حماس والخيار المر... احتياجات الداخل وسياسات الخارج

كمال عبيد

 

شبكة النبأ: تشهد حركة المقاومة الفلسطينية حماس مؤشرات انقسام حقيقية في الآونة الأخيرة، حيث أظهرت علاقة المد والجزر لهذه الحركة مع بعض بلدان الشرق الأوسط، حالة من الصراع الداخلي، بسبب التطورات والتداعيات السياسية في المنطقة، فأصبحت حركة حماس أشبه بوجهين لعملة واحدة، فهي تظهر في وجهها الأول بأنها مازالت تلتزم مع تكوينها وجذورها العقائدية الإسلامية مع جماعة الاخوان المسلمين من خلال علاقتها مع مصر، على الرغم من غضب سكان غزة من الحملة المصرية لإغلاق الأنفاق، الا انها تبحث عن ضوء في نهاية النفق المصري، اما وجهها الثاني فينم عن تمعن في نظرتها الإستراتيجية الأيدلوجية بعلاقتها مع سوريا وايران، بينما تحاول بعض البلدان الخارجية تغير اتجاه البوصلة السياسية لحماس من خلال تقديم الدعم اللوجستي ومجالات اخرى، لذا فإن اختلاف الظروف والتحولات الإقليمية في الشرق الأوسط، تشي باتساع رقعة الخلاف والانقسام بين قيادات حماس والتي ستجبرها ايضا على تغيير بعض سياساتها على الصعيدين الداخلي والخارجي، فقد تظهر هذه الانقسامات التي راح ضحيتها قائد الجناح السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل، ملامح وجهها في المستقبل القريب، فربما يشكل ذلك ضياعا حقيقيا لأهدافها الأساسية سواء كانت سياسية او حقوقية بسبب الوجه السياسي الجديد، وبالتالي يصبح استقرار فلسطين حلم تائه بعيد المنال.

ابو مرزوق وهنية على رأس حماس

كما يبدو القياديان الكبيران في حركة حماس موسى ابو مرزوق واسماعيل هنية اقوى مرشحين لخلافة خالد مشعل على رئاسة المكتب السياسي للحركة، بعدما بات بحكم المؤكد ان الاخير لن يرشح نفسه لدورة جديدة، على ما ذكر مسؤولون في الحركة، ويوضح الشيخ سيد ابو مسامح القيادي البارز في حماس ان اقوى المرشحين لخلافة مشعل هم نائبه "موسى ابو مرزوق الذي قاد حماس والتنظيم الاخواني، واسماعيل هنية رئيس الحكومة (المقالة) وايضا صلاح العاروري" الذي اعتقلته اسرائيل طيلة 15 عاما بعد ادانته بتأسيس الجناح العسكري للحركة في الضفة الغربية، وذكر مصدر في الحركة طالبا عدم الكشف عن اسمه ان عماد العلمي عضو المكتب السياسي والبعيد عن الاضواء والمقيم في غزة بعد انتقاله من سوريا اخيرا يعتبر "مرشحا ايضا"، الا انه اعتبر ان "اقوى مرشحين هما ابو مرزوق وهنية".

وقال ابو مسامح وهو من مؤسسي حماس ونائب في المجلس التشريعي "للاسف ابو الوليد (مشعل البالغ 56 عاما) لن يرشح نفسه مجددا لاربع سنوات لاسباب بعضها شخصي وبعضها لمواجهته بعض الصعوبات في النظرة الاستراتيجية للتعامل مع الهم الوطني مثل المصالحة وتطوير منظمة التحرير"، وقال مسؤول كبير في حماس يقيم في الخارج طلب عدم ذكر اسمه ان اختيار رئيس الحركة سيكون "بعد اجتماعات تعقد في تشرين الثاني/نوفمبر بعد عيد الاضحى"، وراى "في حال انتخب ابو مرزوق وهو الاوفر حظا، على القيادة ان تقرر اين سيكون مقره الدائم" مضيفا ان ابو مرزوق موجود في القاهرة "بصفة غير رسمية ويمكن اعتبار العاصمة المصرية مقرا موقتا لاستضافته، مثلما هي قطر حاليا بالنسبة الى مشعل، لحين رسو سفينة الثورات العربية"، وقال مسؤول في حماس ان مجلس الشورى العام الذي يضم ممثلين عن مجالس الشورى الفرعية في الضفة وغزة والخارج "بحاجة لخطوات بسيطة لتشكيله النهائي" وهو سيختار من اعضائه مرشحين لانتخابات رئاسة المكتب السياسي.

واكد يحيى موسى القيادي في حماس ان في تقاليد الحركة ولوائحها "الا يرشح اي عضو نفسه، فجميع اعضاء مجلس الشورى العام بحكم المرشحين" موضحا ان قرارات الحركة "لا تسير بمنطق الديموقراطية البسيطة بل تعتمد التوافق والاجماع لوجود الحركة في ساحات عديدة في الداخل والخارج"، ويدعو ابو مسامح الى ان يكون رئيس الحركة من الداخل "لان الثقل بالداخل"، ويدعو يحيى موسى (اكرر يحيى موسى) الى "اقامة قيادة الحركة في الداخل حتى لو انتخب في الخارج، ليكون محتضنا من الشعب في قلب المعركة ان امكن"، من جهته يفضل المسؤول المقيم في الخارج ان يكون رئيس المكتب السياسي من قادة الخارج "لسهولة الحركة وعلاقاته العربية والاسلامية والدولية"، ويدعو ابو مسامح "للاستفادة من تجارب مثل المغرب وحزب العدالة والتنمية في تركيا" في طريقة الانتخاب "لتكون حماس اكثر انسجاما مع التطورات والمتغيرات وهذه مسؤولية مجلس الشورى والمكتب السياسي لان اللوائح للاسف قاصرة حتى الان ويجب تطويرها"، وذكرت مصادر ان قادة بينهم ابو مرزوق وهنية مارسوا حديثا ضغطا "دون جدوى" على مشعل للتراجع عن قراره، واكد عضو المكتب السياسي لحماس خليل الحية عدم وجود اي علاقة لقرار مشعل بملف المصالحة، مشددا ان قراره "رغبة شخصية لديه وان قادة حماس في قطاع غزة هم اكثر من حاولوا ثنيه للتراجع عن قراره هذا"، وتحدثت مصادر فلسطينية ان قرار مشعل بعدم الترشح يعود الى خلافات حادة مع القيادة في غزة على خلفية توقيعه اتفاق الدوحة لتشكيل حكومة انتقالية برئاسة الرئيس محمود عباس "دون حصوله على موافقة مسبقة من الحركة"، ويرفض يحيى موسى فكرة وجود معسكرين في الحركة معتبرا "لا وجود لمثل هذه التقسيمات في حماس" لكنه يقر بوجود "نوع من الجماعات الداخلية تتباين في افكارها واجتهاداتها حيث توجد تقاليد تحكم الحركة ووحدتها"، وتجري انتخابات اطر حماس القيادية بشكل سري رغم ان اعضاء المكتب السياسي يمكن معرفتهم باستثناء بعضهم "لاسباب امنية"، ويطالب ابو مسامح الذي كان تولى لفترة قيادة حماس وكذلك رئاسة مجلس الشورى العام للحركة بتطوير اللوائح الداخلية لحماس بما ينسجم مع حجم التغيرات. وقال "كحركة مؤسسة لا نريد الاعتماد على شخص بل على مؤسسة ونحتاج لعقلية المؤسسة للعمل بمفهوم المجموع لا الافراد، وهذه لا تزال نقطة ضعف رغم تطور الحركة الطبيعي". بحسب فرانس برس.

ويؤكد ان النظام الداخلي للحركة مثل النظام الداخلي لجماعة الاخوان المسلمين يعتبر "ان لكل شخص الحق في الترشح او يرشحه شخص اخر اذا انطبقت عليه المواصفات المحددة كأن يكون عضوا في مجلس الشورى ل5 سنوات على الاقل"، واوضح يحيى موسى ان "تعديلات (لم يكشفها) اجريت في الدورة الانتخابية الاخيرة على اللوائح" مشيرا الى "اتجاه في الحركة يطالب بتغيير وتطوير نمط اللوائح لان الاهم من الفرد هو المؤسسة التي صنع الشهداء والاسرى وكتائب القسام وهجها وتمددها"، ولا يرى المسؤولون اي تأثير لتغيير مشعل على طبيعة علاقات الحركة الاقليمية والدولية، ويقول ابو مسامح وهو من رفاق الشيخ احمد ياسين مؤسس الحركة الذي اغتالته اسرائيل في 2004 "لا قلق على حماس التي استشهد مؤسسها وخيرة من قادتها"، وكان عضو المكتب السياسي للحركة عزت الرشق قال على صفحته على موقع فيسبوك ان مشعل سيترك "فراغا كبيرا".

الربيع العربي سيفتح صفحات الخلافة

من جهته صرح اسماعيل هنية رئيس وزراء حكومة حماس في غزة ان اللقاء الذي جمع بين الرئيس المصري ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس نتج عن الربيع العربي الذي "سيفتح صفحات الخلافة"، وقال هنية خلال خطبة الجمعة في شمال قطاع غزة "بالأمس التقى قادة المقاومة الفلسطينية من حماس بالرئيس المصري محمد مرسي"، واضاف ان "صاحب القصر السابق (الرئيس المصري المخلوع مبارك) كان متورطا في حصار غزة وربما الحرب عليها ورفض لسنوات اي لقاء ما المقاومة ورجالها ورفض دوما الاعتراف بإرادة الشعب الفلسطيني، ولكن بالأمس الرئيس محمد مرسي يستقبل قادة حماس وهذا جاء من خلال صبر أهالي غزة وصمودهم وتعبيرا لإرادة الثورة"، واكد على "تواصل الربيع العربي حتى تسقط جميع اركان الظلم والطغيان وتستعيد الامة زمام الامور وتستكمل بقية الملفات وأهمها تحرير فلسطين كلها والقدس والأقصى، فترة الحكم الجبري بدأت بالزوال وستفتح صفحات الخلافة الراشدة"، وتابع ان "الانظمة التي سقطت كانت مهمتها ضمان عدم عودة الخلافة وضمان حماية الكيان الصهيوني، وضمان بقاء الأمة في حالة التبعية لأمريكا والكيان الإسرائيلي"، وطالبت حماس السلطات المصرية مرارا بفتح معبر رفح الحدودي بشكل كامل وبادخال الوقود لمحطة توليد الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة الذي يعاني من فترات انقطاع في التيار الكهربائي تصل الى 18 ساعة يوميا، وكانت قطر تبرعت ب30 مليون ليتر من الوقود لمحطة توليد الكهرباء بقطاع غزة الا انها لا تصل بشكل منتظم الى قطاع غزة.

وقد اتهم مصدر مسؤول في حكومة حماس "جهات تنفيذية في مصر تتعمد عرقلة وصول الوقود القطري الى قطاع غزة"، واوضح "ان تتبع سير وصول الوقود القطري الى قطاع غزة منذ بدايته وحتى اليوم قد واجه الكثير من العقبات والتأخير من قبل الجهات المنفذة في مصر، مما تسبب في عدم رفع كفاءة الكهرباء في القطاع ،لان الكميات التي تدخل قطاع غزة دون المستوى المطلوب"، واكد على ان "في حال استمرت الامور بهذه الطريقة فان الحكومة ربما تقرر وقف استلام الوقود من الجانب المصري حتى تضمن وصوله بشكل مؤكد الى القطاع وبالكميات المطلوبة لتشغيل المحطة".

مقاوم متشرد

من جهة أخرى  شن التلفزيون السوري هجوما غير مسبوق على خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الفلسطينية (حماس) واصفا إياه بانه "مقاوم مشرد" واتهمه بالجحود بعد ان فتحت له دمشق ابوابها قبل عقد من الزمن وقال إنه "باع المقاومة من اجل السلطة"، وكان مشعل يوما حليفا لدمشق يتشاركان العداء لاسرائيل لكنه غادرها العام الماضي اثر احتدام المعارك بين قوات الرئيس بشار الاسد ومسلحي المعارضة، وقال التلفزيون السوري "إن سوريا ليست نادمة لانها لم تفعل ما فعلت لتنتظر وفاء او جميلا او شكورا فقد فعلت ما رأت أنه واجبها القومي والوطني مع مقاوم مشرد وفرت له ولرفاقه كل الدعم لمواصلة مقاومتهم. بحسب رويترز.

لكنه أضاف "ان سوريا فرحة بأن يغادرها من باع المقاومة بالسلطة.. ان ما جعل لكم مكانة عند شعب فلسطين كان خياركم المقاوم وليس هويتكم الاخوانية وستكتشفون ذات يوم ان من ينام بين المقابر سيرى المنامات الموحشة وستتذكر ذات يوم ان مشهدكم في مؤتمر (رئيس الوزراء التركي رجب طيب) اردوغان كان كحجار المقابر يسند بعضها بعض وكل منكم يحتاج من يسنده"، وبحسب سجلات الامم المتحدة تستضيف سوريا نحو نصف مليون فلسطيني وابنائهم ممن طردوا او نزحوا عن ديارهم اثناء حرب 1948 . ويقول فلسطينيون ان 120 الفا اخرين يقيمون في مدن سورية.

غضب الأنفاق

على صعيد أخر تثير عملية هدم الانفاق المتواصلة من قبل اجهزة الامن المصرية على الشريط الحدودي لقطاع غزة غضب ومخاوف ابناء غزة الذين يعتبرها الكثيرون منهم شريان الحياة لسكان القطاع الذي تطبق اسرائيل حصارها عليه منذ اعوام، ويتساءل رياض العريان وهو صاحب احد الانفاق على الحدود الفلسطينية المصرية بغضب "لمصلحة من يهدم الامن المصري الانفاق؟ عندما تم انتخاب الاخوان المسلمين والرئيس مرسي فرحنا واطلقنا النار في الهواء وتأملنا ان تنفرج الامور واستبشرنا خيرا"، وبحسرة يقول الرجل ذو اللحية البيضاء الذي يرتدي جلابية بيضاء وهو واقفا امام نفقه المعطل "لكن الان بعدما رأيناهم نبكي على النظام السابق وعلى مبارك الذي لم يغلق الانفاق"، وعلى الجهة المقابلة في الجانب المصري للشريط الحدودي الذي يبلغ طوله 14 كيلومترا تظهر جرافة يحرسها جنود مصريون وهي تقوم بردم ما يبدو انه بوابة نفق، ويقول عبد الرؤوف (36 عاما) وهو فلسطيني يقيم في رفح المصرية ويقوم بتوريد مواد البناء الى غزة ان "قوات الجيش والامن بدأوا حملة اغلاق وهدم الانفاق من المنطقة القريبة للسيطرة الاسرائيلية شرقا باتجاه الغرب"، ويضيف ان الامن المصري "يقوم باجراءات تضييق شديدة تصعب العمل بشكل كبير، فقد قاموا بهدم واغلاق قرابة 120 نفقا حتى الان"، وهو يرى ان الامن المصري "يدمر الانفاق ببطء وتدريجيا كي لا يثير الانتباه". بحسب فرانس برس.

اما خالد فرع (50 عاما) وهو شريك في نفق مخصص لنقل الوقود تكلف انشاؤه 300 الف دولار فيروي "كان لدينا 40 عاملا والامور تسير جيدا وفجأة بعد هجوم سيناء الارهابي توقفنا عن العمل تماما، اعتقدت ان التوقف سيكون لفترة مؤقتة لكنهم صبوا كل غلهم وغضبهم علينا وانهار المشروع"، وقد اطلق الجيش المصري عملية عسكرية واسعة النطاق في سيناء بعد يومين من مقتل 16 من حرس الحدود المصري في هجوم مسلح استهدف في الخامس من آب/اغسطس نقطة تفتيش قرب الحدود المصرية مع كل من قطاع غزة واسرائيل، ولا تتجاوز حاليا نسبة العمل بالتهريب في مئات الانفاق ال40% بسبب الحملة الامنية على ما ذكر عدد من اصحاب الانفاق، ونظمت حركة حماس، التابعة لجماعة الاخوان المسلمين الام التي ينتمي اليها الرئيس المصري محمد مرسي، تظاهرات عدة احتجاجا على اغلاق الانفاق، ودعا يوسف فرحات القيادي في حماس الرئيس مرسي الى فتح المعابر "لان شعبنا يبني عليكم امالا كبيرة بوضع افضل من السابق ورفع الحصار" مستنكرا هدم الانفاق، واعتبر الانفاق "حالة طارئة وسنهدمها بايدينا في حالة اوجدتم بدائل ورفع الحصار" مضيفا "الاحتلال الاسرائيلي اراد من وراء الحصار عقاب اهل غزة"، الا ان ياسر عثمان سفير مصر لدى السلطة الفلسطينية اكد ان بلاده "قدمت تسهيلات كبيرة لقطاع غزة خاصة في آلية عمل معبر رفح" مضيفا "كان متوقعا الخروج بمسيرات تشيد بالدور المصري في هذا الصدد وليس الخروج بمسيرات ضد مصر".

انتخابات بلدية

من جانب أخر أعلنت السلطة الوطنية الفلسطينية أنها تعتزم إجراء انتخابات بلدية في الضفة الغربية وفي قطاع غزة في أكتوبر تشرين الأول القادم في خطوة أغضبت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تدير قطاع غزة، وقال بيان للسلطة الفلسطينية "صادق مجلس الوزراء على إجراء الانتخابات المحلية في العشرين من تشرين الأول المقبل لتشمل جميع مجالس الهيئات المحلية في كافة أنحاء الوطن، وقال سامي ابو زهري المتحدث باسم حماس "حماس تعتبر قرار رام الله بشأن الانتخابات المحلية إجراء متفردا وتعطيلا للمصالحة وتصعيدا يزيد من تعقيدات المصالحة ونحمل حركة فتح مسؤولية تداعيات هذا القرار. بحسب رويترز.

وهناك خصومة بين حركتي حماس وفتح منذ حرب أهلية قصيرة في عام 2007 انتهت بسيطرة حماس على قطاع غزة مما أدى إلى تقسيم الأراضي الفلسطينية سياسيا وجغرافيا، ووقع زعماء الفصيلين اتفاقا في قطر في فبراير شباط الماضي يقضي بتشكيل حكومة وحدة تضم وزراء فنيين

وكانت حماس أوقفت تسجيل الناخبين في قطاع غزة مما وجه انتكاسة كبيرة لجهود المصالحة، وقد يؤدي إعلان السلطة الفلسطينية إجراء انتخابات ورفض حماس إجراء الانتخابات البلدية فقط في الضفة الغربية إلى تعميق الانفصال السياسي بين المنطقتين.

التعذيب والاعتقال التعسفي

على صعيد مختلف اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش حركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي تسيطر على قطاع غزة بممارسة انتهاكات "واسعة النطاق" لحقوق الانسان من بينها "التعذيب والاعتقال التعسفي والمحاكمات الجائرة"، وفي تقرير بعنوان "نظام للانتهاكات: اوجه فشل منظومة العدالة الجنائية في غزة" قالت المنظمة ان "اجهزة حماس الامنية لا تقوم بابلاغ الاقارب عن اماكن المحتجزين والاعتقالات وتنتهك حقوق المحامين"، وقال نائب مدير المنظمة في الشرق الاوسط جو ستورك في بيان "بعد خمس سنوات من حكم حماس في غزة، تفوح من نظامها القضائي رائحة الظلم، وانتهاك حقوق المعتقلين بشكل روتيني ومنح الحصانة للاجهزة الامنية التعسفية"، واضاف "يجب ان توقف حماس الانتهاكات التي خاطر المصريون والسوريون وغيرهم في المنطقة بحياتهم لوضع حد لها".

الا ان اسلام شهوان المتحدث باسم وزارة الداخلية في حكومة حماس الذي حضر المؤتمر الذي عقدته المنظمة وصف التقرير بانه "بانه سياسي بامتياز وكل ما جاء فيه هو عبارة عن نقاط استندت على الظن ولم تستند على حقائق مطلقة"، واضاف "ننظر الى التقرير بخطورة لكن مع تاكيدنا على ان مثل هذه التقارير هي تقارير ايجابية من خلال توطيد العلاقة مع منظمات حقوق الانسان كذلك من اجل تصويب عمل الاجهزة الامنية".

وتقول المنظمة انها اجرت مقابلات مع ضحايا التعذيب والانتهاكات الاخرى بالاضافة الى اقاربهم ومحامييهم والقضاة والمنظمات الحقوقية المحلية، وبحسب المنظمة فان "الشهود ذكروا ان جهاز الامن الداخلي ووحدة المخدرات التابعة للشرطة المدنية والمباحث يقومون كلهم بتعذيب المعتقلين" مشيرا الى ان واحدة من المنظمات الحقوقية المحلية تلقت 147 شكوى بالتعرض للتعذيب من القوات الثلاث في عام 2011 فقط. بحسب فرانس برس.

كما وانتقد التقرير، المكون من 53 صحفة، استخدام المحاكم العسكرية لمحاكمة المدنيين موضحا انه "تم اعدام عدة اشخاص بعد تعرضهم لمحاكمات عسكرية نتج عنها احكام بالاعدام على الرغم من وجود ادلة تثبت تعرضهم للتعذيب"، ويوضح التقرير ان "القضاء العسكري لم يقم بالغاء اي قضية جنائية ضد المعتقلين بسبب انتهاكات في سلامة الاجراءات، وتجاهل او فشل في التحقيق في مزاعم من المعتقلين بانهم تعرضوا للتعذيب"، واعترفت المنظمة ان حركة حماس سمحت لرؤساء ثلاث من المنظمات الحقوقية الفلسطينية بالوصول "المخصص" للمعتقلين ولكنها دعت الحكومة في غزة الى توسيع نطاق وصول هذه المنظمات، وذكرت بان حماس تزعم بانها قامت بتأديب عناصر من الاجهزة الامنية بسبب ارتكاب انتهاكات ولكنها لم تقم ابدا بنشر اي معلومات عن المعنيين او التدابير التأديبية التي تم اتخاذها، ويؤكد شهوان ان وزارته اتخذت "اجراءات عقابية ضد الافراد الذين ثبت قيامهم بتجاوزات، حيث تمت محاسبة 120 عنصرا امنيا خلال العام 2011 بعقوبات تفاوتت بين الفصل والحبس وخفض الرتبة العسكرية".

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 8/تشرين الأول/2012 - 21/ذو القعدة/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م