقدم تركيا على شن هجمات واسعة أو حتى شن حرب ضد سوريا.

الحرب ليست بعيدة

فقد حذر رئيس الوزراء التركي طيب اردوغان من ان بلاده "ليست بعيدة" عن خوض حرب مع سوريا بعد هجمات عبر الحدود بين البلدين مما يسلط الضوء على خطر انزلاق دول الجوار الى الصراع الدائر في سوريا الذي بدأ بانتفاضة لاسقاط الرئيس بشار الاسد. وفي خطاب حماسي امام حشد من الجمهور في اسطنبول حذر اردوغان حكومة الاسد من انها سترتكب خطأ فادحا اذا اختارت خوض حرب ضد تركيا، وقال اردوغان "نحن لا نريد حربا لكننا لسنا بعيدين عنها ايضا." وأضاف "وأقول لمن يحاولون اختبار قدرة تركيا على الردع والحسم وقدراتها من هنا إنهم يرتكبون خطأ قاتلا." وادان مجلس الامن الدولي الهجوم السوري على البلدة التركية ودعا إلى الوقف الفوري لمثل هذه الانتهاكات للقانون الدولي. بحسب رويترز.

وأكدت تركيا أنها مستعدة لشن ضربات انتقامية مرة اخرى اذا امتدت الحرب إلى اراضيها لكنها قالت ايضا انها ستعمل وفقا للقانون الدولي وبالتنسيق مع القوى الاجنبية الأخرى. وقتل خمسة مدنيين أتراك بعد سقوط القذيفة السورية على بلدة اكاكالي في جنوب شرق تركيا. وادت الضربات التي وجهتها تركيا ردا على هذا الهجوم إلى مقتل عدد من الجنود السوريين. وأجاز البرلمان التركي شن عمليات عسكرية عبر الحدود في حالة وقوع اعتداءات اخرى. وقال رئيس الوزراء التركي طيب اردوغان ان انقرة لا تريد بدء حرب وان قرار البرلمان هدفه الردع، لكن الخوف ما زال سائدا في المنطقة.

احتدام الصراع

على الصعيد ذاته رد الجيش التركي بإطلاق النار بعد إطلاق قذيفة مورتر من الجانب السوري وسقوطها في أرض زراعية بجنوب تركيا غداة تحذير رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان لدمشق بأن تركيا لن تتجنب الحرب في حال استفزازها. وهذا هو رابع يوم من الهجمات التي تشنها تركيا ردا على سقوط قذائف مورتر وقصف من القوات السورية أسفر عن مقتل خمسة مدنيين أتراك في شرق البلاد، والهجمات والهجمات المضادة هي أشد أعمال العنف عبر الحدود التي يشهدها حتى الآن الصراع في سوريا الذي بدأ في صورة انتفاضة مطالبة بالديمقراطية لكنه تحول إلى حرب أهلية ذات أبعاد طائفية. وتوضح هذه الهجمات كيف يمكن للأزمة السورية أن تزعزع الاستقرار في المنطقة، وثمة ما يقرب من 100 ألف لاجئ سوري يعيشون في مخيمات بتركيا الدولة العضو في حلف شمال الأطلسي التي كانت حليفة للرئيس السوري بشار الأسد في السابق ولكنها الآن واحدة من أبرز الأصوات المنادية برحيله. وسمحت تركيا أيضا لقادة المعارضة السورية باتخاذها ملاذا آمنا لهم.

وتتمتع تركيا بجيش أكبر بكثير من الجيش السوري. وقال اردوغان إن بلاده لا تريد حربا ولكنه حذر سوريا من ارتكاب "خطأ فادح" باختبارها عزيمة تركيا. وكانت دمشق قالت إن قذائف المورتر سقطت في تركيا بطريق الخطأ. وقال مكتب حاكم إقليم هاتاي إن القذيفة التي أطلقت من سوريا سقطت على أرض فضاء قرب قرية جويتشي في منطقة يايلاداغي على عمق 50 مترا داخل الأراضي التركية. وقال بيان على الموقع الإلكتروني لمكتب حاكم هاتاي "تشير التقديرات إلى أن القذيفة أطلقتها قوات الأمن التابعة للجمهورية العربية السورية على قوات معارضة على طول الحدود"، وأضاف البيان "لم يسفر الحادث عن وقوع أي خسائر في الأرواح. "ردت نقطة جويتشي الحدودية بالمثل بإطلاق أربع قذائف مورتر عيار 81 ملليمترا." وقالت وكالة أنباء دوجان التركية إن قذيفة مورتر أخرى أطلقت من سوريا لتسقط على مسافة نحو 50 مترا من برج مراقبة قرب جويتشي وتصاعد الدخان من المنطقة. ولم ترد على الفور أي تقارير بشأن وقوع خسائر بشرية أو شن هجوم ردا على سقوط القذيفة ولكن من المتوقع الرد عليه.

وأشارت وكالة دوجان إلى أن مكتب حاكم هاتاي حذر سكان المنطقة من الخروج إلى الشرفات أو قضاء الوقت في الأماكن المفتوحة. وأضاف المكتب أن الهلال الأحمر يقدم الدعم النفسي لسكان المنطقة. وكان حادثان مماثلان وقعا في هاتاي، وقال اردوغان في كلمة شديدة اللهجة ألقاها أمام حشد في اسطنبول "أقول لمن يحاولون اختبار قدرة تركيا على الردع والحسم وقدراتها من هنا إنهم يرتكبون خطأ قاتلا"، وأضاف "نحن لا نريد حربا لكننا لسنا بعيدين عنها أيضا. هذه الأمة وصلت إلى ما وصلت إليه اليوم بعد خوضها حروبا عبر القارات." وقصفت المدفعية التركية أهدافا للجيش السوري، مما أسفر عن مقتل عدد من الجنود السوريين بعد قصف سوري أسفر عن سقوط قتلى. وأدان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الهجوم السوري الأول وطالب بوقف هذه الانتهاكات للقانون الدولي على الفور بينما أجاز البرلمان التركي القيام بعمليات عسكرية عبر الحدود في حال وقوع اعتداءات أخرى.

وقالت روسيا الحليف القوي لسوريا إنها تلقت تأكيدا من دمشق بأن الهجوم على تركيا كان حادثا مأساويا عارضا ولكن اردوغان رفض ذلك قائلا إنها المرة الثامنة التي تسقط فيها قذائف مورتر سورية على الأراضي التركية. وقال مسؤول بالحكومة التركية طلب عدم الكشف عن هويته إن الهجوم السوري على بلدة أكاكالي، وذكرت قناة إن.تي.في التركية أن سوريا أمرت طائراتها الحربية وطائرات الهليكوبتر بعدم الاقتراب لمسافة عشرة كيلومترات عن الحدود التركية وأبلغت وحدات مدفعيتها بعدم إطلاق قذائف على مناطق قريبة من الحدود.

غير أن السلطات السورية لم تؤكد ذلك. وقالت الولايات المتحدة إنها تؤيد حق حليفتها في حلف شمال الأطلسي في الدفاع عن نفسها ضد أي اعتداء ناجم عن الصراع في سوريا بينما ناشدت روسيا تركيا التزام الهدوء وتجنب أي خطوة يمكن أن تزيد من حدة التوتر. ولقي أكثر من 30 ألف شخص حتفهم في الانتفاضة المناوئة للأسد. ويقول معارضون إنهم سيطروا على قاعدة للدفاع الجوي بها مخزن للصواريخ خارج دمشق، مما يعطيهم دفعة بعد سلسلة من الانتكاسات التي شهدوها في العاصمة. بحسب رويترز.

ولم يتسن التحقق بشكل مستقل من صحة التصوير. وتفرض السلطات السورية قيودا على عمل الصحفيين في سوريا. وعلى الرغم من وقوع اشتباكات متكررة في ضواحي دمشق لم تتمكن قوات المعارضة من السيطرة على أراض لفترات طويلة في مواجهة المدفعية والقوات الجوية للحكومة. وشنت المعارضة هجمات مدمرة على منشآت حكومية وعسكرية في قلب العاصمة.

اعتراض الطائرة

من جهته قال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو ان بلاده أجبرت طائرة ركاب سورية كانت في طريقها من موسكو الى دمشق على الهبوط في أنقرة للاشتباه في انها تحمل معدات عسكرية مرسلة الى قوات الرئيس السوري بشار الاسد، ورافقت مقاتلات تركية الطائرة السورية التي كانت تقل 30 راكبا الى مطار أنقرة بعد ان تلقت السلطات التركية معلومات بأنها تحمل شحنة "غير مدنية" لم تسجل، وقال داود أوغلو "نحن مصممون على مراقبة نقل أسلحة الى نظام، من غير المقبول ان تتم مثل هذه العمليات (نقل اسلحة) باستخدام مجالنا الجوي"، واضاف في تصريحات عبر التلفزيون التركي "اليوم تلقينا معلومات بأن هذه الطائرة تحمل شحنة لها طبيعة لا يحتمل ان تكون متفقة مع قواعد الطيران المدني"، وازدادت حدة التوترات بين الحليفتين السابقتين تركيا وسوريا أثناء الحرب في سوريا. بحسب رويترز.

وقال داود أوغلو ان تركيا من حقها فحص الطائرات التي يشتبه في انها تحمل مواد عسكرية وانه سيسمح للطائرة بمواصلة رحلتها اذا تبين انها غير مخالفة. وامتنع عن التعليق على ماهية المواد المحظورة، وقال ان تركيا ستواصل فحص الطائرات المدنية السورية التي تستخدم مجالها الجوي، وأضاف ان المجال الجوي السوري لم يعد آمنا وان طائرات الركاب التركية يجب الا تحلق هناك. ورأى شاهد من رويترز عند الحدود طائرة ركاب واحدة على الاقل تغير اتجاهها وهي تقترب من سوريا وتعود الى تركيا، وعززت القوات المسلحة التركية وجودها على امتداد الحدود التي يبلغ طولها 900 كيلومتر وردت على اطلاق النار والقصف من شمال سوريا حيث تخوض قوات الاسد معارك مع معارضين يسيطرون على مساحات من الاراضي.

النفط والكهرباء

على صعيد أخر يتجه خام برنت إلى أعلى إغلاق له في شهر مدعوما بتصاعد التوتر بين سوريا وتركيا وأعمال صيانة في بحر الشمال وشح إمدادات المنتجات النفطية، وارتفعت العقود الآجلة لخام لأعلى مستوى منذ 17 سبتمبر أيلول قبل أن يغلق على انخفاض طفيف،  وضغطت زيادة أكبر من المتوقع في مخزونات الخام الأمريكية على الأسعار، وقال بيارني شيلدروب المحلل لدى إس.إي.بي في أوسلو "الموقف السوري يحتدم وهناك مخاوف من رد تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي ومن تداعيات ذلك على المنطقة. بحسب رويترز.

في سياق متصل اعلن وزير الطاقة التركي تانر يلديز ان سوريا اوقفت وارداتها من الطاقة الكهربائية من تركيا في وقت جرى تبادل اطلاق قذائف مرارا منذ اسبوع بين البلدين عبر الحدود، وكانت انقرة التي تزود سوريا بحوالى 20 بالمئة من الطاقة التي تستهلكها، هددت دمشق في كانون الثاني/يناير الماضي بقطع امدادها بالكهرباء بعد اسقاط طائرة حربية تركية بالدفاعات الجوية السورية، ويأتي الاعلان التركي للقرار السوري في وقت تصاعد فيه التوتر بين البلدين الى حد كبير منذ قصف قرية اكاتشاكالي التركية الحدودية.

روسيا

من جهة أخرى نفى مصدر في وكالة تصدير السلاح في روسيا في تصريحات لوكالة انترفاكس الروسية للأنباء وجود أسلحة على متن طائرة الركاب السورية التي أجبرت على الهبوط في تركيا بينما كانت في طريقها من موسكو إلى دمشق للاشتباه بأنها تحمل معدات عسكرية، ونقلت وكالة الأنباء الروسية عن المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه قوله "لم تكن هناك أسلحة ولا أي نوع من الأنظمة أو قطع المعدات العسكرية على متن الطائرة ولا يمكن أن تكون على متنها"، وأجبرت طائرات نفاثة حربية طائرة الايرباص ايه-320 المتجهة الى دمشق وكانت تقل نحو 30 راكبا من موسكو على الهبوط في مطار أنقرة بعد ان تلقت تركيا معلومات بأنها تحمل امدادات عسكرية، وتمت مصادرة جزء من شحنة الطائرة في تركيا قبل أن تستكمل طائرة الركاب رحلتها ولم تكشف تفاصيل عن محتوياتها. بحسب رويترز.

وروسيا هي من أكبر حلفاء الرئيس السوري بشار الاسد واستخدمت حق النقض (الفيتو) ضد ثلاثة قرارات في مجلس الامن التابع للامم المتحدة كان القصد منها اهالة الضغوط على الاسد كما باعت العام الماضي لقواته اسلحة بلغت قيمتها مليار دولار، وقال مصدر وكالة تصدير السلاح ان روسيا لم توقف صادرات السلاح لدمشق على الرغم من صدور اشارات متضاربة من جانب موسكو بشأن ما اذا كانت قد استمرت في امداد دمشق بالسلاح بعد تصاعد العنف بين مقاتلي المعارضة وقوات الاسد، وقال المصدر "اذا اردنا ان نرسل اي معدات فنية عسكرية او اسلحة سيتم هذا بالطريقة الصحيحة وليس من خلال اي سبل غير مشروعة وبالقطع ليس في طائرة مدنية.، وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في يونيو حزيران ان روسيا لا ترسل اسلحة الى سوريا يمكن ان تستخدم في الصراع المدني، ونقلت انترافكس عن مصدر بوزارة الخارجية الروسية قوله ان روسيا طلبت توضيحا من السلطات التركية بشأن اعتراض الطائرة السورية التي أقلعت من مطار كنوكوفو في موسكو.

أمريكا

من جهتها عبَّرت الولايات المتحدة عن أملها ألا يتصاعد الاشتباك الحدودي بين تركيا وسوريا ولكنها ساندت حق حليفتها في حلف شمال الأطلسي في الدفاع عن نفسها من العدوان اذا اتسع نطاق الصراع الداخلي المسلح في سوريا. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إنها ترى أن رد تركيا على إطلاق قذيفة مورتر من سوريا على أراضيها كان ملائما ومتناسبا ويهدف لردع أي انتهاكات أخرى لسيادتها. وقال المتحدث باسم البنتاجون جورج ليتل للصحفيين "نأمل ألا يتصاعد هذا إلى صراع أوسع ونأمل بتهدئة الموقف." واضاف ليتل قوله ان الولايات المتحدة ألقت اللوم على حكومة الرئيس السوري بشار الأسد. وقال ليتل "إننا غاضبون من أفعال الحكومة السورية على الحدود التركية. ونقف إلى جانب حلفائنا الأتراك، وحذت الولايات المتحدة حذو أعضاء آخرين في حلف شمال الاطلسي في التعبير عن التضامن مع تركيا بعد ان طلبت تركيا عقد اجتماع في وقت متأخر من الليل لمناقشة الهجوم. وقال بولنت علي رضا مدير مشروع تركيا في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن "حلفاء تركيا ابتداء من الولايات المتحدة تعهدوا شفويا بالاطاحة بالأسد لكنهم لا يؤيدون اتخاذ الخطوات الإضافية التي تريد تركيا أن تراها. بحسب رويترز.

وقال باركي "هذا الحادث إذا تكرر في المستقبل فسيؤدي إلى زيادة مطالب تركيا منا. سيقولون تعرضنا للهجوم وحلفاؤنا لم يفعلوا لنا شيئا." واضاف قوله "أعتقد أننا جميعا لا الأتراك وحدهم سيتعين علينا انتهاج سياسة جديدة تأخذ في الحسبان أن هذه الحرب الأهلية في سوريا قد تستمر عاما آخر أو نحو ذلك. وسيتعين علينا جميعا أن نتكيف مع هذا الوضع."

مخاوف الاتراك

على صعيد ذو صلة رحب أتراك كثيرون بالرد السريع لجيشهم على نيران المدفعية السورية التي اطلقت على تركيا لكنهم عبروا عن القلق من انزلاق بلادهم الى حرب شاملة يمكن ان تمتد آثارها عبر الحدود، لكن رغم إعلان الاتراك عن دعم واسع النطاق للرد العسكري الانتقامي الذي قتل خمسة جنود سوريين إلا أن مخاوفهم تزايدت من تورط عسكري أكبر في الحرب الاهلية في سوريا. وكان الشعار التركي "لا للحرب" هو الشعار الغالب في موقع تركيا على موقع تويتر، وخرج حوالي خمسة الاف شخص الى شوارع اسطنبول مساء يوم الخميس في مظاهرة مناهضة للحرب تحولت الى مظاهرة ضد حزب العدالة والتنمية الحاكم، وهتفت الحشود تحت سمع وبصر شرطة مكافحة الشغب "العدالة والتنمية يريد الحرب.. الشعب يريد السلام. بحسب رويترز.

"لا للحرب.. السلام الان." وقالت هاتيج جوكتورك وهي في الثانية والستين من العمر "لا نريد الحرب.. لا نريد ان يموت الشبان." وفي وقت سابق يوم الخميس اطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لمنع مجموعة صغيرة من المحتجين المناهضين للحرب من الاقتراب من البرلمان في انقرة. وهتف المحتجون "لا نريد الحرب" و"الشعب السوري اشقاؤنا"، ودعت احزاب المعارضة وجماعات المجتمع المدني التي عبرت عن هواجسها بشأن الرد العسكري التركي الى تنظيم مزيد من الاحتجاجات في اسطنبول في وقت لاحق، وأظهر مسح أجرته صحيفة حريت على الانترنت ان 60 في المئة يعارضون المذكرة التي سمحت بنشر قوات للقيام بعمل عسكري محتمل. ويخشى البعض من سعي قوى خارجية لدفع تركيا نحو الصراع بغية استخدام أنقرة لتحقيق مصالح خاصة.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 13/تشرين الأول/2012 - 26/ذو القعدة/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م